العنبر المهجور بقلم ياسر عوده

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-09-05

 

العنبر_المهجور

بقلم/ياسر_عوده

 

أسوء حاجه فى الدنيا لما تكون مجبر تشتغل اىشغلانه، خصوصا لو الشغل دا اقل بكتير من اللى كنت بتحلم بيه ومخطط له لحياتك ومستقبلك، بس اوقات كتير الظروف بتجبرك تعمل حاجات انت مش عاوزها، ولما يكون فى اشخاص مسئولين منك، ساعتها بتتنازلوبتعملاى حاجه علشان تحاول تبسطهم، ودا اللى حصل معايابالظبط، لما قبل اشتغل حارس فى مصنع رغم ان معايا بكالوريوس علوم.

اسمى محمد، وزى اى شاب كنت بحلم اشتغل بشهادتى وكان ليا طموحى، بس محدش فينا يقدر يضمن الظروف، يدوب لسه مستلم النتيجه وفرحت بنجاحى، ولقيت الدنيا بتعلمنى اكبر درس فىحياتى، بتعلمنى انى مفرحش اوى علشان احتمال الفرح يقلب حزن، فى اليوم اللى نجحت فيه والدى اتوفى فيه، كانت صدمه ليا ولامىواخواتى، وبعد كام يوممن موت والدى ابتديت افكر هعمل ايه، انا اكبر اخواتى، والمفروض انى بقيت كبير اسرتى ولازم اتكفل بيهم، والدى كان شغال فى مصنع فى المناطق الصناعيهالجديده، حصلتله حادثه وهو شغال، هو كان شغال على ماكينة تقطيع قطع غيار السيارات، وعرفنا من صاحب المصنع انه داخ ووقع على الماكينهاللى موتته، يعنى مات قضاء وقدر، ودفعلنا مبلغ وقال انه تعويض على اللى حصل لوالدى، ومكناش نقدر نقول حاجه لان الشرطه بعد التحقيق اكدت كلام صاحب المصنع، وبعد ما ادانا الفلوس طلب مننا نكلمه لو احتاجنا اى حاجه.

الفلوس اللى خدناها مكنتشهتعيشنا كتير، خصوصا ان اخواتى لسه بيتعلموا، ومكنشعندى وقت افكر كتير، فقررت انى اشتغل فى نفس المصنع اللى والدى كان شغال فيه، واتصلت بمدير المصنع وهو وافق يشغلنى، بس هو مكنش محتاج حد فىتخصصى،وعرض عليا اشتغل حارس امن فى المصنع، ووافقت طبعا من غير تردد، مكنشعندى حريه الاختيار.

روحت للمصنع واستلمت الشغل، شغلى كان عباره عن حراسه عنبر مليان ماكينات كتيره، وكانت مواعيد شغلى من الساعه 8 مساءا لغايه 8 صباحا، وكنت لوحدىفى العنبر تماما، وكل بقعد فىاوضه من الازاز موجوده عند بوابه العنبر، وكان فيها تليفزيون قديم وجهاز لاسلكىعلشانيكلمونى عليه لو حصل حاجه، وكشاف علشان كل شويه الف بين الماكينات واطمأن ان كل حاجه مظبوطه.

كان اول يوم شغل ليا، وعاوز اقولكم العنبر كبير اوى، ولما يكون فاضىدى حاجه تخوف، بس مكنش ينفع اخاف، ومسكت الكشاف بتاعىوابتديت الف فى العنبر، وسرحت شوي هوانا بتفرج على شكل الماكينات، وفجأه سمعت صوت غريب، سمعت حاجه زى ما يكون صوت ماكينه اشتغلت، بس دىهتشتغلازاى لوحدها، خصوصا ان العمال بيفصلواالكهربا عن الماكينات قبل ما يمشوا، وابتديت اتحرك لمكان الصوت اللى سمعه، كنت بتقدم وانا خايف، اصلى طول عمرى كنت بتفرج على الافلام الرعب الاجنبى، وديما اى مشهد شبه اللى انا فيه بنتهى بظهور مخلوق غريب وبيموت الممثل، عارف ان عقلى شت معايا شويه، بس اعمل ايه المكان فعلا مش مريح، واخيرا وصلت لمكان الماكنهاللى اشتغلت، مكنتش عارف دى ماكنيه ايه، بس اول لما وصلتلها لقتها وقفت لوحدها، ومكنتش عارف هى اشتغلت لوحدها ازاى، ولا كنت عارف هى وقفت لوحدها ازاى.

بعد كدا زى ما يكون حسيت ان فى حد اتحرك ورايا بسرعه، والتفت ورايا بس مشفتش حاجه، وبردوا اتخايلت كان فى حاجه اتحركتتانى من الناحية التانيه، والتفت بسرعه بردو، بس مشفتش حاجه، ساعتها قولت لنفسى لازم ارجع للاوضهبتعتى بسرعه، بس الاول لازم اروح للوحه الكهربا واتأكد ان كل مفاتيح الكهربا مطفية.

وفعلا دااللى عملته، ولقيت كل مفاتيح الكهربا مش شغاله، وطبعا د اقلقنى اكتر، وروحت للاوضهبتعتى ودخلت اقعد فيها، كل شويه كنت بتلفت يمين وشمال، مش عارف ليه كنت حاسس ان فى حاجه هتطلعلىوتخوفنى، كان عندى احساس ان الليلهدى مش هتعدى على خير، وفجأه حصلت حاجه خضتنى، ببص لقيت فى راجل واقف وبيبص عليا من ازاز الاوضه، انا اول لما شفته كل شعر جسمى وقف من الخضه، والمشكله انى لقيت الراجل دا كانت عيونه مفنجله اوى وهو بيبوصلى، حسيت ساعتها انه مش بشر ابدا، وفجأه لقيته بيبتسموقالى:

  • شكلك اتخضيت يا..... هو انت اسمك ايه؟

انا طبعا مردتش عليه، منا لغايه دلوقتىمكنتش فاهم، هو انس ولا عفريت، بس لقيته دخل من باب الاوضهوقالى:

-ايه يا ابنى مالك متنح كدا ليه، بسألك اسمك ايه؟

-اسمى محمد.

-عاشت الاسامى، معلشخضيتك، انا قولت ارحب بيك.

-لا ابدا يا حج محصلش حاجه.

-انا ابقى عمك فريد، ولما عرفت انك متوظف معانا قولت اجى اتعرف عليك واشوفك لو محتاج حاجه.

-اتشرفت بيك يا عمى فريد، انا تمام الحمد لله، هو بس حصلت حاجه وكنت مش فاهم حصل داازاى.

-حصل ايه؟

-كنت بلف فى العنبر بطمأن ان كل حاجه مظبوطه، وفجأه سمعت صوت ماكنه اشتغلت، المهم روحت لمكان الماكنه ولقتها وقفت لوحدها، وكمان هناك حسيت ان فى حاجه بتتحرك بسرعه وملحقتش اشوفها.

ابتسم عم فريد وقال:

-يمكن السلوك ملمسه وعلشان كده الماكنه اشتغلت، اما بقا الحاجه اللىبتتحرك بسرعه ممكن تكون قطه او عرسه مش اكتر، جمد قلبك يا محمد، دى حاجات بسيطه.

اطمأنيت لما سمعت كلام عم فريد، فعلا هو قال اسباب منطقيه اوى اكتر من اللى كنت بفكر فيها.

-بقولك ايه يا محمد، ما تيجى تقعد معايا انا واتنين زمايلىفى العنبر اللى جنبك، احنا كل يوم بنسهر مع بعض علشان نتسلى ونضيع الوقت، بدل ما تقعد لوحدك هنا، قولت ايه؟

-بس هسيب العنبر لمين، واخاف حاجه تتسرق، او حد يجى يفتش عليا.

ابتسم عم فريد وقال:

-حاجه ايه اللىهتتسرق، هو فى حد يجراءيجى العنبر دا، انت اقفل باب العنبر كويس وتعالى اقعد معانا، احنا بنقعد لغايه الصبح، وقبل ما النهار بيطلع كل واحد بيرجع مكانه، ومحدش يعرف عن سهرتنا حاجه.

سكت ثوانى افكر فى كلام عم فريد، وبعد كدا قولتله:

-ماشى يا عم فريد، انا هقفل العنبر واطمأن ان كل حاجه تمام واجى وراك على طول.

-هنستناك اوعى تتأخر.

ومشى عم فريد فعلا، وابتديت اقفل الاوضهبتعتى، وكمان قفلت باب العنبر كويس، وروحت للمكان اللىوصفهولى عم فريد، كان عباره عن عنبر جنب العنبر اللى انا شغال فيه، وكان اسوء حاجه ان الطريق بين العنبرين ضلمه اوى، ولولا انى كنت واخد الكشاف معايامكنتش عرفت امشى فى الطريق دا، واستغربت ان عم فريد قدريجيلى العنبر بتاعىفىالضلمهدى خصوصا انى مشفتشفى ايده كشاف، بس قولت يمكن علشان هو شغال فى المصنع دا من سنين فعارف كل حاجه كويس ومش محتاج كشاف يمشى بيه، ووصلت للعنبر اللىوصفهولى عم فريد، واول لما دخلت لقيت عم فريد قاعد ومعاهاتنين، ولقتهم تقريبا فى نفس سن عم فريد، واول لما شفنى عم فريد ندا عليا وروحتله وقعدت، وقال عم فريد:

-دا يا جماعه محمد اللى اشتغل فى العنبر اللى جنبنا.

وبصلى عم فريد وشورلى على واحد من الموجودين وقالى:

-دا يبقى عمك امين، والتانى يبقى عمك عماد، وكل يوم احنا بنسهر هنا زى ما قولتلك، وياريت تنضم لينا يا محمد، هتنبسط من قعدتنا اوى.

-حاضر يا عم فريد.

وساعتها اتكلم عم امين وقال:

-ولنا بقى يا محمد، حصل معاك اي حاجه غريبه فى العنبر اللى شغال فيه ولا لسه؟

انا استغربت من كلامه، وقبل ما ارد عليه لقيت عم فريد رد عليه وقاله:

-ايه يا امين، انت عاوز تخوفه ليه، دا لسه اول يوم ليه.

وساعتها اتكلم عم عماد وقال:

-مش لازم يعرفه يا فريد هو شغال فين بالظبط، وبعدين محمد شكله قلبه جامد ومش بيخاف.

-انتم بتتكلموا عن ايه، انا مش فاهم حاجه.

دا الكلام اللى انا قولته، وساعتها عم فريد قال:

-بص يا محمد، العنبر اللى انت شغال فيه محدش فينا يجراء يشتغل فى العنبر د اتانى.

-ليه هو انتم كنتم شغالين فيه؟

-ايوه احنا الثلاثه اشتغالنا فى العنبر دا، وكل واحد فينا حصلنا حاجه خلتنا نطلب اننا منشتغلش فيه ابدا.

-ايه اللى حصل؟

-هحكيلكاللى حصل معايا، وكل واحد فيهم هيكحىاللى حصل معاه جوه العنبر دا، احنا كنا مسمين العنبر اللى انت شغال فيه باسم عنبر الحوادث، ودا بسبب الحوادث الكتيراللىبتحصل فيه، المشكله ان مع كل حادثه وموت عامل من العمال كانت بتحصل حاجات غريبه فى العنبر، وانا كنت اول واحد فينا اشتغل فى العنبر دا، وعاوز اقولك انى مابخفش بسهوله، وكنت لما بمسك ورديتى بشغل الرديوا على اغانى ام كلثوم وافضل اردد وراها ومكنش فارق معايا حاجه، بس كنت ساعات بلاحظ حاجات غريبه بتحصل، يعنى اوقات كنت بحس ان فى حد واقف ما بين الماكينات وبيرقبنى، مكنتش بشوف ملامحه، كل اللى بشوفه ظل اسود وبس، فى الاول كنت بقول داتهيوءات، بس بعد كدا وركزت لقيت ان فى فعلا ظل بيقف ورا ماكينهوبيبصلى، ومش بس كدا اوقات كنت بشوفه بيشاورلىعلشاناروحله، انت متخيل يا محمد ظل واقف وبيشاورلىعلشاناروحله، ورغم دا وفى مره من المرات روحتله فعلا، وكان معايا الكشاف بتاعى، بس كنت طفى الكشاف، ووصلت لغايه الظل، واول لما وقفت ولقيته قدامى شغلت الكشاف بتاعى بسرعه ووجهته عليه، ساعتها سمعت صرخهعاليه اوى كانت هتطرشنى، مكنتش مستحمل صوت الصرخه بتعته، واختفى الظل وقتها، بس بعد كدا اكتشفت ان اللى عملته دا كان اكبر غلط فىحياتى، لانى من اليوم داحياتىاتغيرتللاسوء طبعا، زى ما يكون الظل قرر ينتقم منى اسوء انتقام ويحول حياتى لجحيم، اول حاجه حصلت انى كنت لما بنام بحلم بكوابيس غريبه، ديما كنت بحلم انى واقف وقدامى ظل وفجأه الظل دابيتحول لتعبان ضخم، وبيفضل التعبان يطاردنى وانا بجرى منه، بس ديما كان التعبان دابيوصلىفى الاخر، واتكرر الحلم دا كتير اوى، ومهما احاول اهرب كان ديما لازم التعبان يوصلى، ويلف جسمه حوليا ويبداءيعصرلىجسمى، كنت بحس بوجع جامد اوى وكان الحلم دا حقيقه، وبعد ما بيعمل كدا كان بيبلعنى، ولما بيبلعنى كنت بفضل صاحى جوه بطنه، المكان كان ضيق اوى، كنت بحاول اصرخ واستنجد بحد، بس مكنشفى حد بيسمعنى او بيلحقنى، وكنت بحس بسخونيه جامد هوانا جوه بطن التعبان، وكانت الافرازات بتاعت التعبان مغطيانى، وكانت بطنه بتضيق عليا علشان عاوز يحللنىويهضمنى، وكل دا وانا حاسس بالوجع وعايش جوه بطنه، وابتدىبعدكدا احس ان اجزاء من جسمىبتتاكل وتختفى، كان منظر فظيع لما الاقى ايدى او رجلىبتتحلل، وكنت بشوف جلدىبيختفى ولحمى بيظهر، وبعد كدا بشوف عضمى، وكنت بعيش اسوء وقت ممكن حد يعيشه،كل لحظه كانت بتمر عليا وانا جوه بطن التعبان عذاب محدش يستحمله، وبعد فتره طويله افوق من الحلم، وابقى مش مصدق انى خلصت من الحلم دا، بس للاسف الحلم دا فضل يتكرر كل يوم وكانه عقاب ملهوشنهايه، ولما كنت بقوم من النوم مفزوع كنت بلاقى على جسمى علامات غريبه، كنت بشوف علامات حمرا على جسمى على هيئه تعبان ضخم، وكمان  كنت ديما اول لما اصحى افضل حاسس بوجع شديد فىجسمى كله، دا غير انى لما كنت بصحى من النوم كنت بلاقى عليا ماده غريبه، كانت عمله زى ما الافرازات اللى كانت فى بطن التعبان، والموضوع دا كان بيخوفنى اكتر، ومبقتش فاهم هو اللى بشوفه كان حلم ولا كان حقيقه، دا غير اللى كنت بشوفه وانا صاحى، اوقات كنت بشوف الظل دافى كل مكان، حتى اوقات كنت بشوفه فى وش عيالىومراتى، واوقات كتير كنت بتفزع من مراتى وانا جنبها وابعد عنها، وكانت ساعتها بتفتكر انى بكرهها ومش طايقها، وطبعا مكنتش اقدر اقولها الحقيقه، لانى لو قولتلهاالحقيقه ساعتها كانت هتسبلى البيت وتمشى، فكنت مضطر انى اخبى عليها العذاب اللى كنت عايش فيه، وحتى عيالى اخاف اعرفهم اى حاجه علشانميخفوش منى ويبعدوا عنى، وحاولت اتكايف مع اللىبيحصلى، بس مكنتش عارف انه هيعملالاسوء من دا كله، فى يوم كنت مروح للبيت، والحظوقعنى انى اركب مع سواق كان بيتكلمفى التليفون مع واحد صحبه، وكان بيقوله انه على علاقه مع وحده متجوزهوبيروح عندها البيت لما جوزها يروح شغله، وكنت متضايق اوى وانا بسمع السواق دا وهو بيتكلم، بس مكنتش اعرف ان انا الزوج اللى هو بيتكلم عنه، وعرفت دا لما فى يوم كنت مروح بدرى شويه، ولما وصلت للبيت لقيت راجل خارج من باب الشقهعندى، ولما ركزت فى وش الراجل دا لقيته نفس السواق اللى كنت بسمعه بيتكلم انه على علاقه مع وحده متجوزه، مكنتش مصدق اللى كنت شايفه، ولما فوقت من الصدمه كان السواق دا مشى ومعرفتش اوصله، ودخلت البيت وكنت عاوز ارتكب جريمه، ودورت على مراتى ولقتها نايمهفىاوضه النوم، هجمت عليها زى المجنون وفضلت اضرب فيها وهى مكنتش تعرف السبب، واتهمتهابالخيانه والجيران سمعوا صوتنا واتدخلواعلشانيبعدونى عن مراتىاللى كانت هتموتفىايدى من كتر الضرب، وطلقت مراتى ساعتها والموضوع اتفضحفى الشارع كله، وبعد فتره اكتشفت انى ظلمت مراتى، ودا عرفته لما كنت فى العنبر قاعد، وفجأه لقيت السواق اللى كان خارج من بيتى، لقيته واقف ما بين الماكينات، واول لما شفته حاولت اهجم عليه زى المجنون، بس بمجرد انى قربت منه حصلت حاجه مكنتش متوقعها، السواق دا شكله اتغير، واتحول وبقى هو الظل، مكنتش قادر استوعب اللى حصل، واختفى الظل ساعتها وفضلت قاعد افتكر مراتىاللى فضلت تقسم انها بريئه من اللى قولته عليها، وانا ساعتها مصدقتهاش وطردتها وكمان فضحتها فى الشارع كله، وعرفت ان الظل قدر ينتقم منى بطرقه عمرى ما كنت متخيلها، وروحت لمراتى اتأسف على اللى عملته معاها، بس هي مقبلتش اسفى، ورغم انى اعتذرتلها مرات كتير اوى، بس هى رفضت اعتذارى ورفضت ترجعلى، ومن ساعتها فضلت عايش ندمان على اللى عملته، انا اللى خربت بيتىبايدى، ومكنشعندى صبر انى اسمع مراتىاللى كانت عشرة سنين، واللى انا ضيعتها فى لحظه غضب، ومن ساعتها خرجت من العنبر دا ورفضت انى اشتغل فيه تانى ابدا، خصوصا ان الظل كان بيظهرلى كل يوم فى شكل السواق، وكل مره كنت بحاول اهجم عليه القيه اختفى.

لما خلص عم فريد حكايته مكنتش قادر اصدق اللى حصل معاه، معقول الظل اللىبيحكى عنه قدر يدمرله حياته بالشكل دا، وكنت منتظر ا حد من الاتنينالتانين يحكوا حكايتهم، بس عم فريد قال:

يلا يا محمد، روح للعنبر بتاعك، خلاص النهار قرب يطلع، لازم تروح علشانمحدش يعرف انك قاعد هنا طول الليل.

مكنتش منتبه ابدا ان الوقت عدى بالسرعهدى، وسمعت كلام عم فريد وقومت من مكانى ورجعت العنبر بتاعى، وبعد وقت قليل النهار طلع فعلا، وبعد كدا جالى الشخص اللىهيستلم منى الورديه، وروحت انا على بيتىعلشان ارتاح من اول يوم شغل، وطبعا امىواخواتى كانوا مستنينىعلشان يطمأنوا عليا عملت ايه، ومكنش ينفع احكلهماللى حصل، بينتلهم انى مبسوط وان الشغل حلو وخفيف ومفهوشاى تعب، وبعد ما كلنا كلنا، دخلت اوضتىعلشان انام، كنت حاسسبارهاق شديد.

فى الوقت اللى كنت نايم فيه، ومكنتش اعرف الساعه كام بالظبط، كنت بتقلب وزى ما يكون لمحت حاجه، فى الاول مهتمتش او ممكن نقول مركزتش، بس بعد لحظات انتبهت انى شوفت حاجه، وبصيت على اللى شفته علشان اتأكد منه بس ملقتش حاجه، حاولت اركز وافتكر انا شوفت ايه بالظبط، بس الموضوع كان صعب، وساعتها قولت لنفسى اكيد دىتهيؤات، ورجعت تانى للنوم وغمضت عنيا، وبعد وقت قليل شفت حاجه بتقرب منى، لما ركزت عليها عرفتها، كان شخص بس على هيئه ظل، وساعتها افتكرت كلام عم فريد، معقول الظل اللى كان بيحكى عنه ظهرلى، ولقيته بيقرب اكتر واكتر لغايه لما وقف جنب السرير بتاعى، ومد ايده ولمسنى وفى اللحظهدى قمت من النوم مفزوع، واكتشفت انه كان مجرد كابوس، وقمت من على السرير وخرجت للصاله، مكنتش اقدر انام تانى، وقعدت مع امىواخواتى لغايه لما جه معاد الشغل، وطول الطريق كنت مشغول بالكابوس اللى شفته، وكنت حاسس بصداع شديد اوى، ووصلت للمصنع واستلمت الورديهبتعتى، الاول اتأكدت ان كل مفاتيح الكهربامفصوله، وكمان ان مفيش اى ماكنه شغاله، وقعدت فىالاوضه الازاز ، وبعد ساعه تقريبا حصلت حاجه غريبه، لقيت ان كل نور العنبر اشتغل لوحده، ساعتها قومت من مكانى مخضوض، وبعد كدا سمعت صوت كل الماكينات اشتغلت مع بعض مره وحده، روحت بسورعه للوحه مفاتح الكهربا ولقيتها كلها مطفيه، ساعتها كان لازم ادخل اشوف ايه اللىبيحصل، ورغم ان الانوار كلها كانت شغاله بس كنت حاسس بالخوف، وكنت حاسس ان فى حاجه هتحصل، وابتديت امشى واشوف الماكينات وهى شغاله، ومكنشفىاى حاجه غريبه، وفكرت سعتها يمكن زى ما قال عم فريد قبل كدا ان ممكن فى سلوك ملمسه ولا حاجه، ولما ملقتش حاجه ابتديت ارتاح شويه، وفى اللحظهدى الماكينات اتوقفت عن الشغل، ومش بس كدا وبعد لحظه الانوار كلها انطفت، وفى الوقت دا الخوف زاد عندى، وبشوف الكشاف فين علشان اشغله، واكتشف ساعتها انى نسيت الكشاف فىالاوضهومجبتهوشمعايا، ووقتها الخوف زاد عندى، وبعديها سمعت صوت قطه، بس صوتها مكنشطبيعى، كان عامل زى صوت راجل كبير، ومفكرتش كتير وجريت بسرعه علشان اخرج واروح للاوضهبتعتى، ووقعت وانا بجرى اكتر من مره، بس مكنتشبستنى كنت بقوم واكمل جرى لغايه لما وصلت للاوضه، وساعتها قعدت اخد نفسى واشرب شويه مايه.

قعدت وعينى على العنبر مش بحركها، حتى مهتمتش ابوص على جسمى رغم انى اتعورت وانا بجرى، وفى الوقت دا لقيت ايد اتحطت على كتفى من ورا، وهنا اتفزعت وقومت من مكانى، بس لما التفت لقيته عم فريد، وساعتها قولتله:

-خضتنى يا عم فريد، انا محستش بيك خالص، انت دخلت هنا ازاى؟

-اتخضيت ليه هو انت شوفت عفريت، وبعدين هكون دخلت ازاى،طبعا من الباب، انت اللى كنت سرحان.

-عندك حق انا كنت سرحان ومش مركز خالص.

-ايه شوفت حاجه خوفتك؟

-لا ابدا مشوفتش حاجه.

-طيب مجتش ليه، انا وامين وكمان وعماد مستنينك من بدرى وانت مجتش.

-حاضر يا عم فريد، هقفل العنبر كويس واجى وراك.

-ماشىماتتأخرشمستنيك.

مشى عم فريد، وانا قفلت العنبر وروحت وراح، كنت محتاج اخرج من العنبر باى شكل، ولما وصلت للعنبر التانى لقيت الثلاثهقعدينزىامبارح، وقعدت معاهم ولقيت عم امين ابتدى يحكى حكايته مع العنبر اللى انا شغال فيه وقال:

-حكيتى مع العنبر اللى شغال فيه محمد غريبه اوى، وممكن انتم متصدقوهاش، بس هىدىالحقيقهاللى حصلت، كنت شغال فى العنبر فى ورديه الليل طبعا، وانا بطبعى انسان فىحالى، مابحبش المشاكل وبخاف منها، وناس كتير بيقولوا عليا ضعيف، هما بيسمواالطيبه ضعف، اصلى لو فى حد ظلمنى مش بوجهه، انا عندى اعتقاد قوى ان اى حد بيظلمهيلاقىاللى يظلمه، بس الموضوع دا كان مخلى ناس كتيره تفترى عليا وميهمهاشاى حاجه، ودا اللى حصل معايا لما كنت بعاتب جوز اتى لما لقيته ضرب اختى ضرب جامد اوى، وعلشان عارف انى راجل مسالم اتخانق معاياوضربنى قدام عيالى، متتخيلوش كنت حاسسبالكسرهازاى قدام عيالى، احساس اتمنى ان مفيش حد يحسه، ومش بس جوز اختىاللىظلمنى، كمان كان ليا مدير مكنشبيبقى مبسوط الا لما يتهمنىباى تهمه، مره اتهمنى انى سرقت عهده، ومره اتهمنىبالاهمالوجبلى خصم عليا، وبردومكنتشبسأله حتى انت بتعمل كدا ليه، وعلشان كدا كنت بخاف من الناس وبحب اقعد لوحدى، وعلشان كدا اول لما اروح العنبر واطمأن ان كل حاجه تمام اقعد واتكلم مع نفسى واشكى لنفسى كل حاجه مضيقانى، وفى يوم شوفت قطه سوده، كان شكلها وحش اوى، كانت زى ما تكون جربانه، وكمان صوتها كان وحش اوى اوى، كانت عمله زى صوت الراجل، وفكرت ساعتها ان اكيد القطه دىمطروده من كل الناس ومحدش قابلها علشان شكلها، بصراحه صعبت عليا، اصلها فكرتنىبنفسى، المهم جبتلها من الاكل اللى كنت جايبهعلشان أكله، والقطه قعدت جنبى وفضلت تاكل، وشكلها قلب عليا المواجع، وقعدت احكلها بدل ما احكى لنفسى، واول موضوع حكتلها عنه كان عن جوز اختى، وقولتلها قد ايه نفسى اتكسرت قدامه وقدام عيالىاللىشفونىبنضرب قدامهم، وساعتها عيونى دمعت وعيطت قدامها، اصل هى مجرد قطه هنكسف منها ليه، هى مش زينا هتتكلموتفضحنى، بس الغريبه انها كانت قاعده وكانهابتسمعنى فعلا، كان عندى احساس انها فهمانى وفهمه وجعى، معرفش الاحساس داجالى منين، بس حسيت بالراحه لما حكتلها الموضوع دا، وفضلت القطه قاعده جنبى طول الليل، وقبل النهار ما يطلع لقيت القطه قامت من مكانها، ودخلت جوه العنبر ما بين الماكينات، انا كنت متابعها بعينى، وسألتها انتىرايحه فين وسيبانى، وكانىمستنى منها ترد عليا، وفضلت متابعها بعينى لغايه لما اختفت بين الماكينات، فقومت وراها علشان حسيت انى ارتحتلها، كنت بفكر اخدها معايا البيت، بس لما دورت عليها ملقتهاش، قلبت عليها الدنيا ومكنش ليها اى اثر، زى ما تكون فص ملح وداب.

ولما قعدت فكرت عرفت انى ماينفعش اخدها معايا، مراتىبتكره القطط اوى، ولو شافت القطه دى بالذات وخصوصا شكلها الوحش، ساعتها هتطردهااوممكن تضربها او تموتها، فقولت لنفسى كويس انها مشيت ومخدتهاشمعايا، اصل لو مراتى موتتها هزعل اوى على القطه ديه.

وبعد ما النهار طلع، وخلصت شغلى وروحت، ودخلت انام شويه، معرفش نمت قد ايه، بس زىما يكون سمعت صوت قطه، ومكنشاى صوت، دا نفس صوت القطه اللى شفتها فى العنبر، وسعتها قمت من النوم بسرعه مخضوض، وحاولت افوق نفسى، علشاناتأكدهو انا فعلا سمعت صوت القطه، ولا علشان كنت بفكر فيها حصلىتهيؤات، وفى اللحظهدى لقيت مراتى دخله عليا الاوضه وبتطلب منى اقوم بسرعه علشان اروح معاها المستشفى، ولما سألتها هنروح المستشفى ليه، فقالت ان اختى اتصلت بيها وقالتلها ان جوزها عمل حادثه ونقلوه المستشفى، وواضح كدا ان الحادثه كبيره مش صغيره، استغربت من الخبر دا، وقمت من مكانى ولبست وروحت مع مراتى، ولما وصلت المستشفى مكنتش مصدق اللى شفته، جوز اختى كان شكله متبهدل خالص، وشه وجسمه كله جروح بشكل غريب، وعرفت من اختى انه عمل حادثه بالموتسكلبتاعه، والموضوع مش مجرد جروح وكدمات، الدكتور قالها انه احتمال يعيش بأعاقهفى رجله طول عمره، ولازم يركب شريحة ومسامير فى رجله، وانه هيمشىباقى عمره ماسك عكاز.

اقولكم الحقيقه من جوايامكنتش زعلان عليه، رغم انى بينت قدمهم كلهم انى زعلان، بس الحقيقه كانت غير كدا خالص، ومش بس كدا دا انا كنت بقول لنفسى من جوايا، دا اكيد ذنبىوبيخلص منه، ولما فاق جوز اختىوابتدى يتكلم بعد ما عمل العمليه، وطبعا كنت مبين انى زعلان ومهتم اعرف هو عمل الحادثهدىازاى، بس لما ابتدى يحكى اللى حصل انا اتصدمت، اصله قال كلام غريب قوى، انه لما كان راجع من الشغل بتاعه، حصلت معاه حاجه غريبه، ظهرت على الطريق مره واحده قطه سوده شكلها وحش اوى وزى ما تكون جربانه، وهو ميعرفش القطه دى ظهرت منين، وانه حاول يتفداهاباى شكل، وفعلا قدر يتفداها فعلا، وانه التفت وراه وهو سايقبيبص على القطه فملقهاس قدامه، ولما رجع وبص قدامه اتفاجيء لقى نفس القطه وقفه قدامه تانى على الطريق، وساعتها عقله وقف عن التفكير، ومبقاش فاهم اى حاجه خالص، ومقدرشالمرادىيتفداها ابدا، واضطر يدوس القطه، بس بعد ما داس عليها مقدرش يتحكم فىالموتسكلبتاعه، ولقى نفسه اتزحلق ووقع على الارض وحصله كل الجروح اللى حصلت.

انا اتصدمت لما سمعت اللى حصل معاه، وطبعا كان طبيعى انى افكر فى القطه اللى كانت معاياامبارح، معقول تكون نفس القطه، بس ايه جابها لطريقه، اصل طريقه بعيده اوى عن المصنع اللى انا شغال فيه، ولما ركزت فى كلامه بانه داس على القطه، وساعتها اكيد القطه ماتت، زعلت اوى لما جه التفكير دافىدماغى، وبعد ساعاه سبتهم ومشيت بحجه انى عندى شغل مهم، وطول طريقى وانا رايح للشغل كنت بفكر فى القطه، وكنت بتمنى ان القطه اللىبيحكى عليها جوز اختىمتكونش نفس القطه اللى اعرفها، وول لما وصلت للمصنع ودخلت العنبر، فضلت ادور فى العنبر عن القطه، لفيت العنبر حته حته، وكنت بنادى عليها وكانى بدور على طفل ضايع، ولما ملقتش القطه ساعتها زعلت اوى، لانى حسيت انها هىاللى ماتت، ورجعت الاوضهبتعتى وانا زعلان، وفجأة سمعت صوت قطه، التفت حوليا لقيت القطه ظهرت، كنت فرحان اوى انى شفتها، لدرجه انى شلتها وحضنتها كمان، وقعدت اتكلم معاهاواحكلها على اللى حصل لجوز اختى، وجبت الاكل بتاعى وقعدت اكل معاها وهى كانت قاعده ومستمعه ليا، وقولتلها:

-مش انا قولتلك ان اى حد بيظلمهياخد عقابه، شفتىاللى حصل لجوز اختى، بصراحه حسيت براحه كبيره لما شفته، وحسيت بفرحه اكبر لما انتىجيتى ولقيتك عايشه، اصلى كنت خايفتكونى القطه اللىطلعتله، عارف انى سرحت بتفكير، بس هو قال على قطه نفس مواصفاتك، المهم ان انتى بخير، عرفه انا حاسس ان مديرىهياخد عقابه هو كمان، ااهمعلش نسيت انى محكتلكيش على مديرى، هحكيلكدلوقتى واحنا قعدين.

مديرىدا واحد مفترى، معرفش هو مش طايقنى ليه، بيتلككعلشان يخصم من مرتبى وخلاص، هو مابيحبشيشوفنى قاعد مبسوط ابدا، لما بيشوفنى مبسوط بيبقى عاوز ينكد عليا، وساعتها بيخصملى فلوس من مرتبى، بس مش مهم انا عارف انه هياخد عقابه، الموضوع محتاج صبر، وانا عندى صبر ملوش حدود.

وفضلت اتكلم مع القطه واحكلها كل المواقف اللى عملها معايامديرى، وبردو ى نفس الوقت بتاعامبارح وقبل طلوع النهار بشويه، لقيت القطه قامت من مكانها ومشيت، المرادىمروحتش وراها، منا خلاص بقيت عارف انها هتجيلى بكره فى نفس المعاد بتاعهاعلشان نقعد مع بعض ناكل ونتكلم، وبعد ما خلصت ورديتى روحت البيت كالعاده، وتانى يوم فى معاد شغلى روحت الشغل، بس لما روحت لقيت ان فى مفاجأة مستنيانى، عرفت من زمايلى ان المدير بتاعى حصلت معاه حادثه غريبه، وان الفلوس اللىفى عهدته واللى حاطتها فىالخزنه لما فتح الخزنهملقهاش، ومش بس كدا لقى جوه الخزنه قطه سوده شكلها وحش وكمان جربانه، ولما حصل دا صاحب المصنع بلغ الشرطه واتهم المدير بانه سرقه، وجت الشرطه وقبضت على المدير.

انا لما سمعت الكلام دامكنتش فادر استوعبه، الموضوع مبقاش مجرد صدفه ان الناس اللىبشتكى منهم قدام القطه يحصلهم حوادث تانى يوم، وكمان القطه تظهرلهم وقت الحادثه، دا غير ان القطه بتظهروبتختفى من غير ما اعرف ازاى، كدا يبقى الموضوع فيه حاجه غلط، ولما دخلت العنبر فضلت قاعد مستنى القطه تظهر، وفعلا ظهرت وبردوا معرفش ظهرت منين، وفضلت باصص للقطه لحظات وبعدين قولتلها:

-اكيد اللى حصل مع جوز اختى وبعديها المدير بتاعى مش صدف، وكمان الحوادث دى تحصلهم بعد ما احكيلك على طول، وكمان تظهر قطه بنفس وصفك، مستحيل تبقى كل دى صدف، انتىاللىبتعملى فيهم كدا، انتى مين بالظبط؟

وساعتها حصل اللى عمرى ما اتخيله، القطه اتكلمت وقالت بصوت الراجل.

-انا مش قطه، اعتبرنى الحارس بتاع العنبر، ولما حكتلىاللى حصلك حبيت اجبلك حقك، مش دااللى كنت عوزه انك تنتقم منهم؟

انا مقدرتش اتكلم نهائى، الرعب اتمكن منى، وكل اللى قدرت اعمله انى اهرب، هربت من المكان، وقدمت طلب للاداره انى مش عاوز اشتغل فى العنبر دا مهما حصل، وفعلا انتقلت منه، والقطه مظهرتليشتانى، وعرفت انها مرتبطه بالعنبر وبتظهرللى شغال فيه بس.

وبعد لحظات لقيت عم فريد قال:

-يلا يا محمد روح للعنبر النهار قرب يطلع، وهنتجمع بكره تانىفى نفس المعاد.

خرجت من عندهم ورجعت العنبر بتاعى وانا بفكر فى كلام عم امين، مكنتش متخيل ان العنبر اللى شغال فيه هيبقى مرعب بالشكل دا، وطلع النهار وجه معاد مرواحى، وروحت البيت وبعد ما كلت مع امىواخواتى دخلت انام كالعاده، ومعرفش ليه بقيت كل ما ارجع من المصنع وانام اشوف حلم، والمصيبه ان الحلم دا زي ما يكون بينبهنى بمشكله جديده هتحصل، والمرادى انا حلمت انى واقف وبتكلم مع امى، وفجأهامى ظهرت من مكان تانى، وبقى ادامى شخصين والاتنين هما امى، وكنت مستغرب اللىشايفه ومش فاهم ايه اللىبيحصل، وكل وحده فيهم بتقولى انها امى، وبقيت محتار ومش فاهم اعمل ايه، مين فيهم امى، وفى اللحظهدى سمعت امىبتنادى عليا، الصوت كان جاى من بعيد اوى، بس مع الوقت الصوت كان بيقرب اكتر واكتر، وفجأة صحيت من النوم مفزوع ولقيت امى كانت بتنادى عليا علشانتصحينى، وطلبت منى اقوم علشان اقعد معاهم شويه قبل معاد الشغل بتاعى.

مكنتش فاهم الكابوس دا معناه ايه، بس كنت اللى عرفه ان الكابوس دا مرتبط بحاجه بالعنبر اللى شغال فيه، وبردو اكيد مرتبط بالقصهاللىهيحكيهاالليله عم عماد.

وجه معاد الشغل، وروحت الشغل وكنت قلقان، ووصلت للعنبر بتاعى واستلمت الشغل، وفضلت باصص للعنبر لانى كنت عارف ان فى حاجه هتحصل، انا مكنتش عارف ايه اللىهيحصلبالظبط، بس متأكد ان فى حاجه غريبه لازم تحصل، واللى كنت مستنيه حصل فعلا، ابتديت اسمع صوت بينادى عليا باسمىجاى من جوه العنبر، بس الصوت كان ضعيف شويه، بس مع الوقت ابتدى الصوت يقرب وابتديت اميز الصوت، واول حاجه ميزتها فى الصوت انه صوت وحده، وعلى فكره الصوت كان جميل اوى، بس كل اللى سمعته كان صوت وبس، مشفتشاللىبتنادى، وساعتها رديت وقولت:

-مين بينادى عليا، انتى مين ومكانك فين.

بس الصوت مردش عليا وفضل ينادى باسمى وبس، وساعتها كررت كلامى مره تانيه، بس الصوت فضل ينادى باسمى، ولما عدت سؤالىتانى وفى اللحظهدى، انطفت كل الانوار ومبقتششايف حاجه خالص، بس حسيت بحاجه غريبه، حسيت ان فى حد واقف ورايا، ومقرب منى اوى، ومكنش مجرد احساس، لانى بعد اقل من ثانيه سمعت الصوت اللىبينادى عليا بيهمسلىفى ودنى وكنت حاسس بيه لما لمسنىوقالى:

-انا هنا جنبك وقدامك بس انت اللى مش شايفنى.

انا اتفزعت لما سمعت الكلام دا، ودورت على الكشاف ولما وصلتله ولسه هشغله لقيت الانوار رجعت، وملقتشفىاى حد معايا، وساعتها قعدت لان رجلىمبقتششيفانى، وفى اللحظهدى لقيت حد بيتكلممعاياوبيقولى:

-هو انا لازم اجيلك كل يوم افكرك ان احنا مستنينك.

وفى اللحظهدىاتخضيت وقمت من مكانى والتفت ورايا، ولقيت اللىبيتكلم عم فريد، اللىقالى:

-انت خواف كدا ليه، كل مره اكلمك فيها تتخض.

-يا عم فريد انا مش فاهم انت بتمشى تتسحب ولا بتدخل ازاى من غير ما انتبه ليك.

ساعتها ابتسم عم فريد وقالى:

-مش يمكن اكون عفريت من سكان العنبر.

-يعنى هو انا ناقص كلامك دا، اقولك حاجه روح يا عم فريد وانا هقفلواجى وراك.

-ماشى يا عم محمد هستناك.

ومشى عم فريد وقعدت على الكرسى اخد نفسى من الخضات اللى بشوفها، انا متأكد انى لو ممتش من الخوف من اللىبيحصلفى العنبر، اكيد هموت من خضات عم فريد.

المهم روحت لعم فريد بعد ما قفلت العنبر كالعاده، وقعدت معاه ومع عم امين وعم عماد، وابتدى عم عماد يحكى اللى شافه فى العنبر وقال:

-لما اتنقلت للعنبر اللى شغال فيه محمد مكنتش اعرف انه مسكون، كنت بقعد فيه عادى ومش واخد بالى من اى حاجه، وكنت متجوز من حوالى خمس سنين ، بس ديما كان عندى احساس انمراتى مستقليه بيا، او ممكن تقولوا شيفانى مستهلها شوانا كانت تستاهل واحد احسن منى، عارف ان مفيش راجل يقدر يقول الكلام دا على نفسه لحد، حتى لو كانوا اصحابه، بس للاسفدىالحقيقه، وكتير اوى كانت مراتىتسبنى وتسافر عند بيت اهلها، وكل مره تسافر فيها لازم تغيب اسبوعين على الاقل، وكانت لسه مسافره من يوم واحد، وفى يوم كنت قاعد فى العنبر، وديما كنت بشتغل ورديه بالليل، ولقيت صوت وحده بتنادى عليا باسمى، وصوتها كان حلو اوى، انا كنت مستغرب مين اللىهتنادى عليا فى الوقت دا، وكمان تعرفنى منين، والنور كان بنطفى واحس بيها وقفه ورايا وبتهمسلىفى ودنى وبتقولى انا جنبك ديما، ورجع النور واختفى الصوت، ومكنتش فاهم ايه اللىبيحصل، وبعد ما خلصت شغلى ورجعت البيت اتفاجئت لما لقيت مراتىفى البيت، وعرفت منها انى وحشتها ورجعت لوحدها وسابت العيال عند اهلها، بصراحه مكنتش قادر استوعب اللىبيحصل، اصل مراتى كانت بتعاملنى معامله غريبه اوى، كانت مهتميهبيا بطريقه غريبه عمرى ماشفتها قبل كدا، دى كانت بتجيبمايهدافيه بملح وتغسلى رجلي، انتم متخيلين يا جماعه التغير دا، ومكنتش فاهم ايه سبب التغير دا اصلا، والموضوع اتكرر كل يوم، عشت احلى ايام حياتى، عاوز اقولكم انى كنت بستنىالورديهبتعتى تخلص بسرعه علشان اروح لمراتى، بس مكنتش اعرف ان النعيم اللى عشت فيه دا كان مجرد سراب، وفى يوم روحت كالعاده للبيت ولقيت مراتى محضره المايهالدافيهوغسلتلى رجلي، وكنت قاعد انا وهى وبنتفرج على التليفزيون ولقيت باب الشقه فتح، استغربت مين اللىجاى وكمان بيفتح باب الشقه، علشان الاقى ان مراتى رجعت من عند اهلها هىوعيالى، وعوزكم تتخيلوا الموقف مراتى وقفه قدامى ومراتى قاعده جنبى، الصدمهاللى كنت فيها مستحملتهاش واغمى عليا فى ساعتها.

وفقت بعديها بيوم ولقيت نفسى فى المستشفى، واعصابى تعبت اوى وبقيت اتابع مع دكتور نفسى، مكنتش قادر اتخيل انى عشت اكتر من اسبوعين مع وحده من الجن، فضلت كام شهر اتوهم ان اى حد بشوفه انه مش من البشر، وفضلت على الحالهدى تقريبا سنه، وكان لازم اتنقل من العنبر للابد ومحولش ادخله مره تانيه.

ولما خلص عم عماد قصته، وكالعاده النهار كان على وشك انه يطلع، ومشيت ورجعت للعنبر بتاعى، بس ديما كان جوايا حاجه بتقولىاحكلهم على اللى بتشوفه يمكن حد فيهم ينصحك بنصيحه، ومعرفش ليه كنت مخبى عنهم مع ان كل واحد فيهم قالى على اسراره من غير ما يتحرج منى، وساعتها قررت انى بعد ما اسلم ورديتى وقبل ما اروح، اروحلهم واقولهم كل حاجه.

وفعلا بعد ما سلمت الورديه، روحت للعنبر اشوف عم فريد وعم امين وعم عماد، بس لما وصلت للعنبر بتاعهم شوفت حاجه غريبه، العنبر كان متغير، كانه مهجور ومفهوش حد، انا كنت بشوف فيه حاجات كتير اوى، بس دلوقتى شيفه زىالخرايه، وكمان باين عليه انه زى ما يكون اتحرق قبل كدا، ولما لقيت واحد معدى من قدام العنبر سألته ليه العنبر مهجور، علشانيصدمنىويقولى ان العنبر دا بقاله فوق ال 10 سنين بالمنظر دا، وطبعا مصدقتش كلامه لانى كنت لسه فيه من كام ساعه، وسألته عن عم فريد وعم امين وعم عماد، وقالى ان مفيش حد شغال فىالشركهبالاسامىدى، وبعدين قالى حاجه اغرب من الخيال، قالى انه كان يسمع ان فى 3 كانوا شغالين فى العنبر داواتحرقوا فيه لما اتحرق، وقال ان اسميهم كانت فريد وعماد وامين.

وساعتها انا فهمت كل حاجه، وعرفت انى كنت بقعد مع اشخاص مش بشر اصلا، ومن يوميها مشيت من المصنع وقررت انى مرجعلوشتانى، هدور على اى شغل فىاى مكان تانى، انا مش هقدر استحمل اقعد فى المكان د اتانى بعد اللى شفته وعرفته.

انتهت .....

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا