بالرغم من اشتياقه لصديقه حسين، وبالرغم من أنه بانتظار هذه الفرصة منذ سنوات، إلا أنه لم يكن في وارد البقاء معه وهو في تلك الحالة من الانكسار.
ضغط على زر استدعاء الممرضة، لتأتي وتتفاجأ بطلب نقله لمكان آخر، أخربته الممرضة أنه سينقل بعد ساعات لغرفة خاصة به، إلا أنه كان مصراً على النقل في تلك اللحظة، حتى عندما جاء الطبيب وحاول ثنيه عن قراره كانت محاولاته بلا فائدة، ليتم نقله على الفور بعد الإصرار والإلحاح.
كل ذلك يحدث، وحسين يراقب دون أن ينطق بكلمة، فهو يتفهم سبب طلب صاحبه، بل كان مسروراً لطلب صاحبه، فلو لم ينكسر لما طلب النقل، وكونه انكسر أخيراً فهذا يعني أن الكلام قد بلغه، وأن الرسالة قد وصلت.
عندما استقر به الوضع في الغرفة شعر ببعض الارتياح، فعلى الأقل لن يكون مضطراً للبقاء وحالة الانكسار بادية عليه، في نفس الوقت كان يتمنى لو كان الموضوع مختلفاً وبالتالي استطاع البقاء مع صديقه، فالشوق كبير وهذه الفرصة قد لا تتكرر مجدداً، وفي نفس الوقت أيضاً كان يتمنى لو أنه لم يشعر بذلك الانكسار، وبالتالي بقي مع حسين ليقوم بمحاولة إقناعه، ليبدو وكأنه اقتنع من باب الضغط والمنطق الذي مارسه عليه لا بسبب الانكسار، فشعور الموت لا يزال يسيطر عليه، شعور أخافه وهو الذي كان يسخر منه طيلة حياته، شعور جعل علامة استفهام كبيرة ترتسم أمامه وترفض المغادرة مع سؤال (ماذا لو كان كلام حسين حقيقة؟).
مشاعر مختلفة ومتناقضة اجتمعت في نفس الوقت، ولم يكن في استطاعته تخصيص إحداها لتكون هي شعوره الذي يريد أن يشعر به في تلك اللحظة، فجميعها موجودة رغماً عنه، ومع جلوس وحيداً بدأت فكرة الموت تتصدر المشهد، فأخذ يفكر بينه وبين نفسه.. "ماذا لو كنت فعلاً مقبلاً على الموت؟ ماذا لو أن كلام حسين صحيح؟ هل يا ترى سيكون التمسك بالكبرياء مبرراً مقبولاً للتعرض لكل ما يقال عن عذاب القبر؟ وماذا سأخسر إن أنا آمنت بالله؟ ببساطة لا شيء، ولكنني سأخسر الكثير إن لم أؤمن. المنطق هو مع ما قال حسين، ولكن ماذا أفعل لأكون مؤمناً؟ فالإيمان لا يأتي برغبة بل باقتناع، وأنا لا أعرف كيف أقنع نفسي، ولا أعرف ما العمل الآن، آه يالي من أحمق، فلو لم أترك حسيناً لكان الآن يشرح لي ما يجب علي فعله، أو لربما استطاع اقناعي بالفعل"
هنا سمع صوت أذان الفجر يأتي من بعيد، نظر من النافذة فرأى بعض الرجال يمشون في الشارع المقابل للمستشفى، وقد شمروا عن سواعدهم استعداداً للوضوء، فبقي يتأمل بهم، وهو يتساءل: لا يزال هؤلاء يذهبون إلى المسجد ليصلوا لإله لم يروه قط!! لا أعرف إن كان هذا هو الإيمان أم هو الغباء بعينه؟! إن كان هذا قمة الجهل أم هو قمة العلم؟! فهل يعقل أن يكون كل هؤلاء رجعيين متخلفين، ونحن فقط التقدميون الواعون؟! آه لو أستطيع أن أعرف ما يدور في داخلهم! ولكن لماذا أكذب على نفسي؟ فحتى أنا مؤمن بوجود تلك القوة العاقلة التي خلقت وصنعت كل هذا، فمسألة أن العالم وليد صدفة أو وليد مادة أولى لا أحد يعرف ماهيتها، ومكان ووقت نشؤها، هي من السخف بحيث لا تنطلي على أحد، لماذا العناد إذن؟! لماذا أعرض نفسي لأهوال القبر؟ ماذا سيضرني إن آمنت؟ وماذا سأخسر؟ ببساطه لا شيء، ولكنني قد أكسب الكثير إن أنا آمنت، ولكن كيف أؤمن؟! فلا يوجد هناك زر مركب في أجسادنا اسمه زر الإيمان يجعل الإنسان مؤمناً بمجرد الضغط عليه.
بدأ الشعور بالتعب يقوى تدريجياً، ولم يشعر إلا وأشعة الشمس المتسللة من جنب الستارة تسقط على وجهه تماماً، لم يذكر كيف نام أو متى نام.
تمنى لو كان كل ذلك حلماً أو كابوساً، لكنه للأسف واقع، فها هو ملقى على سرير المرض، وكل ما جرى الليلة الفائتة هو حقيقة لا خيال، ولكن هناك شيئاً إيجابياً في الأمر، وهو أنه بدأ يشعر بالتحسن قليلاً، فالألم بدا أقل بكثير من ليلة أمس، بل حتى حركته أصبحت أسهل، وللحظة خالجه شعور بسخافة ما شعر به قبل أن ينام، حال الانكسار الذي أحس به، والأفكار التي خالجته، شعور حاول مقاومته قليلاً لكنه فشل، لينتصر كبرياؤه في تلك المعركة وبكل سهولة ويسر.
الشعور بالتحسن أصبح يزداد مع كل ساعة، مما شجعه على القبول بفكرة سخافة ما أحس به في الليلة السابقة، ولكن مع ذلك بقي هناك أثر ما في النفس، بقي البناء المنطقي الذي بناه له حسين قائماً في مكان ما من عقله، حتى وإن قمة الكبرياء، فالفكرة الصحيحة التي تلامس المنطق لا يمكن أن يمحوها شيء.
عند المساء وبعدما غادر زواره، ولما كان يشعر بتيبس في ظهره بسبب استلقائه طيلة اليوم، وقف وتجول قليلاً في الغرفة خلافاً لتعليمات الطبيب، وذلك بغية التخفيف من ذلك الشعور الكريه، وهنا انتبه إلى وجود مصحف على الخزانة قرب سريره، فتناوله وبدأ يقلب في الصفحات، لا لشيء سوى لقتل الوقت وإبعاد الملل، فمهما يكن فهذا الكتاب قد كتب قبل 1400 سنة، وهو يحمل قيمة تاريخية وأدبية.
بعد دقائق اندمج في القراءة، وهنا كانت الصدمة، فهذا الكتاب بدا وكأنه يخاطبه شخصياً، يجيب على أسئلته، يصف وضعه بشكل دقيق، يمنيه بالجنة ساعة، ويهدده بالنار ساعة أخرى، يجيب عن أسئلة لطالما اعتبرها بلا حل، كتاب يعرف السؤال قبل أن يخطر في باله ويجيب عنه قبل أن يفكر، حتى إن كان يريد الجواب أم لا.
قرأ وكأنه يعرف القرآن لأول مرة، قرأ وكأن الآيات ليست نفسها التي سبق وأن قرأها في السابق، قرأ بعين جديدة وعقل مختلف، فأحس وكأن هذا الكتاب قد كتب لأجله هو وليس لشيء أو أحد آخر.
استمر في القراءة طيلة الليل، وفي اليوم التالي واصل القراءة إلى المساء، ولم يترك القرآن إلا عندما أكمله، حينها فقط فهم كيف كان ولطيلة حياته يسأل السؤال الخطأ عندما يحاجج المختلفين معه وهو يقول: أثبت لي وجود الله؟ فهم للتو أن مسألة وجود الله وإثباتها، ليست كبقية المسائل التي يمكن أن تنتج عن أدلة حسية، وهي ليست كالنظرية النسبية أو نظرية النشوء والارتقاء، فالأمر هنا مختلف قليلاً، فالإثبات يأتي لكل شخص بعينه، وكل شخص يأتيه الإثبات بحسب سعة عقله هو، لا بحسب حجم المراد إثباته، فالمسألة كما لو أن هناك نهراً وجاء من يحمل دلواً، فمهما كان حجم الدلو فإنه سيأخذ من النهر بحجم ذلك الدلو ولن يستطيع وضع كامل النهر في دلوه.
"إن لم يكن هذا الكتاب معجزاً فما هو المعجز إذن؟! إنه يكلمني وكأنه كتب لي، لقد أجاب على إشكالاتي، ووضح لي ما لم يكن واضحاً، فهل وبعد كل ذلك أكفر به؟! لا والله إنه لكتاب حق، وأنا سأخرج من هنا رجلاً مختلقاً عن ذاك الرجل الذي دخل، رجل يضع هذا الكتاب أمامه ليكون له قائداً ومرشداً، فأي فلسفة تلك وأي فيلسوف ذاك الذي يستطيع مجاراة هذا الكتاب!! بل أي أحمق وغبي من يفكر في أن هناك ما يمكن أو من يمكن أن يقترب ولو قليلاً من هذه الحكمة التي بين دفتيه"
رفع بصره إلى الأعلى، وقال وبصوت مسموع وكأنه يشهد كامل حواسه، بل ويشهد المكان بأسره: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
توقع أن يشعر براحة نفسية كبيرة بعد التشهد، ولكن ذلك لم يحدث، بل وبدل ذلك سمع شيئاً يحدثه في نفسه، ويقول: هل تغير شيء الآن؟ فها أنت أصبحت حماراً كما بقية الناس التي تؤمن بالخالق وبالقوة الخارقة التي تحرك الأشياء، ها أنت تصبح اتكالياً كما بقية الناس، لتلقي كل تبعات فشلك على إرادة ذلك الخالق. فيجيب على نفسه قائلاً: لا، لا، فالأمر ليس اتكالية، فأنا هنا لا ألقي بشيء على الله، فأنا للتو أقررت، ولم أقر بشيء من قبل لكي أكون اتكالياً، كما أنه من الغباء أن أقبل بالرهان على حياتي بإصراري على عدم وجود شيء بعد الموت، فلم المغامرة؟! وهل أنا مضطر لخوض مغامرة من هذا القبيل، بل هل أنا مجبر من الأساس على المغامرة بنفسي؟ وهي مغامرة نتيجتها إما عذاب أو لا شيء!!
رغم أنه من الطبيعي أن يحادث المرء نفسه، إلا أن هذا الحوار كان من نوع مختلف، فهو كمن يحاور شخصاً آخر داخل نفسه، شخص جديد لا يعرف عنه شيئاً، فلم يكن ليستطيع التخمين مثلاً ما يمكن أن يكون رد الطرف الآخر المحاور له، وكأن هناك وعياً آخر في داخله غير وعيه يحاوره ويحاججه، صوت في نفسه لا يعرف له مصدراً، ولكنه أقرب ما يكون للصوت الحقيقي منه إلى حديث النفس، حتى إنه وأكثر من مرة، ظن أن هناك من يحادثه بالفعل في الغرفة.
بقي إلى منتصف الليل وهو يصارع حديث النفس هذا، وكلما اشتد الجدل، زاد في تمسكه بموقفه الجديد، ولم ينقطع ذلك الحوار إلا حين حصل أمر غريب تملك كامل انتباهه، فقد اختفى الجدار بين غرفته والغرفة الأخرى التي فيها حسين، ومن ثم رجع كما كان، حدث الأمر في أقل جزء في الثانية، لكنه كان كافٍ ليلفت انتباهه، فبقي يحدق فيه لفترة وهو يتساءل: يبدو أن كم الأدوية التي أخذت كبير لدرجة أني بدأت أهلوس، وكأن هذا الجدار اختفى من مكانه، هل يعقل أن يختفي جدار بلمح البصر؟! لا.. لا.. لا أعتقد ذلك، ربما يكون السبب هو الأدوية أو ربما أكون متوهماً لهذا الأمر.
هنا اختفى الجدار مجدداً ورجع بسرعة مرة أخرى، وقد كان ينظر إليه عندما حصل ذلك، فرأى أنه لم يختف كما ظن في أول الأمر، بل هو أصبح شفافاً كالزجاج، ومن ثم رجع كما كان.
بقي في مكانه لا يعرف ما الذي يجري، وكيف يجب أن يتصرف، وبعد دقيقة عاد الجدار ليصبح شفافاً مجدداً لكنه هذه المرة بقي أكثر من ثانية، وقد استطاع رؤية صديقه حسين ملقى على سريره في الجهة الأخرى.
ضغط على زر استدعاء الممرضة، طال انتظاره ولم يأته أحد، فبدأ الخوف يدب فيه لدرجة أن أطرافه بدأت ترتعش تلقائياً. ما الذي يحصل يا ترى؟ تساءل في نفسه. هل هي الهلوسة؟ ولماذا لم يأتني أحد؟ هل أنا أهلوس وأظن أن أحداً لم يأتني؟ أم ربما جاءت الممرضات، ولكني وبسبب الهلوسة لم أدر بقدومهن، فلا يعقل أن يترك رجل بمثل حالي دون انتباه، فالذي يجري أمامي لا يمكن أن يكون طبيعياً، ضغط على زر استدعاء الممرضة مجدداً، ولكن لم يأته أحد أيضاً.
في تلك الأثناء كانت فترة بقاء الجدار شفافاً تطول تدريجياً، فلم تعد كلمح البصر كالبداية، تجاوزت الدقيقة هذه المرة ثم عاد بعدها الجدار إلى حالته الطبيعية لبضع ثوان، ثم أصبح شفافاً مجدداً.
خائف ومرتبك لا يعرف ما يجب أن يفعل، فأطلق صرخة يستصرخ فيها الممرضات، فلم يأته أحد أيضاً، حاول الوقوف ولم يستطع، فكان يشعر كما لو أن كل الطاقة التي في جسمه قد سحبت منه، تماماً كما لو أن هناك بطارية تمده بالطاقة وقد استنفدت طاقتها.
ظل يراقب فترات شفافية الجدار وهي تطول تدريجياً، إلى أن أصبح شفافاً ولم يعد جداراً بعدها، حينها انتبه إلى أن هناك رجلاً وسيماً وحسن المظهر، دخل على صديقه حسين، وقف عند قدمه، وحسين ينظر إليه بذهول، وهنا حصل أمر غريب، فقد بدأ يخرج من ذلك الشخص شخص آخر مشابه له، وكأنه يجري عملية استنساخ سريعة، كل ذلك يجري وسط ذهوله، فلم ينتبه لشيء آخر سوى أن جميع آلامه قد زالت في نفس اللحظة التي بدأ فيها ذلك الشخص عملية الانسلاخ.
وقف الرجل الأول عند حسين بينما توجه الثاني ناحية الجدار، وما هي إلا ثوان قليلة حتى اجتاز ذلك الشخص الجدار، ولكن ما إن اجتاز الجدار حتى تغيرت ملامحه تماماً ليصبح كالوحش المخيف، بعد أن كان شكله كالملاك الجميل، فملامحه تتغير بسرعة، وتتحول وسامته إلى قبح وبياض بشرته إلى سواد، وعيناه الجميلتان إلى عينين محمرتين بشكل كامل، ببساطة أخذ ذلك الرجل الوسيم يتحول وبسرعة إلى أقبح مخلوق رآه في حياته بل وأشدها رعباً.
أطلق صرخة قوية بسبب منظر ذلك الرجل الذي يقترب منه، فلم تؤثر صرخته على الشخص، بل تصرف وكأنه لم يسمعه حتى، فأخذ يقترب بهدوء غير آبه برد فعله أو صراخه، حاول تحريك قدميه ليدفع نفسه باتجاه ظهر السرير بلا فائدة، فقدماه ترفضان التحرك، فصرخ مجدداً قائلاً:
- قف مكانك لا تقترب مني، من أنت وماذا تريد؟
كان الشخص قد وصل قرب قدميه، فنظر إليه نظرة غضب لبضع ثوان، ومن ثم قال:
- أنا ملك الموت الذي طالما أنكرت وجوده، أتيت إلى هنا لأنه حان موعد انتقالك من هذه الدنيا.
سرت قشعريرة في جسده، وأحس بالكلمات محبوسة في فمه، فأصبح يتعثر بها، يريد إخراجها فلا تطيعه، فها هو عالم ما بعد الموت يصبح حقيقة، ها هو الذي أمضى حياته يسخر منه مائلاً أمامه، بل ها هو الذي كان قبل يوم يسخر منه أمام حسين متجسداً أمامه، والمصيبة لا تتمحور حول ملك الموت فقط، فملك الموت هو بداية لرحلة طويلة، فكل الذي سبق وقرأ عنه أو سمع عنه عن عالم ما بعد الموت أصبح حاضراً في عقله، العذاب، النار، الألم، الوحشة، كلها تجمعت في عقله، فخبر ملك الموت صدق، وهذا يعني بأن بقية الأخبار عن حياة ما بعد الموت ستكون صادقة.
- لا، لا تفعل ذلك، ابتعد عني، أرجوك امنحني المزيد من الوقت في الدنيا، أرجوك، فقد آمنت للتو، وأحتاج المزيد من الوقت، أرجوك امنحني ولو يوماً واحداً.
بكى، صرخ، ترجى، تذلل، وملك الموت يتصرف وكأنه لا يسمعه، فتمتم بكلمات غير مفهومة، ومن ثم وضع يده على قدمه ورفعها قليلاً، فشعر بألم حاد وقوي، ألم لم يختبره في حياته كلها، ولم يعرف له مثيلاً أبداً، فقد شعر كما لو أن جسده مربوط بصخرة قوية من خلال كل حلقة في لحمه وعظمه من جهة، ومن الجهة الأخرى تدخل في الصخرة، وأن هناك من رفع رجله عن الصخرة ممزقاً لحمه وعظمه جراء ثبات تلك الحلقة في الصخرة.
بعد ذلك وضع ملك الموت يده مجدداً على نفس الرجل ورفعها قليلاً، وقد شعر بنفس الألم مرة أخرى، فأطلق صرخة مدوية، ومن ثم قال مترجياً ملك الموت:
- أرجوك إن كنت ستأخذ روحي فخذها دفعة واحدة، فلا أستطيع تحمل تكرار هذا الألم.
اشتد غضب ملك الموت فجأة، وارتسم ذلك الغضب على ملامحه، فصرخ عليه (اخرس), فساد الصمت لبضع ثوان قبل أن يتابع ملك الموت قائلاً:
- أنت هنا لا تملك الخيار، فأنت ميت بالفعل، فلا تتعب نفسك بالصراخ فلن يسمعك أحد، فهنا أنا وأنت فقط، ولا يوجد على هذه الأرض من يستطيع تخليصك مني، ولكني مع ذلك سأخبرك عما يجري لكي تعرف كم ستعاني معي، فأنت تشعر بهذا الألم جراء التصاق نفسك بجسدك من خلال العديد من النقاط، وفي كل مرة أرفع فيها جزءاً من نفسك فإني أفك التصاقك بنقطة واحدة منها، وسأبقى أفكها واحدة تلو الأخرى، وستشعر بألم في كل مرة أفك فيها إحدى هذه النقاط، ولا تتذمر كثيراً فقد كنت أعد لك ما هو أسوأ لو لم تتلفظ بالشهادة وتقر بها، في آخر لحظة من لحظات حياتك
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا