كتشاف الفياجرة

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-07-23

اكتشاف الفياجرا.. 

مصادفة سعيدة ولكن!!

صورة

رغم ظهور أدوية مماثلة بعد الفياجرا إلا أن الأخير يبقى الدواء الأكثر جدلاً في عالم الطب وهو الذي تجاوز صيته أغلفة كتب الطب ووجد له مكاناً مميزاً في طرائف الناس وحكاياتهم حتى لا يذكر اسمه إلا وترافق ذلك مع ابتسامة.

طرح دواء الفياجرا في الأسواق عام 1996 وحققت شركة فايزر المنتجة له خلال فترة وجيزة من الوقت ربحاً يقدر ب 15 مليار دولار ويقدر أنه كل ثانية يتم استهلاك 9 حبات فياغرا في العالم!!

ولكن ما قصة اختراع هذا الدواء الأول من نوعه في هذا المجال والذي ما زال يزرع الابتسامة والرضا على وجوه الرجال طيلة ما يزيد عن عقد من الزمن، وكيف كانت الصدفة التي أدت إلى اكتشاف الحبة العجيبة؟

في عام 1991 أجرى طبيبان إنكليزيان من مدينة "كنت" البريطانية عدة تجارب لتطوير دواء يستخدم لعلاج ألم الذبحة القلبية الهدف منه توسيع شرايين القلب وعلاج أيضاً ارتفاع ضغط الدم.

فشلت التجارب والدراسات فشلاً ذريعاً في علاج الذبحة القلبية وخابت آمال الأطباء، ولكن لوحظ بعد انتهاء التجربة أن الرجال الذين شاركوا في البحث قاموا بالاحتفاظ بما تبقى من حبات ورفضوا إرجاعها للباحثين، ولدى التحري عن السبب، لوحظ أن إجابتهم جاءت متوافقة معترفين أنها حسنت الأداء الجنسي عندهم بشكل ملحوظ.

لم يغفل الأطباء هذه الميزة غير المتوقعة للدواء المدروس، وسرعان ما حولوا مجرى البحث للتحري عن فوائد الفياغرا في معالجة ضعف الانتصاب لدى الذكور وأكملت الدراسة في هذا الصدد، فكانت النتائج مذهلة في هذا المجال.

وهكذا تم اكتشاف الفياغرا بمحض الصدفة عام 1994، عندما كان الدكتور إيان أوسترلوه وفريقه بشركة فايزر يجرون أبحاثاً على مادة دوائية جديدة لعلاج الذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم. وقد وجد الفريق أنه من خلال متابعة الآثار الجانبية للدواء على المرضى لوحظ حدوث انتصاب عقب تناول الدواء. فحول الفريق وجهته من العمل على تطوير علاج للذبحة الصدرية وضغط الدم إلى آخر لعلاج العجز الجنسي.

ورغم أن سنوات وسنوات قد مرت على اكتشاف عقار الفياجرا وإقراره من قبل الأطباء كمنشط لدى الرجال، إلا أن الكثير من التجارب الواقعية والدراسات العلمية وآراء بعض الأطباء تؤكد أن ضرره أكثر من نفعه وأن عواقبه وخيمة وغير مأمونة!!

ويجمع الأطباء والباحثون على أن الفياجرا دواء مثل كل الأدوية وليس وسيلة ترفيه أو استمتاع، ولذا فإن تعاطيه بدون استشارة الطبيب المختص - وهذا هو للأسف الشائع - يحمل خطورة كبيرة وشديدة. ولا يجب أن يستساغ التعاطي مع الفياجرا كما يتعاطى الإنسان مع كوب من الشاي أو القهوة أو شراب منعش!!

فالفياجرا تحمل - والكلام للأطباء - مجموعة كبيرة من المخاطر الصحية لمتعاطيها وخصوصاً الذين تزيد أعمارهم عن ال 50 عاماً، وأيضاً الذين يعانون من أمراض القلب والشرايين، ومن يعاني من مشاكل الضغط، علاوة على أن كبار السن يعانون من مشاكل عمرية أخرى مثل المشاكل الناجمة عن الضعف الجسدي أو الجنسي التي تكون علامة من علامات التقدم في السن، فمن يعاني من مشاكل صحية منهم تزداد حالته خطورة، والسليم منهم أيضاً يتعرض لمشاكل بعد أخذ الفياجرا لأنها تعطيه قوة غير طبيعية في حين أن الجسم غير مؤهل لتحمل هذه القوة، كما أن صحته العامة لا تستطيع تحمل طول الفترة الجنسية مما يسبب له مضاعفات كبيرة.

وقد نشطت في الكثير من المجتمعات ظاهرة زواج الكبار من الفتيات الصغيرات معتمدين في ذلك على تعاطي الدواء السحري الفياجرا الذي يعتقدون في قدرته السحرية على سد فجوة النشاط بين عجوز وزوجة شابة غير مدركين أن تعاطيهم العشوائي بدون أخذ رأي الطبيب قد يجعلهم أقرب إلى قبورهم!!

وفي كل الحالات لابد من التوجه إلى الطبيب لتحديد فسيولوجية الجسم لتحديد هل يتحمل الجسم العقار أم لا.

ويؤكد الأطباء على ضرورة استبعاد مرضى القلب والضغط نهائياً وعلى الإطلاق، حيث يمكن أن يؤدي تعاطي الفياجرا إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة.

ويرفض الأطباء أن يتعاطى الشباب الأصحاء الفياجرا على أمل أن هذا التعاطي يمنحهم المزيد من القوة أو الفحولة ويعزو هذا الرفض إلى أن هذه الحبة سوف تدفع بهم إلى العديد من المشاكل الصحية والاجتماعية.

كما أن الأصحاء من الشباب يتعرضون بعد تناول الفياجرا إلى مشاكل هبوط الدورة الدموية وانخفاض الضغط وقلة التركيز، علاوة على مشاكل الكبد والكلية. ومن جهة أخرى فإن الشاب يؤذي زوجته نفسياً وجسدياً لأنه سوف يصبح غير متوافق معها ويحملها مشاكل نفسية تؤثر على حياتهما الزوجية.

صورة

وبالفعل تراجع الإقبال على عقاقير الفياجرا في الآونة الأخيرة وذلك في أعقاب التحذيرات الغريبة التي أطلقتها المؤسسات الطبية من العواقب السلبية والأعراض الجانبية للفياجرا، لا سيما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والضغط وغيرهما، مما فتح أبواب الشك على مصراعيها عند الأشخاص الذين يتناولون هذا المنشط، الأمر الذي قلص من مبيعات الشركات المنتجة وحول الكثير من الزبائن للبحث عن بدائل طبيعية.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا