الفتاة ذات الثوب الأحمر
جامعة هنتينجدون في ولاية ألاباما الأمريكية يقال إن أروقتها مسكونة بشبح يرتدي ثوباً أحمر، تم سرد القصة في كتاب لكاثرين تاكر ويندهام وهي من خريجي جامعة هنتينجدون.
وطبقاً لويندهام المؤرخ يوجد روايتان مختلفتان لأصل قصة شبح الثوب الأحمر.
الأولى تعود لأواخر القرن ال 19 حيث تم وصفها على أنها امرأة شابة ترتدي ثوباً أحمر وتحمل مظلة وتسير صامتة صعوداً وهبوطاً في أروقة مهاجع الفتيات في أوقات الليل المتأخرة، ثم فجأة اختفت عن الأنظار بعد أن شاهدوها تمر عبر البوابة الخارجية، لم يتم تحديد حقيقة الرواية الأولى أو أصلها، ويبدو أنها لم تر مرة أخرى على الإطلاق.
الرواية الثانية، وفقاً لويندهام فإن الشبح يعود لفتاة شابة تدعى مارثا انتقلت حديثاً لجامعة هنتينجدون، وهي من نيويورك لكنها انتقلت للعيش بولاية ألاباما لأن جدتها لأبيها كانت ترتاد هذه الجامعة وقد أوصى والدها في وصيته قبل أن يموت أن تذهب ابنته للجامعة نفسها التي ارتادتها أمه في شبابها وإلا لن تنال حصتها من الميراث، لم ترغب مارثا في القدوم إلى ألاباما؛ لكن ثروة أبيها كانت كبيرة مارثا وصلت للجامعة المنشودة، هي ترتدي ثوباً أحمر جميلاً، كما أحضرت معها ستائر، ومفارش، وغطاء للسرير باللون الأحمر، كما زينت الحجرة بتماثيل وألعاب باللون نفسه، على الرغم من أن العديد من زملائها الطلاب طلبوا منها شرح هوسها الواضح باللون الأحمر، فإن مارثا كانت ترفض الرد عليهم، وبسبب كونها غربية وخجولة وغير سعيدة محيطها غير المألوف، لم تتمكن مارثا من تكوين صداقات بين الطلاب، لقد أحسوا أنها مختلفة عنهم، وبعد سماعهم أنها من عائلة ثرية ظنوا أن خجلها الزائد هو تكبر وازدراء فنبذوها.
بقت مارثا وحيدة ومنبوذة تأكل وتشرب وتجلس لوحدها، لا يكلمها أحد غير زميلتها بالغرفة، ونادراً ما كانتا تتحدثان لبعض وعندما أتت بعض الفتيات لزيارتها بالسكن بدت باردة، غير ودودة، وقليلة الكلام فتوقفت الفتيات عن المجيء.
وفي الواقع لم تكن تلك الفتيات يرغبن بالزيارة أصلاً، لكنهن أتين لمشاهدة السجادة الحمراء باهظة الثمن التي أتت بها مارثا من تركيا، ومجموعة من التحف النادرة التي كانت تضعها مارثا على الأرفف.
لم يطل الوقت حتى تركتها زميلتها في الغرفة، فطلبت أن يتم نقلها لغرفة أخرى فوافقت الإدارة على طلبها وتم نقلها وأحضروا فتاة جديدة لتسكن مع مارثا بالغرفة، مما زاد حالة مارثا سوءاً وأصبحت أكثر عزلة وغرابة، ولم يطل الوقت حتى تركتها هذه الفتاة الجديدة، بعد أسبوع واحد فقط تكرر الأمر مراراً وتكراراً، حيث اشتكى جميع زملائها من عدم رغبتهم بالوجود معها بالغرفة لأنها غريبة الأطوار، وأخيراً انتقلت رئيسة الطلبة للسكن معها، وكانت مشهورة بطيبة القلب، وتقبلها للجميع بين زملائها في الجامعة، وقد فعلت كل ما في وسعها لتكوين صداقة مع مارثا؛ لكن كل محاولاتها باءت بالفشل، لقد أصبحت مارثا بغيضة ومنعزلة وكانت تمتعض من محاولات هذه الفتاة اللطيفة لتصبح صديقتها.
عندما فشلت كل جهودها ووجدت نفسها في حالة من اليأس، حزمت الفتاة أمتعتها وهمت بالرحيل، وقبل خروجها من الغرفة صادفت مارثا وجهاً لوجه التي صدمها رحيل هذه الفتاة هي الأخرى، فقالت لها:
- أنت أيضاً لم تطيقي البقاء معي مثل صديقاتك المتكبرات، لقد كنت بدأت أظن أنك لطيفة وتريدين أن تكوني صديقتي حقاً؛ لكنك تكرهيني مثل بقية أصدقائك، حسناً، أنا سعيدة بالتخلص منك! خذي أغراضك واذهبي! لكنني سأخبرك بشيء واحد، يا عزيزي:
- لبقية حياتك، ستندمين على مغادرة هذه الغرفة.
لقد انزعجت رئيسة الطلبة من هذه الكلمات المريرة؛ لكن في خضم أنشطتها العديدة تجاهلت كل ما قالته مارثا ولم تأخذه على محمل الجد.
يزعم أن مارثا الحزينة التي هجرتها الفتاة التي كانت تعتقد أنها صديقتها الوحيدة أصبحت تتردد على تجمعات الفتيات الأخريات؛ لكن وجودها كان غير مرحب به، وكانت الفتيات يختلقن الأعذار لتجنب الجلوس معها، وبعد أن شعرت بالعزلة من البشرية جمعاء، عادت إلى غرفتها المنعزلة، حيث كانت تلف نفسها في فراشها الأحمر وتنسحب من العالم بأسره.
لاحقاً، أصبح سلوك مارثا أكثر غرابة، كانت تنتظر حتى تنطفئ الأنوار، وتزور مهاجع الفتيات واحداً تلو الآخر دون أن تقول كلمة واحدة؛ لكن تحدق في الفضاء كما لو كانت غيبوبة!
مع مرور الوقت أخذت تمشي أثناء نومها صعوداً وهبوطاً في القاعات خلال أحلك ساعات الليل، غالباً ما كانت تتبه الفتيات من خلال فتح وإغلاق أبواب غرفهم، ثم تسرع في العودة لاستئناف تنزهها المثير للشفقة، في إحدى الأمسيات بعد عدم ظهور مارثا لحضور أي من الدروس أو تناول وجبات الطعام طوال اليوم، شعرت زميلتها السابقة في الغرفة، رئيس الطلبة، بالذنب وقررت الذهاب لرؤيتها، معتقدة أنها هذه المرة قد تكون قادرة على مساعدة مارثا بطريقة ما، وعندما اقتربت من غرفة مارثا في الممر معزول في الطابق العلوي من المبنى، لاحظت ومضات من الضوء باللون الأحمر قادمة من خلف باب الغرفة ففتحت الباب.. وصرخت وأغمي عليها! هرعت الفتيات من جميع أنحاء الطابق الرابع من غرفهم لمعرفة سبب الصراخ.
وتم العثور على مارثا، أو هكذا تقول القصة، على أرضية غرفتها، مرتدية ثوبها الأحمر الجميل ومغطاة بأغطية فراشها الحمراء الغالية، وقد امتزجت بدمائها الحمراء، لقد انتحرت بقطع معصميها!
لقد حدث هذا منذ زمن بعيد وفقاً لويندهام؛ لكن الطلاب في هانتينجدون يزعمون أنه في كل عام وتحديداً في اليوم المصادف لتاريخ انتحار مارثا يرون ومضات من الضوء باللون الأحمر تأتي من الغرفة، التي كانت تسكن فيها ثم تظهر فتاة ذات الثوب أحمر لتتجول في أروقة الطابق الرابع، وقد زعم العديد من الطلاب رؤيتها تمر عبر الجدران والأبواب المغلقة اليوم، وتم تحويل المكان من عنبر للمبيت إلى قسم التربية وعلم النفس بالكلية، وفي أكتوبر من كل عام يشارك كل من "شي اوميغا، الفا اوميكريون باي، وفاي مو" في تقليد اسموه "الفتاة الحمراء تمشي"، فيلونون وجوههم ويدورون حول الحرم الجامعي ثم تظهر الفتاة ذات الثوب الأحمر لتتجول في أروقة الطابق الرابع.
وقد زعم العديد من الطلاب رؤيتها تمر عبد الجدران والأبواب المغلقة!
بالإضافة الى الفتاة ذات الثوب الأحمر توجد العديد من القصص الأخرى عن الأشباح.
حيث يزعم أن كلية هانتينغدون مسكونة بروح مضطربة لطالب شاب أطلق النار على نفسه في حديقة الجامعة في وقت ما خلال سبعينيات القرن الماضي، بعد أن هجرته حبيبته من أجل شاب آخر.
ويقول الطلاب إنهم يشعرون أن قوى غير مرئية تشدهم من ملابسهم وهم يمشون في الحديقة ليلاً، أو يشدون من شعرهم، أو يهمس أحد آذانهم ومن بين الأشباح الأخرى التي يزعم أنها توجد في أجزاء من حرم هانتينجدون، روح الشاب الغارق في المسبح، والطالبة ذات المنشفة.
وروح شريرة تعرف باسم "فرانك ذا لايبراري جوست" أو "فرانك شبح المكتبة".
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا