فلاح بين السعودية والعراق لأبو طلال الحمراني

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2021-11-22

فلاح بين السعودية والعراق
فلاح شاب شهم ذكي، ذو أخلاق كريمة، اشتهر في السعودية والعراق بالرجولة والشكيمة وقوة الشخصية وحسن التصرف.
في خمسينيات القرن الماضي، كان في الثالثة من عمره عندما افتقدته عائلته في منطقة أم المناجم السعودية، وهي متاخمة للحدود العراقية، بحثوا عنه في كل مكان، لكن لم يجدوا له أثرا، وبعد مرور ثلاثة أيام من البحث توقفوا ظناً منهم أن الذئاب قد أكلته.
كانت أم حسين في طريقها من أم المناجم إلى ديارها في العراق عندما لمحت أسفل إحدى الشجرات طفلاً صغيراً، لا يتجاوز الثالثة من عمره، خافت عليه من الوحوش، فحملته معها إلى بلادها، وهناك نشأ الطفل "فلاح" في عائلة أم حسين بين أبنائها، كأنه واحد منهم، ولقد أحسنت المرأة تربيته أحسن تربية، وكانت تطلب من زوجها أن يعتني به، ولا يفرق بينه وبين أبنائه، وبالفعل ترعرع فلاح بين الأسرة، وأصبح عمره 20 سنة، وقد وهبه الله حب الناس واحترامهم له؛ لأنه بالفعل يستحق ذلك، حتى أصبح مضرب المثل في الشهامة والشجاعة والأخلاق .. كان مميزاً في ميكانيك السيارات، لا يأخذ من أحد أجرا، ولا يتأفف من خدمة أحد ..
سمع فلاح مرة أمه وأباه يتحدثان عن زواج أخته من أحد أبناء عمومتها، فتدخل بقوة، رافضا هذا الزواج؛ بسبب سلوك الشاب غير الملتزم، فنهره أبوه، وطلب منه عدم التدخل في ذلك، فتوجه فلاح إلى ابن عمه، وطلب منه ألا يتقدم لأخته، وتلاسن الشابان، فأخبره ابن عمه أنه ليس من حقه منع هذا الزواج، لأنه ليس من العائلة أصلاً .. لم يصدق فلاح ما سمع، فاتجه فوراً إلى أمه، وسألها إن كان كلام ابن عمه صحيحاً، فأخبرته القصة كاملة عندما وجدت لديه إصراراً لمعرفة الحقيقة، فاستشاط غضباً، وقرر أن يسافر إلى السعودية، ليبحث عن أهله الحقيقيين .. استمر بالبحث عن أهله في السعودية سنة كاملة، خالط خلالها الكثير من شيوخ القبائل، فعرفه أحد هؤلاء الشيوخ على شخصية نافذة؛ بهدف مساعدته في البحث عن أهله، وبالفعل فقد أمر النافذ التنقيب عن سجلات المفقودين في تلك الحقبة، وتمكن الموظفون من معرفة عائلته، وتواصل معهم، وفرح الجميع بعودة فلاح، لكن الأمور لم تسر كما يشتهي، فقد كان أبوه وأخوه ضعيفي الشخصية، بينما كانت أمه وزوج أخته هما اللذان يديران البيت والشؤون المالية، انتظر فلاح حتى توفي والده، فسحب المال من زوج أخته، وقسمه بينه وبين أخيه، واشترى لأهله سكناً لائقاً وسيارة، وقرر أن يعود إلى عائلته الثانية في العراق؛ لأنه لم يجد نفسه في أهله الحقيقيين، ولم يكن مرحباً به فرجع إلى العراق، واستقبلته عائلة أم حسين بالمحبة والترحاب، وبقي هناك حتى سنة غزو العراق للكويت، حيث عاد مع عائلته العراقية إلى السعودية، ومعه ماله وحلاله، وعاش هناك سعيداً رغيداً.
 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا