العمليات الجراحية الخارقة التي حيرت الأطباء هل هي حقيقة أم خدعة

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-06-29

العمليات الجراحية الخارقة التي حيرت الأطباء هل هي حقيقة أم خدعة؟ 

العلاج الخارق والجراحات الخارقة هو من ضمن فروع علم الباراسيكولوجي وهو من العلوم التي تبحث فيما وراء الطبيعة البشرية وقدراتها أو أنه العلم الذي يبحث في الظواهر الخارقة على الرغم من أن التعريف الذي وصفه العالم (بالمر) يقول الباراسيكولوجي هو الدراسة العلمية لظواهر معينة تبدو خارقة أو يحتمل أن تكون خارقة وهو تعبير دقيق للغاية

ومن الخوارق التي فاجأتنا مع نهاية القرن العشرين ظهور ما يعرف بالعلاج الخارق والتشخيص الخارق والجراحات الخارقة.. وبالنسبة للعلاج الخارق فهو القيام بمعالجة المريض دون استخدام أي وسيلة من وسائل العلاج التقليدي أو غير التقليدي.. ويكون بلمس المريض فقط أو حتى بدون لمسه من على بعد.. وكذلك حال التشخيص الخارق فيكون بقيام أشخاص لا يمتهنون الطب ولا يعرفون عنه حتى القشور ومع ذلك لديهم القدرة على تشخيص المرض ووصف العلاج.. أما الجراحات الخارقة فتتم دون استخدام مشرط أو أي من أدوات الجراحة المعروفة فتتم بدون تخدير - والمريض مستيقظ وواعٍ لكل الأشياء من حوله

والغريب هو مزج هذه الممارسات بالنواحي الدينية.

ترى ما هي حقيقة العلاج الخارق والتشخيص الخارج والجراحات الخارقة.. وما هي علاقاتها بعلم الباراسيكولوجي

بالرغم من غياب الدليل العلمي على أنها ظواهر باراسيكولوجية إلا أن العديد من الباحثين ينظرون إلى ظاهرتي العلاج الخارق والتشخيص الخارق على أنهما شكلان آخران لبعض الظواهر الباراسيكولوجية

فالباحث بينسون هيربرت على سبيل المثال يعتقد بأن العلاج الخارق هو نوع من التحريك الخارق وأن العلاج الخارق عن بعد أي محاولة المعالج علاج المريض من مسافة بعيدة له علاقة بظاهرة توارد الأفكار أما الباحث المعروف ورئيس جمعية الأنثروبولوجيين الأمريكية مايكل ونكلمان فيقول إن الدراسات المختبرية بينت أن لبعض البشر قابلية للتأثير على علاج مجموعة من الأنظمة البيولوجية بواسطة التحريك الخارق.

وقد ورد هذا الموضوع بالتفصيل في كتاب "العلاج الخارق والجراحات الخارقة" ليوسف أبو الحجاج حول قضية العلاج الخارق والتشخيص الخارق والجراحات الخارقة وما نهدف إليه هو إظهار حقيقة يختلف بشأنها مؤيدو الباراسيكولوجي مؤكدين أنها لا تخضع للمنظور العلمي لأنها لا تخضع لقوانين العلم، وبين العلماء الذين يؤكدون على ضرورة الأخذ بالأسباب العلمية وترك الظنون والنوادر والمعجزات في عصر انتهت فيه المعجزات

يعرف العلاج الخارق بأنه قدرة بعض الأفراد على إحداث تأثيرات إيجابية على الحالة الصحية لكائنات حية أخرى بشرية أو حيوانية أو نباتية من دون استخدام أي وسائل العلاج الطبية التقليدية أو غير التقليدية ومنها العلاج باللمس والعلاج بالإيحاء والعلاج بالقرآن

على الرغم من تعدد المصطلحات التي تشير إلى ظاهرة واحدة وهي قدرة بعض الأفراد على علاج الأمراض دون استخدام وسائل التشخيص أو العلاج التقليدية أو غير التقليدية منهم الذي يعالج باللمس ومنهم الذين يعالجون عن بعد ومنهم الذين يعالجون الإنسان أو الحيوان أو حتى النبات إلى الحد الذي وصف به علماء الباراسيكولوجي هؤلاء المعالجين الخارقين بأنهم أفراد لديهم قدرة على إحداث تأثيرات إيجابية على الحالة الصحية لكائنات حية أخرى بشرية أو حيوانية أو نباتية من دون استخدام أي من وسائل العلاج الطبية التقليدية أو غير التقليدية ولعل أشهر الأساليب المستخدمة في العلاج الخارق ما يعرف بأسلوب وضع الأيدي  ة"لّائينگ ىن ىف هاندس"ة  حيث يضع المعالج إحدى يديه أو كلتيهما قريباً من جسم المريض من دون لمسه مع التركيز ذهنياً على علاج المريض

ويشير أنصار الباراسيكولوجي إلى أن هناك معالجين لا يلزمهم استعمال أيديهم، فقط التركيز على علاج المريض ولا يحتاجون أن يضعوا أيديهم قريباً أو على مكان العلة أو المرض

كما يشير هؤلاء إلى أن معظم حالات العلاج الخارق الموثقة قد حدثت بوجود معالج وعن طريق تدخله إلا أن هناك الكثير من الحالات قد حدث العلاج بشكل مفاجئ وغير متوقع ومن دون تدخل معالج والحقيقة التي لا ريب فيها هي أن اهتمام الناس بظاهرة العلاج الخارق فاق بدرجة كبيرة اهتمامهم بغيرها من الظواهر الباراسيكولوجية لسبب هام وجوهري جداً وهو أن هذه الظاهرة تتعلق بأعز شيء للإنسان وهو صحته.

ويؤكد أنصار الباراسيكولوجي على أن هذه الظاهرة حقيقة على الرغم من ثبوت آلاف من الحالات التي كانت تدعي القيام بهذه القدرات وثبوت زيفهم وغشهم وخداعهم إلا أن هناك حالات حقيقية حسب مؤيديها

ويشير هؤلاء إلى أنه بالرغم أن حوادث العلاج الخارق قد عرفت في كل الأمكنة ومنذ القدم وأن أفراداً من الموهوبين الذين لديهم هذه القدرات الخارقة قد تواجدوا في كل المجتمعات البشرية البدائية والمتحضرة فإن تسليم العلماء بوجود هذه الظاهرة بل وحتى مجرد الاهتمام الجدي بها وكما هو الحال مع معظم الظواهر الباراسيكولوجية الأخرى بقي يسير بخطى بطيئة جداً حتى وقت قريب جداً إلا أن العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين شهدت اهتماماً علمياً بهذه الظواهر لم يسبق له مثيل من جهة علماء النفس والأطباء غير التقليديين وقيام هؤلاء بعمل مختبرات علمية خاصة للتحقق من ظاهرة العلاج الخارق ودراسة خصائصها في حالة ثبوت وقوعها

ومن أشهر المعالجين الخارقين: راسبوتين المعالج الخارق

أيضاً يوجد أكثر من معالج سطرت إنجازاته في صفحات علم الباراسيكولوجي.. مثل كاترين كولمان الأمريكية الخارقة ونوربو تشن المكسيكي الخارق وتشن وغيرهم كثير ولا يسعنا ذكرهم جميعاً.

يؤكد أنصار الباراسيكولوجي على أن العلاج الخارق حقيقة وأنه لغرض التأكد من حقيقة ظاهرة العلاج الخارق قام عدد كبير من الباحثين باختبار قدرات عدد من الأفراد الذين لهم شهرة في مجال العلاج الخارق للأمراض، وأجرى عدد كبير من هذه التجارب تحت ظروف مختبرية خاصة روعي فيها تطبيق أسلوبي السيطرة على التجربة والعملية المزدوجة أو المتعددة لكي تكون هذه البحوث بمستوى مثيلاتها في فروع العلم التقليدي وبمعنى أن تكون دراسة مسيطرة عليها هو أن تتضمن مقارنة النتائج المستقاة من عينة التجربة مع أخرى متحصلة من أن نموذج لم يتعرض لظروف التجربة ليغدو في الإمكان معرفة التأثير الحقيقي للتجربة على العينة المقصودة فمثلاً في حالة اختبار تأثير علاج معين على مرض ما، يتم تقسيم المرضى المشتركين في التجربة إلى مجموعتين حيث يتم تعريض المرضى في المجموعة الأولى إلى العلاج وتعرف هذه المجموعة بمجموعة الاختبار بينما لا تعرض المجموعة الثانية للعلاج ولذلك تعرف باسم مجموعة السيطرة، وباستثناء تعرض مجموعة الاختبار للعلاج وعدم تعرض مجموعة السيطرة له يحاول القائم بالتجربة قدر جهده لإزالة أية فروق بين المجموعتين قد يؤثر على نتيجة التجربة وبهذا الأسلوب يستطيع الباحث أن يكون واثقاً إلى حد كبير من أن أي تحسن في الحالة الصحية لمجموعة الاختبار مقارنة بمجموعة السيطرة سيكون مؤشراً على تأثير العلاج الذي تحت الاختبار.

ويشير فريق من أنصار الباراسيكولوجي إلى أن ظاهرة العلاج الخارق تم عليها عدد كبير جداً من البحوث التي ترقى في دقتها كبحوث مسيطر عليها إلى مستوى نظيراتها في فروع الطب التقليدي

ويشير هؤلاء إلى أنه يمكن تلخيص نتائج التجارب العلمية على ظواهر العلاج الخارق بالقول إنها بينت بما لا يقبل الشك بأن هذه الظواهر حقيقية وأنه قد نجحت جهود الباحثين في توثيق الكثير من حالات العلاج الخارق بشكل علمي دقيق من خلال تجارب مسيطر عليها وفي هذا الصدد يقول "وليم برود" الباحث البارز في مجال العلاج الخارق بأن البحوث العلمية بينت أن هناك أشخاصاً استطاعوا التأثير عقلياً وعن بعد على أهداف مختلفة من منظومات بيولوجية من ضمنها البكتريا ومستعمرات الخميرة ومستعمرات الفطر، والطحالب المتحركة، والنباتات، والنمل - وفراخ الدجاج، والفئران والقطط والكلاب بالإضافة إلى مستحضرات خلوية كخلايا الدم والخلايا العصبية وخلايا السرطان كما أمكن التأثير في جسم الإنسان على حركات العين والحركات الواضحة للجهاز الحركي والفاعلية الكهربائية للجلد، والتنفس وموجات الدماغ وإن ما يخلصه (برود) قد يبدو غريباً على من ليس له اطلاع على بعض من العدد الهائل من البحوث العلمية التي تناولت ظاهرة العلاج الخارق وهذا هو رأي أنصار الباراسيكولوجي.

ويشير هؤلاء إلى أن إحدى الدراسات التي أجريت حول تأثير العلاج الخارق على الإنزيمات نشرتها عام 1972 الباحثة (جستا سميث) عن نتائج تجاربها على قدرات المعالج النهجاري المشهور (أوسكار إيستباني) إذ باستعماله لأسلوب وضع الأيدي لمدة 75 دقيقة حول وعاء زجاجي مغلق بسداده يحتوي على إنزيم اتربيسين استطاع إيستباني إحداث زيادة مقدارها 10% في فعالية هذا الإنزيم.

وفي اختيار ثان نجح هذا المعالج (أوسكار إيستباني) في إحداث التأثير نفسه على كمية من الإنزيم نفسه كانت فعاليته قد خفضت بنسبة تتراوح ما بين 68 - 80% عن طريق تعريضه إلى أشعة فوق بنفسجية ذات طول موجي قدرة 2537 إنكستورم الذي هو الطول الموجي الذي يسبب أسوأ تأثير هدام على البروتين

وقامت (جستا سميث) بعد ذلك بإعادة التجربة نفسها مع ثلاثة أشخاص اعتيادين غير معروف عنهم أنهم أصحاب قابليات علاج خارق، وثلاثة آخرين يدعون امتلاك هذه القابليات

وكانت نتيجة التجربة سلبية حيث لم يفلح أي من هؤلاء الستة في إحداث أي تغيير في فعالية الأنزيم.

وفي تجربة ثالثة لدراسة تأثير العلاج الخارق على الخلايا الحية قام الباحث (وليم برود) مع باحثين آخرين بالاستعانة بالبريطاني ماثيو مانينغ الموهوب وصاحب القدرات الخارقة والعلاج الخارق واستخدام خلايا دم حمراء كانت قد وضعت في محلول أقل تركيزاً من مواضع الجسم البشري وهذا يعني أنه إذا وضعت هذه الخلايا في مثل هذا الوسط المخفف فإن الضغط التناضحي يجعلها تتفتح وتتمزق فينتشر الهيموجلوبين إلى المحلول المخفف خلال فترة قصيرة وطلب (برود) والباحثين المصاحبين له من (مانينغ) الخارق أن يحاول المحافظة على سلامة خلايا الدم الحمراء داخل المحلول

واستخدم مانينغ أسلوب وضع الأيدي حيث وضع يديه فوق الحاوية التي وضعت فيها خلايا الدم الحمراء.. ولكن من غير أن يلمسها وبينت هذه التجربة قدرة مانينغ على تقليل تلف الخلايا إلى حد كبير.

وهذا هو رأي أنصار الباراسيكولوجي... الذين يؤكدون على أن هنالك عدد غير قليل من التجارب التي بينت إمكانية إحداث تأثيرات خارقة على الخميرة.

ومن هذه التجارب دراسة قام بها الباحث (بيرنارد غراد) الباحث في جامعة ماكجيل الكندية والذي كان من أوائل الذين أجروا تجارباً لدراسة تأثير العلاج الخارق على الأنسجة والكائنات الحية...

وفي مجال دراسة إمكانية إحداث تأثيرات خارقة على النباتات قام بيرنارد غراد بتجربة استخدم فيها حبات شعير رويت بمحلول ملحي تركيزه 15% وقام المعالج الذي اشترك في هذه التجربة بحمل حاوية المحلول الملحي بيده لتقليل التأثير السلبي المتوقع للمحلول على النبات ورويت بعض حبات الشعير بالمحلول الملحي الذي كان المعالج قد حمل حاويته لتقليل تأثيره الضار على النبات فيما رويت حبات شعير أخرى بكمية من النوع نفسه من المحلول لم يكن المعالج قد عالجه بحمله بيده

وفعلاً تبين أن المحلول الملحي الذي كان في الحاوية التي حملها المعالج بيده لتقليل تأثيره السلبي كان أقل ضرراً على النبات

إذا إن النباتات التي رويت بالمحلول (المعالج) كان لونه الأخضر داكناً أكثر من لون النباتات التي عرضت للمحلول الملحي غير المعالج مما يشير إلى أن الأولى احتوت قدراً أكبر من صبغة الكلوروفيل الخضراء وقد أعيدت التجربة بنجاح ثلاث مرات.. وهذا ما يؤكده فريق من أنصار الباراسيكولوجي.. وإن كان للعلماء رأي آخر في هذه الظواهر وتفسيرها العلمي...

ومن أشهر من عرف عنه هذه القدرة المعالج الأمريكي الشهير (إدجار كيسي) الذي كان يدخل في طور من الغشية وخلال ذلك يتم إعطاؤه اسم ومكان المريض فيقوم بتشخيص مرضه ووصف علاج المريض

وقد قدم الدكتور (ويسلي كيتشم) تقريراً عن ملاحظاته عن قدرات (إدجار كيسي) كانت هي الصحيحة كما أن علاجاته كانت ناجحة..

ومن أفضل الدراسات العلمية عن التشخيص الخارق هي تلك التي قام بها جراح الأعشاب الأمريكي المعروف في مجال بحوث العلاج الخارق د. نورمان شيلي مؤسس جمعية الطب الشمولي الأمريكية..

ففي عام 1985 قابل (د. شيلي) الموهوبة الخارقة (كارولاين ميسي), وبدأ العمل لدراسة قدراتها الخارقة على التشخيص

وكان الأسلوب الذي اتبعه د. (شيلي) مع (ميسي) هو أن يستقبل د. (شيلي) المريض في مكتبه في ولاية ميزوري الأمريكية ثم يتصل هاتفياً بميسي المقيمة في نيو هامبشاير على بعد أكثر من ألف وتسعمائة كيلو متر ليعطيها اسم وتاريخ ولادة المريض، فتقوم ميسي مباشرة بإخبار (شيلي) عما تركه فيها الاسم وتاريخ الولادة من انطباعات عن مرض المريض.

وقد تبين أن نسبة نجاح (ميسي) في تشخيص المرض كانت بحدود ثلاثة وتسعين ليعطيها اسم وتاريخ ولادة، فتقوم ميسي مباشرة بإخبار (شيلي) عما تركه فيها الاسم وتاريخ الولادة من انطباعات عن مرض المريض.

وقد تبين أن نسبة نجاح (ميسي) في تشخيص المرض كانت بحدود ثلاثة وتسعين في المائة (93%) وهذه النسبة العالية جداً تتجاوز نسبة نجاح أخصائي التشخيص الطبي حالياً في تشخيص الأمراض في مراحلها المبكرة رغم أن هؤلاء الأخصائيين كما هو معروف عنهم يستخدمون أعقد تقنيات التشخيص كتحليل الدم والأشعة السينية والأشعة المقطعية والكمبيوتر

هناك تفسيرات عديدة لظاهرة التشخيص الخارق على اعتبارها ظاهرة باراسيكولوجية منها تفسير لتشخيص الخارق على أنه نوع من أنواع التخاطر وقراءة الأفكار وهو تفسير يعتبره البعض خاطئ من أساسه لأن الكثير من الناس يلجؤون إلى ممارسة التشخيص الخارق بعد أن يكون الأطباء التقليديون قد فشلوا في تشخيص أمراضهم إذ في مثل هذه الحالات ليس هنالك أصلاً من يعرف تشخيص مرض المريض المعني ولذلك لا يمكن أن تكون المعلومات الطبية عن الحالة المرضية التي يكتشفها الشخص بنجاح تشخيصات الأطباء التقليدين كما هو الحال مع (إدجار، وميسي) ولذلك فإن تشخيصه لا يمكن أن يكون قد تم من خلال التقاط أفكار شخص آخر ولكن هذا بالطبع لا يعني أن كل حالات تشخيص خارق لا يمكن على الإطلاق أن تكون نتيجة توارد أفكار مع شخص آخر لأنه لم يكن هنالك من يعرف التشخيص الصحيح للمرض.

لكي يتم التعرف على مفهوم الجراحات الخارقة كظاهرة باراسيكولوجية نشير إلى أن هذه الظاهرة يقصد بها قدرة بعض الأفراد الموهوبين على إجراء عمليات جراحية صغرى وكبرى بدون استخدام وسائل التخدير المعروفة والشائعة وبدون استخدام مطهرات ومن غير أن يشعر المرضى الذين تجرى عليهم العمليات بأي ألم أو تلوث لجروحهم إن وجدت.. والأغرب من ذلك أن الغالبية العظمى من ممارسي الجراحة الخارقة لا تتجاوز معلوماتهم الطبية ما يعرفه عامة الناس أو الأفراد العاديين غير المثقفين

وجدير بالذكر أن أنصار الباراسيكولوجي ذاتهم يؤكدون على أن اندفاع بعض العلماء نحو رفض الاعتراف بما يسمى بالجراحات الخارقة فإن ذلك كان بسبب السمعة السيئة التي ألصقت بها نتيجة ضبط العديد من ممارسيها من الفلبين متلبسين بأعمال غش وخداع للأعين لإيهام الناظرين بأنهم يقومون بأفعال حقيقية وكثيراً ما كان هؤلاء الجراحون الخارقون يفشلون في البرهنة على أنهم قد قاموا فعلاً بفتح أجسام مرضاهم كما يدعون.. أو إثبات أن الدم أو الأنسجة التي ادعوا بأنهم استخرجوها خلال العمليات تعود فعلاً لأجسام مرضاهم

على الجانب الآخر هناك فريق كبير من العلماء والباحثين شككوا ورفضوا التسليم بحقيقة الظاهرة. ويقولون إنها عملية احتيال طبية زائفة يخلق فيها الممارسون وهم إجراء عملية جراحية بأيديهم العارية ويلجؤون إلى الخداع واستخدام الدم المزيف وأجزاء من الحيوانات لإقناع المريض أنهم أزالوا الآفات المريضة وأن الشق الجراحي شُفي تلقائياً

تصف لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية الجراحة الوهمية بأنها "خدعة كاملة". قد تسبب الجراحة الوهمية حدوث وفاة غير ضرورية بإبعاد المرضى عن الرعاية الطبية اللازمة لإنقاذ حياتهم. يصنفها الأطباء والمشككون على أنها مهارة حركية دقيقة وأي نتائج إيجابية لها هي من أثر العلاج الوهمي.

وهذه الأنواع من الجراحات عادةً ما تتبع بعض الأساليب الشائعة نفسها. دون استخدام أداة جراحية، يضغط الممارس بأطراف أصابعه على جلد المريضأ ة في المنطقة المراد علاجها. يبدو الأمر وكأن يدي الممارس تخترقان جسم المريض بشكل غير مؤلم ويبدو الدم وكأنه يتدفق. يُظهر الممارس بعد ذلك مادة عضوية أو أجسام غريبة تبدو وكأنها مأخوذة من جسم المريض، ثم ينظف المنطقة، ثم ينهي العملية مع عدم ظهور أي جروح أو ندوب على جلد المريض

لا تنطوي معظم الحالات على جراحة فعلية رغم أن بعض الممارسين يُحدثون شقوقاً حقيقية.

في مناطق العالم التي يسود فيها الإيمان بالأرواح الشريرة، يعرض الممارسون أحياناً أشياء، مثل الزجاج، قائلين إن الأجسام الغريبة وُضعت في جسم المريض من قبل الأرواح الشريرة

بدأت هذه النوعية من الجراحات بالظهور في المجتمعات الروحية في الفلبين والبرازيل في منتصف القرن العشرين. دونّ المستكشف في القرن السادس عشر، ألفار نونييث كابيثا دي فاكا، سجلاً منسوباً إليه من قبل الأمريكيين الأصليين، عن شخصية ملتحية تعرف باسم "مالا كوسا" (الشيء الشرير) الذي يحتجز الشخص، ويشق بطنه باستخدام سكين من الصوان، ويزيل جزءاً من أحشائه، ثم يحرقه في النار. عندما ينتهي، ينغلق الشق تلقائياً

في عام 1975، أعلنت لجنة التجارة الفيدرالية أن "الجراحة الوهمية ليست سوى خدعة كاملة". أعلن القاضي دانييل إتش. هانسكوم، عندما منح لجنة التجارة الفيدرالية أمراً قضائياً بمنع وكالات السفر التي تروج لجولات الجراحة الوهمية

في عام 1975 ذكرت لجنة التجارة الفيدرالية: تبين أن "الجراحة الوهمية" مزيفة تماماً. لا يُفتح الجسم، ولا تُجرى "جراحة" بالأيدي العارية أو بأي شيء آخر، ولا يُزال أي شيء من الجسم. "العملية" برمتها هي عملية احتيال فاضحة تُرتكب بواسطة مهارة حركية دقيقة وخدع وأجهزة متشابهة

في عام 1990، ذكرت جمعية السرطان الأمريكية أنها "لم تجد أي دليل على أن" الجراحة الوهمية "تنتج أي فائدة في علاج أي حالة طبية"، وحثت الأفراد المرضى بشدة على عدم التماس العلاج من ممارسي الجراحة الوهمية.

وكالة السرطان في كولومبيا البريطانية "تحث الأفراد المرضى بشدة على عدم التماس العلاج من ممارسي الجراحة الوهمية"

بحث الطبيب ويليام نولين في الجراحات الخارقة وكشف كتابه "الشفاء": "طبيب يبحث عن معجزة (1974)" عن العديد من قضايا الاحتيال. كُشف عدة مرات عن عمليات احتيال توني أغباوا، وهو جراح وهمي شهير. يقول الساحر المسرحي جيمس راندي إن الجراحة الوهمية خدعة تتطلب مهارة حركية دقيقة. قال إنه في الملاحظات الشخصية للإجراء، وفي الأفلام التي تعرض مثل هذه الإجراءات، يمكنه كشف المهارة الحركية الدقيقة التي تبدو واضحة للسحرة المسرحيين، لكنها قد تخدع مراقباً عادياً. مثّل راندي مشهد الجراحة الوهمية بنفسه باستخدام مهارة حركية دقيقة. حقق الساحر المحترف ميلبورن كريستوفر مع الجراحين الوهميين أثناء العمل، ولاحظ المهارة الحركية الدقيقة. أثناء حلقة بعنوان "ساكر" من برنامج مايندفريك الذي عرض على قناة إيه أند أي، أدى الساحر كريس إينجل "جراحة وهمية"، وأظهر كيفية إجراءها مباشرةً (استخدم دم مزيف وأكياس بلاستيكية وكبد دجاج).

قال راندي إن المعالج يلفّ أو يقرص الجلد في المنطقة المراد علاجها. عندما تصل يده المسطحة تحت لفافة الجلد، يبدو الأمر وكأن الممارس يدخل يديه في جسم المريض فعلاً. يكون المعالج قد حضر مسبقاً حبيبات صغيرة أو أكياس من أحشاء الحيوانات التي يخبئها في يده أو تحت الطاولة بحيث يسهل الوصول إليها. تحاكي هذه المادة العضوية الأنسجة "العليلة" التي يدعي المعالج أنه يحاول إزالتها. إذا أراد المعالج محاكاة النزيف، قد يضغط على كيس مملوء بدم حيوان أو إسفنجة مشربة. إذا أتم الممارس هذه الخطوات بشكل صحيح، قد يخدع الإجراء المرضى والمراقبين. مع ذلك، توجد بعض إجراءات "الجراحة الوهمية" التي لا تعتمد فقط على "المهارة الحركية الدقيقة" الموصوفة، إذ يوجد بعض "الجراحين" البرازيليين الذين يشقون جلد المرضى بمشرط غير معقّم لزيادة الوهم

كتب جون تايلور أنه لا توجد جراحة وهمية حقيقية إذ غالباً ما يُكشف الاحتيال في جميع هذه العمليات. يستخدم الممارسون تقنيات المهارة الحركية الدقيقة لإنتاج الدم أو السوائل الشبيهة بالدم، أو الأنسجة الحيوانية أو البدائل وأ أو أجسام غريبة مختلفة من ثنايا جلد المريض كجزء من حيلة الائتمان للحصول على فائدة مالية

كتب الكاتب العلمي تيرينس هاينز: عند بدء "العملية"، يبدو أن اليد تدخل بطن المريض. يتحقق ذلك من خلال خلق انطباع في البطن عن طريق الضغط على الأصابع وثنيها ببطء ضمن قبضة وبالتالي يبدو أن الأصابع تتحرك في البطن، لكنها ببساطة مخفية وراء اليد. يمكن للدم الذي يخفي الحركة الحقيقية للأصابع ويضفي الدراما على الإجراءات أن يأتي من مصدرين. أحدهما إبهام مزيف، يوضع فوق الإبهام الحقيقي ويُملئ بسائل أحمر. يعد هذا الإبهام المزيف أداة شائعة الاستخدام من قبل السحرة. يمكن أيضاً تمرير الدم إلى الجراح في بالونات حمراء مخبأة في القطن الذي يستخدمه الجراح الوهمي، ويُمرر القطن ومحتوياته المخفية إليه بواسطة "مساعد". يمكن أيضاً تمرير أجزاء "الورم" إلى الجراح الوهمي بهذه الطريقة، أو إخفائها في الإبهام المزيف... وتبين أن المادة التي تحاكي "الورم" هي أمعاء دجاج أو بقايا حيوانات مماثلة. يكون الدم إما دم حيواني أو صباغ أحمر.

قدم اثنان من "الجراحين الوهميين" شهادة في محاكمة لجنة التجارة الفيدرالية تدلي بأنه، على حد علمهم، المادة العضوية التي يتبين أنها أُزيلت من المرضى تتكون عادةً من أنسجة حيوانية ودم متخثر

ولكن على الرغم من كل ذلك فإن أنصار الباراسيكولوجي ذاتهم يؤكدون على أن اندفاع بعض العلماء نحو رفض الاعتراف بما يسمى بالجراحات الخارقة فإن ذلك كان بسبب السمعة السيئة التي ألصقت بها نتيجة ضبط العديد من ممارسيها متلبسين بأعمال غش وخداع للأعين لإيهام الناظرين بأنهم يقومون بأفعال حقيقية، لكن توجد جراحات خارقة حقيقة فعلاً حسب كلامهم

واستمر الأمر بين المؤيدين لوجودها والرافضين المكذبين لهذه الجراحات حتى الآن، بين مؤيد ومعارض مشكك

 

 

... .. . .... . ... .  .. . ..  .. ..  .  ........... ..

 

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا