l\مسرحية البيت المسكون 1 للأستاذ عبدالعزيز المسلم

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2021-11-16

مسرحية الرعب الفكاهية

البيت المسكون

الجزء الأول

التأليف المسرحي

عبد العزيز عبد الله المسلم

دولة الكويت إبريل

 

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين

أشكر كل من علمني حرفة، وأسأل الله أن يكون

هذا العمل نافعاً للناس، واشكر كل من عمل

معي وأضاف لي من خبرته لهذه المسرحية

المؤلف / عبد العزيز عبد الله المسلم

 

 

الشخصية            وصف الشخصية

الأب                عبد الله

الابن                أعبيد

الابنة                سبيكة

زوجة الأب           سمر

الدلال               بوسمير

الضابط              ضابط الشرطة

المارد                عفريت البيت

ولد الخالة            خلف

بالإضافة إلى الثانوية والمجاميع التي سيرد ذكرهم وفق تسلسل الدرامي للنص المسرحي.

 

 

الفصل الأول

المشهد الأول

المنظر العام:

- يفتح الستار على مكان مظلم تظهر منه أجسام بيضاء مضيئة غريبة الشكل متطايرة تملأ ذلك الفراغ الكوني الأسود بتمايلها وخفقاتها، وفجأة تشعر تلك الأجسام بالريبة عند هبوب نسمات ريح متقطعة وسماع صوت صرير الليل، فيختفون أمام الأنظار واحداً تلو الأخر، ويعم الظلام المكان.

- صوت فتح باب البيت يحدث صريراً مدوياً يعقبه دخول رجلين بيدهما مصباح يدوي ومن خلالها يسلطون الضوء الساطع الذي تشق ذلك الظلام على عد مواقع بالبيت، فنشاهد ارتفاعات حوائط البيت واللوحات الزيتية المعلقة على الجدران والتحف والكنبات التي تغطيها أقمشة بيضاء اللون، تتناثر الأقمشة فتغطي كل ما هو موجود على الأرض.

ومن خلال ذلك الإيحاء يتضح لنا المنظر العام للمكان بشكل شبح واضح.

أحد الرجلين يتفحص المكان بشكل جيد، أما الأخر فيراقب تحركات الرجل الأول.. خطواتهما وحوارهما نسمعها من خلال صدى البيت.

الأب: ظلمه ماني شايف شي

الدلال: ما يحتاي اتشوفه.. كافي مساحته وموقعه.

الأب: بيت مثل القصر.. طابقين وسرداب.. بكامل أثاثه ينباع بسعر التراب.. أكيد البيت في شي

(صوت صرخة قطه)

(يصوب الدلال نور مصباحه بعدة اتجاهات باحثاً عن مصدر الصوت)

الدلال: (بقلق) شنو هذا؟؟

الأب: قطو

الدلال: هذا قطو اسود!! 

الأب: شيفرق الأسود عن الأبيض؟

الدلال: (متوجساً) أنا أخاف منهم.. خصوصاً بالليل

الأب: عيل ليش اصريت اتيبني هالحزه؟

الدلال: مو بيدي.. اصحاب البيت مستعيلين على بيعته.. يبونه ينباع قبل لا يطلع النهار

الأب: شنو معجلهم على بيعته؟

الدلال: أخاف اقولك.. اتهون ما تشتري البيت.

الأب: دافع عربون عشرة ألاف دينار.. اهون؟

الدلال: دام جذي.. أسمع سالفة البيت

(بكل إنصات يصغي الأب إلى الدلال الذي بدأ يروي له قصة البيت) الدلال: أبوهم بعد ما بني البيت بأسبوع لقوه ميت بالطابق الثاني

(يسمع صوت صرخة رجل كما تخيلها الأب وهو يستمع ما حدث لصاحب البيت)

وراها بــــ ۱۳ يوم اسمعوا صرخة بنص الليل

(صوت صرخة امرأة معذبة)

لقو أمهم ميتة على الكرسي الهزاز

(يهتز الكرسي الهزاز بأحد جوانب البيت مع صوت بكاء امرأة معذبة خائفة هذا ما تخيله الأب أثناء إنصاته للدلال وهو يسمع قصة البيت)

وعيونها مبققه طالعه بره.. وكل ما يسكن فيه واحد من العيال يتحاش منه بنص الليل

(صوت صراخ)

اتركو البيت.. وظل البيت مهجور!5 سنه.. فقرروا يبيعونه، كل ما اييب لهم شراي يهون ما يشتريه..علشان جذي نزلوا سعره.. ها عقب اللي سمعته اظن هونت مثل غيرك

الأب: (ضاحكاً) اهون عشان يروح علي العربون انا معزم وابي البيت.. وين ألقى قصر مثله بهالقيمه

(يصعد سلم البيت باتجاه الطابق الثاني)

الدلال: (لاحقاً به محذراً) تعال!! وين رايح؟!

الأب: الطابق الثاني

الدلال: (مستنكراً) الطابق الثاني؟! الساعة ۱۲ بالليل دشينه اليوم الثاني لازم الحين نطلع من البيت (متجهاً بذعر للباب الخارجي)

الأب: (صامدة بمكانه على الدرج) وإذا ۱۲بالليل.. شبيصير يعني؟!

الدلال: (محذراً) لا تصعد.. (يصعد الأب متجاهلاً تحذيرات الدلال) طيعني لا تصعد تعال أقولك تعال.. تعال.. منت خايف يصير لك مثل ما صار لصاحب البيت

الأب: (ملتفتاً له من أعلى الدرج) واشحقه ازرع الخوف بقلبي.. الأعمار بيد الله.. ومحد يموت إلا بيومه

الدلال: فتح عينك وشوف عدل.. كل شي بهالبيت قديم.. التحف.. اللوحات.. المكتبة.. الثريات.. الستاير.. بيت أظلم.. مهجور من 15 سنه الأب: (بإصرار وعزيمة) القديم يترمم ويتصلح.. وهالأظلم بيدشه النور لما اسكن فيه.. أنا وأعيالي

(صوت رعد وبرق)

(علي نيران شعل الشموع تدخل فيالق الشر مخترقة من خلف الجمهور صفوف المتلقين (الجمهور)، تتقدم قوى الشر إلى البيت وتنفذ من بين الناس- الجمهور- وتدخل إلى البيت من دون الدخول من الأبواب).

وجوههم مرعبة جامدة لا حياة فيها، يدخلون بخطوات بطيئة يخفون وجوههم بأقنعة الشر، يرتدون أردية سوداء كظلمة الليل، يصعدون إلى خشبة المسرح أمام الجمهور وينتشرون في البيت فيزداد لهيب الشموع منيرا المكان فتظهر للمتلقين مثيراً نزعة الشر التي استوطنت البيت.

من بينهم (زوج وزوجته) يصعدون أعلى الدرج وجوههم جامدة تخفي خلفها حقيقة غامضة.

وميض برق ودوي الرعد وريح عاصفة أطفأت نيران شموعهم وأطفأ نورهم وعم الظلام في البيت.

- نهاية المشهد الأول -

2
المشهد الثاني

المنظر العام: وصف ديكور البيت

(البيت وكأنه الحياة بدأت تدب فيه من جديد، النور يملأ المكان وتبدو ألوان حوائط البيت باهتة تدل على كلام الدلال بأنه البيت قديم، والنوافذ متهالكة والمكان أصبح مخيف، يتوسط المسرح منبات حوافها من الخشب المنحوت وتوجد بالخلف طاولة (كوميدينه) لها إطار مراية مكسورة بجانب الباب الخشبي للسرداب)

الأب: (منادياً من خارج البيت) يلا يا عبيد يلا يا سبجوه نزلوا الجناط.. صك باب السيارة.. صك الدبه يا عبيد يلا تعالوا شوفوا البيت.. امشو تعال عبيد يلا عبيد

(يدخل الأب حاملاً حقائبه)

سبيجه: (تدخل حاملة حقائبها تشتكي من أخيها) أقولك وخر عني يالبطه إذا ما علمتك وفشيتك.. يباااه

الأب: وين اخوج.. وين عبيد؟

سبيجه: بره

(يدخل الابن الأصغر أعبيد حاملاً حقيبته مذهولا من ضخامة البيت)

عبيد: اووووله شنو هذا!!

الأب: شرايكم بالبيت؟

عبيد: (بانبهار) هذا بيتنا؟

الأب: اي هذا بيتنا

عبيد: وايد حلو

الأب: اي يبا شريته لكم

عبيد: عالبركه عالبركه.. ما بغت الحكومة تعطيك بيت

الأب: (ضاحكاً) الحكومة تعطيني بيت هالكبر.. جان اتحسف قد شعر راسها وتلوي ايدي وتاخذ البيت وتحوله منطقه كاملة وتوزعه على المواطنين على ۱۰ أمتار.. اسكت بس لا يسمعونك اسكت

عبيد: لا شغل عدل البيت (ينظر بدهشة إلى الأبجورة).. اووووووله عن يووومها ابجورة (تنفجر الأبجورة إثر تماس كهربائي فيخرج منها دخان)

الأب: شسويت.. شالعيون هذي مو عيون تقول فلفل.. ماني قايلك أنا صك عيونك يا مالها البط

عبيد: ياكلوني ياكلوني

الأب: صك عيونك غمضها.. ول ول ول.. عيون والقبر

سبيجه: (تنظر إلى البيت بإنبهار شديد) لاااااااااا.. اخوي الصراحة ما ينلام.. البيت اینن.. يباه طاع اشكبره يونس (تقع عينها على اللوحة المعلقة على الحائط فتشهق) عبيد طالع اللوحة اتينن

عبيد: عن يومها من لوحه

(تسقط اللوحة من على الحائط على الأرض بعد أن افتلتت من المسمار لرداءة حوائط البيت وتهالكها)

الأب: الله لا يبارج فيكم.. اشفيكم انتو على الاثاث كسرتوا البيت.. ول ول

ول شوي شوي على الاثاث.. البيت توني شاريه.. ما بقى شي کسرتوا كل شي.. ما بقى غير هالتمثال

(فجأة يسقط التمثال من فوق الطاولة إلى الأرض فيلقفه الأب قبل أن يسقط)

عبيد: انقول من طالعين عليه.. عليك

الأب: هذا التمثال من يدك يايبه لي من الزنجبار

عبيد: هذا من يدي؟

الأب: اي بس اشوه ما انكسر

عبيد: (ينظر إلى سقف البيت جهة صالة الجمهور) سبجوه طالعي السقف عن يومه أشكبره؟!!

الأب: (صارخا به متوعداً له) بس يا عبيد خلاص عاد

سبيجه: عيل وين انطالع

الأب: طالعوا.. تحت

سبيجه: (تشهق)

الأب: عن الشهقه.. الشهقه يعني فز قلبج.. طالعي جدام

سبيجه: (تنظر إلى الجمهور وهي تشهق)

الأب: بس بس.. وين اخليكم أطالعون.. صبوا حوله

عبيد: (ينظر إلى البيت بذهول) يبا عسى غرفنا كبار

الأب: لا كبار سعية.. يطرد فيها الخيل

عبيد: وفيها خيل بعد؟

الأب: لا.. يعني كبار وساع

عبيد: (يهم بالذهاب للغرف) يلا يبا خل نتطمش عليهم

الأب: (باتجاه الدرج) اي يلا تعالوا فوق

عبيد: وين؟

الأب: فوق

عبيد: من قال أبي فوق.. حق التكدش.. صاعد نازل نازل صاعد.. لا يبا انا بهالبيت ابي تحت

الأب: (منزعجاً) تحت وين فيه؟

عبيد: اي صوب (مشيرا إلى باب السرداب) عطني هالدار

الأب: يا مقرود هذا باب السرداب

عبيد: سرداب؟!! عن يومه بيتنا في سرداب!!!

(صوت وقوع أشياء ثقيلة من داخل السرداب)

مافي سرادب مافي

الأب: يا عبيد صك عيونك.. صك عيونك.. مهي عيون هذي!!

عبيد: شسوي على خفيف على خفيف

الأب: كل هذا على خفيف.. بعد شوي تهدم علينا البيت

عبيد: مو بيدي مو بيدي

سبيجة: يباه هذا السرداب

الأب: ايه

سبيجه: (تتجه إلى باب السرداب) الله بشوفه

عبيد: (يلحق بها) انا بشوفه

سبيجه: وخر

عبيد: وخري

سبيجه: وخر

عبيد: وخري

(يتشابك الأخوان معاً)

الأب: (مفرقاً بينهم) ينيتوا انتو.. شنودياجه ولا شنو هذا.. السرادب مصكوك ومفتاحه عند الدلال وبعدين السرداب في أغراض أهل البيت

سبيجه: ولييش عيوني.. أنت مو تقول شاري البيت مع أثاثه؟

الأب: اي (مقلدا سبيجه) اي شاري البيت مع أثاثه.. بس اللي بالسرداب أغراض أبوهم الله يرحمه

عبيد: يماااي اغراض میت (صوت مخيف)

(ضربة موسيقية تعبر عن مخاوف عبيد)

سبيجه: (خائفه) يبا يبا

الأب: ها شفيج

سبيجة: يبا وين الحمام؟

الأب: كل الغرف فيها حمامات

سبيجه: وأنا وين حمام غرفتي؟

عبيد: روحي البراحه (مشيراً لها باتجاه إحدى غرف البيت)

(تذهب حيث أشار لها)

الأب: اي براحه؟

الأب: تعالي تعالي يا مينونه.. قص عليج هذا وقالج براحه

سبيجه: يبا كاهي (تشير إلى باب الغرفة)

الأب: هذي مو براحه هذي غرفتي يا مينونه

سبيجه: وين حمام غرفتي؟

الأب: غرفتج انتي فوق على اليمين

عبيد: وأنا وين حمامي؟

الأب: اشفيكم على الحمامات اشاربين.. اشماكلين؟!

عبيد: ابي الحمام.. علشان أدل غرفتي

الأب: غرفتك فوق على اليسار.. أختك يمين وأنت يسار

عبيد: (يحمل حقيبته ويتجه إلى الدرج وهو يردد ما قيل له لكي لا ينسى) إهي ذالك الصوب وأنا هناك

الأب: غرفتك يسار

عبيد: ها؟!!

الأب: شنوها؟

عبيد: اي

الأب: شنهو اللي اي.. عبيد ما تعرف يسارك يا عبيد؟ ريـــال اشكبرك ما تعرف يسراك؟؟

عبيد: اكو احد ما يعرف يسراه؟!

الأب: أنت.. علم روحك

عبيد: كاهم (رافعاً يديه الإثنتين)

الأب: (باستغراب) وين يسرا اللي تتوضى فيها

عبيد: كاهم (رافعاً يدية الإثنتين للأكل)

الأب: (مصدوماً) تتوضى بإدينك الثنتين

عبيد: شحقه حاطهم عله.. خل أكرفهم

الأب: شتكرف.. عمال هذول عشان تعرفهم!!

عبيد: عيل شنو شايلهم وبس!!

الأب: ما تعرف يسرالك؟؟

عبيد: أنا يسراي نفس يسراك

الأب: (رافعاً له يده اليسرى) انا هذي يسراي.. اقضبني (عبيد مقلدة والده ورافعاً يده اليسرى، ممسكاً بيد والده اليسرى ليتحقق من صحة ذلك) بس هذي يسراك.. عرفت الحين أصعد فوق وغرفتك على اليسار

(عبيد يصعد الدرج ثم يستدرك فيسأل بفضول)

عبيد: أغراض أمي وين حطيتهم؟؟

الأب: (بعدم مبالاة) وييه من زين أمك.. أغراض أمك تحت بيت الدري

عبيد: (باستنكار) ليش غرفتك تحت بيت الدري؟

الأب: وأنت شکو بغرفتي؟

عبيد: يعني قاطهم تحت بيت الدري

الأب: عيل وين أحطهم؟

عبيد: أمي أنااااا.. تحت بيت الدري

الأب: خير إن شاء الله.. وين أحطهم عيل؟؟

عبيد: حطهم بدارك

الأب: لا.. خلهم تحت بيت الدري

عبيد: (يبحث قرب الطاولة أسفل الدرج وبين أغراض الأم فيجد لوحة) اشوه كاهي عبالي قاطها

الأب: (وقد عرف ما في اللوحة) شتبي تسوي؟؟

عبيد: (رافعاً اللوحة نحو رأسه وهو ينظر لها مغنياً) أمي يا كل الحنان.. أمي أمي.. أمي مدرستي

الأب: كفوك

عبيد: أمي صفي.. أمي صبورتي،، ما أحلاها.. أمي (يقلب اللوحة باتجاه الأب ليراها المتلقين من الجمهور وإذا بصورة الأم مرسومه بالكاركتير بشكل مضحك)

الأب: بس بس لا تخرع الناس فيها.. خشها تحت الدري

عبيد: (يضع الصورة قرب وجهه) يخلق من الشبه 60

(يضع الصورة على الطاولة)

الأب: اي مثلك.. (ينظر له وهو يضع الصورة) وين بتحطها وين؟

عبيد: (واضعاً اللوحة في برواز على الطاولة في منتصف المسرح)

الأب: خشها تحت بيت الدري لا تحطها اهني

عبيد: لا خلها هني.. (بإعجاب شديد) عن يومها صوره

الأب: (يجدها فرصه لإتلاف الصورة) اييه عطها عين حق أمك أي

عبيد: عن يومه البرواز

الأب: (مندهشاً) ما صار فيها شي.. خلني أنا.. عن يومها عيون

(اللوحة بمكانها لم تسقط ولم يحدث لها أمر غريب)

عبيد: (مستنكرة ما حدث ويحاول أن يتأكد بنفسه خل أعطيها وحده قويه (يجمع قوة عيناه بطريقه مضحكه)

الأب: (يلاحظه ويشجعه) اي عبيد.. أبيها تجوي.. اي بس عطها اياه

عبيد: (يحاول التركيز ثم يطلق كلماته كالصاروخ) عن يومه المصور اللي صورها

الأب: (باستياء) راح الصور من صيد أمس.. أنا اتحجي عن أمك مو عن المصور الفقير.. ما كو فايده هذي ما يضرها شي هذي تمره ما يضرها شي.. أمك أحرقت ثلاث بيوت وفريج كامل واهي للحين صامده.. بالأول أمك شعرها لي ريلها.. شعرها شاف ويها تقرفط.. کش فوق

عبيد: لا.. خل صورتها معلقه

الأب: لا يامعود شيلها

عبيد: أنا الصبح من أشوف صورتها وأنا رايح المدرسة انجح واليوم الي أنت توصلني فيه أسقط

الأب: انا لاشفتها اتييني حكه.. (يهرش جسده) اتييني حساسية منها

عبيد: خل صورتها.. أمي.. يلا باي باي (متجها إلى الطابق العلوي) قلت وين داري؟

الأب: دارك فوق على اليسار

(يمسك يده اليسرى ويتجه باتجاه يده صاعدة الدرج إلى الطابق الثاني حاملاً حقائبه

اكمشهد الثاني 2

 

 وفجأة تنزل سبيكة على الدرج وهي تصرخ صراخاً شديداً، وتركض وبيدها أبريق الحمام).

سبيجه: يبا يبا ألحقني يبا

الأب: شفيج.. شصاير علميني شحقه اتصرخين

عبيد: (يأخذ الإبريق منها ويحدق بداخله كأنه يرا شيئا يبدو أنه عرف ما بداخل الإبريق) طالع.. طالع شلون يخز؟

الأب: منو هذا..(يأخذ الإبريق منه بفضول وينظر بالداخل فيضحك) هذا بريعصي

عبيد: (يصرخ مفزوعاً) ذبحه يبا ذبحه

الأب: (مطمئناً) اعطيه عين.. عين مني أنا

عبيد: اي

الأب: عن يومه بريعصي.. (بثقة) تحنط مات

عبيد: (يأخذ منه الإبريق) خله خله (يهز الإبريق ويديره بالهواء) يعني قطار الموت بالترفيهيه

الأب: عطه عين

عبيد: شحقه أعطيه (يبدأ بإعادة تدوير الإبريق) اللعبة اليديده الي با لشوبيز

الأب: عطه عين حق العصعص

عبيد: عن يومه عصعص

(بعد لحظات صمت ينظرون إلى داخل الإبريق)

الأب: خلاص انتهى.. وده المدرسه حق أستاذ العلوم

عبيد: عشان يعطيني صفر من صفر 

الأب: كالعادة (يلوم سبیکه) وأنتي مره شكبرج لو متزوجه عندج عشر يهال  تخافين من بريعصي

سبيجه: يباه البيت يخرع.. في بريعصيه يبا

الأب: (مطمئناً لها فيروي لها بطولاته السابقة) كل البيوت فيها بريعصيه.. يوم بيتنا في أم صده

عبيد: (ينطقها خطأ) ام صجمه

الأب: لا أم صده.. أنا (بفخر ومبالغة) مربي تمساح طوله ۳۰ متر وهذا غير العقارب والحيايه كل عقرب هالكبر

عبيد: (صارخاً بحذر) وراك وراك

الأب: (يقفز بخوف إلى الوراء) تخافون من بريعصيي.. يلا داركم يلا

عبيد: (ذاهباً إلى غرفته) لا البيت عود كبير.. أقول يبا عادي امد واير خط التلفون لي بره

والأب: شحقه بره؟

عبيد: بسويها دوانية حق اعيال خالتي

الأب: (مصدومة) أعيال خالتك الهيلق؟؟

عبيد: (باستنكار) هيلق؟

الأب: أعيال خالتك الهتليه انيبهم عندي بالبيت؟

عبيد: (بدهشة) أعيال خالتي أنا هيلق؟!

سبيجه: (باستنكار ومبالغة تقلد والدتها) شنهو عيوني شتقول هني تعال قولي.. منو الهيلق منو الهتليه؟؟

الأب: بس بس لا تبطلين حلجج.. اعيال خالتج هتليه وهيلق عطيني واحد فيهم ناجح ولا فالح بدراسته؟

سبيجه: ليش عيوني خليف طايح من عينك خليف

الأب: خليف. وشنو صناعته خليف؟

سبيجه: أحسن كهربجي بشويخ الصناعية

الأب: مالت عليج وعلى خليف الحين كلش وزیر ولا وكيل وزارة.. طرق الدرنفيس والواير

عبيد: لولا الكهربجية الوزير ما يداوم

الأب: أنا معاك.. بس ليش ما توظف في إحدى الوزارت الكبار

عبيد: خليف خريج عنده شهادة عوده.. لما يه الديره حب يتعين في دوانية الموظفين

الأب: شنو؟!

عبيد: الدوانية مالت الموظفين

الأب: اي صوب وين افتحوها هذي؟

عبيد: الي بشويخ اتسكر 2 الظهر

الأب: اي عرفتها

عبيد: راح لهم ما قبلوه.. قالوا يبون يا دبلوم يا متوسطه جامعي ماكو وظايف.

الأب: صح ماكو الخريجين الجامعين قاعدين ببيوتهم.. من البيت لي القهوى كل ما يروح وزارات ماكو وظائف شاغرة.. هذا ولد الديره وين يروح عيل.. واللي يدزونهم بره يقعد يتغرب عن أهله ويرد معاه شهادة طوله وأخر شي ماكو وظايف..أشحقه دزيتوه؟ لكن مقيوله،، صخلة الفريج ما تحب إلا التيس الغريب.

عبيد: أنا أشوف وزارتنا.. كل ما دشيت صلعان.. ذاك اليوم يقول واحد (مقلدة إحدى اللهجات العربية على راسي قلت له أخاف ازلق)

الأب: (يتلفت إلى ابنته سبیکه) وأنتي خليف ما تاخذينه ما تاخذينه

سبيجه: مابي مابي

الأب: انطمي

عبید: زوجها خليف لا باجر تعنس وتطيح بجبدنا.. باجر لو انسوي عليها سحب.. محد ياخذها

الأب: أنا عندي خوش ريـــال بزوجها اياه

عبيد: لا تصير نفس الأبهات اللي يطلبون ويتشرطون أختي فقيرة مسكينة ما عندها ولا طلب

سبيجه: شنهووو؟؟ منو هذي اللي ما عندها ولا طلب؟!

عبيد: إنتي

سبيجه: (تعدد طلباتها مقلدة والدتها) انا ما عندي ولا طلب ليش.. شكيت لك الحال عيوني.. أذا ما حط لي شقه على البحر وافج الدريشه والشمس وامشط شعري وأحط لي خدامتين وصبي لا ما أخذه.. والسامع يقول أمين

عبيد: يحطلج خدامتين؟

سبيجة: إي عيوني

عبيد: يا أنه الناس ما يعرفون منو المعزيه، ومنو الخدامه

(تهجم سبيكه على أخيها الأصغر عبيد ويتدخل الأب ليمنعها)

سبيجه: اقولك اعضه يعني اعضه

الأب: مو بعيده عليج.. عضاضة على امج

عبيد: يبه اقضب بنتك.. حایشها جنون البقر

الأب: (يتركها خائفا من عضتها) منااااك خلج مناك.. (يهدئ أولاده) بس بس وانتي سبجوه شهالشروط هذي اللي قلتيها.. ما تبين بعد هليكوبتر صغير عند الباب.. من جذي الشباب عنسوا وبارو البنات.. من جذي شباب الديره يتزوجون الأسيويات والفلبينيات.. إذا بنت الديره هذي شروطها

عبيد: (يأخذ والده جانباً) وأنت صاج يبا..

الأب: (هامساً) اي بيني وبينك عشان ما تسمعنا

عبيد: اي يبا بيني وبيني

(تقترب سبيكه لتسمع حوارهما)

الأب: (يمنعها) يلا مناك.. بعيد بعيد

عبيد: (هامساً لوالده) يبا الفلبينية ما تكلف لي وديتها السوق.. عيونها شخوط..ما تشوف وايد.. لي وديتها مجمع نقره الشمالي) تقول (مقلداً لغتها) كوتومينا.. تاخذ دراعه وتطلع.. أما بناتنا..(مقلدا أسلوب والدته وخالته حصه) هو جم هذا.. اب ۹۰.. هوهوهو لو فيه خير ما عافه الطيرا..هذا لابسته سبجوه انا ألبسه

(يندمج مع أبنه عبيد ويقلد زوجته أم عبد الله)

الأب: والله ماعوزج أمس شايفينه عليها بالعرس لاااااه.. والله ما لبسته.

عبيد: (مقلداً أسلوب النساء) والله ما لبسته.

الأب: وي طالعي مويضي لابسته وأنا البسه؟؟

عبيد: مويضي أم خشم.. ما لبسته.

الأب: لا ما عوزج ما لبسته (يصمت ويلتفت إلى سبيكه) تبين جذيه؟؟ سبجوه (محذره بأسلوب أخر) سمعوني انتو الاثنين وخلوني على بالكم زین.

عبيد: يبا أنا أقول اشترلها جمس وسبع طيران خل تصير طقاقه أحسن لها.

(سبیکه تتهجم على عبد الله ويمنعها الأب)

الأب: بس عاد..

عبيد: (مكملاً مقلداً بعض طلبات الطقاقات بالأعراس سابقاً) ما ناقص إلا اتقولين زقايرزقاااااير.

الأب: عبيد بس.

سبيجه: (تحاول إقناعهما بمحاسن الفتاة الكويتية)يبا الأسيويات يلبسون اي شي.. بس احنا الزين عندنا.. والسنع عندنا العطورات النفانيف والمكياج كل شي زين عندنا.. مو عندهم..

الأب: (منتقداً بعض المظاهر السلبية) اي زين تتحجين عنه.. زين تشترين نفنوف بـــ 200 دينار تلبسينه ليله وتقطينه.. وتقطين ريلج على صخر.. باجر إنتي وياه تطرون عند المسايد

سبجوه: إذا مو قادر يصرف علي عيوني اشحقه يأخذني؟

الأب: بالعقل أنتي وياه مو بالينون.. ومع ذلك خليف منتي ماخذته

سبجوه: (بتأفف) ليش؟!

عبيد: يبا.. بتزوج فلبينية.. يبا الفلبينية ما اتكلف

الأب: لا يا وليدي الفلبينية غريبة.. اخذ من بنات ديرتك أحسن

عبيد: يبا الفلبينية ما فيها إلا عيب واحد.. إذا لبست البرقع خشمها عود يبين

الأب: وين خشمها عود (يسرح بخياله) إذا تعب وأنت تمشي وياها.. لفها بقراطيسها وحطها بجيبك.. خفيفة النقل

عبيد: (مشيراً إلى سبجوه) وهذي تبي تشيلها.. تقول درام زباله

(تهجم سبيكه على عبيد ويصدها الأب عنه ويمنعها من الشجار مع أخيها الصغير)

الأب: بس يبا انتي الجبيره.. انتي أعقل بس.. ومع ذلك خليف منتي ماخذته

سبجوه: ليش يبا؟

الأب: (يفصح عما في قلبه من حزن) ما اواطنه ولا أواطن أمه هالجربه ما أحب تدش بيتي

عبيد: الله يهداك يبا أمي إذا زعلت وين تبيها تروح؟؟ ما لها غير بيت خالتي حصه

الأب: (غاضبة) وشحقه تزعل ياهل إهي عشان تزعل

عبيد: قاط قوطي نقانق على خدها

الأب: قلعه عشان تتأدب.. مثل ما طلعت ترجع أنا ما طردتها

سبجوه: (تدلع والدها بحيله) يبا.. سلم قلبه يا حلوه

الأب: لا تساحيلني

سيجوه: (تدلعه كالطفل) ييا سلم قلبه والله.. اشتريلك حلاوة

الأب: (كاتماً غضبه) خلصي شتبين

سبجوه: (تترجل له) شدعوه يبا.. اشلون الوالد.. والوالدة؟

الأب: (يسايرها) تمام كل شي تمام

سبجوه: (بصوت رجولي) يالطيب يالحبيب شلون يعني ما وراها ريايل.. اشلون على الوالدة؟؟

الأب: (بغضب) انطمي صبيك موبنت

عبيد: (يحل محل أخته وبصوت أخته) يبا ييب أمي

الأب: (باستنكار) شنو هذا استح على ويهك.. شنو هذا أختك تسترجل

وانت ثالث خواتك اتصير لي

عبيد: (مضخماً صوته وبأسلوب عسكري) يبا يبا يبااااه

الأب: خلك جذي ابيك ريـــال

عبيد: (كالعسكري بالميدان) سارح.. يبا نبغى أمنا (يشيح الأب وجهه عنه غاضباً) يبا احنا نبي نضحكك.. ييناك يمين اتيينا شمال.. ييناك شمال اتييني يمين (يقترب من والده) يبا مو تحبنا.. مو أحنا أعيالك

الأب: إي.. عطني الزبده

عبيد: تبي الزبده.. روح كي دي دي

الأب: عبيد!!

عبيد: (بقرار) يبا أحنا نبي امنا

الأب: (رفض قاطع) لا لا أمكم إهي طلعت ما أردها.. مثل ما زعلت ترجع

عبيد: شلون نعيش من غير أمنا..

الأب: أنا موجود وياكم

عبيد: بس مالنا غنى عن أمنا الأب: (متذمرة) شتبوني اسوي؟

عبيد: روح كلمها

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا