مفهوم النوم أنواعه ومراحله

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-07-12

مفهوم النوم وأنواعه ومراحله 

مقدمة:

النوم ضروري للإنسان كالطعام والماء والهواء، وهو رحمة من رب العالمين، قال تعالى: "وجعلنا الليل لباسًا" أي سترًا لكم، ولذلك أجمع العلماء على أن النوم في الليل مهم جدًا لصحة الأبدان، كما أنه آية من آيات الله عز وجل وله قيمة حيوية في حياتنا، فهو عملية جسمية نفسية ضرورية لتحقيق الصحة الجسمية والنفسية، ويركز معظم الباحثين على الاضطرابات والمشكلات النفسية أثناء اليقظة ولا يتناولون اضطرابات النوم على الرغم من أننا ننام ثلث أعمارنا تقريبًا.

والحاجة إلى النوم من الحاجات البيولوجية الضرورية لنمو الطفل، فالنوم من أهم العوامل لتعويض ما أنفقه الطفل أثناء بذل الجهد والنشاط، لأنه يريحه راحة تكاد تكون تامة، ففي النوم يقل النشاط إلى أدنى حد، ويبطئ التنفس والدورة الدموية، وينخفض معدل الأيض، وبذلك يساعد الجسم على الاحتفاظ بالتوازن من حيث التكوين الكيميائي والعمليات الفسيولوجية.

ويمكن اعتبار حالتى النوم واليقظة متغيرين يقعان على مدى متصل معين يتباين من الغيبوبة وفقدان الوعى والنوم العميق في طرف، وحالة اليقظة التامة في طرف آخر، ويقوم على طول هذا المدى المتصل مستويات ومراحل متفاوتة من النوم واليقظة، ويعتبر التبادل بين حالتي النوم واليقظة نموذجًا للدورة اليومية التى تحدث كل أربع وعشرين ساعة.

والنوم حالة منتظمة متكررة من الخلود إلى الهدوء الذي يتميز بانخفاض الاستجابة للمؤثرات الخارجية، وتعتمد دراسة ظاهرة النوم على الملاحظة الخارجية للتغيرات التى يتم قياسها في الشخص النائم، ويكون النوم مصحوبًا بكثير من التغيرات الحيوية في وظائف الجسم مثل التنفس، والدورة الدموية، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، وإفراز المواد الحيوية بالجسم مثل الهرمونات.

ويمكن تعريف النوم بأنه حالة طبيعية متكررة، يتوقف فيها الكائن الحي عن اليقظة وتصبح حواسه معزولة نسبيًا عما يحيط به من أحداث.

والنوم حالة من الهدوء تشمل الجهاز العصبي والعضلات كما يدل على ذلك تسجيل النشاط الكهربائى للمخ وانخفاض التوتر العضلي في حالة النوم العميق، وهو حالة وظيفية حيوية هامة لها أهميتها في استعادة النشاط وحفظ الاتزان الداخلى اللازم لإمداد الجسم والعقل بالطاقة اللازمة لمواصلة القيام بعمله.

وأشارت الدراسات إلى أن حصول الفرد على قسط مناسب من النوم يجعله معتدل المزاج مرتاح النفس نشط الجسم، ويساعده على زيادة إنتاجه إذا كان عاملًا، وعلى الاستذكار والتحصيل إذا كان طالب علم، أما اضطراب النوم وعدم حصول الفرد على حاجته من النوم يؤدى إلى ضعف همته، وقلة طاقاته الجسمية وشرود ذهنه، واضطراب مزاجه، وانخفاض إنتاجه، وسوء علاقاته بالآخرين.

كما يتم خلال النوم استعادة وتجديد طاقة الجسم ونشاطه عن طريق إفراز بعض المركبات الحيوية مثل هرمون النمو الذي يساعد على تكوين البروتين اللازم لبناء الأنسجة في مرحلة النوم العميق، وفي مرحلة نوم حركة العين السريعة تحدث عمليات تعويض محددة لإعادة الطاقة والبناء في وظائف الجهاز العصبي، كما أن الكثير من الوظائف الحيوية يستمر بانتظام أثناء النوم، ومنها على سبيل المثال القلب والدورة الدموية، والتنفس، وحركة الجهاز الهضمى، وكذلك يستمر نشاط العقل في صورة أحلام.

ومن المعروف أن حاجة الأشخاص إلى النوم تختلف باختلاف العمر، والجنس، والوقت من النهار، والوقت من السنة، والحالة الجسمية، والحالة الصحية، وغير ذلك من العوامل بحيث لا يمكن القول بأن هناك قدرًا مناسبًا من النوم لكل البشر فبينما يجد البعض أن أربع ساعات من النوم في الليلة كافية للشعور بالراحة والبقظة يحتاج آخرون إلى 12 ساعة من النوم في الليلة الواحدة ليتولد عندهم الشعور ذاته.

وفي دراسة للمركز الوطني للإحصائيات الصحية بالولايات المتحدة الأمريكية وجد أن اثنين من كل عشرة أشخاص ينامون أقل من ست ساعات في الليلة، وواحد من كل عشرة ينام تسع ساعات أو أكثر في الليلة، ويعرف الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات بأصحاب النوم القصير، والذين ينامون أكثر من تسع ساعات بأصحاب النوم الطويل، وكلهم طبيعيون، فنابليون وأديسون كانوا من أصحاب النوم القصير في حين أن العالم إينيشتاين كان من أصحاب النوم الطويل بمعنى أن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان إذا كان طبيعيًا ولا يعاني من أحد أمراض النوم لا تؤثر على إنتاجه وإبداعه.

والصغار ينامون أكثر من الكبار فالطفل في الأشهر الأولى عند ولادته ينام حوالي 22 ساعة تقريبًا ولكنه يصحو بين فترة وأخرى، إما لجوع أو لمرض أو لعطش أو أنه يقوم لحاجة، وتتقلص ساعات النوم حتى تصبح عشر ساعات في سن السادسة، وثمان ساعات في سن المراهقة، ولا يوجد قانون يحدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان، إذ إنها تختلف من شخص لآخر، فالبعض يحس براحة كاملة بعد ست ساعات من النوم، والبعض الآخر يحتاج من سبع إلى تسع ساعات، وخلاصة القول أن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، فالكثير يعتقدون بأنهم يحتاجون إلى ثمان ساعات نوم يوميًا، وأنه كلما زادوا من عدد ساعات النوم كلما كان ذلك صحيًا أكثر وهذا اعتقاد خاطئ، فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعانى من مشاكل ونقص في النوم.

وتشير التجارب والبحوث العلمية في مجال النوم إلى أن النوم ليس مرحلة ركود أو خمول، وإنما هو مرحلة صيانة للجسم واستعادة لما فقده من عناصر حيوية، وهو مرحلة يستطيع الجسم من خلالها أن يحصل على ما يلزمه من مواد يحتاجها في الفترة التالية من اليقظة والنشاط، ووظيفة النوم الأساسية هي إعطاء الجسم الوقت ليستعيد قواه، فالأفراد الذين ينامون نومًا كافيًا وعميقًا هم أكثر نشاطًا في النهار، كما أن الأفراد الذين ينامون ما بين سبع إلى تسع ساعات يوميًا ربما يطول بهم العمر أكثر من أولئك الذين ينامون لفترة قصيرة أو طويلة جدًا أثناء الليل، ويبدو أن أولئك الذين يعملون مرات أثناء الليل، ومرات أثناء النهار هم أكثر عرضة للإصابة ببعض الأمراض، ولذلك فإن الذهاب إلى النوم في وقت محدد كل مساء، والاستيقاظ في وقت معين كل صباح، لا يحسن نشاط المرء في النهار فحسب بل يهيئ الشخص لنوم جيد في الليلة التالية.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا