ضريح سيدنا أبو سريع!!
كانت، وما زالت الخرافات تتحكم في عقول بعض البسطاء، وتؤثر فيهم تأثيراً عظيما، ومن الحكايات المصرية القريبة في هذا الصدد أنه في عام 2017م اختلفت قبيلتان في مدينة السويس، إحدى المحافظات المصرية الممتدة على طول قناة السويس، وتحديداً في منطقة العين السخنة حول حراسة قبر ضريح سيدنا (أبو سريع) الذي توفي قبل 43 سنة، وقد انتشر بين الناس أن صاحب هذا القبر رجل مبارك، وأن الدعاء قرب الضريح مستجاب، حتى أكد الكثيرون أن من يأتي إلى قبر سيدنا أبو سريع ويدعو بأي دعاء فإن الله عز وجل يستجيب دعاءه ويحقق له ما تمناه.
وعلى مدى 43 تناقل الناس هذه الأخبار، وانتشرت في سائر البلاد، حتى أصبح القبر مشهوراً مشهوداً، يقصده المصريون من سائر المحافظات، وصارت الناس عندما تذهب إليه تضع القرابين والهدايا على قبره. ولما رأى أهل المنطقة تدفق هذه الأموال على ضريح سيدنا (أبو سريع) سال لعابهم، فاختلفت قبيلتان متنفذتان في المنطقة حول حراسة المزار طمعا فيما يأتي إليه من قرابين ونذور، حتى صل والاختلاف بينهم إلى تبادل إطلاق النار. وعندما سمعت السلطات المصرية باختلافهم تدخلت فوراً ووضعت حلا مناسبا بينهم، وهو أن يقوموا بنقل ضريح سيدنا أبو سريع إلى أحد المتاحف السياحية. وعندما بدأت الآليات بحفر القبر استعداداً لنقله، والناس خائفون يترقبون هذه اللحظة، تفاجأ الحاضرون بما لم يخطر على بال أحد: لم يكن في القبر جثة إنسان، وإنما وجدوا رأس جمل مدفونا في التراب. عندها عرف الجميع أنهم انخدعوا طيلة نصف قرن، وأن قرابينهم وأموالهم التي تبرعوا بها لم تصل إلى سيدنا أبو سريع، بل كانوا يقدمونها لبعير!.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا