"التيفال"..
المصادفة العجيبة!!
صورة
ومن بين الأشياء الطريفة في عالم الاختراعات أن هناك بعض المخترعين حاولوا ابتكار اختراع معين أو التوصل إلى نتيجة محددة لكنهم فوجئوا بنتيجة مختلفة تماماً وابتكار جديد لم يخطر بالهم من قبل.
الدكتور "روي بلانكيت" الملقب باسم دوبونت، ذو اللسان المعسول اكتشف بالمصادفة مادة "التيفلون" أثناء قيامه باختبارات على الغازات المبردة المستخدمة في البرادات والمكيفات.. ففي صباح السادس من مايو عام 1938، وفي مختبره بنيوجرسي فحص بلانكيت وعاءً كان قد خزنه طوال الليل متوقعاً أن يجده مليئاً بغاز شديد البرودة، لكنه بدلاً من ذلك، وجد أن الغاز قد تجمد مشكلاً مادة شمعية القوام صلبة التصقت من تلقاء نفسها على جدران الوعاء.
دهش الدكتور بلانكيت لزلاقة المادة وكتامتها المطلقة ومقاومتها لكل الكيماويات الأكالة التي عرضها لها فأطلق عليها اسم التيفلون وهي كلمة مختصرة لاسم المادة الكيماوية "تيترافلوروإيثيلين".
واستخدام التيفال فيما بعد في صنع الرداء الخاص برواد الفضاء فكان الرواد على متن رحلة أبولو قد قاموا بارتداء ملابس مصنوعة من التيفال.
وكذلك بدأ استخدامه في رقائق الحاسوب وفي الحلول محل شرايين القلب وواقٍ حراري للمركبات لدى اختراقها الغلاف الجوي عند عودتها إلى الأرض.. وتمت إضافة التيفال إلى مفاصل تمثال الحرية "15000 مفصل" بولاية نيويورك للتقليل من سرعة تآكلها وتلفها، كما تقلل مادة التيفال التي تغطي المصابيح من تحطمها وتحد من تمزق مكابح السيارات وتآكلها الناجمين عن الاحتكاك.. ضم اسم الدكتور روي بلانكيت إلى قائمة المخترعين العالميين في عام 1985 بسبب هذا الاكتشاف.
بقي أن نشير إلى أنه قد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مخاطر التيفال أو مادة "التيفلون" وتسببه بالسرطان.
والتيفلون - كما أسلفنا - يعد من المكونات الأساسية التي تطلى بها الأواني لمنع التصاق الطعام به. أحد المكونات الكيميائية الداخلة في تركيب التيفلون تسمى "البيرفلوروكتانويك". هذا المكون تم ربطه بالسرطان والتشوهات الولادية في حيوانات المختبر.
ويوجد الآن جدل بمدى خطورة هذه المادة على الإنسان عند تعرضه لها. ففي أوائل عام 2006 قام مجموعة من العلماء الناصحين لوكالة حماية البيئة بالتوصية لتصنيف مادة "حم البيرفلوروكتانويك" كمادة محتملة للإصابة بالسرطان في الإنسان. ولكن الوكالة لم تستجب لتوصياتهم بعد.
وطبقاً لوكالة حماية البيئة فإن كميات صغيرة من هذه المادة تم اكتشافها لدى الإنسان. ولكن لم يتم اكتشاف طريقة تعرض الإنسان لها لأن هذه المادة تبقى في جسم الإنسان لفترات طويلة. ولا يزال العلماء يقومون بأبحاثهم لمعرفة النتائج الصحية السلبية لهذه المادة.
ويوجد عدد من القضايا المؤجلة المرفوعة على شركة دوبونت. حالياً، توجد قضية مرفوعة عن ثلث سكان أمريكا ضد شركة دوبونت في المحاكم الفيدرالية. سبب هذه القضية أن شركة دوبونت عرفت بمخاطر مادة التيفلون لأكثر من عشرين عاماً وقامت بإخفاء هذه المعلومات عن الناس.
في ديسمبر عام 2005 قامت شركة دوبونت بدفع مبلغ عشرة ملايين دولار حتى تخفي وثائق قديمة عمرها عشرون عاماً تقول بأن أماً نقلت لجنينها مادة "البيرفلوروكتانويك" وهي المادة المستخدمة لصنع التيفلون.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا