شقة 2 1 و2 سعود عبدالعزيز الناجم

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-04-16

"شقة رقم 2" 

(1)

7/2/2013

الساعة:12:25 بعد منتصف الليل.

وقف خليل أمام جسد مرمي بالقرب من سكنه، جسد حول الأرض كلها إلى مقبرة، جسد شابة قد ابتلع إسفلت الشارع ملامحها... وإبقائها بلا ملامح كليا.

لكن خليل تعرف عليها، فهو يعرف ذلك الجسد الشاب، تلك البشرة البيضاء، ذلك الشعر القصير الذي لا يتجاوز الكتف، الخاتم الذي اشتراه bnfsh" swar zhrâ Lv.

إنها ملاك، إنها عروسة...

****

(2)

26/2/2013

- سارة لن أخرج من الشقة أبدا، مستحيل.

قالها بدر بانزعاج، وارتفع صوته فالتفت إليه زبائن المطعم، أخفض صوته متابعا:

- الشقة ممتازة، كل المزايا فيها وليس فيها عيب واحد، مساحتها كبيرة، تصميمها ذكي إيجارها مناسب جدا، وهي في نفس المنطقة التي يسكن فيها أهلك، وقريبة من بيت أهلي، ليست بعيدة عن الجامعة، ولا عن عملي.

فقالت سارة في همس حاد:

- لكنها مسكونة

- من قال ذلك؟ لقد عشنا فيها أربعة أشهر أجمل أربعة أشهر في حياتنا.

- وهل نسيت ما قاله المستأجر السابق؟

- لا قيمة لما قاله فهو مجنون.

- لا ليس مجنونا

- سارة المستأجر السابق خليل تعرض لصدمة نفسية بعد أن تعرضت زوجته لحادث مروع أمام الشقة، أضيفي إلي ذلك أنه عاش في الشقة وحيدا بعد الحادثة لما يقارب الأسبوعين، بالتأكيد سيطير عقله، ويفر من الشقة، متخيلا أن في الشقة عفاريت أو مردة أو جنا.

- أجل لكنك نسيت أن الضحية كانت امرأة وليس رجلا.

فهم بدر ما دفن في عبارتها فقال في غضب مخنوق، اخنقه المكان العام:

- أهذا ما وصلنا إليه! حقا! شكرا جزيلا، استحق منك أكثر، هل تريدين القول بأنني لا أهتم لحياتك، وبأنني لن أفعل شيئا لأن حياتي ليست معرضة للخطر، أهذه فكرتك عني، ألم أدفع كل مالي لتأثيث تلك الشقة، ألم أنفق الجهد والمال والوقت لأجلك وبناء عش الزوجية، ألم أتعب وأسهر وأتعارك مع البشر للوصول إلى أفضل سكن، حتى أني لم أشأ تعذيبك بسكن بعيد عن أهلك، أبعد كل ذلك يكون جزائي هذا الكلام؟!

عقد ذراعيه في غضب محبط الفؤاد، وشعرت سارة بغلطتها، فقالت معتذرة وفي نغمة تسلل إلى قلب زوجها:

- أنا آسفة لم أقصد ما فهمته، لكنني خائفة

-خائفة من ماذا... من مجنون؟!

- ليس مجنوناً.

- بل مجنون، أو مسكين إن شئت، لكننا لا نستطيع ترك الشقة بسبب قصته.

- أنا أستطيع، لكني لا أستطيع العيش فيها.

- سارة لقد عشنا فيها لأربعة أشهر ولم يحدث شيء، أما هو فعاش فيها شهرين فقط.

- لست مرتاحة للشقة، أنا آسفة لكن اعذرني لن أبقى فيها ليلة واحدة.

- الأمر ليس بهذه السهولة، أين سنجد شقة أفضل؟

- سنجد بإذن الله، فكما وجدنا هذه الشقة يمكننا إيجاد غيرها

- لكن...

- بدر أنت متعلق بهذه الشقة أما أنا فلا.

- يمكنني أن أجلب لك خادمة، تؤنس وحدتك إن كنت أنا خارج المنزل.

- بدر لا تحاول، لن أعود إلى تلك الشقة أبدا، سوف أبيت عند أهلي إلى أن تجد سكنا جديداً لنا.

- هل أنت مصرة.

- ولن أتراجع أبداً.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا