غرق عبارة السلام
خيم الحزن على الجميع بغرق عبارة السلام في البحر الأحمر عام 2006م، التي أبحرت من ميناء تبوك متجهة إلى مدينة سفاجا المصرية، وعلى متنها 1415 راكبا غالبيتهم من مصر والسعودية، بما فيهم طاقة السفينة البالغ عددهم 104، فمنذ الساعات الأولى من سير الرحلة اشتعل حريق في غرفة المحركات، ولم يكن بمقدور القائمين على العبارة أن يطفئوا الحريق، على الرغم أن السفينة مجهزة بخراطيم مياه تسحب الماء من البحر، وتضخه نحو النار المشتعلة، ولكن وقع ما لم يكن بالحسبان، إذ إن خراطيم شفط الماء كانت معطلة ولا تعمل، وسرعان ما مالت السفينة إلى جهة اليمين بسبب عدم التكافؤ بالأحمال الموجودة فوقها، ليصبح إطفاء النار أشبه بالمستحيل.
أصبح البقاء داخل العبارة المشتعلة ضربا من الانتحار، فاتخذ القبطان قراره أن يرمي نفسه، وتبعه مباشرة أفراد طاقم السفينة، وتأكد للركاب أن الخطر يدهمهم، وأن بقاءهم على ظهر السفينة لا يفيد، فليس أمامهم إلا مصارعة أمواج البحر ريثما تأتي النجدة التي لم تتأخر كثيراً في تلبية النداء من الجانبين السعودي والمصري.
وبدأت عمليات البحث عن ناجين بين الأمواج المتلاطمة، فتمكنت طواقم النجدة المدربة من إنقاذ 290 فردا من عدد الركاب. بينما فارق البقية الحياة تاركين وراءهم آلاما وجروحا عميقة.
كان المشهد مأساويا حزينا، تعالت فيه صيحات النساء والأطفال في موقف مرعب ومخيف، كما روى ذلك أحد الناجين، وهو فهد المرشد الذي كان على موعد مع طبيب العيون في مصر لإجراء عملية جراحية، ولكن كتب عليه أن يعيش هذه الساعات الأليمة في حياته، وإن كان حظه أفضل من كثيرين، حيث تمكنت فرق الإنقاذ من انتشاله بينما كان يصارع الموت وسط البحر.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا