الحقد الدفين لحور عبدالعزيز

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2021-11-30

الحقد الدفين
كاليفورنيا عام 2011 م
مستشفى كايزو 
في يوم الجمعة استأذنت الممرضة المتدربة ميشيل في الساعة 6:55 مساء من مسؤولتها للذهاب لسيارتها لغرض ما، كان هذا اليوم آخر يوم للتدريب في المستشفى لذلك حرصت المسؤولة في الساعة الــ 10 على أن تنادي جميع الطلبة ولكن اكتشفت أمراً غريباً، فميشيل لم تعد للآن منذ أن استأذنت. فقامت بالاتصال بها مرات عدة فلم تجب، فذهبت للمواقف برفقة رجل الأمن لتفقدها، لكن لم تعثر عليها، وما هي إلا لحظات حتى شاهدت سيارتها تسير ببطء وما أن لوحت لها المسؤولة حتى أسرعت السيارة خارجة من المواقف وذهلت المسؤولة من ذلك التصرف، لكن فسرت ذلك الأمر لاحقاً أنه قد تكون مخطئة فقد تكون من رأتها ليست ميشيل ولا حتى سيارتها. 
عادت المسؤولة وأخذت بسؤال زميلاتها لكن لا يعرفن شيئاً عن ميشيل فقامت بالاتصال بصديقها وابنة عمها وشقيقتها مايكل الذين انكروا رؤيتها. 
ميشيل
بدأ اليوم الثاني ولا أثر لميشيل، هنا أخذ القلق يتسرب لأفراد الأسرة والأصدقاء فتم تبليغ الشرطة باختفائها، كانت ميشيل من أسرة فيتنامية قدمت للولايات المتحدة، وكان حلمها بالعمل بالتمريض مثل والدتها فعملت كمتدربة في تلك المستشفى. 
أخذت الشرطة بالبحث في المواقف وخاصة موقف ميشيل، فعثرت على دم وأخذت عينة منه للمختبر. أكملت الشرطة تحرياتها حتى أبلغ شقيقها الشرطة بتلقيه رسالة من شقيقته تخبره بأنها بخير لكنها تعاني ضغطاً كبيراً وتريد أن تكون لوحدها لفترة وأن البطارية على وشك الانتهاء. 
وأخر رسالة لها: أنا مريضة. 
استبشر الضابط، وأرسل لها رسالة بضرورة الاتصال به، حينها أرسلت رسالة تقول إنه لا توجد تغطية وتوقفت بعدها رسائل ميشيل ولم ترسل بعدها أي رسالة أبداً، استغرب أهلها من سلوك ميشيل الغريب الذي لم يعتادوه، فكثفت عائلتها وأصدقاؤها حملة تطوعية كبيرة للبحث عنها واستأجروا محققاً خاصاً. 
أخذت الشرطة باستجواب أصدقائها وعائلتها، فعلموا أن لميشيل صديقاً يدعى سكوت فأخذت باستجوابه. 
بدا هادئاً متعاوناً وأنكر أي علاقة له باختفائها. كذلك استجوبت الشرطة جيزيل زميلة الدراسة التي أخبرتهم أنها قطعت علاقتها بميشيل بعد أن تركها خطيبها سكوت ووالد ابنتها من أجل ميشيل وأنها لا تعرف عنها شيئاً. تفحصت الشرطة شريط كاميرا المراقبة الخاصة بمواقف المستشفى، فرصدوا وقت خروج ميشيل أي قبل الساعة 6:55 وشاهدوا ميشيل التي بدت طبيعية وتفحصوا الكاميرا الثانية وشاهدوها تتجه باتجاه السيارات، لكنهم لاحظوا أمراً مريباً. فقد رصدوا ميشيل تسير بشكل طبيعي وفجأة توقفت ثم انحرفت لليسار وأكملت سيرها.
لا يعرف سبب هذا السلوك المريب لكن كانت هناك كاميرا مواجهة لموقف سيارة ميشيل ولسبب غامض لم تعمل يومها، بعد فترة تلقت الشرطة اتصالاً بالعثور على سيارة ميشيل على بعد أميال من المستشفى، فاتجهت على الفور للموقع. كانت السيارة مغلقة والإطار مثقوباً. تم فتح السيارة ولم يعثر على ميشيل ولا أي بصمات أصابع، لكن عثر على شعيرات تم إرسالها للمختبر، كما عثر على هوية عمل بالمستشفى ذاته لامرأة تدعى كيتي. 
فمن هي كيتي وماذا تفعل بطاقتها هنا؟
فاتجهوا للمستشفى وأعلمتهم السكرتيرة أن كيتي ممرضة وذهبت بإجازة منذ فترة طويلة. بعد مراقبة الشرطة لدخول وخروج طلبة التدريب بدا واضحاً أن أحدهم سرق بطاقة كيتي لاستخدامها، فمبنى التدريب الخاص مؤمن ببطاقة، لا أحد يدخل أو يخرج إلا ببطاقة مؤمنة، حينها أخذت الشرطة بتتبع كاميرات المراقبة المثبتة على بوابة الدخول والخروج، وذهل رجال الشرطة فقد شاهدوا امرأة تستخدم بطاقة كيتي في الساعة الــ 7 بعد خروج فريق التدريب وكان المكان خالياً. 
بدت صغيرة السن ذات شعر أسود طويل دخلت المختبر الخاص بالطلبة وقامت بتشغيل الكمبيوتر كأنها تبحث عن شيء ما، ومن ثم أخذت تبحث عن أحد الملفات الذي تبين أنه سجل خاص بدخول وخروج طلبة التدريب.
لكن المفاجأة كانت حين أدارت وجهها للكاميرا وفور رؤيتهم لها عرفوا هويتها إنها جيزيل صديقة ميشيل السابقة فقاموا باعتقالها وبدأوا بالضغط عليها لكنها أنكرت أي علاقة لها باختفاء ميشيل. 
فهل جيزيل الحامل قادرة على قتل امرأة نشيطة؟! 
ربما أكثر من شخص متورط باختفائها، فاتجهت أنظارهم لسكوت وأخذوا بالضغط عليه حتى كانت المفاجأة، فقد أبلغهم سكوت بشكوكه حول جيزيل وأسمعهم تسجيلات صوتية لها وهي تهدده بعلاقته بميشيل وأنها ستقتله وتقتلها كذلك أراهم أحكاماً قضائية ضد جيزيل لتهديدها وضربها له. 
أسرعت الشرطة واعتقلت جيزيل التي لم تصرخ وبدت متوقعة هذا الأمر، وقاموا بتفتيش منزلها وأخذوا حذاءها لتفحصه، أنكرت جيزيل أي علاقة لها باختفاء ميشيل، لكن الأدلة ضدها كانت قطعية. فالتسجيل الصوتي المخيف الذي تهدد بقتل ميشيل، ونتيجة تحاليل الشعيرات كانت لجيزيل فماذا كانت تفعل في سيارة ميشيل؟ 
أما حذاؤها فكان يحتوي على قدم لميشيل لكن الأدهى من ذلك بعد تفحص سجلات هاتف ميشيل وجيزيل تبين أن جيزيل هي من كانت ترسل الرسائل من هاتف ميشيل وتدعي أنها ميشيل، بل تم التقاطها بكاميرات أحد متاجر شركة أبل للهواتف مع ابنتها وقد ادعت كاذبة أن طفلتها قد أقفلت الهاتف هاتف ميشيل وتريد فتحه ثم قامت باستخدامه لإرسال رسائل كاذبة وتبين من أبراج المراقبة أن هاتفي جيزيل وميشيل كان بالمكان نفسه آنذاك. 
بعد عشرة أيام من اعتقال جيزيل عثر على رفات ميشيل في إحدى المناطق الجبلية القريبة، وعلمت الشرطة أن جزيل سرقت بطاقة كيتي لدخول وخروج مبنى التدريب لتتبع عنوان ميشيل ومراقبة تحركاتها، وما أن خرجت ميشيل حتي تفاجأت بجيزيل عند باب بسيارتها، وهذا ما أوضحته كاميرا الموقف عندما توقفت ميشيل برهة ثم أكملت غير متوقعة بأن صديقتها ستقتلها. 
بل إن جيزيل قامت بمسح فيديو المواقف الذي سجلها وهي تواجه ميشيل. 
جيزيل أثناء
محاكمتها
وبالفعل يبدو أنها هددتها وما أن تداخلت سيارتها حتى قتلتها على الفور بألة ضخمة، حيث سقط دم ميشيل في الكراج وحاولت جيزيل إرجاع السيارة حتى شاهدتها المسؤولة وخافت فأوقفتها بالخارج وأخذت بعدها بتمثيلية الرسائل الكاذبة. 
اعترفت جيزيل بقتلها لميشيل بلحظة غضب، وأنها قتلتها لأن صديقها سكوت تركها وابنته من أجل ميشيل. تمت محاكمة جيزيل وحكم عليها بالسجن 25 عاماً. 
النهاية

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا