الحكم السومري للبلاد:
في عام 2120 ق.م، ظهر حاكم سومري شديد وقوي في مدينة الوركاء" اسمه "أوتو حيكاسل"، استطاع أن يجمع مدينته على قلب رجل واحد، وقادهم في حرب تحرير شاملة ضد الأقوام الكوتية الغازية، وبالفعل تمكن "أوتو حيكال" من طردهم ودحرهم، وحاول ملك الكوتيين أن يلوذ بالفرار، ولكنه فشل في ذلك، وانقض عليه أهالي مدينة "دبروم" وجاءوا به للقائد السومري "أوتو حيكال"، الذي استطاع بعد ذلك توحيد البلاد تحت زعامته، ولكن للأسف لوقت بسيط، حيث استطاع حاكم مدينة "أور" وقتها الذي يدعى "أور- نمو" أن يستقل بمدينته ويؤسس سلالة جديدة تمكنت خلال فترة قصيرة من الطفو والازدهار، وقضت على "أوتو حيكال" وعلى بقية الحكام المستقلين، وسيطرت على مدينة الوركاء وجميع المدن السومرية والأكدية الأخرى خلال فترة قصيرة، وامتد نفوذها إلى بعض البلدان والأقاليم المجاورة، وبعدها وحد أور الحكم ثانية، وأنشأ أول إمبراطورية سومرية واسعة الأرجاء تُضاهي الإمبراطورية الأكدية من حيث اتساع الرقعة ونظام حكمها المركزي، عرفت باسم إمبراطورية "أور الثالثة"، والتي لم يحكمها غير السومريين.
استمر عهد سلالة أور الثالثة أكثر من مائة سنة، منذ عام 2113 حتى 2004 ق.م، وملوك هذه السلالة الذين لم يتعد عددهم خمسة، تميزوا بأعمالهم العمرانية الفذة والهائلة، وامتازت دولتهم بالتنظيم وحسن الإدارة في الداخل والخارج، وأصبحت العاصمة "أور" في زمنهم قبلة الشرق القديم من حيث تقدمهم العمراني والفني والاقتصادي، وقد قاموا بسن الشرائع والأعراف الاجتماعية، وقاموا بتوحيد الشؤون القضائية في البلاد.
كانت نهاية تلك الحقبة المتميزة نهاية الكيان السومريين السياسي، فلم تقم لهم أي سلالة حاكمة بعد ذلك، ولكن برغم ذلك ظل تأثيرهم الحضاري سائداً في البلاد لقرون طويلة، والجدير بالذكر أنهم قدموا الآلهة السومرية القديمة على غيرها من الآلهة، وأعادوا التداول باللغة السومرية، وبعد ذلك تمكن الدخلاء "العيلاميين" من النيل من السومريين والانقضاض على الحكم لسنوات بسيطة كان عنوانها انتشار الفوضى في البلاد.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا