أم تقتل طفلتها
عندما يقبل الإنسان الحرام والخطأ مرة، فإنه ينزلق ويغرق في الوحل رويداً رويداً إذا لم يتدارك نفسه، ويخسر كل صفات الرحمة والإنسانية، ويتجرد منها.
هذه المعاني تبدو جلية في هذه القصة التي دارت أحداثها في الكويت، بمنطقة مبارك الكبير عام 2017 حيث وصل بلاغ إلى مركز الشرطة يفيد بوقوع طفلة عمرها خمس سنوات من السلم.
وصلت سيارات الشرطة والإسعاف إلى منزل السيدة التي قدمت البلاغ، لكن الطفلة كانت قد فارقت الحياة، فحولت جثتها إلى الطب الشرعي، وحالما علمت والدتها المطلقة أن ابنتها قد فارقت الحياة ارتفع صوتها بالصراخ والبكاء والعويل، وتعاطف معها رجال الأمن وتركوها لتهدأ نفسها، ولم يأخذوا أقوالها إلا بعد ثلاثة أيام، وعندما جاءت للتحقيق قالت: إن طفلتها سقطت من أعلى السلم وتدحرجت حتى وصلت إلى أسفله.
لكن أقوال الأم كانت مناقضة لتقرير الطب الشرعي فقد بين التقرير أن الطفلة تعرضت للضرب يوم وفاتها وقبله، كما وجدت آثار للحرق في إحدى يديها بأعقاب السجائر.
بعد ظهور هذه الحقائق تم احتجاز الأم ثلاثة أيام للتحقيق معها، وبعد مواجهتها بأدلة الطب الشرعي خرجت أخيراً عن صمتها، وعن تمثيل دور الأم المسكينة، فاعترفت بأن الفتاة تعرضت للضرب من قبل عشيقها؛ لأنهم كانوا يصطحبونها معهم في السيارة، حتى يبدوان للشرطة كزوجين شرعيين وابنتهما معها، فلا توقفهما الدوريات المنتشرة في الليل، ولا يشتبه بهما أحد.
لكن الأمر لم يرق للفتاة، وإن كانت صغيرة السن، فقد كانت تكره الرجل وتديم البكاء، فكان يضربها بشدة لتتعب، وتنام ويقضي هو وقتا ممتعا مع والدتها دون أن تعكر صفوهما. وفي إحدى المرات كانت على وشك أن تفضحها في الطريق فلم تسكت عن البكاء إلا بتهديدها بالحرق بأعقاب السجائر، ولم تسكت حتى أحرق العشيق يديها. وكانت في يوم وفاتها قد تلقت ضرباً مبرحاً منه، واعتقد كلاهما أنها نامت، وعندما أنهيا نزهتهما حاولت الأم إيقاظ الفتاة، فتفاجأت بأنها ميتة، فعادت للبيت، ووضعتها في أسفل السلم، واتصلت بالشرطة والإسعاف لينقذوها.
حُولت المرأة إلى المحكمة، وتم إلقاء القبض على عشيقها، وصدر حكم بإعدامهما، إلا أن الحكم خفف في محكمة التمييز إلى عشر سنوات عن الأم وما زال العشيق القاتل ينتظر تنفيذ الإعدام.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا