الموت أولى من ركوب العار
في سنة 2012م حدثت واقعة غريبة ومذهلة في اليمن تحمل في ثناياها الألأم والحقة، حيث إن أخوين سافراً في اليوم الذي تلا حفل زفافهما إلى مكان إقامة أهل زوجتيهما، وفي تلك الآونة كان قطاع الطرق يتواجدون بكثرة بين المناطق البعيدة يعتدون ويسرقون ما يصلح للسرقة، إلا أن المألوف عند هؤلاء المجرمين أنهم لا يتعرضون للنساء أو من كان برفقتهن، ولكن حصل ما لم يكن بالحسبان، إذ وقع هذان الأخوان في قبضة مجموعة من قطاع الطريق، بلا ذمة ولا نخوة ولا مثل.
خيروا الأخوين بين أمرين: أحلاهما مر، إما ضياع الزوجتين مع السيارة أو قتل الأخوين والاستيلاء على الزوجتين مع السيارة، فما الحل في وقت ضيق وصعب؟ وما السبيل للخروج من المأزق الذي هم فيه؟ فاختار الزوجان تسليمهما الزوجتين والسيارة؛ لأنهما يريدان الحياة، ويكرهان الموت، وكان في ذهنهما خطة، تمنحهما بعض الوقت، ريثما يجدان طريقة يقتلان فيها هؤلاء المجرمين، ويدافعان عن شرفهما وعرضهما، مع يقينهما أن الثمن سيكون باهظا ومكلفا.. طلب الأخ الكبير من قطاع الطرق أن يقود هو السيارة؛ ريثما يقترب من المنطقة، ثم يسلمهم النساء والسيارة معاً.
وفي الطرق كان يتصل بأهله، يخبرهم أنه يقترب من عمل بطولي، وأن الله انتدبه لمعركة ضد الأشرار، وكان يقصد بذلك توديعهم، ثم اتجه بالسيارة نحو منحدر عميق، وحرف السيارة بشجاعة وثقة نحو المنحدر، فتدهورت السيارة بمن فيها، من العصابة، وأخيه وزوجتيهما، ليلقى الجميع حتفه، ويتخلص المجتمع من هؤلاء الطغاة، لكن الثمن كان غاليا، فقد فقدت المنطقة شابين شهمين شجاعين، بالإضافة إلى زوجتيهما، غير أن هذه التضحية لم تذهب هباء منثوراً، فقد أفسحت المجال لتوحد أهل النخوة من اليمنيين، للتصدي لهذه الفئة الباغية والقضاء عليهم.
وهذا ما حدث فعلا، فتخلص الناس منهم، ومن جرائمهم التي روعت الآمنين ردحا من الزمن.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا