المربية غير الصالحة
كان حسن مديراً لمدرسة في العراق، مشهود له بالرزانة والخلق الحسن، ورقي المعاملة، وكان لهذا المدير ابنة صغيرة عمرها أربع سنوات تقريباً، فأراد أن يبحث عن مربية لها بحكم أن زوجته تعمل ولا يريد لابنته أن تكون وحيدة في البيت، فأخبره المستخدم الذي يعمل عنده أن ابنته البالغة من العمر خمسة عشر عاما مستعدة لتلك المهمة، وأنها قادرة على رعاية الابنة وسد غياب والديها، فوافق المدير لمعرفته بالمستخدم وثقته به، وباشرت الفتاة المربية عملها في منزل مدير المدرسة، واطمأن الوالدان على ابنتهما المدللة الصغيرة تحت أنظار مربيتها.
وفي يوم من الأيام دخلت الأم إلى البيت عائدة من عملها، وإذا بابنتها غير موجودة، فأخبرت زوجها الذي حضر على الفور، وبدأت عملية البحث والتفتيش الدقيق. وبعد فترة ليست بالقصيرة عثروا على الطفلة ميتة في مياه سيل الأمطار. ومن البديهي هنا أن تستجوب المربية الشابة؛ لأنها مؤمنة على البيت ومسؤولة عن الطفلة، فأنكرت في البداية صلتها بالجريمة، وأكدت أنها بريئة مما حدث، ولكن وبعد التحقيق الدقيق، وبتأثير من السلطات المختصة اعترفت أن والدها هو من طلب منها ذلك بالاتفاق مع بعض أولياء الأمور الذين أغروه بالمال من أجل أن ينتقموا لأبنائهم الذين فصلهم المدير، فكانوا عازمين على توجيه ضربة موجعة له، تاركين الشابة المدانة تواجه حكم المحكمة بحبسها في سجن الأحداث، وإطلاق سراح الأب الذي لم تعطه الحياة فرصة؛ لأن يتنعم بالمال الحرام، حيث تعرض لوعكة صحية مات على إثرها متسببا بكارثة، ناهيك عن تدميره لبيته وخسارته لابنته
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا