مؤساة أم وطفلها لحور عبدالعزيز

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2021-12-08

مأساة أم وطفلها
ولاية انديانا عام 1979 م 
انتقل كيني وكاثي مع ابنهما ذي السنتين من عمره رايان لمدينة ريلي في انديانا التي تميزت بالأمان والبيئة المناسبة لتربية الأطفال، لكن ذلك الحلم قد تحطم للأبد حين حدثت المأساة التي حطمت الزوج. فقد عاد الزوج كيني من عمله في الساعة 6 مساءً لتناول العشاء، فاستغرب من تواجد والدته عند منزله قلقة، فسألته: 
أين كاثي؟ 
فأجابه مذهولاً: في المنزل يا أمي. 
لتجيبه بنبرة قلق:
ليست هنا ولا رايان، أحاول الاتصال بها منذ الغداء ولا أحد يجيب. 
فانتابه الخوف فدخل المنزل مسرعاً، كانت ألعاب الطفل متناثرة كالمعتاد، فأخذ ينادي زوجته وطفله لكن لا أحد يجيبه، وكان الطعام على النار يغلي، فأين اختفت زوجته وطفله؟ 
فكاثي لا تخرج إلا وقد أخبرته، أسرع الزوج للحديقة الخلفية حيث اعتادت كاثي على الجلوس هذاك، لكن الكرسي كان خالياً ومسجلها الفضل ملقى، ولا أثر لها ولطفلها، لكن القلق اشتد بالأب حين رأى البوابة الخلفية مفتوحة، فالبوابة دوماً تغلق لعدم خروج الطفل، ماذا يحدث؟ فالطعام على النار، البوابة مفتوحة، غطاء الطفل ملقى وهو دوماً معه، انتابته الظنون، يبدو أن شيئاً مريعاً حدث لهما. 
اتصل الأب بصديقتها التي أخبرته أن آخر مرة حادثتها في الساعة الــ 11. اتجه الأب للشرطة قلقاً مرتاعاً، فهدأه الضابط بأن البلاغ يحتاج 24 ساعة للبحث، لكن الأب القلق لم ينتظر، واتجه لصديقه الضابط في الإدارة الذي اتجه مع الفريق لمعاينة المنزل. 
كانت الألعاب متناثرة بكل مكان، وملابس الخروج لكاثي ملقاة على السرير، حقيبتها وحذاؤها لا يزالان هنا، فقط كاثي والطفل قد اختفيا. 
أخذ الزوج يجري بحثاً عنهما بالجوار وتطيع الجيران والأصدقاء للبحث عنهما. في الصباح أخذت طائرات الهيلوكبتر وفريق الشرطة والمتطوعون والجيران والأصدقاء بعملية بحث كثيرة في الحقول والغابات والأنهار المجاورة، وكانت الأشجار كثيفة فيصعب رؤية كل شيء. 
الأم كاثي وطفلها
حتى تلقت الشرطة اتصالاً مريباً من امرأة أعلمتهم أن ابنها ذهبيا لصيد الأسماك، ولفت انتباهه صوت طفل يبكي، في البداية لم يعر الأمر انتباهاً، لكن بعد تذكره لحادثة اختفاء الأم وطفلها أبلغ والدته التي سارعت بإبلاغ الشرطة. 
حتى اكتشفت الشرطة ذلك المنظر المروع، فقد كانت كاثي ملقاة على الأرض جثة هامة وطفلها ملقى بجوارها. 
يقول أحد رجال الشرطة حملت الطفل مسرعاً بيدي معتقداً أنه ميت، وتفاجأت به يحرك رأسه نحوي، كانت شفتاه جافتين، لم أصدق ما رأيت، أسرعت للنهر وبللت قميصي قم بللت شفاه ليرتوي. 
إنها معجزة، الطفل على قيد الحياة. تم إسعاف الطفل الذي كان مصاباً بجروح وكدمات بالرأس. أثبت الطب الشرعي أن الأم تعرض لاعتداء جنسي وخنقت حتى الموت وأدخل القاتل ملابسها بفمها للاختناق. 
يقول الأب باكياً: حين علمت بمقتلها منعني صديقي من الذهاب، كنت أريد رؤيتها لكنهم لم يتركوني، كنت محطماً منهاراً، لكن يجب أن أبقى قوياً من أجل ابني الذي يصارع الموت في العناية المركزة وقد كان في غيبوبة. 
كنت سأقتل نفسي حتى قال لي أحد الأطباء يوماً؛ من الذي سيعتني بالطفل المسكين إن قتلت نفسك؟ وها أنا اليوم هنا بسببه، أتذكر جيداً حين كنت بجواره وفجأة أدار رأسه وفاجأني ببراءة؛ أبي، ألعابي هنا تركتها. 
كثفت الشرطة تحرياتها وعلمت أن صاحب سيارة صفراء كان يراقبها كما اشتكت، كان أصحاب السيارات الصفراء كثيرون لكن بحثوا عن أصحاب السجلات الإجرامية، ووجدوا أحدهم دي رايلي حيث له سجل بخطف الفتيات والاعتداء عليهن بالإضافة للمخدرات، وقد استعار سيارة صديقه الصفراء يوم الجريمة. 
وحين واجهته الشرطة أذهلتهم الإجابة، فقد قال:
لا أعرف، ربما قتلتها، فأنا لا أتذكر. قم عمل اختبار كشف الكذب له، كانت نظراته وتصرفاته تدل على أنه المشتبه به الأول، لكن صديقه صاحب السيارة الصفراء فاجأهم، فقد قال: مستحيل أن يكون هو، فقد أخذ السيارة فقط نصف ساعة، فكيف يرتكب جريمة خطف وقتل في نصف ساعة؟! 
لم يتم احتجاز رايلي لعله تم وجود أدلة، بقيت القضية أربع سنوات وتم اعتقال رايلي في جريمة أخرى وتوفي في السجن، وأخذ السر معه.
وبقيت القضية غامضة، اعتقد الكثيرين أن رايلي هو القاتل، بينما عائلتها لم تصدق وأن القاتل لا يزال طليقاً. 
عندما أصبح عمر الابن رايان 10 سنوات أخبروه بالحقيقة وكيف قتلت والدته، يقول رايان: عشت في غضب وكراهية، لم أخذوا أمي مني وتركوني وحيداً بالغابة؟! فأنا أملك ألبوماً من أربع صفحات به صور لأمي 
حتى تلقت الشرطة وبعد 30 عاماً تلقت ذلك الاتصال الذي تنتظره منذ فترة طويلة، ففي عام 2009 اتصلت امرأة بالشرطة وأبلغتهم باشتباهها بزوجها أن له علاقة بمقتل كاثي، واجهت الشرطة الرجل الذي أنكر علاقته بمقتل كاثي، بل أعطاهم حمض الـــ DNA الخاص به للتأكد. وعلمت الشرطة أن الأدلة البيولوجية الجريمة لم تفحص من قبل لعدم توافر التقنيات في ذلك الوقت، لكن للأسف لم تطابق تحليل الــ DNA الذي وجد على جثة الضحية فتم إخلاء سبيل الزوج. 
حينها تم تحليل القميص والملابس التي كانت الزوجة ترتديها وقت مقتلها بالإضافة لعينة الـــ DNA وبقع دماء وجدت على القميص، وأدخل التحليل لسجلات الـــ FBI لتتبع المشتبه الذي يحمل ذلك الـــ DNA. 
حتى ظهر أحدهم، فقد ظهر مشتبه به جديد وهي ريتشارد بوسولز الذي كان له سجل حافل بالاعتداء على الفتيات تحت تهديد السلاح، بل كان من سكان منطقة كاثي وقت الجريمة، والأدهى أنه كان يقود سيارة صفراء ذلك الوقت، لكن لما لم تشتبه به الشرطة ذلك الوقت؟ 
يقول الشرطي: لم يكن له سجل إجرامي وقت الجريمة. 
المتهم
بوسولز
مع هذه الأدلة تم اعتقال بوسولز واتهامه، فأنكر وقال إنه صديق شقيق كاثي ومستحيل أن يؤذيها، لكن الشرطة واجهته بتحليل الــ DNA وبقع الدماء على قميص كاثي التي كانت الضربة القاضية حيث كانت الدماء تخصه، أما أحد الشهود فكان زميله بالزنزانة الذي قال إن بوسولز اعترف له أنه تحرش بكاثي لكنها صدته فاعتدى عليها وقتلها خشية الفضيحة وضرب ابنها حتى لا يكبر من دون أم! 
الجدير بالذكر أن الشاهد لم يطلب أي صفقة خروج أو تخفيف حكم، وهذا ما جعل من شهادته مصدراً مؤكداً بالإضافة لبعض التفاصيل الخاصة التي لا تعرفها إلا الشرطة. 
بعد ست سنوات من المحكمة التي كانت حديث المجتمع في انديانا، شكم على المتهم بـــ 100 سنة، لقد كانت حكاية أمل استمر 36 عاماً. 
النهاية

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا