أنواع النوم:
ينقسم النوم إلى نوعين:
النوع الأول: النوم الهادئ أو alnwm altqlidi Orthodox Sleep
النوع الثاني: النوم النقيضى أو almtnaqë Paradoxical Sleep
أولًا: النوم الهادئ أو النوم التقليدي:
يطلق عليه اسم النوم البطئ أو النوم السوي أو نوم قشرة لحاء المخ، وهذا النوع يتميز بأنه لا تصاحبه حركات العين السريعة، ويتضمن النوم الهادئ أو النوم التقليدي أربع مراحل هي:
المرحلة الأولى: مرحلة النعاس أو مرحلة التحضير للنوم:
يبدو المرء في هذه المرحلة - من الوجهة السلوكية - نائمًا نومًا خفيفًا، وقد يتقلب في الفراش يغمض عينيه ويفتحها، وأدنى حركة أو صوت مفاجئ يوقظ الفرد ويعيده إلى مرحلة الصفر، وإذا أيقظ النائم في هذه المرحلة يدعى بأنه لم ينم وتدوم هذه المرحلة بين 5 - 20 دقيقة.
المرحلة الثانية: مرحلة النوم الخفيف:
في هذه المرحلة يستيقظ النائم سريعًا عند حدوث ضوضاء، وعندما يتم إيقاظه يقرر أنه كان نائمًا، وتتصف هذه المرحلة بدرجة أعمق من النوم عن سابقتها، وفي هذه المرحلة يبدأ حدوث أحلام ذات قصة أو حبكة متكاملة غير أن تذكرها يكون غير كامل الوضوح، وتمتاز هذه المرحلة ببطء في حركة التنفس، وتدوم هذه المرحلة من 10 - 40 دقيقة.
المرحلة الثالثة: مرحلة النوم العميق:
في هذه المرحلة يصعب إيقاظ النائم كما أنه لا يتأثر بأي تغير يحدث في البيئة المحيطة به، ومن أهم التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في هذه المرحلة انخفاض ضغط الدم، وبطء معدل ضربات القلب، وانخفاض درجة حرارة الجسم، ويكون التنفس بطيئًا ومريحًا، وتدوم هذه المرحلة من 10 - 30 دقيقة.
المرحلة الرابعة: مرحلة النوم المريح
تتميز هذه المرحلة بالاسترخاء العضلي والجمود التام والتغيرات الفسيولوجية التى تحدث في هذه المرحلة شبيهة بالتغيرات الفسيولوجية التي تحدث في سابقتها، وفي هذه المرحلة يرتاح الجسم تمامًا ويسترد ما فقده خلال النهار من حيوية، وإذا أيقظ النائم في هذه المرحلة يكون مذهولًا ويحتاج إلى فترة ليدرك ما حوله، وتدوم هذه المرحلة من 10 - 20 دقيقة، وتكون هذه المرحلة طويلة في بداية الليل ولكنها تأخذ في القصر في أواخرها.
ويطلق على المراحل السابقة من الأولى إلى الرابعة اسم النوم البطئ، وهذا النوم ضروري لحسن ميكانيكية الجسم بشكل عام لما يوفره من راحة تامة وعميقة بحيث ترتخي العضلات ويبطئ إيقاع نبضات القلب وحركة التنفس والدورة الدموية، كما أنه ضروري جدا للأطفال ولنموهم الجسمي فخلاله تفرز الغدة النخامية هرمونات النمو التي تنظم وتنسق عمل مختلف أجهزة الجسم بينما في حالات النوم المضطرب يظهر نقص في الهرمونات مما يشكل خطرًا على أجهزة الجسم المختلفة.
والدورة المكونة من المراحل السابقة تتكرر أربع أو خمس مرات خلال الليلة الواحدة مع بعض الاختلافات، ويختلف عدد الدورات وإيقاعها من شخص إلى آخر تبعًا لحالته الجسمية والصحية والنفسية.
ثانيًا: النوم النقيضي أو المتناقض:
يطلق عليه اسم النوم السريع أو النوم الحالم أو نوم جذع المخ، ويتسم بنشاط دماغي يشبه النشاط الدماغى الذي يحدث أثناء اليقظة، وأهم ما يميز النوم النقيضي أو المتناقض أنه يصاحبه نشاط في كل الأجهزة، حيث يزداد إيقاع التنفس، وتزداد سرعة القلب، وضغط الدم كما يحدث انتصاب في القضيب، ومن أهم التغيرات الفسيولوجية المصاحبة لهذا النوع من النوم حدوث نوبات حركة العين السريعة في كل الاتجاهات، والتي تحدث والجفون مغمضة أو مغلقة وتستغرق من ثلاث إلى عشر ثوان على فترات تحدث كل 30 أو 40 ثانية؛ لذلك يطلق البعض على هذه المرحلة مرحلة نوم حركة العين السريعة.
كما يطلق البعض على هذا النوع اسم النوم الحالم؛ وذلك لعلاقة هذا النوع من النوم بالأحلام، إذ نجد أننا إذا أيقظنا النائم خلال فترة حركة العين السريعة فإنه يذكر على الفور أنه كان مستغرقًا في الأحلام، وهناك دليل آخر على أن هذا النوع من النوم خاص بالأحلام، وهذا الدليل مستوحى من أن حركات العين فيه تشبه حركتها في متابعة الصور المتحركة وكأن الحالم يتابع الصور التي يراها في حلمه، وليس معنى هذا أن الأحلام تحدث في هذا النوع من النوم فقط، فقد لوحظ أنها تحدث في النوع الأول أيضًا خاصة في أول الليل، ولكن أحلام النوع الثاني تكون الصور المرئية فيها واضحة وتكون في مفهومها أكثر تعقيدًا وإيهامًا أو تحوي موضوعات وجدانية وذلك على عكس أحلام النوع الأول التى تكون صورها باهته وتكون أصعب في التذكر.
وهذا النوم الحالم ضروري للحفاظ على توازن وظائف الدماغ الطبيعية واستيعاب الفرد للمواقف التى يصادفها خلال النهار، فالحلم في الفترات الصعبة كفترات الحزن والقلق يساعد كثيرًا على اجتيازها وتحمل صدماتها، إلى جانب أن الحلم مهم جدًا لإشباع الرغبات اللاشعورية التي تطالب بها الهي أو الهو وهذا سر توازن الإنسان الطبيعى الذي يحمل رغبات غريزية كثيرة دفينة في عقله الباطن، كما أن الحلم مهم جدًا من ناحية الإبداع فخلال الأحلام يبحث العقل الباطني عن التطور والإبداع، وكم من الأشخاص يجدون حلًا بسيطًا لمشكلة عالقة خلال فترة يقظة قصيرة أثناء الليل أو عندما يستيقظون صباحًا.
والنوم ضروري للجسم لأنه يساعده على استعادة حيويته من خلال إصلاح مواطن الضعف في البدن وأنسجة الجهاز العصبي المركزي أي أنه سلوك للمحافظة على الطاقة والنوم ضروريًا أيضًا لعملية التعلم؛ حيث يساعد على تشغيل المعلومات وتقوية الذاكرة، كما أنه يوفر فرصة لحذف أو محو الارتباطات العصبية التى لا يتم الاحتياج إليها وذلك لزيادة فعالية أو كفاءة تشغيل المعلومات.
ومن الأمور المسلم بها أن الحرمان من النوم له نتائج سلبية جسدية ونفسية دالة فالتعب أو الإرهاق، والنوم الزائد عن الحد، ونقص الانتباه، والتدهور في القدرات الإدراكية، والمعرفية، والحركية، والسلوك النكوصي أو المرتد، والتفكير غير الموجه كل ذلك ينتج عن اضطرابات النوم.
ونحن نقضي حوالي ثلث حياتنا نائمين، وهذا يعنى أن معظمنا ينام 3000 ساعة تقريبًا في العام، والسؤال الذي يتردد دائمًا هو كم ساعة نحتاجها من النوم؟ يعتقد معظمنا أننا نحتاج إلى ثمان ساعات في اليوم، ولكن المعدل المثالي يختلف من شخص إلى آخر فمن خمس إلى ست ساعات في الليلة تكون كافية لبعض الأفراد ليشعروا بالراحة التامة، ويحتاج فريق آخر إلى تسع ساعات، وينام الأطفال الرضع حوالي 16 ساعة في اليوم، بينما تتراوح ساعات نوم طلاب الجامعة من سبع إلى ثمان ساعات في اليوم، وتتغير أنماط النوم عندما يتقدم الأفراد في السن فعندما نتعدى الخمسين فإن إجمالي أو مجموع ساعات النوم يوميًا ينخفض إلى أقل من ست ساعات، بينما الأشخاص الذين يعانون من مشكلات تتعلق بالنوم نجدهم مترنحين ومتوعكين ويكونون دائمًا سريعي الغضب، ولك أن تتخيل كيف سيكون حالك إذا لم تحصل على نوم جيد في ليلة ما، فإن علاقاتك بالآخرين ستكون متوترة، ويكون من الصعب عليك أن تقوم بأداء عملك كما ينبغى، كما تتضاءل كفاءتك وقدرتك الإنتاجية في العمل، والأفراد الذين لا يحصلون على كفايتهم من النوم يتعرضون للعديد من المشاكل الصحية ويدخلون غالبًا المستشفى بدرجة أكبر من الذين ينامون بطريقة عادية أو طبيعية.
والمشاكل المتعلقة بالنوم في الولايات المتحدة الأمريكية تتكلف تقريبًا من 30 - 35 بليون دولار في العام، وذلك من ناحية نقصان القدرة الإنتاجية للعامل ونسبة غياب العمال وما يتعلق بذلك من نتائج.
ومن المعروف أن الاضطرابات المتعلقة بالنوم لها أسس سيكولوجية واضحة، يضاف إلى ذلك أن مشكلات النوم تتفاعل مع العوامل السيكولوجية، مما يؤدي إلى نتائج وخيمة على الصحة النفسية للفرد والمجتمع على حد سواء.
wlqd /kd frwid Freud بدرجة شديدة على الأحلام وناقشها مع المرضى كطريقة لفهم أفضل لحياتهم العاطفية أو الانفعالية، والباحثون الذين منعوا أفراد العينة من النوم لفترات طويلة وجدوا أن الحرمان المزمن من النوم له تأثيرات قوية وواضحة، فقد أوضحت نتائج إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من المتطوعين الذين ظلوا مستيقظين لمدة 112 ساعة (حوالي خمسة أيام تقريبًا) أن سلوك هؤلاء الأفراد كان شاذًا وغريبًا وكان شبيهاً بالسلوك الذهاني، وأصبحوا يعانون من مشكلات تمثلت في الشيزوفرينيا والاكتئاب الحاد والقلق، وأوضحت نتائج دراسة أخرى أن الحرمان من النوم يؤدى إلى حدوث الاكتئاب.
واضطرابات النوم عند الأطفال تصاحبها عادة صعوبات التعلم واضطرابات السلوك، وعلاوة على ذلك فإن الأطفال يحتاجون إلى وقت طويل لكي يتعافوا من الحرمان من النوم وذلك بدرجة أكبر من الكبار أو البالغين، ولذا فإن تراكم النوم أثناء النهار يمكن أن يكون له تأثيرات ضارة على الأداء في المدرسة وعلى التفاعلات الاجتماعية مع الأطفال الآخرين.
واستنادًا إلى الحقيقة التي تقضى بأن ما يقرب من 30% من الكبار، 25% من الصغار يعانون من نوع ما من أنواع اضطرابات النوم فإن فهم سمات أو خصائص النوم وكذلك معرفة استراتيجيات تقدير وعلاج اضطرابات النوم تكون على درجة كبيرة من الأهمية.
وأثناء مرحلة الطفولة ينخفض الوقت الكلى للنوم تدريجيًا؛ حيث يتراوح بين 9,5 - 11 ساعة في اليوم، وتصبح دورة النوم واليقظة أكثر ثباتًا واتزانًا، وأثناء مرحلة المراهقة فإن أوقات النوم تنخفض، وهذا الانخفاض في الوقت المتاح أو المتوافر للنوم يساهم في الحرمان من النوم، والنوم أثناء النهار (غفوات النوم), وهذا السلوك يتم رؤيته بصفة متكررة لدى المراهقين.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا