الميكروويف..
هدية للنساء صنعتها المصادفة
عندما كان المهندس الإنجليزي بيرس سبنسر منهمكاً في عمله على صناعة أحد أجهزة الردار عام 1946م مد يده إلى جيبه باحثاً عن شيء يأكله ففوجئ بأن قطعة الشيكولاته التي يحتفظ بها قد ذابت الشيكولاته
كانت مصانع سبنسر تعمل مع "شركة رايثون" على تصنيع أجهزة ردار للجيش البريطاني. وكان سبنسر واقفاً بجوار صمام إلكتروني يشغل جهاز الردار. وأثارت قطعة الشيكولاتة المنصهرة تفكير سبنسر.
وأثناء عمله أرسل في طلب كيس من بذور الذرة وأمسك بها بجوار الصمام الإلكتروني وخلال دقائق معدودة راحت حبات الذرة تنفجر وتتناثر في أرضية الغرفة.
وفي صباح اليوم التالي أحضر سبنسر غلاية شاي وبعض البيض الذي معه إلى المعمل ثم قام بفتح ثغرة في جانب غلاية الشاي ووضع البيضة النيئة داخل الوعاء ثم صوب الفتحة باتجاه الصمام ولم تمض سوى بضع ثوانٍ حتى انفجرت البيضة وتناثر قشرها وما بداخلها إلى خارج الغلاية ملطخاً وجه مهندس آخر يقف بالجوار.
علم سبنسر أن موجات الراديو القصيرة أو ما يسمى "بالميكروويف" هي السبب وإذا كانت قد طهت البيض بهذه السرعة فلم لا تفعل الشيء نفسه مع الأطعمة الأخرى؟
عرض سبنسر تجربته على المسئولين في شركة "رايثون" الذين استقر رأيهم على إنتاج أجهزة طهي تعمل بالميكروويف.
وفي مطلع 1953م ظهر أول فرن بالميكروويف في الأسواق وقد كان وزنه "350 كيلوجراماً" وحجمه ما يقارب حجم "الثلاجة" أما اسمه فكان "رادارينج" كما كان ثمنه "3000 دولار" واقتصر استعماله على الفنادق والمطاعم وقطارات السكك الحديدية.
ثم طرأت تحسينات عديدة على مدى العقدين التاليين فصغر حجمه حتى أصبح من السهل وضعه في مطبخ المنزل والأهم أن سعره أصبح معقولاً ويقارب 100 دولار في بعض أنواعه. وكل ذلك بفضل قطعة الشوكولاته التي ذابت في جيب بيرسي سبنس.
واليوم نجد أفران الميكروويف إذا خلا منها بيت لا يخلو آخر، وربما تتمنى كل ربة بيت اقتناءها مع جهازي التكييف والكومبيوتر في عصر يعطي الأولوية دائماً لما هو "أسرع"، فهل أصبح فرن الميكروويف ضرورة ملحة بالفعل، أم أن الشكوك التي تدور حول خطورته قد تجعلنا نؤثر السلامة؟
وحتى نتطرق إلى مخاطر أفران الميكرويف سنجاول التعرف عليها في السطور التالية بشيء من التفصيل.
الميكروويف نوع من الموجات الإشعاعية الطبيعية تحدث عندما يمر تيار كهربائي من خلال موصل، وقد جاء اسمها نتيجة لأن طول موجتها يقارب الميكرومتر، وهي صورة من الأشعة الكهرومغناطيسية غير المؤينة.. موجتها القصيرة تسافر بسرعة الضوء "186" 282 miles/Sec)، ويشابه ترددها موجات الراديو التلفيزيون، أو بمعنى آخر مشابهة لأشعة الشمس العادية.
وتستخدم أشعة الميكروويف في أجهزة التليفزيون التي تستقبل الإشعاعات من محطات الاستقبال، والاتصالات، وعلاج حساسية العظام.
كما تدخل في صناعات مختلفة كمعالجة المطاط وصناعة رقائق الخشب. إلا أن استخدامها في أفران الميكروويف يعد من أشهر وأوسع استخداماتها؛ وذلك لما تتمتع به أشعة الميكروويف من خصال ثلاث تجعلها أنسب من غيرها لملاءمة هذا النوع من الأفران، فهي تنعكس على الأسطح المعدنية، وتمر من خلال الزجاج والورق، والسيراميك والبلاستيك، وتمتص بسهولة من الطعام دون تسخين حجرة الفرن، كما أنها تتحول إلى حرارة بمجرد امتصاصها فبذلك لا تلوث الطعام إشعاعياً.
تتسبب هذه الأشعة في تبخير جزئيات الماء من الطعام، والتي بدورها تسبب الحرارة التي توزع على الطعام عن طريق الحث (وهي عملية يستطيع خلالها جسم ذو خصائص مغناطيسية أو كهربائية أن يحدث خصائص مماثلة في جسم مجاور من غير اتصال مباشر0؛ ولذلك كلما زادت مكونات الماء في الطعام نضج أسرع من غيره.
ولكن وكما ذكرت دراسة مقارنة أمريكية بين الفرن التقليدي وفرن الميكروويف أن الأخير لا يقتل الميكروبات مثل الفرن العادي؛ حيث إن وضع الأغذية في درجة حرارة تصل إلى 70 درجة مئوية لفترة دقيقتين مثلاً في الفرن التقليدي من شأنه أن يقضي على أية ميكروبات أو بكتيريا.
وأضاف العلماء الروس إلى أن التعرض التراكمي لهذه الأشعة يؤدي إلى نقص في القدرة الوظيفية للإنسان، وتكوين خلايا سرطانية على المدى البعيد.
وفي سويسرا، قام العالمان بلانك وهرتل في عام 1992 بالتوصيل إلى بعض الأخطار المتوقعة من جراء استخدام هذا النوع من الأفران بعد دراسة لعينات الدم من المتطوعين، وكان من أهمها:
- نقص ملحوظ في عدد كرات الدم الحمراء بعد تناول هذا النوع من العام.
- زيادة عدد كرات الدم البيضاء، وهو ما يدل على وجود جسم غريب.
- ازدياد نسبة الكوليسترول في الدم عند التعرض لضغوط نفسية.
- ظهور بعض أمراض الحساسية.
- نقص في بعض alfitaminat E, ّچَ بّ-چىمة وفي بعض المعادن الهامة.
- نقص الطاقة الحيوية للطعام المطهو، وتعجيل التحلل الإتلافي للمواد الغذائية.
ورغم كل هذه الأبحاث فما زال العلم حائراً عند النسبة الخطيرة لتسرب هذا النوع من الأشعة، فالأمر يحتاج إلى تجارب لمدة سنوات على الإنسان، كما أن تفاعل الحيوانات التي تقام عليها التجارب متفاوت ومختلف، وهو ما يزيد الأمر صعوبة.
وقد حدد القسم الفيدرالي للصحة والخدمات الإنسانية أقصى قيمة للتسرب الإشعاعي مسموح بها عند 5 ملي وات (5 آلاف وات) على بعد بوصتين تقل كلما ازدادت المسافة، إلا أن العلماء الروس قرروا أن النسبة الآمنة عند 1 ملي وات.
وفي خضم هذا الجدل ينصح العلماء ببعض الاحتياطات اللازمة للتعامل مع هذه الأفران:
- ابق على مسافة ذراع على الأقل من الفرن.
- لا تجعله يعمل وهو خال من الطعام.
- تأكد من غلق الباب بإحكام، وإذا حدثت مشكلة في الباب أو في أي من وسائل أمانه فلا تفكر في تشغيله.
- تجنب استخدام الأواني المعدنية.
- لا تعبث بوسائل الأمان الموجودة.
- ينظف بالماء والمنظفات المعتدلة أو المتخصصة.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا