حكايات السباط..
بلاد الشام بها بالكثير من العجائب والروايات التي حلفت بالكثير من الأحداث والروايات والبطولات.. والأساطير، وأسطورتنا من مدينة صور اللبنانية.
مدينة صور مدينة ساحلية قديمة تبعد عن العاصمة بيروت حوالي 80 كيلومتر، وهي مدينة قديمة للغاية تم تأسيسها منذ 2750 عاماً، وهي كغيرها من المدن لها قصصها ورواياتها وفلكلورها الشعبي الزاخر بالروايات المسلية، والتي يتميز بعضها بالإثارة.
ومن ضمن هذه القصص قصة مكان في صور يزعم الناس أنه مسكون بالجان، ويسمونه (السباط) ويقع في حارة من حوالي صور القديمة. وهو عبارة عن ممر صخري بين البيوت أشبه بالنفق.
يجب على كل من يزور حي الجورة في مدينة صور أن يمر بحارة السباط، ويزعم الناس أن السباط مسكون بالجان منذ قديم الأزل، ورووا حوله الكثير من الروايات والأساطير المتعلقة بالجان حتى ترسخ في أذهان الناس، جداً عن جد، أن السباط حقاً مكاناً لاجتماع أهل الجن من العالم السفلي. وأن الجن يمارسون فيه طقوسهم، ويتدخلون أحياناً في شئون عالم الإنس بشكل فج.
ويروي حكايات السباط رجل عجوز يسكن في منزل قديم في صور قرب السباط، والمطلع على قصص السباط، وظل يرويها مئات المرات على مدار عشرات السنين لأهله وذويه وأصدقائه ومعارفه وكافة المتهمين بعلوم ما وراء الطبيعة.. ويروي أهم ما جرى من أحداث حول السباط وعالم الجان.
وهذه بعض حكايات السباط.
القصة الأولى: قصة حسن كردي.
(حسن كردي) جزار يعمل في المسلخ، وبحكم وطبيعة عمله يحمل السكاكين، وكان من عادته أن يحمل سكينه الخاص في يده اليمنى وهو عائد من العمل، وكان طريق عودته إلى عمله يلزمه أن يمر تحت السباط، وبينما هو يقترب من السباط، شعر بحركة مريبة داخله، فشهر سكينه أمامه مدافعاً عن نفسه بطريقة غريزية، وما إن أصبح داخل السباط حتى سمع صراخاً عالياً أصابه برعب شديد، وفوجئ بالدماء تغطي السكين واليد التي تحمل السكين، وحاول الهروب أو التحرك، ولكن أصابه الذهول وفقد القدرة على الحركة أو الكلام أو الخروج من تحت السباط.
وفجأة أغلق عليه السباط من أمامه ومن خلفه، ورأى يد تخرج من الجداًر وتتجه نحوه، فخرجت من حلقه الصرخة المكتومة، فأخذ يصرخ ويصرخ حتى انفتح الجداًر من الأمام والخلف، وعاد كما كان، فانطلق (حسن كردي) هارباً إلى منزله، ولكن حينما وصل إلى منزله - حيث الراحة - بدأت ملحمة أخرى من عالم الجان، إذا تشكل له الجن في محاكمة محاكمين إياه بقتل أحدهم تحت البساط.
القصة الثانية: حسن شور والجنية
(حسن شور) رجل عادي للغاية ولم تبد عليه علامات الخبال أو الجنون من قبل، ويضطر في يوم من الأيام أن يمر أسفل السباط، فيجد أسفل السباط امرأة ليست من بني البشر، تتصدى له وتريد أن تمنعه من المرور بالسباط إلا بعد أن يقوم بحملها وإلقائها في البحر.
فيتعجب (حسن) ويرفض طاعتها فيما تريد، فاعتضت طريقة مرة أخرى، فقام بضربها، فتلبسته وظلت بجسده 8 أيام حتى جاء رجل من (جويا) مختص بإخراج الجان من الجسد وأخرجها من جسده.
القصة الثالثة: جرة الزيت
(فضل فارس) عائد من عمله، ويمر تحت السباط فيجد تحته جرة من الزيت، ويتعجب من وجودها، وينظر حوله عله يجد صاحبها، ولكن لا يجد أحداً حوله، فيتفقد جرة الزيت ويجدها صالحة للاستخدام، فيحملها معه إلى المنزل.
بعد وصوله إلى المنزل بعدة ساعات وبينما هو جالس، إذ يسمع صوت يناديه باسمه في المنزل، فيتفقد الصوت ويجد أنه يناديه من المطبخ، فينطلق إلى المطبخ ليجد أن مصدر الصوت هو الجرة وأنها تطلب منه أن يعيدها إلى السباط مرة أخرى.
شعر (فارس) بالخوف، فحمل الجرة وأعادها مرة أخرى إلى السباط، ومرت أيام استشار بعدها الشيوخ ومن يعرفون في مثل هذه الأمور، فيخبرونه أنه كان هناك فتاة صغيرة من الجان في هذه الجرة.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا