#مسابقة_دعم_المؤالفين
للكاتبأياسر عوده
ا1لملبوسه
الاول اذكر الله وصل على الحبيب المصطفى وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان وكل بلاد المسلمين .
انا من الناس اللى مقتنعين ان العلم هو ميزان الحكم على كل الاشياء ، يعنى اى شيء فى الكون لازم يكون ليه تفسير علمى ، عشت سنين حياتى كلها مأمن بالنظرية دية ، كل ده اتغير لما فى يوم قابلت حاله عجز العلم عن تفسرها ، وهحكلكم كل حاجه بالتفصيل .
الاول انا الدكتور مجدى ، دكتور الامراض النفسيه ، شغال فى مستشفى حكوميه ، وعندى عيادة خارجية ، واعتبر من اهم الاطباء النفسيين فى مصر .
فى يوم كنت واخد اجازه ، قليل اوى لما بقعد فى البيت ، بس كان عندى مناسبة مهمة ، كنت بحتفل مع مراتى بمرور عشر سنين على جوازنا ، مراتى اسمها ليلى ، انا وهى متفاهمين الى ابعد الحدود ، حيتنا مثاليه بس كان ناقصنا الخلفه .
فى الوقت اللى كنت بحتفل بيه مع ليلى سمعت صوت تليفونى بيرن ، سعتها قالتلى :
- مش احنا اتفقنا يا دكتور نقفل التليفون ؟
اسف حببتى نسيت اقفله ، لحظه هقفله .
مسكت التليفون علشان اقفله وعينى جت على اسم المتصل ، كان الدكتور عزت مدير المستشفى اللى بشتغل فيها .
بصيت ل ليلى وقولتلها :
معلش يا حببتى هرد بس على الاتصال ده ، اصل اكيد فى حاجه مهمه حصلت .
ليلى متكلمتش بس شورتلى بالموافقة .
رديت على الاتصال :
ايوه يا دكتور عزت خير حضرتك حصل حاجه ؟
- اسف يا دكتور مجدى ، بس انا عوزك دلوقتى فى المستشفى .
ايوه حضرتك بس الساعه دلوقتى تسعه ؟
- عارف يا دكتور مجدى بس بعتذر منك لازم تيجى .
الموضوع مهم كده ؟
- فوق ما تتخيل .
حاضر هكون عند حضرتك مسافه السكه .
نهيت الاتصال وإنا مش عارف اقول ايه ل ليلى ، طبعا صوتى كان مسموع ليها وسمعت المكلمه ، ولقيت وشها مقلوب عليا طبعا ، قربت منها وقولتلها :
حببتى اسف انتى سمعتى المكلمه ، غصب عنى بس اكيد فى مشكله كبيره فى المستشفى ، اللى تخلى الدكتور عزت يكلمنى بنفسه .
ابتسمت ليلى وسعتها قولت كل حاجه تمام بس مكنتش اعرف انها لما هتتكلم هتصدمنى :
- لا ابدا يا حبيبى ، انا عرفه طبيعة شغلك ، روح بس وانت ماشى كنت حبه اقول على حاجه هتحصل علشان متبقاش مفاجأة ليك ، انا هتطلق .
وقبل ما اتكلم مشيت ليلى ودخلت أوضة النوم وقفلت الباب وراها بالمفتاح .
انا كنت مصدوم من كلمها ، مش متخيل ان هى ممكن تقول كده ، وعلشان منفعلش نزلت انا كمان علشان اروح المستشفى .
انا كنت مشغول بكلام ليلى ، بس مكنتش اعرف ان اللى هسمعه وأشوفه فى المستشفى هينسينى كل حاجه .
لما وصلت قابلنى الدكتور عزت وقال :
- جتلنا حاله غريبة متحولة من النيابة للكشف يا دكتور مجدى ، الحاله غريبه وعمله هيجان وحولنا نسيطر عليها مقدرناش ، واغرب حاجه حصلت انها طلبتك بالاسم ، انا كنت رافض اتصل بيك علشان عارف انت نادر لما بتاخد اجازه ، بس فعلا مبقناش قادرين نسيطر على الحاله .
قالت اسمى انا غريبه ، ممكن اشوف ملفها ؟
ولما ادانى الدكتور عزت ملف الحاله وبصيت على الاسم وصورتها ، اتأكدت انى فعلا معرفهاش ، وده حيرنى اوى ، ليه طلبتنى بالاسم ، اشمعنا انا ، فقررت قبل ما اشوف الحاله اقعد اقراء ملفها .
روحت مكتبى وفتحت الملف وابتديت اقراء .
الاسم : وفاء سيد ماهر ، السن : 40 سنه ، متجوزة من محسن احمد بيومى ، لديها طفل واحد اسمه كمال .
التهمه : قتل الزوج مع الابن .
انا اول لما شفت التهمه حسيت بشعور نحيه وفاء مكنش لازم يحصل ، حسيت انى بكرهها من قبل ما اشوفها ، وده مخالف للمهنة بتعتى اللى لازم اكون محايد ، وميربطنيش اى مشاعر بالمريض ان كان حب او كراهيه ، بس ده اللى حصل للاسف .
اذكر الله وصلى على الحبيب .
كملت قراءه الملف اللى كان موجود فيه تفاصيل الجريمة ، وقت حدوث الجريمة من سنتين ، بعد قتل الزوج والطفل ادفنوا بأرض فاضيه بجانب بيت المجنى عليه ، وتم العثور على الجثتين عن طريق عمال بناء ، اثناء بناء عماره سكنيه فى الارض الفاضيه .
بعد التحريات كانت الزوجه وفاء المشتبه الاولى فى الجريمة ، بس هى انكرت ارتكبها للجريمة .
فى وقت التحقيق معاها لاحظ السيد وكيل النيابه سلوك غريب على المتهمه ، وسعتها اوصى بتحولها الى المستشفى للكشف عليها والتأكد من قواها العقليه .
انا بعد ما قريت الملف كان لازم اروح اشوف الحاله بنفسى ، كانت محطوطة فى اوضة عزل ازاز ، المفروض ان اللى بره شايف اللى جوه الاوضه ، واللى جوه مابيشفش اللى بره الاوضه .
وقفت لحظات اشوف وفاء واحاول افهمها ، هى كانت نايمه على الارض وسيبه السرير ، بس اول لما وقفت وممرش دقيقه لقيتها قامت من على الارض ، واتحركت نحيتى ، ولقتها وقفت قدامى بالظبط ، مش عارف ليه حسيت انها شيفانى ، مع ان ده مستحيل اصلا ، بس وقفها قصادى بالظبط اكيد مش صدفه ، الاغرب بقى اللى حصل بعد كده ، وفاء بشكل غريب عورت صابع من صوابعها بسننها ، وبعدين كتبت على الازاز جمله صدمتنى ، كتبت شيفاك يا مجدى .
عاوز اقولكم انى اتخضيت لما شفت اللى هى كتباه ، ومش لقيله تفسير علمى ، ازاى تشفنى وده مستحيل اصلا .
وقوفى بره الاوضه مبقاش ليه لزمه ، لازم ادخلها واتكلم معاها ، وفعلا ده اللى حصل .
مش هكدب عليكم ، انا كنت متوتر اوى منها ، بس لما دخلت كان لازم مابينش ده .
قعدت على كرسى ، وحبيت ابين انى واثق من نفسى ، وتعاملت معاها بغرور .
العادى مع أي مريض انى لما بقعد معاه بتكلم علشان اشجعه يتكلم ، وسعتها اقدر افهم ايه اللى جواه ،بس مع وفاء معملتش كده ، دخلت وقعدت على الكرسى ، وكنت محضر المفكره بتعتى ، فمسكت القلم وقعدت ارسم ، كنت برسم اشكال طيور وحيوانات ، كنت عاوز ابينلها انى متجاهلها ، وانى مش متوتر خالص .
قعدت على الحاله دى حوالى ربع ساعه ، ووفاء كانت قاعدة على الارض وبتبصلى ، انا كنت ببص فى الرسمه بتعتى بس الحقيقه مركز معاها اوى ، كنت بحاول اشوف تفاصيل كل حركه هى بتعملها ، واول حاجه انتبهت ليها ان عنيها واسعه بشكل مريب ، لما تشفها تحس بان فى حاجه غلط ، ويمكن تحس بالخوف بيتسرب جوه قلبك .
وتانى حاجه لحظتها بردو فى عنيها انها مش بترمش نهائى ، المفروض الانسان الطبيعى انه بيرمش بشكل تلقائى وبدون اراده ، ولاحظت كمان عليها ان بؤره عنيها بتتحرك بشكل غريب ، زى ما تكون بتتحرك بشكل مفاجيء وفى انحاء مختلفه .
واخر حاجه لحظتها الرعشه اللى بتحصل كل كام ثانيه فى ايديها ، وواضح انها بتحصل بشكل تلقائى بردو ، وقبل ما انسى كان بيترسم على وشها اوقات ابتسامه مصطنعه مخيفه .
انا ووفاء فضلنا على الوضع ده حوالى ربع ساعه ، لغايه لما هى كسرت الصمت ده واتكلمت لوحدها والابتسامه المخيفه مرسومه على وشها وقالت :
- انت خايف منى صح ؟
وهخاف منك ليه ؟ هو انتى بتعضى ؟
- عاوز تعرف انا شفتك من ورا الازاز ازاى ؟
ازاز ايه ، انا مكنتش واقف ورا ازاز .
سعتها انفعلت وفاء واتكلمت بعصبيه وصوت عالى وقالت :
- كداب ، انت كداب يا مجدى .
سعتها رديت عليها بنفس اسلوبها وبعلو صوت وقولت :
اسمى الدكتور مجدى ، اوعى تكونى فاكره بان الشويتين اللى انتى بتعمليهم دوول هيعدو عليا ، انا اشطر دكتور فى مصر كلها ، وقابلت حالات كتير زيك واصعب منك ، وبصراحه تمثيلك ضعيف اوى .
انا قولت الكلام ده بحاول اثير غضبها علشان اشوف ردت فعلها ، بس الحقيقه دى غلطه ودفعت تمنها غالى اوى .
وفاء بشكل سريع ومش فاهم ازاى قامت من مكنها ولقتها قريبه منى اوى ، لقتها حطه ايديها على اكتافى ، وركبها على رجلى ، زى ما تكون كلب او قطه ، وكان وشها قريب جدا من وشى ، وعيونها وسعت اكتر واكتر ، وكنت سامع صوت نفسها ، زى ما كنت سامع صوت نبضات قلبى السريعه .
همستلى وفاء بصوت واطى وقالتلى :
- ليلى عوزه تطلق صح ؟ تفتكر عوزه تطلق ليه ؟ يمكن علشان انت مش مهتم بيها ، ولا علشان انت مش بتخلف ، ولا علشان هى بتحب واحد غيرك وعلى علاقه بيه وعوزه تخلص منك وتروحله .
لما وفاء قالت كده اتعصبت عليها وزقتها بعيد عنى وقولتلها : انتى ازاى تتدخلى فى حياتى ، انتى كدابه ، انتى كدابه .
انا فقدت السيطره على نفسى ، علشان كده كان لازم امشى دلوقتى ، وفعلا قمت من مكانى علشان امشى ، وقبل ما امشى التفت ليها ، وسعتها شورتلى بشكل مفاجيء زى ما تكون شيله رضيع ، مفهمتش هي كانت تقصد ايه ساعتها ، بس فهمت لما روحت البيت .
لما وصلت البيت كنت عامل حسابى اتجنب مراتى لفتره ، بس لحظت ان اوضه النوم مفتوحه ، قولت عادى يمكن عرفت انى نزلت ففتحتها ، بس وانا معدى لمحت حاجه على الارض ، فقربت ولقتها مراتى واقعه على الارض مغمى عليها .
شلتها وحطتها على السرير وتأكدت من النبض ، وبعدين فوقتها وسألتها :
ايه اللى حصل ؟
- معرفش حسيت نفسي ديخه اوى ، فتحت باب الاوضه انادى عليك ، بس انت مردتش وبعديت محستش بحاجه .
معلش اصلى نزلت ، خليكى هروح لجارنا الدكتور فريد يجى يطمنا عليكى .
فعلا خرج وخبطت على جارى الدكتور فريد وصحيته وجبته يكشف على ليلى ، وبعد الكشف قال :
- الف مبروك يا دكتور مجدى ، المدام ليلى حامل .
انتم عرفين انا مستنى الخبر ده بفارغ الصبر ، كنت متخيل لما اسمع اللى قاله الدكتور فريد هتنطط من الفرحه ، بس اللى حصل غير كده خالص ، مجاش فى بالى غير شكل وفاء اللى شورتلى على رضيع ، وفهمت دلوقتى هي كانت تقصد ايه ، بس هي عرفت ازاى ؟ كان سؤال معنديش اجابه ليه .اما بقى ليلى فحدث ولا حرج ، هي مكنتش مصدقه اللى سمعته ، بالنسبه ل ليلى الخلفه هى كل مشاكلها ، كانت فرحانه اوى ، وقامت وخدتنى بالحضن ، اكنها بتعتذر على طلبها الطلاق منى .
بصراحه انا مكنتش مركز معاها ، انا كل تفكيرى كان مع وفاء وبس .
لما مشى الدكتور فريد سعتها ليلى اتكلمت وقالت :
- انا اسفه اوى يا مجدى على اللى عملته ، سمحنى ؟
متشغليش بالك ، عوزك تهتمى بصحتك وبالجنين .
- متقلقش ده نور عينى ، بس يجى بالسلامه .
كان لازم انام علشان مخى يفصل شويه ، وده اللى حصل ، ونمت وبعد فتره مش عارف ايه خلانى اقلق ، وانا بتقلب ببص زى ما يكون فى حد واقف قدامى ، قمت علشان اشوف ده مين ، ولما ركزت اتصدمت ، كانت وفاء وقفه قدامى ، ايوه زى ما بقولكم كده ، اتفزعت وقومت من مكانى وسألتها :
انتى جيتى هنا ازاى ، وعرفتى تهربى من المستشفى ازاى ؟
ابتسمت ابتسامه مخيفه وقالت ؟
- جيت اباركلك على المولود الجديد ، مبروك يا مجدى .
انتى عرفتى منين ان مراتى حامل ؟
وهنا ضحكت بصوت عالى وقالت :
- انا اعرف عنك اللى انت متعرفهوش عن نفسك ، تحب تعرف ايه اللى هيحصل في المستقبل .
اذكر الله وصلى على الحبيب .
اتعصبت عليها وقولت :
انتى بتكدبى محدش يقدر يعرف المستقبل .
- طيب بكره نشوف ، بس علشان تعرف انت غالى عندى قد ايه ، هقولك حاجه من المستقبل ، اللى فى بطن مراتك ولد مش بنت ، واقولك حاجه كمان ، هيموت مش هيعيش ، واقولك حاجه كمان ، انت اللى هتموته بايدك يا مجدى .
وهنا ضحكت بصوت عالى ومخيف اوى ، وانا زعقتلها وقولتلها :
انتى كدابه ، كلامك كله كدب .
وفى اللحظه دى لقيت نفسى فوقت من النوم ، وانا بقول كلمه انتى كدابه ، كان كابوس مخيف ، وحتى ليلى صحيت على صوتى وانا بقول انتى كدابه .
وسعتها سألتنى :
- ايه يا مجدى مالك ، فيك ايه ، كابوس ده ولا ايه ؟
ايوه كابوس معلش نامى انتى .
وقمت من مكانى اخرج من الاوضه فسألتنى :
- رايح فين ؟
هخرج بره شويه ، نامى انتى ، شويه وهرجع .
خرجت ودخلت البلكونه ، قعدت افكر فى اللى شفته فى الكابوس ، كنت فاكر كل حاجه فيه بالتفصيل .
النهار طلع عليا وانا قاعد بفكر ، قومت جهزت نفسى وروحت للمستشفى ، كنت عاوز اقعد مع وفاء تانى .
دخلت اوضه وفاء ، كانت نايمه بردو على الارض ، واول لما شافتنى قعدت .
قعدت على الكرسى وسألتها :
عمله ايه النهارده يا وفاء ؟
- سيبك منى وخلينا فيك ، ليلى عمله ايه دلوقتى ؟
عرفتى منين ان مراتى اسمها ليلى ؟
ابتسمت وقالت :
- مبروك على الحمل ، ودى تانى مره ابركلك فيها .
تانى مره تبركيلى فيها ، تقصدى ايه ، وبعدين انتى عرفتى منين ان مراتى حامل ؟
ابتسمت وفاء وقالت :
- دا انا اللى مبشراك يا دكتور ، انت نسيت ولا ايه ، وبعدين اول مره ابركلك فيها ، كان امبارح فى اوضه نومك ، تحب اقولك كنت لابس ايه ساعتها ؟
انا لما سمعت كلام وفاء عقلى مستوعبش الامر ، يعنى الكابوس مكنش كابوس ، ولا هي بتقدر تشوف احلامى ، بس ده مستحيل ، مفيش حاجه اسمها تشوف احلامى ، انا مابقتش قادر افسر اللى بيحصلى ده ، انا فعلا خايف من وفاء دى .
- ساكت ليه يا دكتور ، قولى مش عاوز تعرف ليه انت هتقتل الجنين .
انا مستحيل اعمل كده ، انتى فعلا مجنونه .
ضحكت وفاء بصوت عالى وقالت :
- ايه هو ده اللى هتكتبه فى تقريرك ، بس انا هطلع احسن منك وهعرفك ليه هتقتل الجنين ، علشان ببساطه هو مش ابنك .
انتى تقصدى ايه ؟
قامت وفاء من على الارض ، وقربت منى وبعدين ابتدت تلف حوليا وانا قاعد على الكرسى وقالت :
- قولى يا دكتور ، تفتكر واحد مشغول زيك ، سايب المدام بتعته طول النهار ، واوقات طول الليل ، وهى قاعده لوحدها بين اربع حيطان ، ايه يمنعها انها تعرف واحد تانى يهتم بيها ، خصوصا انها جميله زى ما انت عارف .
اخرسى ، مراتى اشرف من الف وحده زيك ، انتى فكره كل الناس زيك ؟
- لاء لاء لاء يا دكتور ، اهدى شويه يا دكتور ، هو انت جاى تعالجنى ولا تتجنن ، انت وانا عرفين ان اى ست فى الدنيا محتاجه الاهتمام ، ولو الست ملقتش الاهتمام من جوزها ، سعتها هتدور عليه عند حد تانى ، وبصراحه انت مهملها اوى يا دكتور .
انا عارف مراتى كويس ، مستحيل تعمل كده .
- انا نصحتك وانت برحتك ، مهو في ناس كده يا دكتور ، يحبو يعيشوا طول عمرهم مغفلين ، وانت شكلك من الناس دى ، على العموم انا قولتلك وانت حر .
انا خرجت من عند وفاء وحالتى بقت اسوء من الاول ، مش بس اكدتلى انى هموت الجنين ، لاء دى كمان بتقولى ان مراتى خانتنى .
الوضع اتقلب بينى وبين وفاء ، بدل ما احاول اعرف هى فعلا مريضه ولا لاء ، وبدل ما اتحكم فى الحوار اللى بينا ، بقت هى المتحكمه والمسيطره على كل حاجه ، احساس صعب بالعجز لما تفكر مجرد التفكير ان حياتك كلها ممكن تكون كدبه .
عاوز اقولكم انى من اليوم ده بقيت شخص مختلف ، مبقتش الدكتور مجدى اللى اعرفه ، بقيت شخص شارد عديم التركيز ومنعزل تماما عن الناس ، ده غير انى بقيت عصبى وسهل انفعل باى وقت ، والاهم من ده كله انى بقيت شكاك ، بشك فى اى حاجه ، بشك فى مراتى اللى كنت عارفها كويس ، بشك فى زمايلى فى الشغل ، بشك حتى فى نفسى وفقدت الثقه فى نفسى وفى كل اللى حوليا .
بقيت معظم الوقت اتخيل حاجات كتير ، يعنى ممكن اكون فى المستشفى وفى لحظه افكر ان ممكن مراتى دلوقتى مع عشقها ، وسعتها تلقينى خرجت من المستشفى وروحت البيت اتأكد من اللى فكرت فيه ، ولو بتصل بمراتي وانا بره البيت ولقتها مشغوله بتكلم حد ، سعتها اتخانق معها ومهداش الا لما اروح واشوف سجل مكلمات تليفونها وأتأكد انها مش بتكلم حد غريب .
بس انا لما لقيت نفسى وصلت للحالة دية ، قررت انى لازم ابعد عن وفاء ، لقائى بيها بيدمرلى حياتى ، علشان كده بطلت اروحلها الاوضه بتعتها ، ومش بس كده قررت اكتب التقرير عن حالتها ، وعلشان اكون صريح معاكم ، انا قررت انتقم منها بسبب اللى بتعمله معايا ، قررت اكتب فى التقرير انها بكامل قواها العقليه ، وانها كانت بوعيها وقت ارتكابها جريمه قتل ابنها وجوزها ، وان هى بتمثل المرض للهروب من العقوبة .
الحقيقة دي مش حاله وفاء ، هى من وجهت نظر العلم مريضه ، بس الموضوع بنا بقى زى التار .
بعد ما انتهيت من كتابه التقرير بتاعى ، خدته وروحت بيه لمكتب مدير المستشفى الدكتور عزت .
كان طبيعى ان الدكتور عزت يمسك التقرير ويشوف انا كاتب فيه ايه ، وانا كنت لسه قاعد معاه فى مكتبه ، وبعد ما قراء التقرير لقيته بيقولى :
- ايه اللى انت كتبه ده فى التقرير يا دكتور مجدى ؟
ده تشخيصى للحاله حضرتك بعد الدراسه والكشف .
- انت متأكد من الكلام اللى كتبه فى التقرير ده يا دكتور ؟
طبعا يا دكتور عزت ، ومتحمل المسئوليه الكامله عنه .
سعتها الدكتور عزت قفل الملف اللى مكتوب فيه التقرير وبصلى وقالى :
- اللى انت كتبه ده يا دكتور يبراء المتهمه نهائى ، دا حتى المحامى بتعها ميحلمش بتقرير زى ده .
انا استغربت من كلام الدكتور عزت ، وسعتها قولتله :
ايه اللى انت بتقوله ده يا دكتور ، انا كاتب فى التقرير انها مسئوله عن افعلها ، وانها بكامل قواها العقليه .
الدكتور عزت باستغراب :
- انت بتقول ايه يا مجدى ، هو انت مش عارف كاتب ايه فى تقريرك ، انت كاتب ان المريضه كانت غير مسئوله عن افعلها ، وانها بتعانى انفصام حاد بالشخصية ، وكمان بتوصى بوضعها بالمستشفى لحمايتها من نفسها لانها ممكن تضر نفسها .
انا بانفعال :
ايه اللى انت بتقوله ده يا دكتور عزت ، الكلام ده مش صحيح .
وخدت الملف اللى فيه التقرير من الدكتور ، وبصيت على التقرير واتصدمت لما لقيت ان كلام الدكتور عزت صحيح ، وفكرت فى الاول يمكن حد سرق التقرير بتاعى وبدله بتقرير تانى ، بس للاسف ده مستحيل علشان التقرير مكتوب بخط اليد وده خطى انا متأكد ، طيب ده حصل ازاى ، انا متأكد انى كتبت عكس كل الكلام اللى موجود بالتقرير ده ، طيب ازاى اتغير ؟ كان سؤال مقدرش اجاوب عليه ، الوحيده اللى تقدر تجاوبنى عليه هى وفاء ، علشان كده كان لازم اروحلها ، وفعلا خرجت من مكتب الدكتور عزت وكان معايا الملف وروحت على اوضه وفاء .
قبل ما ادخل اوضه وفاء جت فى دماغى فكره غريبه ، ممكن لو حد كان قالى عليها قبل كده كنت قولت عليه جاهل ، بس حاسس ان مفيش تفسير تانى للى بيحصل ، انا فكرت ان وفاء ملبوسه ، ايوه مسخره جن بيعرفها كل حاجه ، وبيساعدها وبيحميها ، مهواللى بيحصلى ده ملهوش تفسير علمى عندى ، وعلشان كده بدل ما ادخل فى اوضه وفاء ، فى الاول وقفت قدام الازاز بتاع الاوضه ، كنت واقف وببص على وفاء اللى كانت نايمه ، وكنت مراهن نفسى انها هتصحى ، وهتيجى تقف قدامى بالظبط زى ما حصل قبل كده .
كنت براقب وفاء اللى عيونها فتحت مره وحده ، وبعد كده قامت من على الارض ، وبعدين وقفت فى المكان اللى كانت نايمه فيه ، وفضلت تبصلى من مكنها وكانها شيفانى ، فى اللحظه دى حسيت ان مفيش ازاز عازل للرؤيه ، حسيت برعشه ماشيه فى كل حته فى جسمى ، حسيت انها مش بس عارفه انى واقف ببص عليها ، لاء حسيت انها عارفه انا واقف كده ليه ، عرفين الاغرب من ده كله ايه ، انها حاولت تثبتلى صحه اللى بفكر فيه ، عرفين عملت ايه ، فى لمح البصر لقتها قدامى ، ايوه اتحركت بسرعه خرافيه ، انا مكنتش مستوعب اللى شيفه ، مع انى فكرت انها ملبوسه ، بس مكنتش مقتنع بفكرتى ، وهى بكل بساطه هتقنعنى من غير ما تتكلم كلمه وحده .
انا كنت عاجز عن الحركه وعن الكلام ، لسه مش مستوعب اللى شفته ده حقيقى ولا حلم ، يمكن اكون فى كابوس ، كده يبقى وصلت لمرحله انى مبقتش اقدر افرق بين الحلم والواقع .
بعد كام لحظه حولت اوهم نفسى ان اللى شفته مش حقيقه ، وان اكيد فى حاجه غلط ، يمكن خدعه يمكن بتوهم ، وكل اللى فكرت فيه سعتها انى لازم امشى ، اكيد كلامى بخصوص التقرير دلوقتى ملهوش اى اهميه .
التفت علشان امشى ، بس لما التفت كانت الصدمه التانيه ، لقيت وفاء قدامى بره الاوضه ، ازاى خرجت من الاوضه اللى محبوسه فيها وبالسرعه دى ، فكان طبيعى ابص للوضه مره تانيه ، علشان اتصدم اكتر لما الاقى وفاء جوه الاوضه ، انتم متخيلين الموقف اللى انا فيه ، فى نفس اللحظه فى اتنين وفاء ، وحده جوه الاوضه ووحده تانيه بره الاوضه .
حسيت انى جوه فيلم اجنبى رعب ، وفى الوقت ده وصلت لنقطه الاستسلام التام لفكره انها من عالم اخر .
اتقدمت وفاء خطوه وقربت منى جدا ، وهمست فى ودنى :
- دلوقتى انت عرفت اجابه السؤال اللى كنت جاى علشانه ، عرفت ازاى التقرير اتغير ؟
انا كنت مستمع بس ، متكلمتش اى كلمه ، وفى لحظه وفاء اللى قدامى اختفت تانى ، ولما بصيت ورايا لقيت وفاء بتبتسم ابتسامتها المخيفه .
اخيرا انا مشيت ، خرجت من المستشفى بسرعه علشان اروح بيتى ، ولما وصلت البيت كانت ليلى عماله تتكلم بس انا مكنتش سامعها ، كان واضح عليها غضبانه لانى تجاهلت اتصالاتها طول اليوم ، زى ما انا متجاهلها دلوقتى ومش برد عليها ، كانت بتحاول توقفنى وانا كنت بحاول اسبها وادخل اوضه النوم ، ومعرفش ازاى لقيت نفسى بزقها ، فوقعت على بطنها وسعتها صرخت فانتبهت ليها ، مش فاهم ده حصل ازاى ، المهم خدتها بسرعه لاقرب مستشفى ، بس وانا فى الطريق اتصدمت لما لقيت ليلى بتنزف ، ليلى كانت ماسكه بطنها وبتقول انها بتتقطع من الالم ، سعتها افتكرت كلام وفاء بانى هقتل الجنين بايدى ، يمكن انا اصلا وصلت لمرحله انى مصدق وفاء فى اى حاجه قالتها .
وصلت للمستشفى وكنت مستنى الدكتور يخرج يطمنى ، رغم انى كنت متأكد انه هيطلع يقول فقدنا الجنين ، وفعلا خرج الدكتور بس قالى :
- الحمد لله المريضه كويسه جدا ، مفهاش حاجه .
انا فرحت لما سمعت كلام الدكتور ، وقولتله :
والجنين يا دكتور كويس .
- جنين ايه ، المدام مش حامل .
كلام الدكتور كان صدمه ليا .
مش حامل ازاى ، اكشف يا دكتور كويس ، ليلى حامل ونزفت واحنا جيين فى العربيه .
- بقول لحضرتك المدام مكنتش حامل ولا حاجه ، اكيد كان حمل كاذب .
بس فى دكتور قالى انها حامل .
- عملها تحليل ؟
لاء
- يبقى زى ما قولتلك ، ده حمل كاذب ، شيء وارد جدا .
طيب والدم اللى نزفته ؟
- لا ده كان مجرد دم محبوس ، على العموم المدام بتعتك كويسه وممكن تخدها معاك دلوقتى .
كلام الدكتور صدمنى ، روحت انا وليلى ومحدش فينا اتكلم قال اى كلمه ، احنا الاتنين كنا مصدومين ، بس انا كنت بفكر فى حاجه غير اللى هي كانت بتفكر فيها ، انا كل تفكيرى فى وفاء واللى قالتهولى قبل كده انى هموت الجنين .
بعد ما وصلت ليلى نزلت تانى ، رجعت للمستشفى ،كنت محتاج اسأل وفاء ليه كدبت عليا وعيشتنى فى وهم كبير ، على فكره فى الوقت ده مكنتش حاسس بأى خوف منها .
بس لما وصلت للمستشفى كانت فى مفاجأة تانيه خالص مستنيانى ، المستشفى كانت مقلوبه لما سالت ايه اللي حصل، قالوا ان وفاء اتهجمت على ممرضه كانت بتحاول تحط ليها الاكل ، لما رحت اشوف الممرضه اتفاجئت لما شفت شكلها ، وشها كان غرقان دم ، ولما اتمسح الدم من على وشها اتصدمت لما شفت ان وشها كان كله جروح ، لدرجه اني ملامح وشها اتغيرت مش بس كده ، ده غير الاصابات الثانيه اللي تعرضت ليها ، المشكله ان حصل ده كله في حوالي خمس دقائق بالضبط ، عقبال لما نجدوها زمايلها من ايد وفاء .
اذكر الله وصلى على الحبيب .
كان طبيعي انهم يعرفوا الدكتور عزت مدير المستشفى باللي حصل ، ولما شاف منظر الممرضه ساعتها طلب ان وفاء لازم تاخد جلسه كهربا كنوع من العلاج ، وبرده كنوع من العقاب على اللي عملته في الممرضه .
لما انا سبت الدكتور عزت عند الممرضه ورحت اشوف وفاء في اوضتها ، ما فهمتش هي بتعمل ايه ، متخيلين واحده بعد ما اصابت ممرضه بالشكل ده ، كان المفروض تبقى متعصبه ومتوتره ، بس وفاء كانت حاله تانيه خالص ، ايديها اللي متعاصه دم كانت رافعاها قدامها وتبص لها باعجاب ، زي ما تكون فرحانه قوي باللي هي عملته ، انا كنت بشوفها وانا بره الازاز اتفرج عليها ، وحاسس بخوف ، حاسس ان هي مش مجرد بني ادمه ، حاسس زي ما يكون جواها حيوان مفترس او وحش ، حسيت برعشه اتملكه مني .
طبعا كل ده وانا برقبها وانا واقف بره الاوضه ، كان طبيعي بعد اللي حصل ان الدكتور عزت يمنع اي حد يخش عند وفاء ، طبعا كان خايف ان اللي حصل مع الممرضه يتكرر لحد ثاني ، حتى انا نفسي شخصيا اتمنعت اني اخش عند وفاء ، بس طبعا ده ما يمنعش ان انا اقدر اقف ورا الازاز واراقبها .
اخيرا انتبهت وفاء ان انا واقف ، طبعا انا ما بقيتش استغرب واقول لنفسي هي عرفت ازاي ان انا واقف ، احنا عدينا المرحله دي بمراحل ، ووقفت قدامى وكانت بصالي ومرسوم على وشها ضحكه ، اقل حاجه عشان توصفها تقول ان هي ضحكه خبيثه شريره .
بس اللي حصل بعد كده انا ما كنتش متوقعه ، الضحكه اللي كانت مرسومه على وش وفاء اختفت ، واترسمت حاجه ثانيه على وشها ، عيونها دمعت وكانت بصالي زي ما تكون بتتوسل ليا ، او بتترجاني ان انا انقذها مش عارف انقذها من ايه ، وهي جوه انا مش سامع صوتها بس شايف حركه شفايفها ، وقريت على شفايفها وهي بتقول لي الحقني وارحمني منه .
يمكن في الاول ما فهمتش هي تقصد ايه ، مين ده اللي المفروض الحقها منه ، وبعدين اتغيرت النظره اللي على وشها تاني ورجعت الضحكه الخبيثه ، وسابتني ورجعت للمكان اللي بتنام فيه .
وفضلت قاعده وهي بصالي ومرسوم على وشها نفس الضحكه الخبيثه الشريره .
ما قدرتش انسى ابدا نظره وفاء ليا وهي بتترجاني اني الحقها ، وكنت لازم اتصرف ، ومادام العلم مش نافع يبقى انا محتاج حد متخصص في اللي انا شاكك فيه .
اتواصلت مع شيخ سمعت عنه اخبار كويسه قوي ، ورحت قابلته وحكتله على كل حاجه حصلت بالتفصيل ، ساعتها اكدلي ان جوه وفاء روح شريره من الجن ، هو اللي بيتحكم فيها ومسيطر على كل تصرفاتها ، وهو كمان اللي خلاها تقتل جوزها وابنها ، واني لازم اتخلص من الجن اللي جواها باسرع وقت ، قبل ما يخليها تعمل حاجات تانيه وتاذي ناس تانيه .
فعلا خدت الشيخ ورحت بيه المستشفى ، ولما وصلت هناك كانت وفاء خلاص مجهزينها عشان خاطر تخش تاخد جلسه كهرباء ، لما حاولت مع الدكتور عزت ان نسمح للشيخ ان هو يخش يعمل لها جلسه علاج بالقران ، بس دكتور عزت رفض الكلام ده طبعا وقالي :
- جرى ايه دكتور مجدي هنسيب العلم ونشتغل في السحر والشعوذه .
يا دكتور عزت وفاء مش محتاجه دكتور ، وفاء محتاجه شيخ لو سمحت وافق ان الشيخ يدخلها قبل جلسه الكهرباء .
- اسف يا دكتور انا مستحيل اسمح بالمهذله ديت تحصل في المستشفى .
في الوقت اللي انا كنت بتكلم فيه مع الدكتور عزت ، جه واحد من الممرضين عشان يقول للدكتور عزت بمشكله حصلت في جلسه الكهرباء ، اللي كانت بتاخدها وفاء وقال:
- الحق يا دكتور عزت الممرضه اللي كنا المفروض نديها جلسه الكهرباء عامله كارثه جديده .
رحت انا والشيخ مع الدكتور عزت لمكان جلسه الكهرباء ، واللي عرفناه من الممرض ان هم بمجرد ان حطوها وكتفوها عشان تاخذ الجلسه ، ولسه يا دوبك بيشغلوا الجهاز لقوا ان النور قطع وضلمت الاوضه ، بس لمده مش كبيره ممكن دقيقتين ثلاثه ولما النور رجع ، كانت وفاء مفكوكه وكل الموجودين في الاوضه متصابين ، ما بين جروح وخدوش ساعتها خرجوا كل المصابين من الاوضه ، وحبسوا وفاء لوحدها في الاوضه .
الدكتور عزت لما شاف اللي حصل ما بقاش قادر يقول لاء للشيخ اللي انا جايبه ، فعلا دخل الشيخ لوحده عند وفاء ، ورفض ان انا ادخل معاه كان خايف عليا ، بس احنا كنا شايفين كل حاجه وسامعين كمان اللي بيحصل ، الشيخ كان بيقرا قران وبيتكلم مع وفاء اللي كانت بترد عليه بصوت مختلف ، زي ما يكون صوت راجل وكان اوقات وفاء بتقول كلام مش مفهوم ، الموضوع استمر حوالي ساعه كامله لغايه ما الشيخ طلع وقال لنا :
- تمام هي كده بقت كويسه قوي ، الحمد لله انا قدرت احرق اللي كان عليها .
وفعلا من ساعه اليوم ده وفاء بقت شخص مختلف خالص ، ممكن نقول ان هي بقت شخص طبيعي ، بس طبعا اللي حصل لوفاء بعد كده كانت صدمه ليها ، لما عرفت اللي هي عملته في ابنها وجوزها ، وبقت عايشه من ساعتها على المسكنات والمهدئات .
طبعا كلنا عارفين ان النيابه والمحكمه ما بتاخدش بكلام الشيوخ ، ومش هتقتنع ان وفاء عملت الجريمه وهي متسيطر عليها ، علشان كده قدمت التقرير اللي انا كتبته وقدمته للنيابه ، ولما اترفعت القضيه للمحكمه ، ساعتها كان حكم القاضي بوضع المتهمه في مستشفى الامراض النفسيه ، وعاشت وفاء من ساعتها في المستشفى لغايه يومنا ده ، يمكن يكون الحكم ظالم ليها بس ده اكيد افضل من ان هي تاخذ اعدام ، وتتعدم على حاجه هي ماعملتهاش بارادتها .
كان دايما لسه في عقلي حاجات محتاج افهمها من الشيخ ، سالته عليها زي ازاي عرفت وفاء اسم مراتي ليلى ، وعرفت ازاي بالمشاكل اللي بيني وبينها ، وكمان قالتلي ان مراتي حامل اي نعم هي ما طلعتش حامل بعد كده ، بس الدكتور فريد في الاول قال ان مراتي حامل ، مش بس كده سالته كمان عن التقرير اللي انا كتبته في الاول ، ازاي يبقى اللي موجود في التقرير عكس اللي انا كنت بكتبه .
ساعتها الشيخ رد عليا وقالي:
كان سهل قوي على الجن اللي جوه وفاء ان يعرف اسم مراتى ، ويعرف حاجات عني عن طريق قرينى ، هو ما بيقدرش يشوف المستقبل طبعا ، بس بيقدر يعرف اللي بيحصل فى الحاضر معايا ، اما بالنسبه ان مراتي حامل واني هموتك الجنين ، كان كدب بيقوله عشان يسيطر عليا زي ما هو مسيطر على وفاء ، لان كان من مصلحته انه وفاء ما تتعدمش ، عشان يفضل موجود عايش جواها ، اما بقى حكايه التقرير فالشيخ اكيدلي ان انا اللي كتبت التقرير فعلا ده ، بس انا لما جيت اكتبه كان الجن اللي جوه وفاء مسيطر عليا ، خلاني ما اشوفش اللي انا بكتبه .
حابب اعرفكم دلوقتي ان علاقتي بمراتي بقت كويسه قوي ، بقيت اهتم بيها اكتر وباخذ اجازات اكتر ، والحمد لله ربنا كرمني ومراتي حامل وقربت تولد ان شاء الله ، وبالنسبه لوفاء كل فتره بروح اشوفها ، بس هي طبعا عمرها ما هتبقى بني ادمه طبيعيه ، صعب ان الواحد يقدر يتخطى اللي هي كانت فيه .
................... انتهت
بقلم ياسر عوده
دمتم بخير ، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
لا تنسى ذكر الله .
اترككم فى رعايه الله .
Yasser Oda
أُرسلت من الـ iPhone
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا