1)
"رحلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية
6:59:58 صباحاً
6:59:59 صباحاً
7:00:00 صباحاً
يرن صوت منبه الهاتف بنغمة الموسيقى الهادئة"، لأستيقظ استعداد لرحلتي إلى (الولايات المتحدة الأمريكية)
استيقظ عند سماعي أول صوت صدر من المنبه، لهدوء غرفتي الشديد أثناء نومي، حتى وإنه من شدة كرهي للإزعاج في الغرفة؛ يستغرب الجميع بأنها لا تحتوي على "ساعة حائط" لأن صوت العقارب يزعجني!! فالغرفة هادئة تماماً .
أنعشني ضوء أشعة الشمس المنبث من النافذة ووجدت قهوتي قد أعدتها أمي ووضعتها بجانبي على الطاولة التي تحوي فازه صغيرة من الورود، فأنا أعشق الورود ورقتها وغرفتي مليئة بها، احتسيت قهوتي على عجالة و .
آسفة، نسيت أن أعرفكم بنفسي، (لولوة} فتاة كويتية عشرينية العمر، تخرجت من جامعة الكويت "تخصص تصميم داخلي" بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وأعمل في أحد المكاتب الهندسية في قسم التصميم الداخلي، أما عن طباعي فأحياناً يلقبوني ب (العنيدة} -رغم هدوئي-، فأنا شديدة العناد وينقلب هدوئي إلى "إعصار" في الأمور التي تعترض حياتي أو تهدد استقراري ..!!
أعيش مع أسرتي الغنية -ذات الدخل العالي- المشهورة في (الكويت) في فيلا فخمة في أحد أرقى مناطق البلد .
أبى: رجل أعمال مشهور وله صيته في البلد، يترأس العديد من شركات "التجارة العامة والمقاولات في الكويت"، رغم شخصيته القوية وصرامته في عمله إلا أنه يمتلك قلباً طيباً وخاصة مع الأطفال
أمي: صاحبة أطيب قلب عرفته وهى بمثابة أختي وصديقتي حيث لا أخفى عليها سراً أبداً
(خالد}َ شقيقي الذي يكبرني بثلاثة أعوام، وهو الأقرب لي من بعد أمي، يعش معنا هو وزوجته الجميلة التي لم أعرف طباعها بعد، فقد تزوجا مؤخراً بعد زمالة امتدت طيلة فترة دراستهم في (ايرلند
)
(أحمد}َ شقشقي الأصغر ذو العشرون عاماً، ويدرس الهندسة الكهربائية -مجبراً- في (الولايات المتحدة الأمريكية - تحديداً ولاية كاليفورنيا) بعد أن تخرج من الثانوية العامة بمعدل امتياز، فهو كان يطمح في دراسة أدب اللغة العربية، ولكن والدي أجبره على الهندسة لأن معدله يسمح له بذلك وهذا أفضل له- على حد قوله- وكنت دائما ما أحذر والدي من إجباره ولكن دون جدوى!
صديقتي (أسماء}َ صديقتي المقربة الوحيدة منذ الطفولة، طيبة القلب لا تقوى ظلم أحد أو جرحه ولو بدون قصد، وحساسة جداً وسريعة البكاء، عرفتها مع أفراد أسرتي لأنها فعلاً بمثابة شقيقتي.
اعتذر عن الإطالة لكن وجب أن أعرفكم بأفراد أسرتي الصغيرة، المهم إنني أخذت حمام دافئ وارتديت فستاني الأزرق متوسط الطول، ورفعت شعري البني الكيف الذي كان ينسدل إلى منتصف ظهري ووضعت على بشرتي البيضاء المائلة للصفار قليلاً من مساحيق التجميل التي تليق بهذا الصباح الباكر، وأخذت حقنتي إلى جهزتها ليلة الأمس وخرجت على عجالة، وجدت أمي قد أعدت الإفطار للتو في الحديقة، ويبدو إنها الوحيدة المستيقظة حتى الآن، ودعتها بقبلة على جبينها وتمنت لي التوفيق في رحلتي. استقلت سيارة السائق الذي كان ينتظرني ليصلني إلى المطار فوصلت في غضون 10 دقائق لقرب منطقتنا من المطار، دخلت وأخذت تذكرة دخول الطائرة (al boarding" waxtrt mkan almqàd wèhbt l/strû qliv; qbl alrûlâ alùwiâ " /xèt qhwti "alkaramil albard" alti v astùià mqawmtha klma r/it alàvmâ alxëra' lèlk almqho alîhir w/xèt rwaiâ mn almktbâ almqablâ llmqho l/tslo bha xvl rûlti alùwilâ
قضيت وقت الانتظار بشرب القهوة وأنا أفكر في هذه الرحلة فهي بمثابة فرصة لإثبات ذاتي، فالمدير دائماً ما يختارني من بين جميع موظفين القسم؛ لحبي الشديد لوظيفتي وإبداعي وابتكاري الدائم في التصاميم، حيث تلقيت ترقية ممتازة والعديد من المكافآت المالية الإضافية نتيجة لإخلاصي لعملي على الرغم من أن الصرامة والشدة والحزم جميعها يتصف بها مديري، إلا إنني استطعن إثبات نفسي له
والآن أفكر جدياً بفتح مشروعي الخاص في هذا المجال فعلى الرغم من مرتبي الممتاز الذي أتقاضاه وثروة أبى العائلة إلا إنني أحبذ أن أكون إنسانة "عصامية" أكو لي ثروتي الخاصة وحياة عملية تخصني وحدي وأبني نفسي بنفسي، أظن أن مشروع " تنسيق الأعراس" سيجمع بين عشقي لورود وحبي وإخلاصي لمجال التصميم الداخلي، فكرة رائعة6، سأفكر في المشروع جدياً حال عودتي من السفر، فأنا الآن أسمع نداء الرحلة.
اتجهت إلى البوابة المزدحمة نسبياً- كعادة (مطار الكويت الدولي) دائماً- وهممت بإخراج التذكرة استعداداً للدخول، فتفاجأت بأنني لم أجد حقيبتي المحفظة إلى تحتوى النقود والتذكرة!! يبدو إنني نسيتها في المكتبة، نعم !! فهي آخر مكان أخرجت فيه المحفظة لدفع ثمن الرواية، فعدت إليها مسرعة وما إن رآني البائع الآسيوي حتى مد يده لي بالمحفظة فشكرته على عجالة وخرجت وأنا أسمع النداء الأخير للطائرة وعدت إلى البوابة فوصلت ولله الحمد في الوقت المحدد.
انتظرت قليلاً عند باب الطائرة إلى أن وأخيراً دخلت وجلست في مقعدي بجانب النافذة، فأنا أختاره دائماً، لأنها أسعد لحظات حياتي حين ترتفع الطائرة وأرى معالم الكويت وأودعها من السماء، وقبل الإقلاع ، جلس بجانبي شاب كويتي أظن أن عمره مقارب لعمري، طويل القامة نسبياً وسيم، وله بشرة سمراء خمرية اللون ولحية خفيفة وشعر أسود قصير ينسدل أعلى جبهته، وجسمه صحي لدرجة إنني ظننته لا يترك الرياضة يوماً
ألقى التحية وبادلته بمثلها، وبعد الإقلاع، أخرجت من حقيبتي لعض الحلويات والعلكة التي تقلل ضغط الإذن أثناء الارتفاع وأخرجت أيضاً الرواية التي اشتريتها للتو وهممت بالقراءة، لكن الشاب قاطعني قبل أن أبدأ قائلاً
- المعذرة على المقاطعة ولكن هل لي بسؤال
- تفضل؟
- أراك مسافرة لوحدك؟ هل لغرض الدراسة
- لا، لقد تخرجت من تخصص التصميم الداخلي، وأعمل لدى أحدى مكاتب الهندسة، واختارني المدير لدورة في التصميم الداخلي في (نيويورك) لمدة أسبوع لأنقل لهم أحدث صيحات التصميم والديكور
- آسف على التدخل، ولكن أثارني الفضول
- لا بأس، لا داعي للأسف، ماذا عنك
- أنا مسافر لأقوم ببعض التزامات والدي -رحمه الله- في العقار في(نيويورك) أيضاً يبدو إنها صدفة رائعة، بالمناسبة؛ لم أعرف أسمك بع
- (لولوة ال ..)
- اسم جميل، فأنا أعشق الأسماء القديمة العريقة، وأنا اسمي (فهد)
- تشرفنا .
وبدأت في قراءة الرواية، وبعد مرور أربعة ساعات، وبعد أن أنهيت الفصل الخامس من روايتي الطويلة المشوقة، استيقظ (فه) بعد نوم عميق اتضح من خلاله إنه لم ينم جيداً البارحة، التفت نحوي قائلاً
- المعذرة، على أزعجتك أثناء نومي؟
- لا أبداً، وليس هناك ما يستدعي اعتذارك
* إنه مؤدب للغاية ويعتذر على كل كلمة يقولها، لكن يبدو إن نومه غير مؤدب فقد أزعجني صوت "شخيره" كثيراً أثناء قراءاتي للراويﯿ
بدأ طاقم المضيفين بتقديم وجبة الغداء التي أكرهها، فجميع خطوط الطيران تأتي بنفس الوجبات تقريباً -إما الأرز الأبيض مع الدجاج أو ساندويتش الخضار- ولا تفكر بتغييرها أبدأ، ولكنني أخذت الوجبة على مضض مضطرة حيث أنه تبقى عشرة ساعات على الوصول
بدأنا أنا و(فهد) بتناول وجبة الغداء، وفتح حوار معي مرة أخرى قائلاً
- هل أتممت أمور السكن لطوال الفترة التي ستقضينها هناك؟
- نعم، فالمكتب دائماً ما يحجز في أرقى الفنادق عندما يبعثنا لدورات ومهام رسمية
- الحمد لله، كنت قلقاً لشأنك
أكمل والارتباك قد طغى على ملامحه
- لا تسيئي الفهم، فأنا قلق لأنك لوحدك بالطبع
ابتسمت له، وأكملت القراءة، ولم يحدث شيء مهم يذكر طوال الرحلة إلى أن هبطنا في مطار(نيويورك)
.!:.. :... :....د؟..؟!؟:. .. .ا... ......."
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا