خبابه:
لقد شكلت (خبابة) جزءاً من اعتقادات الكويتيين قديماً وهي شخصية خرافية من الأساطير الشعبية الكويتية التي اعتقد بها الصغار والكبار. فهي تظهر في منتصف الليل، والذين يدعون أنهم شاهدوها يذكرون أن لعينيها بريقاً ولمعاناً يخطف أبصار مَنْ ينظر إليها. وقيل أنها امرأة طويلة متشحة بالسواد من رأسها إلى قدميها، تقوم باختطاف الأطفال. وأشيع أيضاً أنها امرأة تلبس ملابس فضفاضة حتى تخفي الصغار والأطفال في ثيابها. وكانت الأمهات في الماضي يُخوَّفن أولادهن وتحذرهم من الخبابة التي ستخطفهم إذا ما خرجوا ليلاً.
وللأستاذ عبد العزيز المفرج رأي في الخبابة فيذكر أنها الفزاعة (خيال المآتة) الذي يضعه أهل المزارع في حقوهم حتى لا تقترب الطيور من البذور أو المحاصيل الزراعية فتتلفها.
ويذكرني هذا بما كنت أشاهده في مزرعة والدي، رحمه الله، في السبعينات في منطقة الفحيحيل، حيث كان العاملون في المزرعة يأتون بأخشاب طويلة ويشكلونها على شكل صليب ثم يلبسونها دشداشة كأنها رجل، ويثبتونها في وسط المزرعة حتى يبعدوا الطيور عن المزروعات. وأذكر أننا عندما كنا نراها، أنا وإخوتي، كان يأخذنا الخوف كل مأخذ فنظنه رجلاً أو امرأة تريد اختطافنا.
ويذكر الأستاذ سيف مرزوق الشملان أن "لفظة خبابة هذه أصلها مصرية قديمة جداً، أصلها (خومبابا) ومعناها إله الشر".
وقد تكون كلمة خبابة مأخوذة من الخب، وهي الريح العاتية التي تحيل الأجواء الطبيعية من هدوئها إلى بعثرتها وهو الهواء الذي تخشاه السفن في عرض البحر وتعمل على التحوط منه لما يلحقه بالسفن من أذى ومصائب.
إذن "خب ارتفع وطال، والبحر خبايا هاج واضطرب، وإختب أسرع، ويُقال اختبت الدابة، ويُقال ثوب أخباب خلق متقطع". ومن العبارات الدارجة في لهجتنا عبارة (يُخب عليج) أو (يخب عليها)، وهي إشارة على استكثار الشيء على الإنسان.
وكذلك نقول عن الملابس الطويلة (خبابة) مثل الدشداشة وغيرها.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا