بقلمأياسر عوده
سلسله الطب الشرعى
غريق
عن احداث حقيقية
بقلم ياسر عوده
-اقعد يا دكتور ياسر، كنت عوزك فى شغل مهم.
-اتفضل يا دكتور عاطف انا سمعك.
طلع الدكتور عاطف من درج مكتبه ثلاث ملفات وقالى:
-دوول ثلاث حالات ، موجودين فى القسم ج فى تلاجات الموتى، عوزك تعملى تقرير لكل حاله عن سبب الوفاه، بس عوزك تبداء بملف سالم، علشان النيابه مستعجله على التقرير بتاعه بشكل خاص.
-اشمعنا الحاله دى بالتحديد يا دكتور؟
-اصل سالم صاحب الحاله حكاته حكايه، بعد ما اتكشف عليه من الطب الشرعى فى الشرقيه واقروا انه حاله غرق ومفيش اى شبهه جنائيه، واتدفن فعلا كام ساعه، بس اخو سالم رفض يتقبل دا وكتب شكوه للنائب العام بان اخوه مقتول بفعل فاعل، وساعتها النيابه امرت باخرج الجثه وتحويلها علينا فى القاهره لعمل تقرير عليها.
-قصه غريبه فعلا.
-علشان كده اخترتك ليها يا ياسر، انت افضل دكتور عندى، ولو فى اى شبهه جنائيه اكيد هتطلعها، الملفات اللى معاك فيها محاضر الشرطه والتحريات زى ما بتطلب فى شغلك، يلا ورينا الهمه.
قمت من مكانى وقبل ما اتحرك قولت:
-تمام يا دكتور، اول لما اخلص التقارير هجبها لحضرتك.
خرجت من مكتب الدكتور عاطف رئيس قسم التشريح بالطب الشرعى، واتوجهت الى تلاجه حفظ الموتى، بس الاول حابب اعرفكم على نفسى اكتر.
طبعا الاسم انتم عرفتوه، السن 30 سنه مش متجوز، انا فرغت نفسى لشغلى وبس، وعلى فكره زى ما قال الدكتور عاطف انا من افضل دكاتره الطب الشرعى فى البلد، ودا لانى بشتغل بطريقه مختلفه عن باقى الناس، غير انى املك الموهبه اللى بتخلينى اطلع الحقيقه من اى جثه بشتغل عليها، انا مش بعتبر الجثه انسان ميت، لا بعتبره لسه عايش وكل جثه بتحاول تعرفنى الحقيقه، مهو اكيد لو حد اتعرض للقتل هيحب يعرف الشرطه مين قتله، ودا اللى بقتنع بيه فى شغلى، ورغم ان كتير من زملائى شيفينى انسان مش طبيعى، بس دا ميمنعش ان طريقتى فى الشغل دى هى اللى مميزانى عنهم كلهم، واى حاله صعبه بتيجى للدكتور عاطف اول حد بيفكر فيه بيكون انا.
وصلت للتلاجه، وفتحت ملف سالم اللى كان واخد رقم 305، فتحت باب التلاجه اللى عليه رقم 305 وخرجت الجثه، بصيت لوشيه لبعض اللحظات علشان احفظ ملامحه، اصل بحب وانا بقراء ملف الحاله اتخيله وانا بقراء الملف، وسبت الجثه على سرير التشريح وقعدت على مكتب اقراء ملفه.
الاسم سالم محمود ابراهيم، السن: 30 سنه، الوظيفه: حارس عقارات ؟ غفير ), الحاله الاجتماعيه متزوج ولم ينجب، سبب الوفاه: الغرق فى الترعه اثناء تعلم العوم.
سالم كان متجوز من حوالى خمس سنين ، ربنا مرزقهوش بالخلفه، رغم ان سالم كان نفسه يخلف وراح لاطباء كتير قالوا انه معندهوش مانع للخلفه هو او مراته سوسن، الغريبه ان مراته مكنتش بتلح على الخلفه زى سالم، كانت ديما بتقوله سبها لوقتها لما ربنا يأذن هنخلف، ولو مفيش نصيب مش مهم دا رزق بأيد ربنا، وطبيعه شغل سالم بتخليه بيخرج من البيت قبل المغرب تقريبا وبيرجع تانى يوم الساعه 10 صباحا ، الحاله الماديه مقبوله بس ديما سالم كان حابب يحسن من احواله الماديه ، والتحريات اثبتت ان سالم علاقته كويسه اوى بكل اللى حوليه، سواء كان فى الشغل مع زميله، او فى البيت مع جيرانه، واثبتت التحريات ان علاقه سالم بمراته سوسن كويسه ومحدش من الجيران سمعهم بيتخانقوا قبل كدا ، بالنسبه لاصدقاء سالم مكنش عنده اصدقاء مقربين كتير، هو صديق واحد وكانت بنهم علاقه قويه جدا وكان اسمه بهاء، وكان معروف عن سالم انه مابيعرفش يعوم نهائى، ومش بس كدا دا كمان كان بيخاف من المايه، بس قبل الحادثه بشهر تقريبا تم مشاهد سالم اكتر من مره بيتعلم العوم فى الترعه اللى عندهم فى القريه، ودى كانت حاجه غريبه ومش مفهومه ، واحد من شهود العيان قال فى اقواله للمباحث انه مره سأل سالم انت ليه بتنزل الترعه، فرد عليه سالم وقاله عاوز يتعلم العوم علشان لما يطلع يصيف مع المدام بتعته ميتحرجش انه مابيعرفش يعوم.
اما طريقه موت سالم حصلت لما اهل البلد صحيوا فى يوم ولقوا ان فى غريق فى الترعه، نزل شاب من اهل القريه وجابو الغريق اللى كان على وش المايه وطلعوه على شاطيء الترعه، ولما شافو وشه لقوه سالم الغفير، ساعتها بلغوا اهله ومراته واتصلوا بالشرطه.
وصلت الشرطه وفريق المعمل الجنائى لمكان الحادث، بداءة الشرطه تعمل تحريتها وتحقق مع كل الناس اللى ترطهم علاقه بسالم، طبعا كان طبيعى انها تحقق مع مرات سالم اللى جوبت على الشرطه لما سألوها انتى ليه مقلقتيش لما اتأخر جوزك فى الرجوع للبيت، وساعتها كانت اجابتها انها متعوده على تأخيره بسبب ظروف شغله، وانه اوقات كتير بيتأخر لغايه الضهر وبعد الضهر احيانا.
واثناء استجواب زوجه سالم لاحظ رجال الشرطه حزنها على زوجها وانها مش محل اى شبهات.
تانى شخص تم استجوابه كان بهاء صديقه، اللى قال انه شاف سالم قبل يوم الحادث بيوم واتكلم معاه انه عاوز مبلغ منه سلف علشان عاوز يروح يطلع مصيف، وانه وعده يحضرله المبلغ اللى عوزه.
ومن تحريات الشرطه اتضح ان غرق سالم حادث قضاء وقدر، رغم ان تقرير البحث الجنائى اثبت وجود اثار لكوتش سياره بالقرب من شاطيء الترعه، وان الاثار دى حديثه، بس التحريات مربطتش الاثار دى بالجريمه لوجود احتمال ان مياه الترعه جرفت الجثه بعيده عن مكان الغرق بعشرات الامتار ، وفى نهايه التقرير اوصى ضابط المباحث بقيد الواقعه حادث قضاء وقدر ، خصوصا ان تقرير الطب الشرعى اثبت ان يوجد مياه فى رئة سالم، ودا طبعا يثبت انه مات غرقان، وكمان اثبت التقرير ان فى كدمه فى رجلين سالم من الخلف، وكانت فى قصبه الرجل من الخلف، بس تقرير الطب الشرعى ارجع الكدمات دى لخبطه تلقاها سالم اثناء محاوله مقاومه الماء، واللى اكد الاحتمال دا ان مفيش اى اثار عنف او كدمات اخرى على باقى الجسم ، وبعد تقرير الطب الشرعى ، اوصت النيابه بدفن الجثه وغلق المحضر.
وبعد دفن الجثه بعده ساعات حضر اخو المجنى عليه ، اللى كان مسافر خارج البلاد ورفض فكره موت اخوه غرقان واصر انها جريمه قتل لانه يعرف اخوه كويس، ومستحيل يغرق لان اخوه اتعلم السباحه واخبره بالامر فى اخر مكالمه بينهم ، ومش بس كدا سالم عمل فديو وهو بيعوم وبعته لاخوه فى الخارج، وبعد كدا قدم علام اخو سالم بلاغ للسيد النائب العام بطلب اعاده التحقيق فى قضيه سالم ، وتم فتح القضيه مره اخرى بمعرفه النيابه، وامرت باستخراج الجثه واعاده تشرحها فى مكان اخر تابع للطب الشرعى.
بدا يبقى عرفت كل اللى مكتوب فى ملف سالم، وجه الدور عليا استجوب الجثه علشان تقولى كل اسرارها ، وقمت من على مكتبى وروحت لجثه سالم، وبداءت اتكلم مع الجثه وانا شغال فى تشريحها وكانها سمعانى وهترد عليا:
-حاول تساعدنى يا سالم باى حاجه تعرفنى انت غريق ولا مقتول ؟
وفى اللحظ هدى عينى جت على الكدمه اللى على رجل سالم وحاولت اتفحصها، وهنا جتلى فكره غريبه، على رجلين سالم الاتنين كدمتين شبه بعض بالظبط، وتقريبا فى نفس المكان بشكل متوازى، ازاى دى تبقى صدفه ؟.
الموضوع دا خلانى افكر ان دى ممكن تبقى فعلا جريمه قتل، وساعتها بصيت لسالم مره تانيه وقولتله :
-مش كفايه الكدمه يا سالم تبقى دليل ، محتاج دليل قوى يخلينى ااكد للنيابه انك اتقتلت .
فى اللحظه دى افتكرت معلومه ان فى علامات لكوتش عربيه على شاطيء الترعه، يعنى لو العربيه ديه ليها علاقه بموت سالم، ساعتها فى احتمالين ملهمش ثالث ، الاول ان شخص نزل منها ونزل ورا سالم الترعه وحاول يغرقه ، بس مفيش فى جسم سالم اى كدمات غير اللى فى رجله ، واكيد سالم هيقاوم ولازم يحصل كدمات كتير فى اماكن تانيه ، طيب معقول الشخص دى غطس فى الترعه وسحب سالم من رجله لتحت ودا اللى سبب الكدمه ؟
بس مش عارف اتخيل المشهد، الموضوع صعب وسهل على سالم انه يتخلص من الجانى وقتها ، وساعتها فكرت فى الاحتمال التانى ، ان سالم اتقتل فى مكان تانى وبعد كدا اتنقل واترمى فى الترعه ، وعلشان اثبت النظريه ديه لازم دليل قومى ، ووقفت افكر ازاى الاقى الدليل دا ، لغايه لما جتلى الفكره ، ساعتها خدت المايه اللى كانت موجوده فى رئة سالم وحللتها ، واللى كنت بفكر فيه صح ، المايه اللى كانت فى رئة سالم مختلفه نهائى عن مياه الترع ، اصل المايه اللى كانت فى الرئة كانت مياه ابار او مياه طرمبة من باطن الارض ، ومعنى كدا ان سالم مات غريق فعلا ، بس مش فى الترعه وانه غرق فى مكان تانى وتم نقله للترعه بعد كدا .
كتبت التقرير بتاعى بناء على المعلومات اللى وصلتلها ، وقدمت تقرير قضيه سالم للدكتور عاطف بشكل منفرد لانه كان مستعجل عليه ، وهو بعت التقرير للنيابه اللى فتحت التحقيق علشان يعرفوا مين اللى قتل سالم ، واللى عرفته بعد كدا ان رجال الشرطه اشتبهت بصديق سالم واللى كان اسمه بهاء ، وسبب الاشتباه انهم لما عادوا التحريات بشكل اوسع وصلوا لمعلومه ان بهاء بيتردد على منزل سالم بعد موته بشكل يومى وفى اوقات متأخره من الليل ، وطبعا ساعتها رجال الشرطه شكت ان فى علاقه بين بهاء وسوسن مرات سالم ، واستدعت الشرطه سوسن اللى مع شويه ضغط عليها ومحاصرتها بالاسئله المتكرره ، وفى النهايه اعترفت انها على علاقه ب بهاء صديق سالم من اكتر من 3 سنين ، وانه كان بيروحلها البيت لما سالم يكون بالشغل ، وان بهاء كان ديما بيتمنى ان سالم يختفى علشان يقدر يروح ل سوسن باى وقت ، بس هى مكنتش تعرف انه هيقتله ، وان بهاء اعترفلها بانه قتل سالم بعد كدا .
تم القبض على بهاء وبعد موجهته بكل الحقيقه ، وساعتها اعترف انه كان بيحب سوسن من فتره كبيره ، وانه قدر يكسب حبها هى كمان خصوصا ان احواله الماديه احسن من جوزها سالم بكتير ، وبعد فتره ابتدى بهاء يتردد على بيت سالم وهو مش موجود ، وانه كان حابب يتخلص من سالم علشان يروح ل سوسن باى وقت ومن غير خوف ، وعلشان كدا عمل الخطه للتخلص من سالم ، وفى الاول طلب من سالم انه يشتغل معاه وهيكسبه فلوس كتير جدا ، ووهم سالم انه وصل لمكان فيه اثار فرعونيه هتحولهم لاغنياء اوى فى فتره قصيره ، بس المشكله ان الاثار موجوده فى مكان تحت البحر بخمسه متر ، وطلب من سالم يتعلم السباحه فى الترعه علشان يقدر يغطس معاه فى البحر ، ومش بس كدا دا كان بيدربه على كتم نفسه لمده كبيره فى برميل كان مجهزه بهاء ، وكان سالم بيحط راسه ونص جسمه فى البرميل وبيمسكه بهاء من رجليه ، وجربوا الموضوع دا اكتر من مره علشان يثق سالم فى بهاء ، وفى اخر مره فضل بهاء ماسك سالم من رجله بعنف ومخلهوش يطلع من البرميل لغايه لما اتكتم نفسه ومات ، وعلشان كدا كان فى كدمه على رجل سالم ، وكمان دا كان سبب ان المايه اللى كانت جوه رئه سالم مختلفه عن مايه الترعه ، وبعد كدا بهاء خد سالم اللى حطه فى شنطه عربيته ووداه عند الترعه فى وقت الفجر ورماه فى الترعه من غير ما حد يشوفه .
وحابب قبل ما اقفل ملف قضيه سالم للابد انى اقول ان بهاء خد حكم بالاعدام ، اما سوسن فاتحكم عليها بالسجن خمس سنين .
وبعد ما خلصت ملف سالم ، روحت مكتبى اشرب فنجان قهوه قبل ما افكر ادخل على الملف التانى ، وبعد ما خلصت قهزتى رجعت تانى لتلاجه حفظ الموتى ، وفتحت الاب رقم 209 علشان اشوف الجثه ، كانت سيده فى الاربعين من عمرها تقريبا ، وبعد ما حفظت شكلها ، ساعتها قعدت على المكتب وفتحت ملفها وابتديت اقراءه .
الاسم ثناء محسن ، السن 41 سنه ، زوجه ولديها بنتان ، اسم الزوج محمد القاضى ، سبب الوفاه السقوط من الدور الرابع واحدث ذلك نزيف داخلى ادى الى الوفاه مباشرتا ، وبعد التحريات تصولت الشرطه للاتى :
ثناء من عائله غنيه ، والدها كان يمتلك مصنع كبير وتم بيعه بعد وفاته ، وكان فى خلافات دايمه بين ثناء واخواتها على الميراث ، فالجميع كان رافض فكره بيع المصنع بعد وفاه والدهم الا ثناء ، الحت على البيع وفى النهايه تم بيع المصنع ، واتقسمت الفلوس على جميع الابناء ، بس من اليوم دا وانقطعت علاقه ثناء باخواتها ، وبعد مرور كام شهر ابتدت تظهر على ثناء بعض اعراض امراض نفسيه ، مثل الوسواس القهرى واشياء اخرى ، واوقات كتير الجيران كانوا بيسمعوا صوت ثناء وهى بتصرخ فى شقتها ، وفى مره من المرات اتهمت ثناء جوزها بانه على علاقه بوحده تانيه ، ولكن الغريب انها تراجعت عن اتهامها بعد ذلك بساعه واحده بس ، واعتذرت ثناء من جوزها قدام كل الجيران ، وموقفش الوسواس على زوج ثناء فقط ، كانت ثناء تفتعل المشاكل مع معظم جيرانها وخصوصا السيدات ، اصل ثناء كانت ديما بتتهمهم بمحاولتهم اغواء جوزها والتقرب منه ، وفى مره من المرات ضربت ثناء واحده من الجيران بخشبه ، واتعملها محضر واتحبست يوم قبل ما تتنازل المعتدى عليها نظرا لظروف ثناء الصحيه .
وفى يوم سمع جميع الجيران صوت خناقه ثناء مع جوزها كالعاده ، وبعد كام دقيقه سكتت ثناء ، وساعتها الكل افتكر انهم اتصلحوا كالعاده ، بس اتفجأوا بثناء اللى رمت نفسها من فوق سور البلكونه ووقعت ميته فى لحظتها ، وشهد جميع الجيران انهم شيفنها بتسقط لوحدها بدون تدخل من احد ، خصوصا ان معروف عن جوزها محمد القاضى انه شخص مسالم جدا وفى حاله ، وان جميع الجيران بتحترمه وتقدره ، وملهوش اى سابقه او سجل جنائى ، دا غير انه موظف باحدى الشركات ومعروف عنه الهدوء والالتزام .
اما تقرير المعمل الجنائى فبيقول ان سور البلكون واطى ومش مرتفع ، ودا اللى خلى سقوط ثناء سهل ، واتضح من المعينه ان المجنى عليها سقطت على ضهرها .
وبعد ما خلصت قراءه التحريات والتقرير قمت من مكانى لفحص الجثه ، وطبعا نتيجه للسقوط كان فى كدمات فى الجثه ، بس خدت بالى من حاجه غريبه ، كان فى احمرار على رقبه المجنى عليها ، والاغرب ان الاحمرار دا محاوط الرقبه كلها تقريبا ، ورغم ان المجنى عليها وقعت على ضهرها ، فاكيد فى سبب تانى ، وكان لازم ادور على السبب دا .
فحصت القلب وعملت التحاليل لمعرفه اول جهاز فى الجسم اتوقف عن العمل ، والنتيجه اكددت شكوكى ، القلب اتوقف مش بسبب النزيف والصدمه ، القلب اتوقف بسبب نقص الاكسجين ، ومعنى كدا ان المجنى عليها اتخنقت قبل ما تقع من البلكونه ، والعلامات على رقبتها نتيجه الخنق اللى حصل غالبا بايد شخص اخر ، والحاجه التانيه اللى لقتها ان ثناء كانت بتاخد ادويه مهدئه ومن فتره كبيره ، ونوع الادويه متعارضه مع بعض ، يعنى بتاخد اكتر من نوع فى نفس الوقت والموضوع دا ممكن يسبب هلاوس سمعيه وبصريه .
وبمجرد انى كتبت الكلام دا في التقرير بتاعى وسلمته للدكتور عاطف ، ساعتها سير القضيه اختلف نهائى، النيابه طلبت من المباحث اعاده التحريات والتحقيق ، بس المرادى على انها جريمه قتل ، وبعد التحريات والتحقيقات الكتير اللى حصلت ، اخيرا وصلت النيابه للجانى الحقيقى ، وكان جوز ثناء اللى اسمه محمد ، ومع الضغط اعترف بكل حاجه وقال :
-لما اخترت اتجوز ثناء رغم انى مكنتش بحبها ، كنت طبعا مختارها علشان خاطر فلوس ابوها ، وبعد ما اتجوزنا اكتشفت ان ابوها بخيل جدا ، مكنش بيحاول يساعدنا فى المصاريف رغم انه غنى وعنده مصنع ، وفضلت صابر على العيشه على امل ان الاحوال تتغير ، واخيرا اللى كنت مستنيه حصل ، مات ابو ثناء وساب كل حاجه لعياله ، اخوات ثناء كانوا عوزين يحتفظوا بالمصنع ويتقسم الارباح عليهم كلهم ، بس انا مكنتش عاوز دا يحصل ، يعنى ايه بعد الصبر دا كله استنى اخد اخر كل سنه مبلغ حتى لو مكنش صغير ، وساعتها بقيت اشجع ثناء على بيع المصنع ، الموضوع مكنش سهل بس انا مستسلمتش وقدرت فى الاخر اقنعها تعمل اللى عوزه ، واخيرا اتباع المصنع وخدت ثناء مبلغ كبير اوى ، بس هى احتفظت بكل الفلوس لنفسها ومرديتش تدينى فلوس اشتغل بيها واعمل مشروع ، وكنت كل ما اكلمها ترفض وتقول الفلوس هتفضل فى البنك وهنعيش من فوايدها ، وساعتها حسيت انى ضيعت عمرى معاها على الفاضى ، وفكرت انى لازم اتخلص من ثناء ، بس الاهم ان الموضوع يبان قضاء وقدر ، وابتديت رحلتى فى تنفيذ الخطه ، الاول كنت محتاج اشكك الناس فى تصرفات ثناء ، وديما كنت بخليها تشك فيا وانى على علاقه بستات تانيه ، واوقات كانت لما تدخل عليا تلقينى بتكلم بصوت واطى وبعدين اقفل الخط ، طبعا كانت بتتاكد انى على علاقه بوحده وساعتها تندفع وتنفعل وتحصل الخناقه ، ولما تحاول تكلم الرقم اللى كنت بتكلم معاه تلقيه واحد زميلى من الشغل ، وطبعا كنت بستغل اندفاعها علشان تنفعل وتغلط ولما تعرف الحقيقه تعتذر وساعتها طلبت منها تتابع مع طبيب نفسى ، ولما رفضت فكنت بجبلها ادويه مهدئه علشان تبطل وسواس الشك اللى عندها ، وكل الناس عرفت ان ثناء مريضه ودا اللى كنت عوزه ، ومع الوقت ابتدت ثناء تحس وتسمع وتشوف حاجات مش موجوده اصلا ، ودا كان بفضل انواع الادويه اللى بتخدها ، واخيرا جه يوم التنفيذ ، كانت ثناء حسه بدوخه من الادويه بتاعتها ، وفكرت انى اوديها البلكونه واسبها تقع ، بس خفت انها تفضل عايشه ، وعلشان كدا روحت خانقها بايدى وكتمت نفاسها ، مقومتها كانت ضعيفه جدا ، وبعد دقيقه ملقتهاش بتتنفس وساعتها سندتها لغايه البلكونه ، وبعد ما اتأكدت ان مفيش حد منتبه ، وقفت ثناء فى البلكونه وبمجرد انى سبتها وقعت ، ودخلت بسرعه بس خرجت لما سمعت صوت الناس اللى بتصرخ فى الشارع ، وطبعا مثلت انى منهار من اللى حصل ، وكنت فاكر ان الخطه نجحت بس مكنتش اعرف ان الطب الشرعى هيكتشف انها ماتت قبل ما تقع من البلكونه .
وبعد ما اعترف محمد بكل حاجه ، حكمت المحكمه عليه بالاعدام لارتكابه جريمه قتل عمد مع سبق الاصرار والترصد .
بعد ما خلصت ملف ثناء كان فاضل ملف واحد بس ، كانت بردوا بتاع وحده ست ، وكالعاده شوفت شكلها فى التلاجه قبل ما اقراء الملف بتاعها .
ورجعت قعدت على المكتب وفتحت الملف وكان مكتوب فيه ، الاسم : هناء خليل ، السن : 35 سنه ، الوظيفه : مدرسه باحدى المدارس الحكوميه بالصعيد ، متزوجه من هانى هلال ، ووظفته : مدرس بنفس المدرسه اللى شغاله فيها مراته ، ولديها بنت 9 سنين ، وولد عمره 6 سنين .
جاء بلاغ للشرطه من والده المجنى عليها بتقول فيه انها لقت بنتها مقتوله فى غرفه النوم ومطعونه بالسكينه ، ولما حضرت الشرطه تم رفع البصامات فى الشقه وخصوصا فى غرفه النوم ، واتضح من من رفع البصمات ان هناك بصمه غريبه مش من اهل المجنى عليها ، واتضح من المعاينه ان فى دهب مسروق وكمان فلوس من شنطه يد المجنى عليها .
حضر زوج المجنى عليها بعد وصول الشرطه بفتره صغيره ، وكان فى حاله انهيار شديد لما عرف بمقتل زوجته ، وبداء يطالب رجال الشرطه بامساك القاتل باى شكل .
وبعد التحقيق مع الزوج اتضح انه بيخرج من الشقه قبل مراته بساعه تقريبا ، بيروح للفرن لشراء العيش ، وبعد كدا بيعدى على المطعم لشراء فطار له ، وفى يوم الحادثه مر على البنزينه لوضع بنزين فى العربيه ، وتم التأكد من صحه كلام الزوج ومن خط سيره .
اما تقرير المعمل الجنائى فوجد قطعه قماش مبلوله فى بوق المجنى عليها ، وكان الغرض منها كتم صوتها اثناء طعنها بالسكينه ، ولم يتم العثور على السكينه المستخدمه فى القتل .
والتحريات اثبتت وجود رسائل شخصيه على هاتف المجنى عليها ، وواضح كدا ان الرسائل كانت من شخص يعرفها ، اما نوعيه الرسائل فكانت كلام غرامى ، ولكن الرقم المرسل منه الرسائل مقفول دائما وغير مسجل باسم احد ، ووجد صعوبه فى معرفه صاحب الرقم ، وبعد استجواب الزوج وسؤاله عن الرسائل ، فاجاب بشكل غير مباشر انه كان شاكك ان مراته كانت على علاقه بشخص اخر ، ودى مش اول مره يلاقى رسائل من النوع دا على تليفونها ، وحصل بنهم خلاف قبل كدا بسبب الرسائل ، وغضبت الزوجه لبيت اهلها لمده اسبوع لنفس السبب ، بس جوزها ذهب واحضرها لخوفه على بيته من الخراب وزياده المشاكل ، دا غير ان الزوج قال فى التحقيقات انه كان بيحب مراته اوى وعلشان كدا محبش المشاكل تكتر بنهم .
ولما واجهت الشرطه والدته المجنى عليها ب اقوال زوج بنتها ، قالت ان بنتها فعلا غضبت بسبب موضوع الرسائل بس بنتها مكنتش على علاقه باى شخص غريب ، ومقدرتش الشرطه توصل لاى خيط يوصلها للفاعل ، خصوصا ان الزوج قال فى المحاضر انه مش بيتهم اى حد فى قتل مراته ، وانه معندوش اى خلافات مع حد ، وموجهش اى اتهامات ، ودا صعب الامر على رجال الشرطه للوصول للقاتل .
دا اللى كان مكتوب فى محاضر الشرطه ، وطبعا الشرطه منتظره تقرير الطب الشرعى يمكن يقدر يوصلهم لدليل يعرفهم مين القاتل ، وبعد ما خلصت التقرير قمت علشان افحص الجثه ، وكالعاده كنت بتكلم مع الجثه وكانها عايشه وهتعرفنى من قتلها او تدلنى عليه .
الطعنات اللى كانت فى جسم هناء حوالى 4 طعنات ، منها فى القلب ومنها فى الرقبه ، اللى طعنها كان عاوز يتاكد انها ماتت ، ومكن شفى اى نوع من انواع المقاومه ، واستنتجت ساعتها انها اكيد كانت تحت تأثير مخدر او مهديء ، وبعد فحص الدم لقيت فعلا ان المجنى عليها كانت وخده منوم قوى ، فضلت افتش فى الجثه يمكن اوصل لحاجه توصلنى للجانى ، واثناء فحصى لحظت نعومه شديده فى ايد المجنى عليها ، وساعتها فحصت ايديها علشان اكتشف ان ايديها عليها طبقه من الصابون الناشف ، وعرفت ساعتها ان المجرم استخدم الصابون علشان يخلع الدهب من ايد المجنى عليها ، من الواضح انه معرفش ياخد الدهب منها فى البدايه وعلشان كدا استخدم الصابون علشان يعرف يخلع الدهب من ايديها ، ولما تفحصت طبقه الصابون لقيت عليه نوعين من البصمات المختلفه ، ولما تم مقارنه البصمات دى مع باقى بصمات الشقه لقيت ان بصمه منهم متطابقه مع الزوج ، ومعنى كدا ان الزوج كان موجود لما اتقتلت المجنى عليها وساعد فى خلع الدهب من ايديها .
فى الوقت دا حسيت انى وصلت للجانى ، عملت تقرير بكل حاجه وبعته مره تانيه للنيابه ، اللى طلبت من المباحث التحرى عن الزج بشكل مكثف مره تانيه ، وبمراجعه سجل مكلمات الزوج وجدوا مكالمه قبل وقت الجريمه بساعه تقريبا برقم شخص شغال سمكرى سيارات ، ولما تم عمل تحريات عن السمكرى اتضح ان ليه سجل اجرامى ، وتم القبض على السمكرى والزوج ومواجهتهم بالادله الجديده ، وانكر الزوج كل حاجه ، وكان عنده قدره غريبه للهروب من اى سؤال الشرطه بتسأله ، اما السمكرى اعترف بكل حاجه خصوصا لما ظهرت ان بصمته كانت البصمه الغريبه اللى كانت فى شقه المجنى عليها ، واعترف السمكرى ان الزوج هو اللى اتفق معاه انه يقتل مراته مقابل مبلغ 10 الاف جنيه ، دا غير انه هياخد كل الدهب اللى هيلقيه مع المجنى عليها ، وكمان اى فلوس فى شنطه هدومها ، وطبعا فضل الزوج ينكر الامر لغايه لما قدم السمكرى تسجيل بينه وبين الزوج وهو بيتفق معاه على قتل مراته ، وفى اللحظه دى اعترف الزوج بانه طلب من السباك قتل مراته مقابل مبلغ وحكى القصه من البدايه وقال :
-بعد ما اتعرفت على هناء واعجبت بيها، اتقدمتلها علشان نتجوز، وفعلا اتجوزنا وكانت حياتى سعيده ، بس هناء كانت غيوره جدا ودا كان مسببلى خنقه من تصرفتها ، انا كنت بعتمد فى شغلى على الدروس الخصوصيه ، الاول كنت بروح للطلاب فى بيوتهم ، بس دا كان موضوع مرهق جدا ، علشان كدا فكرت اشتغل فى سنتر للدروس الخصوصيه ، وفعلا الدنيا كانت ماشيه كويس اوى ، بس هناء كانت ديما بتغير وتشك فيا ، ودا لانى مكنتش بقعد فى البيت كتير ، والحقيقه هى كانت على حق ، انا كنت اعرف وحده من حوالى 4 سنين ، كانت بنا علاقه ، وكنت بستغل موضوع السنتر علشان اقابلها فى شقه مخصوص لينا ، بس اتفاجئت ان هناء اجرت شقه فى الدور الارضى فى البيت اللى عيشين فيه علشان ادى الدروس فيها ، مكنتش اقدر ارفض الموضوع دا ، بس حسيت انها خنقتنى اكتر ، كانت معايا بالنهار بالمدرسه اللى شغالين فيها ، وبعد الضهر كل شويه تجيلى الشقه اللى عملتها للدروس ، وفى يوم اقترحت عليها اجيب حد ينظملى مواعيد الدروس ، وهى وفقت لما قدرت اقنعها ، وساعتها جبت الست اللى بينى وبنها علاقه تشتغل سكرتيره، والدنيا مشيت تانى كويس ، بس شكوك هناء كترت اوى فيا ، وحسيت انها هتعملى فضيحه وتقضى على اسمى ، حتى الطلاق خفت منه لان هناء اكيد ساعتها هتنتقم منى وتفضحنى ، وفى الوقت دا جتلى فكره انى لازم اخلص من هناء ، وحطيت الخطه للتخلص منها ، الاول جبت خط جديد مش متسجل وكنت ببعت منه كلام لمراتى وابين فيه اننا على علاقه ، وكنت بقفل الخط بعديها ، ولما اروح وافتح تليفونها واشوف الرسايل دى افتعل خناقه معاها واتهمها بالخيانه ، وغضبت اسبوع فعلا وبعدين روحت وصالحتها ، كنت عاوز اوصل للاهلها ان بنتهم على علاقه بحد تانى ، وكمان كنت بخليها تركز فى مشكلتها ومتركزش معايا وتراقبنى ، وكنت اعرف سمكرى بتعامل معاه للعربيه بتعتى ، وكنت بلاحظ انه مستعد يعمل اى حاجه علشان الفلوس ، وساعتها طلبت منه يقتل مرات واحد اعرفه ، كنت بشوف رد فعله ولقيته متجاوب معايا ، بس مكنتش اعرف انه عنده سجل اجرامى ، وكمان مكنتش اعرف انه بيسجلى من غير ما اخد بالى ، وبعد ما اتفقت معاه ، وفى يوم الجريمه اتصلت بيه الصبح لانى بخرج قبل مراتى بساعه تقريبا ، وفتحتله باب الشقه ودخلته وقتل مراتى ، كان جايب قطعه قماش مبلوله يحطها فى بوقها علشان ماتعملش صوت وهو بيقتلها ، وفعلا مطلعتش اى صوت وابتدى السمكرى ياخد الدهب زى ما اتفقت معاه ، ولما معرفناش نقلعها الدهب جبت صابون علشان نعرف نعرف ناخد الدهب منها ، وبعد كدا خرج السمكرى وانا خرجت وروحت فرنه العيش وهناك عملت مشكله بسبب العيش علشان اثبت انى كنت موجود ، ونفس اللى عملته فى الفرنه عملته فى المطعم والبنزينه ، وبعد كدا روحت المدرسه لغايه لما اتصلت بنتى بيا تقولى ان امها مش بتصحى ، وطلبت منها تتصل بجدتها عقبال لما اجى بسرعه ، كنت عاوز جدتها تكتشف الجريمه الاول .
وبعد ما اعترف هانى بجرمته ، اتحولت القضيه للمحكمه ، وكان المفروض انى اسمح بدفن الجثه ، بس لان الوقت اتأخر طلبت تفضل الجثه فى تلاجه الموتى يوم كمان ، وروحت بيتى بعد يوم طويل وبعد ما خدت الدوش بتاعى ، ولما حولت انام معرفتش ، عقلى انشغل بفكره قلقتنى طول الليل ، والفكره دى انى متحققتش بطريقه موت هناء ، هى فعلا اتطعنت بالسكين بس يا ترى دا سبب الموت فعلا ، ولا فى سبب تانى ، وروحت تانى يوم للشغل بتاعى واول حاجه عملتها انى اتأكد من سبب موت هناء، واكتشفت ان شكوكى كانت صح، موت هناء مكنش من طعنات السكينه، سبب الموت هو عدم وصول الاكسجين للرئة، ودا معناه انها اتكتم نفسها وهى نايمه بتأثير المنوم، ولما بلغت النيابه بالموضوع دا ساعتها ظهرت الحقيقه الكامله، الزوج قتل مراته قبل ما يدخل السمكرى ويطعن هناء، وتم الحكم على الزوج بالاعدام، والسمكرى بالسجن 15 سنه .
انتهت ...... بقلم ياسر عوده
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا