24. التوافق الجنسي بين الزوجين
أنا سيدة في العقد الثالث، متزوجة منذ سبع سنوات. أعاني من عدم التواصل الجنسي بيني وبين زوجي، فأنا لم استمتع بالجنس كما اقرأ عنه هنا وهناك، مما يسبب لي نوع من العصاب.
أن تربيتي الشرقية تجعلني لا أصارح زوجي بما أعانيه خوف غضبه علي والتشهير بي فهل أنا طبيعية بما أعانيه أم إنني مريضة.
ي. ع
حسب ما أوردته الدكتورة نوال السعداوي فإن 85 بالمئة من الزوجات يرفضن الزواج زواجهن مرة أخرى لو عادت السنين إلى الوراء. وهكذا فإن الحب مفقود في معظم الحالات بين الزوج والزوجة. ومعنى ذلك أن معظم الأزواج والزوجات محرومون من الحب ومحرومون من الجنس بمعناه الصحيح. ومعنى ذلك أنهم يحاولون تعويض ذلك الحرمان خارج الزواج وبصور متعددة ...
أن الجنس ما هو إلا وظيفة طبيعية يمكن تشبيهها بوظيفة الأكل أو التنفس ونحن نستقي اللذة متى أشغلنا أنفسنا بوظيفة طبيعية، لذا فإن اللذة هي نتيجة طبيعية مرغوب بها، كما يجب أن نفهم أن أية وظيفة فيزيولوجية، كالجنس مثلاً، هي ليست فيزيولوجية فقط بل خاضعة لمؤثرات أخرى سيكولوجية. وغالباً ما تؤثر العواطف بدورها على الوظائف الطبيعية. وفي العمل الجنسي يؤدي الإنسان ما هو طبيعي. لذا فإن نتيجة ذلك، أي اللذة، تأتي طبيعية. وعندما تستقي تلك اللذة لا يبقى ما يبرر تساؤلنا بشأنها. لكن تساؤلنا بشأنها يجب أن يتم إذا انعدم الحصول عليها طبيعياً.
ولكل إنسان مصدره الخاص للحصول على اللذة. أن شخصاً ما قد تثيره لمسة إذا ما حدثت في الوقت والمكان الملائمين وآخر قد تثيره كلمة وهكذا.
ومصادر استقاء اللذة الجنسية تخضع للتقييم الجنسي لذلك أطلق عليها أنظمة التقييم الجنسي. بعض عناصر أنظمة التقييم الجنسي تكون شاملة ومتوفرة عند الجميع وبعضها الآخر يمتلكه شخص واحد. أن إحدى تلك العناصر هي فكرة الحمل: فمعظم النساء يعتقدن في مرحلة من حيواتهن أن الغاية من الجنس إنما هي الحمل وإنجاب الأطفال، وهذا النوع من النساء يثار لمجرد أن تطرق عقولهن تلك الفكرة. إلا أن الجنس بالنسبة للمرأة يعني الكثير من الأشياء .. إنه يعني: الحب والعاطفة والطمأنينة. لذا فإن التعبير الجنسي الذي يخلو من تلك المعاني بالنسبة للمرأة قد ينتج عن شعورها بعدم جدوى ما تفعله، كما يؤدي بها إلى فقدان الولع والاهتمام بالقضايا الجنسية. وهذا أفضل مثال على أن اللذة الجنسية ما هي إلا تحقيق للمتطلبات الإنسانية والقيم الحياتية العميقة للمرأة والرجل معاً.
أن الجنس علاقة يقيمها شخصان على كل منهما تفهم رغبات الآخر، وهذا يعني إذا شعر أحدهما بعدم الرغبة في الجنس نتيجة سبب فيزيولوجي أو عاطفي وجب عليه أن يصرح بذلك. إذا شعرت الزوجة هكذا فعليها أن تنقل ذلك السبب لزوجها بكل صراحة وبدون تعقيد ولكن بشيء من العاطفة. ففقدان الرغبة عند أحد الزوجين أحياناً، هو أمر محتمل وحصوله محتوم إذ إنه لابد لإنسانين، لكل منهما رغبات مختلفة ومزاج مختلف، أن يكون توقيتهما مختلفاً أيضاً. أن المسألة يجب أن تحل بكثير من العمق والتفهم. والواقع أن ما تقوله الزوجة لزوجها يفقد أهميته إذا كانت حياتهما الجنسية والزوجية بشكل عام ناجحة، كذلك الأمر إذا استطاعت المرأة أن تترك الانطباع لدى الرجل إنه يرضيها جنسياً. وفي هذه الحال يكون الرجل أكثر استعداداً لتقبل رفض الزوجة عند شعورها بعدم الرغبة، وذلك بمجرد أن تصرح له بذلك، على أن نلاحظ أن المهم هو. ليس فيما تقوله الزوجة بل الطريقة التي تقول بها ذلك. والواقع، أن التفاهم يحل كثيراً من المشاكل الزوجية أن على الصعيد الجنسي أو غيره، وأن شعور الزوجة بأنها مرغوب بها وإنها أيضاً ترغب بدورها هو شعور لابد وأن يخالج الزوجين، يجب أن يشعر كل من الزوجين أنه قادر على إيصال نفسه إلى الآخر وأن يعبر عن رغبته الجنسية بحرية وتفهم. وحرية التعبير تلك لا تتوفر إلا إذا توفرت الثقة بين الزوجين التي بدورها تولد الثقة.
بإمكاننا القول أن مسألة السلوك الطبيعي في الجنس هو كالتالي: أن أية ممارسة للجنس بين رجل وامرأة بالغين ومدركين لابد وأن تكون طبيعية. كذلك فإن الانسجام بينهما ضروري لإنجاح تلك الممارسة على أن يكون مشتركاً ومتبادلاً من الطرفين بحيث يستقي كل نصيبه من اللذة فلا تتم لأحد دون الآخر أو لأحد على حساب الآخر. قد يحدث أن الزوجة حين تثار شفهياً أو بواسطة اللمس أن تشعر عن طريق الحدس بسلوك غير مألوف مما يجعلها تقبل على الممارسة الجنسية بشيء من الخوف أو الذعر إذ قد يولد عندها ذلك النوع من الإثارة صورة ثابتة وغير منوعة للتعبير الجنسي. أن التنويع في التعبير الجنسي ضروري وقد لا يجيده إلا فئة من المطلعين والمثقفين جنسياً.
يجب أن يكون الجنس طبيعياً وتلقائياً، كما أن المفروض بالممارسة الجنسية أن تكون تعبيراً ذاتياً وعفوياً عن شخصية الممارس ومزاجه لحظة الممارسة، والأقدام على الجنس لأجل هدف ما يعطل عفوية التعبير الجنسي ويجعل الممارسة الجنسية أشبه بلعبة رياضية يمارسها فريقان ... لا زوجان! لذا فإن على الممارس أن يشعر بأن الهدف هو تحقيق ذاته والتعبير عنها فقط. قد يشعر بالخوف لأول وهلة ولكن عليه أن يتفهم رغبته كي يستطيع تحقيقها ومن لا يتفهم رغبته لا يستطيع تفهم، وبالتالي، إرضاء، رغبات غيره. على كل من الزوجين أن يوصل مشاعره وأحاسيسه للآخر حتى إذا ما اعتراه خوف فعليه أن ينقله ويصرح به كي يعمل الزوجان معاً على اكتشاف مصدره والقضاء عليه. وهكذا فإن العمل الجنسي يصبح مع الوقت متفقاً مع المشاعر والأحاسيس. والحقيقة أن التفكير بتكنيك للإثارة الجنسية يجب أن يبدأ بالتعبير عن النفس أولاً والجنس بكلمة وأحدة هو عطاء مقابل أخذ، إنه عملية (أنانية) إذا صح القول، ولكن العملية الجنسية الحقة ما هي إلا كذلك: عملية إذابة وتفريغ للانا. وخلاصة مفهومنا للسلوك الطبيعي هو الاستطاعة على ممارسة الأنا من خلال الممارسة الجنسية التي هي أخذ وعطاء وبمقدار العطاء يكون الأخذ.
؟؟؟ التفاهم في إنجاح الزواج جنسياً، إذ ما دام باستطاعة كلا الزوجين أن يوصل نفسه للآخر ويفصح عن رغبته بحرية فإن الوظيفة الجنسية تحقق وبالتالي يزول الخوف من حدوث العقبات.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا