قوس قزح 2 للكاتب د. أحمد خالد توفيق د. تامر إبراهيم

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-02-05

قوس قزح للكاتب د. أحمد خالد توفيق و د. تامر إبراهيم 

برتقالي

"كنت أعرف أن تعلق ابنتي بهذه الدمية غير طبيعي.. كنت أعرف هذا لكني تجاهلته.. لهذا أنا أستحق"

***

من الصعب دائماً تحديد النقطة التي تبدأ من عندما الأحداث.. حين تقول (بدأ كل شيء منذ...) فأنت لا تحدد البداية بدقة، إنما تحدد الوقت الذي انتبهت أنت فيه لما يحدث طيلة الوقت من حولك، وحتى هذا يخضع لقوة ذاكرتك، ولا يوجد مثال أفضل مما قاله الكاتب العظيم (ماركيز), حين وصف كتب التاريخ قائلاً:

"التاريخ ليس ما حدث حقاً.. بل ما نتذكره وكيف نحكيه"..

من الصعب إذن أن أحدد لكم متى بدأت ابنتي في التغير، لكنني سأقول أن كل شيء بدأ حين قرر زوجي السفر فجأة إلى الخليج بحثاً عن المال الذي لم يجده هنا..

أي زوجة تعرف تلك اللحظة التي يتحول فيها الزوج من الحبيب ذي الصدر الدافئ، إلى مصدر تمويل المنزل، بل وتطالبه بها إن لم يفعلها هو بمفرده.. أنا أحبك نعم.. لكن هناك فواتير الماء والطعام والكهرباء والتليفون ومدرسة الطفل والملابس والمناسبات، ولن يغنيني دفء صدرك عن هذا كله..

لهذا سافر زوجي.. لأنه أدرك أن دوره في المنزل تقلص إلى ماكينة صرف نقود، عليها ألا تضن علينا بالأوراق المالية المحببة التي تشتري السعادة الحقة!

من الصعب دائماً تحديد بداية الأحداث، لكنني سأعود بذاكرتي إلى اليوم الذي اصطحبت فيه طفلتي (رنا) إلى السوق لتشتري بعض الألعاب، وفي هذا حل أكيد لبكائها الدائم على اختفاء أبيها من المنزل.. هذا هو أجمل شيء في الأطفال؛ قدرتهم على النسيان..

(رنا) تبلغ من العمر تسع سنوات، وهو العمر الذي تعرفه أي أم وتمقته.. إنه الوقت الذي يتعلم فيه الطفل كيف يكون مزعجاً ومؤذياً في الآن ذاته، وهو العمر الذي تعتاد فيه الأم على ضرب طفلها في محاولة يائسة لتهذيبه، تستمر حتى يكبر هذا الطفل ويترك المنزل بلا رجعة، لكنني في هذا اليوم كنت أجر معي طفلة بائسة، لا تفهم سر اختفاء والدها من المنزل رغم تعلقه الشديد بها.. من المستحيل على من في عمرها أن يفهم أهمية المال، وهذه نقطة أخرى في صالح الأطفال..

السخيف في الأمر أن حزن ابنتي كان صادقاً وقوياً إلى الدرجة الذي جعل كل اللعب والهدايا في نظرها، أشياء حمقاء سخيفة لا يمكن أن تخفف عليها، والأسوأ من هذا أنني - ومع بؤسها المستمر - بدأت أ درك حقيقة أنني أصبحت امرأة وحيدة.. امرأة بلا رجل ومسئولة عن طفل!

صحيح أنني من شجع فكرة السفر، لكن هذا لا يمنع من أنني أفتقد وجوده.. أفتقد صوته الرجولي وهالة الأمان التي يحيط بها المنزل.. كل هذا لا يعد موجوداً لأننا نحتاج للمال اللعين!!

وهكذا بدأ الأمر يتحول من أم تحاول الترفيه عن طفلتها إلى ثنائي بائس يجوب طرقات المدينة بلا هدف، حتى أنني قررت العودة إلى المنزل حيث يمكنني ممارسة حقي في البكاء بلا حرج، حين توقفت ابنتي فجأة أمام متجر للألعاب، وقد تعلقت عيناها على دمية محددة..

دمية دب مكتنز، في حجمها تقريباً، ويحمل وجهه ابتسامة واسعة مرحبة، بينما تحدق عيناها البرتقاليتان بإصرار في وجه الجميع.. دمية عادية لا تحمل أي ابتكار، لكنها جذبت اهتمام (رنا) فانحنيت عليها لأقول بحنان: 

هل تريدينها؟!

هزت رأسها الضئيل أن (نعم) فلم تمض عشر دقائق حتى كانت تحملها بين ذراعيها لنتجه إلى المنزل، وقد علت وجهها الملائكي - أخيراً - ابتسامة رضا وحبور..

ألم أقل لكم أنها طفلة، وأنها ستنسى؟!.. لكن..

ما يأتي لي بدب بني مكتنز يساعدني على النسيان؟!!

***

لم ألحظ ما يحدث في بدايته لأنن كنت مشغولة..

إنني الآن ألعب دور الأم والأب، وفي هذا مشقة أي مشقة.. لم أعرف حقاً كم العبء الذي كان يزيحه زوجي عن صدري إلا في هذه الفترة، ورغم كوني ربة منزل لا تعمل إلا أنني كنت أعاني الأمرين كل يوم من اللحظة التي ترك فيها (رنا) فراشها وحتى تعود إليه..

في نهاية اليوم أجلس وحدي على الفراش أسجل وبدقة مصاريف اليوم وما تبقى من نقود وما يجب علي ادخاره - زوجي لن يسافر إلى الأبد - وما يمكن اقتطاعه لحسابي الشخصي، وبعد أن أنتهي من هذا، أظل بقية الليل أرمق الفراغ الكائن جواري على الفراش، والذي كان يحتله جسد زوجي منذ أسابيع قليلة..

مهما حاولت المرأة ستظل أهمية وجود الرجل في حياتها حقيقة لا فرار منها!

كان كل شيء يسير على ما يرام، لكنني لم أعرف أن ابنتي لم تكن تنام هي الأخرى على فراشها..

ما عرفته بعد ذلك أنها كانت تقضي ليلتها كلها تتحدث..

تتحدث بصوت خافت مرتجف إلى دميتها.. الدب المكتنز ذو العينان البرتقاليتان..

متى عرفت هذه الحقيقة الجديدة؟!

حسناً إنني أتذكر هذا اليوم جيداً...

***

كان يوم اثنين، وكنت قد استيقظت منذ السادسة صباحاً كعادتي لأعد طعام الإفطار ل (رنا) قبل أن أوقظها لتذهب إلى المدرسة، لكنني حين ذهبت إليها في غرفتها وجدتها جالسة على فراشها وقد بدا جلياً من عينيها المحتقنتين والإرهاق البادي على وجهها الملائكي، أنها لم تنم إطلاقاً..

سألتها بقلق:

رنا.. هل أنت مريضة؟!

هزت رأسها أن (لا), فسألت:

ألم تنامي جيداً ليلة أمس؟!

هزت رأسها أن (لا) مرة أخرى، فسألت:

لماذا؟!

هنا ظلت (رنا) صامتة قليلاً كأنما تستجمع طاقتها لتجيب، ثم مدت يدها ببطء لتشير إلى دبها المكتنز دون أن تنطق بحرف، ففهمت أنا الموقف - كنت حمقاء ولم أفهم شيئاً لكني لم أعرف هذا في حينه - وهتفت فيها:

أخذت تلعبين طيلة الليل ولم تنامي.. أليس كذلك؟!

لم تجبني (رنا) هذه المرة، وبدأ وكأنما قد استنفذت طاقتها كلها، فقررت أن أتركها هذا اليوم دون أن تذهب إلى المدرسة، وقلت بغيظ:

إذن ارتاحي اليوم.. لا مدرسة..

لكنني قبل أن أخرج أخذت الدب المكتنز معي وأنا أردف:

ولا لعب كذلك.. هيا.. نامي.

وهكذا أغلقت عليها الباب وعدت إلى غرفتي لأظفر بالنوم، وقد بدا أنني قد أحظي بساعات نوم إضافية هذا اليوم، دون أن يؤدي هذا إلى كارثة..

ألقيت بالدب على أحد الأرائك في ردهة المنزل، ثم ذهبت إلى غرفتي لأنام، على أن أستيقظ بعد عدة ساعات لأعد طعام الغداء ولأواصل طقوس اليوم المعتادة..

كان يوماً عادياً لم يستجد فيه شيء.. (رنا) استيقظت عصراً وقد بدا عليها الانتعاش، وقضت يومها في مذاكرة دروسها تحت إشرافي، وفي نهاية اليوم سمحت لها بالجلوس أمام التلفاز قليلاً حتى أتت الساعة التاسعة مساءً؛ فحملتها حملاً إلى فراشتها وأنا أقول:

نامي جيداً.. ستذهبين إلى المدرسة غداً.

وبعد أن أوت إلى فراشها، عدت أنا إلى غرفتي لأواصل تسجيل مصاريف اليوم الجديد، وهي عادة غير مفيدة إطلاقاً في حالة الادخار، لكنها تقتل الوقت قتلاً وهذا ما أحتاج إليه حقاً..

أتذكر يومها أنني - وحين تسلل النعاس إلى جفوني - قررت أن أمر على غرفة (رنا) أولاً، لأتأكد من أنها (تأكل أرزاً مع الملائكة كما يقولون) لكني لم أكد أصل إلى باب غرفتها حتى سمعتها تتحدث..

تتحدث بصوت خافت مرتجف، لم أميز معه ما تقوله بالضبط، لذا دخلت على الفور لأرى ما الذي يحدث بالضبط، فوجدتها تجلس على الفراش، وقد وضعت دبها المكتنز - الذي التمعت عيناه البرتقاليتان على ضوء القمر - أمامها تتحدث إليه بخوف شديد استحال إلى فزع حين رأتني..

كنت حمقاء أيها السادة، لذا فلم أفعل سوى أنني صرخت فيها وجذبت الدب من أمامها وأنا أهتف بصرامة:

نامي فوراً.

وعلى عكس ما تخيلته، لم تقاوم، بل وبدا الأمر وكأنها كانت تنتظر من يأخذ الدب من أمامها، فحملته معي خارجة من الغرفة لألقيه في الصالة مجدداً..

لم أكن أعرف.. لم أكن أفهم.. ولهذا استمر الأمر أكثر من هذا..

***

هكذا اعتدت أن أحمل الدب من أمامها كل ليلة، لأتأكد من أنها ستنام..

اعتدت أن ألقي الدب على أحد الأرائك في الصالة، ثم أنام ويمر اليوم، وفي المساء أحمل الدب مجدداً من أمام (رنا) في غرفتها..

ما دامت ابنتي تخشاه إلى هذا الحد، فلماذا كانت تحمله إلى غرفتها كل ليلة إذن؟!..

سؤال بديهي لكنني لم أفكر فيه قط، حتى جاء اليوم الذي دفعني للبدء في التفكير في هذا الموضوع..

كنت أمر بطقوس اليوم المعتادة، وكنت قد بلغت ذروة إرهاقي مع حلول الليل، حتى أنني قررت أنه لا داعي لتسجيل مصاريف اليوم، لكني قررت أن أمر على غرفة (رنا) للاطمئنان عليها قبل النوم، وحين دخلت عليها كانت هناك مفاجأة عجيبة بانتظاري.. في تلك الليلة بدأت القلق.. في تلك الليلة بدأت الخوف..

كانت (رنا) قد فصلت رأس دميتها عن جسدها الذي ألقته في ركن الغرفة، بينما وضعت الرأس المقيت في حجرها، تنظر إلى العينين البرتقاليتين بوجل، وتهمس محدثة رأس الدب بخوف..

أي طفلة التي تلعب بهذه الصورة؟!!

لم  أشعر بنفسي إلا وأنا أنتزع الرأس من يدها، لأصرخ فيها بعنف لم أعتده في نفسي، بينما ظلت هي صامته على الفراش، تسيل دموعها قطرات وجنتيها، وسهام من نار ف ي قلبي.. لماذا يا (رنا)؟!.. لماذا؟!

بالطبع أصابتني دموعها بالهستريا، وبعد كثير من الصخب كنت أحتويها في صدري ونبكي سوياً..

لماذا قطعت الرأس يا (رنا)؟!

هو أخبرني.. قال أن الجسد غير مهم..

من هو؟!!

الذي يعيش في العينين البرتقاليتين..

***

الأطفال يصابون بالاضطرابات حين يفقدون أحد والديهم.. قرأت هذا من قبل وأذكره الآن..

(رنا) تفتقد والدها بشدة، وهذا هو كل شيء.. لا داع للإصابة بالجنون.. لا داع للانتحار!

(رنا) مضطربة نفسياً.. لكن.. ما الذي علي أن أفعله أكثر من هذا!!

بالطبع لم أكن قد وصلت بعد إلى المرحلة التي تمكنني من ربط كل ما يحدث بالدمية..

أنت تنظر الآن إلى الموضوع من أعلى؛ مما يمكنك من رؤية الصورة كاملة، أما أنا فكنت تفصيلة صغيرة في الصورة الكاملة، لا يمكنها سوى أن تنظر إلى التفاصيل الصغيرة من حولها..

ذهبت إلى طبيبة نفسية بحثاً عن المشورة.. وإلى دجالة معروفة بحثاً عن الأمل.. ولم أترك باباً إلا وتوسلت أمامه علني أفهم ما الذي أصاب ابنتي بالضبط.

إنها لا تتحدث إطلاقاً.. لا تنام أبداً.. لا تفعل شيئاً سوى التحديق المستمر في عيني رأس الدب البرتقالية كأنما تجد في هذا الشيء راحتها الوحيدة.. حاولت التخلص من رأس الدمية، لكن دموعها الصامتة كانت تجعلني أتراجع كل مرة..

إنها طفلة بائسة تتعذب، فلماذا أحرمها من الشيء الوحيد الذي تريده؟!

بالطبع لم آخذ كلامها بخصوص الشيء الذي يعيش في العينين البرتقاليتين بجدية، بل اكتفيت بالاعتقاد أن ابنتي أصيبت بالخبال لشدة الحزن، وأنه علي أن أساعدها بأي وسيلة..

كنت أعرف أن تعلق ابنتي بهذه الدمية غير طبيعي.. كنت أعرف هذا لكني تجاهلته..

لهذا أنا أستحق ما حدث بعد ذلك..

أستحقه تماماً..

***

في أحد الأيام وأثناء تجولي في السوق لأشتري ضروريات المنزل، شعرت بذلك الهاجس الخفي الذي تشعر به أي أم، والذي يخبرها أن طفلها في خطر.. هذا هو الهاجس الذي يوقظنا في منتصف الليل لنجد طفلنا الرضيع يكاد يسقط من على فراشه.. لا معجزات في الأمر.. لكنه شعور داخلي عميق..

كنت قد تركت (رنا) في المنزل - فهي لم تعد تذهب إلى مدرستها منذ زمن - لذا أخذت في طريق عودتي إلى المنزل أبني تصورات سوداوية عما يمكن أن يكون قد حدث..

لقد أشعلت النار في الشقة وهي الآن تختنق حتى الموت... لقد دست إصبعها في قابس الكهربا...ء لقد ألقت بنفسها من الشرفة.. شيء ما حدث!

لكني حين وصلت إلى المنزل، وجدت ما هو أسوأ من هذا كله..

كانت ابنتي (رنا) تجلس على أرض الصالة، ورأس الدب ذو العينين البرتقاليتين أمامها يحدق فيها بثبات، وهي كانت تبكي بهستيريا مخيفة كأنها رأت مذبحة مخيفة منذ لحظات..

ألقيت بكل ما في يدي، لأرفعها من على الأرض ولأدفنها في حضني وأنا أردد بجزع:

(رنا) حبيبتي.. ما الذي حدث؟!

بابااااااااااااااا

أعرف يا حبيبتي.. أعرف.. إنك تفتقدينه، لكن... لا بأس سأتصل به وأطلب منه أن يعود و...

بابا.. مااااااااااااااااااااات..

!!!!!!!!!!!!!!

أريد بابااااااااااااااااااااااا

أصابتني كلماتها بالجنون، فلم أشعر بنفسي إلا وأنا أرجعها بعنف، صارخة:

من قال هذا؟!!

ببطء أشارت بيدها إلى رأس الدب ذي العينين البرتقاليتين..

في هذه اللحظة شعرت.. في هذه اللحظة فهمت... في هذه اللحظة أدركت الحقيقة كاملة بلا رتوش..

وهنا ارتكبت أكبر خطأ في حياتي كلها!..

تركت طفلتي وأسرعت أعدو إلى السنترال المجاور للمنزل، لأحاول الاتصال بزوجي.. يجب أن أسمع صوته الآن، ويجب أن يعود إلى المنزل اليوم!!..

وصلت إلى السنترال وطلبت الرقم بأصابع مرتجفة..

ومع مرة كان يجيبني فيها الرنين المستمر كنت أفقد أعصابي أكثر وأكثر.. أين أنت أيها الوغد؟!!

وارتفع ذلك الصوت المقيت في أعماقي يردد: لقد مات.. لقد مات.. لقد مات.. لقد مات.. لقد مات.. لقد مات.. لقد مات.. لقد مات..

وبعد محاولات استمرت لساعة كاملة، أصبح عندي يقين أنني تحولت إلى أرملة..

أرملة مسئولة عن طفلة مخبولة..

(رنا).. لقد تركتها بمفردها.. يا إلهي!!..

وهكذا عدت أسرع الخطى إلى المنزل وأعصابي تحترق في رأسي، وحين وصلت  إلى المنزل كنت أتمنى شيئاً واحداً..

أن أعثر على ابنتي حية!!

والواقع أنني عثرت عليها حية.. الواقع أنني أذكر هذا المشهد بالذات جيداً فأنا أراه في كل لحظة من حياتي وحتى الآن.. الواقع أن أحداً لن يصدق ما رأته أنا في تلك اللحظة..

كانت ابنتي تقف في صالة المنزل وعلى وجهها تعبير جاف مخيف، بينما صوتها الخافت ينادي:

أمي.. أمي..

لم تكن شفاها تتحرك، لكني كنت أسمع صوتها واضحاً، وحين انتبهت إلى مصدر الصوت الحقيقي، تجمدت الدماء في عروق..

ومأخوذة تجاوزت ابنتي التي تحولت إلى تمثال صامت لم ينطق إلى يومنا هذا، وحملت رأي دمية الدب ذي العينين البرتقاليتين.. الرأس الذي ارتفع منه صوت ابنتي الخافت يقول:

أمي.. أنا هنا!!..

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا