رواية.. كفر_النوام
بقلم... احمد_محمود
في يوم من الأيام، كان في قرية
صغيرة اسمها "كفر النوام"، مكان منعزل ومهجور في قلب الريف المصري. الناس هناك كانوا بيعيشوا في هدوء وطمأنينة، لحد ما بدأوا يلاحظوا حاجات غريبة بتحصل.
في يوم، واحدة من سيدات القرية، اسمها "أم علي"، جابت حفيدتها الصغيرة ل"حسن العطار"، اللي كان مشهور إنه بيعالج الناس بالأعشاب وكانوا الناس بيقولوا عليه "الشيخ حسن". الحفيدة كانت مريضة جدًا، مفيش حد عرف يعالجها، وده خلّا أم علي تيجي لحسن، تترجاه إنه يعالج البنت.
حسن بص في عينين البنت وقال: "المرض ده مش مرض عادي، دي مرعوبة وخايفة من حاجة مش طبيعية". طلب من أم علي تروح تجيبله كذا حاجة غريبة زي ورق السدر وميّة من بير معين في القرية، وحاجات تانية غريبة.
لما رجعت أم علي بالحاجات اللي طلبها، حسن بدأ يجهز الليلة. حط البنت في وسط دايرة رسمها على الأرض بحطبة كانت مرسومة برموز غريبة، وبدأ يقول كلمات غير مفهومة. فجأة، حس كل الموجودين في البيت ببرودة شديدة، والجو اتقلب وكأنه فيه ريح جاية من كل حتة.
البنت بدأت تهتز، وتصرخ بصوت مخيف، كان صرخة مش زي صرخات البشر. أم علي كانت مرعوبة بس مش قادرة تتحرك من مكانها. حسن العطار بدأ يقرأ قرآن بصوت عالي، وفجأة البنت سكتت تمامًا، وكأنها نامت.
الناس كلها في القرية بدأت تتكلم إن في حاجة غلط بتحصل. في الليل، الناس كانت بتسمع أصوات غريبة جاية من بيت حسن العطار. أصوات ضحك مخيف، وصوت حد بيبكي، وأصوات خطوات سريعة جاية من البيت ومش بتقف.
وفي ليلة، اتجمعوا شباب القرية وقالوا لازم نعرف إيه اللي بيحصل في بيت حسن. راحوا هناك بالليل، ووقفوا برة البيت وهم سامعين الأصوات الغريبة. فجأة، الباب فتح لوحده، وكأن حد فتحه ليهم. دخلوا وهم مرعوبين، والبيت كان مظلم، مفيش نور خالص.
بدأوا يدوروا في البيت، لقوا حسن العطار قاعد في أوضته، بس كان شكله مش طبيعي. كان جالس على الأرض ووشه شاحب جدًا، وعنيه كانت حمرا. شافهم وقال بصوت مش صوته: "ليه جيتوا هنا؟ ارجعوا لحال سبيلكم بدل ما تندموا."
واحد من الشباب، كان اسمه "خالد"، قال: "إحنا جايين نعرف إيه اللي بيحصل هنا، وإيه الأصوات اللي بنسمعها كل ليلة."
حسن العطار ابتسم ابتسامة مرعبة وقال: "اللي جيتوا تدوروا عليه، مش هتحبوا تلاقوه. في حاجات ما ينفعش الإنسان يعرفها."
وفجأة، من ورا حسن، ظهر كيان أسود، كان زي دخان كثيف بيتحرك بسرعة، الشباب بدأوا يصرخوا ويجروا عشان يهربوا، بس الأبواب كلها تقفلت لوحدها. الكيان الأسود بدأ يطاردهم في كل مكان في البيت.
خالد حاول يفتح الشباك ويهرب، لكنه حس بحاجة بتشد رجله. بص لقى حسن العطار ماسك رجله وهو بيبصله بنظرة كلها شر. خالد بدأ يقرأ آيات من القرآن بصوت عالي، وده كان آخر أمل ليه.
فجأة، الكيان الأسود بدأ يتبخر، وحسن العطار ساب رجله ووقع على الأرض مغمى عليه. الشباب تلموا حوالين خالد وساعدوه إنه يخرج من البيت.
في اليوم اللي بعده، بيت حسن العطار اتحرق بالكامل، ومحدش عرف إزاي النار ولعت فيه. حسن العطار اختفى، ومحدش شافه تاني. الحفيدة الصغيرة، أم علي لقتها في يوم في وسط البلد، بس كانت ساكتة مش بتتكلم خالص. قالت لهم إن الليلة دي كانت آخر مرة شافت فيها جدها، وبعدها بدأت تعيش في صمت دائم.
القرية كلها بقيت مهجورة بعد اللي حصل، الناس خافت تقعد هناك تاني. وفي النهاية، الكفر اتسمى "كفر الملعون"، وكل الناس بقت تحكي قصته لأطفالها عشان ما يفكروش يقربوا من المكان ده أبدًا.
انتهت
بقلم احمد محمود
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا