الطفل المصاب بالمرض النفسي

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-06-29

22. الطفل المصاب بالمرض النفسي 

أنا رب أسرة منذ عشر سنوات، لي أربعة أولاد، أعمارهم: في التاسعة والسابعة والخامسة والرابعة. منذ فترة وأنا أرى على وجه ابني الثاني اكتئابه، وعدم شهيته للطعام. وقد أخبرني الطبيب أنه لا يشكو من شيء .. فكيف لي أن أصدق ذلك وأنا أرى هذه الحالة أمامي؟

زهير. ب

أكدت الأبحاث أن الطفل المحروم من الحنان والحب الأسري هو أكثر الأطفال تعرضاً للمعاناة النفسية. وقد يفقد الطفل الحنان بغياب أحد الوالدين بالموت أو الطلاق أو كثرة الخلافات بينهما أو قسوة أحدهما بدون مبرر أو حرمانه من اللعب.

وقد يعاني الطفل نفسياً لمجيء طفل جديد في الأسرة أو مع بداية دخول المدرسة، أو نتيجة لتعرضه للعتاب من المدرس أو تعرضه للسخرية أو الضرب من زملائه بالمدرسة.

كما إن معاناة الطفل قد تكمن في أن قدراته الذكائية أقل من زملائه بالفصل، وهذا يحدث غالباً في الأطفال الذين يصر ذوو قرابتهم على إدخالهم في مدارس خاصة وبالذات مدارس اللغات، فتظهر على الفور الأعراض النفسية على الطفل وبمجرد نقله إلى مدرسة تناسب قدراته تختفي هذه الأعراض، ويعود الطفل إلى حالته الطبيعية. وإذا، فإنه من الضروري إلا يضغط الآباء على أبنائهم دراسياً ويصروا على ألحاقهم بمدارس ذات مستوى تعليمي خاص حيث تصبح المنافسة شديدة بينهم وبين بقية الأطفال.

أن الطفل قد يتعثر دراسياً نتيجة لاضطرابه النفسي برغم أن قدراته الذكائية مرتفعة، فيلاحظ الوالدان أو المدرسة هبوطاً مفاجئاً في مستوى الطفل وعدم قدرته على التحصيل، كما يلاحظ عليه أنه كثير السرحان ضعيف التركيز، وتتفاقم المشكلة أكثر إذا تعرض الطفل للعقاب نتيجة لهبوط مستواه المدرسي.

ويستبعد الطبيب النفسي وجود اضطراب عضوي بفحص الطفل، كما يستبعد انخفاضاً أولياً في مستوى الذكاء، وذلك بعمل اختبار للذكاء، وخاصة إذا كان هبوط المستوى الدراسي قد حدث بشكل مفاجئ بعد أن كان الطفل متفوقاً أو طبيعياً. وعادة ما يظهر المرض النفسي على الطفل بأكثر من عرض: فيعاني الطفل من اضطراب في النوم كالأرق أو الرعب والأحلام المفزعة وفقدان الشهية للطعام وفقدان وزنه وتخلفه في المدرسة.

ومن أكثر الأمراض التي تزعج الأسرة التلعثم في الكلام، وفي حالة استبعاد الأمراض العضوية التي قد تتسبب في ظهور هذه الحالة والتي تنشأ نتيجة لاضطراب في بعض مراكز المخ، فإن السبب المباشر لهذه الحالة هو المرض النفسي. ويجب توجيه عناية بالغة لمثل هذه الحالات في بدايتها، لأنها تؤثر على شخصية الطفل حيث يتعرض للسخرية والنقد، فيصاب بالحرج، وينطوي على نفسه، وهذا يعطل نموه الاجتماعي، ويؤثر على تحصيله الدراسي، كما أن التأخر في العلاج يؤدي إلى استمرارها حتى سن متقدمة حيث يصعب العلاج.

وقد يعجب الكثيرون حين يسمعوا أن الطفل المكتئب قد يحاول الانتحار، وكتب الطب النفسي تتحدث عن حالات انتحار تمت فعلاً بين الأطفال المكتئبين، وأحياناً يسمع الطبيب النفسي عبارات غريبة تصدر من طفل يعبر بها عن حزنه ويأسه من الحياة ورغبته في التخلص من حياته!

كما أن الطفل قد يصاب في السنوات الأولى من عمره بمرض الفصام، وأعراض فصام الطفل تخالف فصام الكبار، وأبرز أعراضه التأخر في الكلام وعدم الارتباط العاطفي بالوالدين وعدم الإحساس بذاته، فلا يميز نفسه عن الجماد أو الحيوان، ويصاحب ذلك اضطراب في الإدراك في هيئة هلاوس واضطراب في الحركة.

ونسبة الشفاء ضئيلة في فصام الأطفال، وعادة ما تتدهور الحالة ويصاحبها تدهور في القدرات العقلية ويصبح الطفل متخلفاً.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا