غموض في شقة 410
القاتل الذي خدع الجميع
كاليفورنيا عام 2010 م
تلقت شرطة الطوارئ يوم السبت اتصالاً هاتفياً من شخص يبكي ويصرخ؛ هناك جثة في شقة ابني، أسرعوا، جثة لفتاة ودم متناثر من رأسها، لا أعلم أين هو، أسرعوا أرجوكم.
فور وصول رجال الشرطة الموقع تبين أن الاتصال جاء من ستيفن والد سام وأن الجثة لجولي 23 عاماً، طالبة الفنون وفنانة الاستعراض، كانت جولي من أسرة يابانية الأصل هاجرت للولايات المتحدة وعاشت هناك، ورغم اكتسابها الجنسية الأمريكية فإن جولي حرصت على احترام العادات والتقاليد اليابانية، وكانت طالبة نابغة.
أما سام فكان جندياً في أفغانستان، ورجلاً عاقلاً، لكن بعد مكوثه في أفغانستان لفترة أخذ يعاني من كوابيس عديدة واضطرابات الحرب وأخذ يتعالج من هذه الكوابيس.
يقول والده:
كان دوماً يتصل بي ووالدته ويزورنا في نهاية الأسبوع، كان من المفترض أن يزورنا سام في نهاية الأسبوع لكنه لم يأتِ، فاتصلت عليه مرات عدة لكن هاتفه مغلق وهذا أمر غريب حتى اضطررت للذهاب لشقته لأنني أملك مفتاحاً ثانياً وتفاجأت بتلك الجثة، إنها جولي التي يعاملها كشقيقته.
كانت جثة جولي ملقاة على السرير وقد أصيبت بطلقة من خلف الرأس وبدا بنطالها منحسراً قليلاً مما يدل على اعتداء جنسي كما يبدو، وقد كتب على بنطالها من الخلف "أنت لي".
أخذت الشرطة بالبحث عن سام لكن لا أثر له واتصلت به مرات عدة لكن هاتفه مغلق. وجدت حفلة شواء في الحديقة وكتب متعلقة بالحرب، كذلك سكين على السرير، ولا أثر لعنف في الشقة وبطاقة دعوة لحضور زفاف دان ورايتشيل. دان هو جاره في السكن، أما دراجته النارية فلا تزال موجودة لكن سيارته وجوازه لم يعثر عليهما.
أصبح سام هو المشتبه به الأول خاصة أنه تلك تم اتهامه سابقاً بجريمة قتل وتمت تبرئته. أما والده فقد رفض كل هذه الاتهامات وأن ابنه بريء، فأين اختفى سام؟ ولما فعل ذلك؟ هل كان تحت تأثير المخدرات أو السكر واعتدى عليها وقتلها ثم هرب؟
فسام الهارب البالغ من العمر 26 عاماً الذي يعاني من كوابيس واضطرابات الحرب هرب ومعه مسدس، ويجب القبض عليه بسرعة قبل أن يرتكب جريمة أخرى بحق نفسه، أخذت الشرطة بوضع صور لسام بوسائل الإعلام المختلفة وناشدت الجميع للقبض عليه وأنه مشتبه به بجريمة. فتلك المدينة الهادئة لا تعرف أبداً ذلك النوع من الجرائم إلا ما ندر.
جولي وسام
تقول والدة جولي:
كانت ابنتي تحضر نفسها لزفاف شقيقها وقد كانت معه في المطعم عندما أرسل لها سام وسائل عديدة أنه محبط يائس ويطلب منها الحضور لشقته بسرعة للتحدث وأنها يجب أن تثق به ولا تخبر أحداً أبداً بقدومها له وبالفعل ذهبت إليه.
عثرت الشرطة على هاتف جولي وحقيبتها في شقة سام وقد احتوى هاتفها على رسائل عدة من سام يطلب منها القدوم، وقبلها بساعتين كان سام قد أرسل لها رسالة أنه مع دان لمساعدته في أمور إجراءات الزفاف.
اصبح سام هو المشتبه الأول بقتل جولي، فهل فر سام بعد جريمته خاصة أنه يحمل في البنك مبلغاً كبيراً 62.000 ألف دولار.
وقد اختفى جوازه فهل سيلوذ بفعلته؟
بعد يومين لاح والد بسام أن حساب ابنه البنكي يدل على نشاطات، ومن الواضح أن بطاقة ابنه قد تم استخدامها خلال يوم الاختفاء خاصة أن لديه حساباً مشتركاً مع ابنه، وتوجه الأب المكلوم فوراً لمكان السحب لعله يعثر على ابنه أو سيارته لكن لم يجد شيئاً، حتى حدثت عملية أخرى فاتجه مرة أخرى للبنك ولم يعثر على شيء، لكن هذه المرة تم استخدام البطاقة لطلب البيتزا لأحد العناوين.
وفور تحقق الشرطة من سجلات البنك وكاميرات المراقبة كانت المفاجأة! فقد تفاجأت أن من يستخدم البطاقة صبي صغير مجهول لا أحد يعرفه! كان هذا الصبي يسحب المال لمدة يومين، فمن هو هذا الصبي؟ هل هو خاطف أم قاتل؟
تم تتبع عنوان طالب البيتزا وأخذت طائرات الهليكوبتر تجوب المكان وشارك فريق سوات للقبض عليه وكلاب الأثر وشرطة متخفون يراقبون المنزل، فهل سام مختطفاً بالمنزل أم متخفياً؟!
وفور هجوم الشرطة على المنزل، تفاجأ الصبي الصغير ويسلي ذو الــ 16 من عمره وأخذ بالبكاء والخوف وصرخ؛ ماذا يحدث؟ من أنتم ؟ ماذا تريدون؟
أخبرهم ويسلي أن دان هو من أعطاه البطاقة والرقم السري لسحب المال وأخذ يراقبه وهو يسحب بعد أن أخبره بأنه قاصر ولن يحاسبه القانون، وأن يرتدي القبعة والنظارة لإخفاء هويته.
فما علاقة دان باختفاء سام؟!
قال ويسلي:
دان شخص تعرفه أمي وتثق به، وقد قابلته في المسرح، وطلب مني بسحب المالي لصديقه وأنه سيشتري لي بيتزا مجاناً.
كان دان ممثلاً مسرحياً، موهوباً، قادراً على تأدية كل الأدوار ببراعة، وكان يعتزم الزواج من ريتشيل زميلته في المسرح. طلبت الشرطة من دان الحضور لاستجوابه وحين وصوله مبدا مرتبكاً وقد أنزل رأسه.
وفاجأهم،
أنا سئمت من التغطية على سام وسأخبركم بكل شيء، أصبح دانيال الممثل مشتبه به، فهل سيجيد دوره أمام رجال الشرطة جيداً أم سيفشل؟
أخذت الشرطة بالضغط عليه لمعرفة مكان سام، فقال:
أنا لا أعرف، فسام قد جاءني في الصباح يطرق الباب قائلاً إنه قد ارتكب شيئاً فظيعاً، لقد قتل جولي في لحظة غضب وغيرة، وطلبه مني سحب المال ولا أعرف مكانه أبداً.
ثم أكمل متلعثماً: في الحقيقة لقد كنت في شقة سام ليلة اختفائه. نعم لقد رأيت جثة جولي.
لكنه بعد ذلك أخذ يتخبط بأقواله، تم احتجاز دان، وأثناء ذلك اتصل بخطيبته ريتشيل وكانت المكالمة مسجلة وهذا نصها:
- ريتشيل: دان لقد اتصلت على الشرطة.
- لماذا؟
= شقيقك تيم لدية أدلة، سلاح الجريمة وسأخبرهم قبل أن أتورط ويتهمونني.
حينها أخذ دان بالانهيار وأكمل:
- هل تكلم شقيقي، هل أخبرهم شيئاً؟
- لا لم يتحدث إلا لي وسأذهب للشرطة.
- لا لا.
- دان أنت تعلم أن المكالمة مسجلة صحيح؟ ولا مجال للكذب أبداً.
حينها انهار دان واعترف بالسر الرهيب!
الحقيقة المزيفة عن سام التي صدمت رجال الشرطة.. فبعد 14 ساعة، انهار دان واعترف:
لقد قتلت ضحيتين وليست واحدة.. أنا مجنون، لقد فعلتها لقد قتلت سام وجولي!
كان دان بلا عمل وأراد الزواج من ريتشيل، ولم يكن يملك المال الكافي، فعمل بالمسرح لكن المال الذي يحصل عليه لا يكفي لعمل حفل زفاف كبير، فكذبه على خطيبته أنه غني وسيأخذها لرحلات بحرية وشهر عسل فخم، لكن من أين المال؟
ولفت نظره جاره سام الجندي الذي يملك 62 ألف دولار، ففكر بتلك الخطة المروعة المجنونة، فهذا المجنون لا مشكلة لديه ليقتل شخصين من أجل المال وقضاء شهر عسل فخم يرضي خطيبته.
يقول دان:
في ذلك اليوم اتصلت على سام وطلبته أن يأتي معي لتجهيز بعض الأمور الخاصة بالزفاف، وبالفعل حضر حالاً واتجهنا إلى أحد المسارح الخالية، وخلف ذلك المسرح حدثت تلك المأساة. فقد طلبت منه أن يساعدني بنقل بعض الصناديق، وعندما انحنى سام أطلقت عليه النار خلف رأسه وسقط وأخذ يتألم وقال لي: دان أشعي بشيء قد ضربني، أشعر بالألم. كان المكان مظلماً ولم يعرف سام ما حدث له، ثم أطلقت عليه النار مرة أخرى فسقط قتيلاً.
ولم يكتف المجرم المجنون بذلك، إنما قام بفعل شيء مروع، فقد قام بتقطيع جثة سام وفصل رأسه عن جسده وقطع اليدين وقام بإلقاء الأجزاء الأخرى في الحقول والمنتزهات!
يقول الوحش المجرم دان: كنت أبتسم وأضحك وأنا أقطع جسده!
لقد قتلت جولي للتغطية على سام، وجعلته كالهارب الذي قتل ضحيته!
المتهم دان
فبعد قتلي لسام أخذت هاتفه وقمت بإرسال رسائل كاذبة لجولي، حتى جاءت للشقة وقلت لها أن هناك شيئاً في غرفة النوم وحين دخولها أطلقت عليها النار وحسرت ملابسها ليبدو وكأنها عملية اعتداء جنسي وليبدو سام مغتصباً وقاتلاً وهارباً!
يا له من أمر مروع، فلم يكتف ذلك المجنون بفعلته الشنيعة من قتل بريئين من أجل المال بل قطع أوصال صديقه وجعل من البريء
سام هارباً ومغتصباً وقاتلاً!
وقتل جولي البريئة فقط للتغطية على سام.. يا له من شيطان قذر!
قامت الشرطة بالبحث عن بقايا أجزاء سام ووجدتها بعد أن عاثت بها الكلاب! كذلك وجدته ملابس سام الملطخة بالدماء وسلاح الجريمة وحافظة سام وجوازه.
تمت محاكمة المتهم وحكم عليه بالإعدام، وحكم على شقيقه بالسجن.
النهاية
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا