أشباح العشرية السوداء
ثكنة عسكرية مهجورة
قبل 7 سنوات في يوم من أيام الصيف كنت أنا وصديقاتي الصغيرات نلعب لعبة المطاردة، وكنا نركض حتى وصلنا إلى ثكنة عسكرية مهجورة، تقع بعيداً عن العمارة التي أقطن فيها، وأخذنا نلعب ولم نحس بالوقت حتى المغيب، وفجأة ودون سابق إنذار سمعنا صوت صراخ مرعب وإطلاق النار من داخل الثكنة العسكرية المهجورة!
بدأ قلبي يدق بسرعة ولا أعلم كيف بدأت أجري أنا وصديقاتي دون أن تلتفت إحدانا للأخرى.
ركضت وركضت من شدة الخوف حتى وصلت إلى البيت ففتحت الباب وتوجهت مسرعة إلى غرفتي وقلبي ما زال يدق من شدة الخوف.
وبعد حين أتى أبي من المسجد بعد أن صلى صلاة المغرب ثم خرجت من غرفتي وذهبت إليه وأخبرته بما حصل معي، فقال لي:
- إن تلك الثكنة العسكرية مغلقة من بعد العشرية السوداء التي حلت بالجزائر، وإن داخلها تمت عمليات قتل رهيبة وبشعة ولم يستطع أحد العمل فيها بعدها، لأن عند المغيب تأتي أصوات صراخ وإطلاق للنار.
وطلب مني أبي أن لا أذهب إلى هناك ثانية، لم أستمع لوالدي غلبني الفضول أنا واثنين من أصدقائي وقررنا أن نذهب إلى هناك مرة أخرى، دخلنا الثكنة بحذر شديد حتى بدأت الشمس في الغروب لنستمع إلى أصوات الصراخ والأعيرة النارية، إحدى صديقاتي لم تتحمل وفرت هاربة وبقيت أنا والثانية ننعتها بالجبن.
استمرينا في الدخول حتى وجدنا شيئاً يمر من أمامنا، ارتعدت فرائصنا برعب وتوقفنا حتى رأينهم يلتفون حولنا بوجوه بيضاء وأعين بيضاء وجسد ممزق لما نتحمل رؤيتهم وركضنا ونحن نصرخ بفزع كبير، لتتعثر صديقتي بحجر وتقع على الأرض، حاولت مساعدتها لكن رعبي الشديد وارتعاشة جسدها جعلني أكمل ركضاً وتركتها حين رأيتهم يقتربون منا!
لم أعرف إلى الآن ماذا حدث معها؛ لكني سمعت من أبي أن عائلتها تركت المنطقة بأكملها بعد هذه الحادثة.
ملحوظة:
العشرية السوداء - وتسمى أيضاً بالعشرية الحمراء - ويسميها البعض بالحرب الأهلية الجزائرية، استمرت من 1991 الى 2002 وقتل فيها ما يقارب 200.000 إنسان.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا