الحكم الأكدي

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2021-10-17

الحكم الأكدي:
شهد هذا العصر بدايته عندما انتهى عهد فجر السلالات على يد الملك "سرجون الأكدي" عام 2371 ق.م.، وبدأ هذا العصر بحدث يُعتبر هو الأهم، وهو توحيد حضارة ما بين النهريين في مملكة واحدة. وسرجون كان اسم هذا الملك، أما الأكدي فكان لقبه، لأنه كان من الأكديين، والأكديين من الأقوام النازحين من شبه جزيرة العرب إلى العراق، ويعتقد أن هجرتهم كانت في أوائل الألف الثالث قبل الميلاد أو قبل ذلك بقليل، ويقال أن الأكديين كانوا قد عاشوا جنباً إلى جنب مع السومريين منذ أقدم العصور، وعرفت مناطق وسط وجنوب العراق منذ وقتها باسم بلاد "سومر" و"أكد".
وحكم مؤسس الحضارة الأكدية "سرجون" البلاد لمدة خمسة وخمسين عاماً، تطورت فيهم الحضارة، وظهرت العمارة والبنيان في أبهى صورها وتميزت بالقوة والحيوية والحركة، وأدخلت الإصلاحات على نظام الحكم والجيش، وطورت أساليب الحرب والسلاح، ومن أشهر حكام تلك الحضارة وأقواهم "نرام — سين" وقد شهدت البلاد في عصره أربعين عاماً من الحضارة الذهبية، وبعد أن انتهى حكم "ترام — سين"، حكم الأكديين ملوك ضعاف، مما شجع "الكوتيين" أو كما أطلقوا عليهم "الأقوام الجبلية"، أو كما وصفتهم النصوص المسمارية القديمة ب "أعداء الآلهة"، على غزو بلاد "سومر" و"أكد".
الغزو الكوتي (الفترة المظلمة الأولى)
كان ينتظر هؤلاء الكوتيون البربريون الفرصة للانقضاض على المراكز الحضارية جنوب البلاد، ثم بالفعل انهارت الدولة الأكدية إثر هجوم الأقوام الكوتية واكتساحها السهل الرسوبي، وتُبين لنا جداول الملوك الاضطراب والانحطاط الذي حل بالبلاد في عهدهم، وانتشار الفوضى السياسية التي ضربت كل أقاليم البلاد، حتى لم يكن يعرف من فيهم الملك ومن فيهم المأمور، وقد وصفتهم النصوص المسمارية السومرية والأكدية بأنهم أقوام بربرية لا تعرف الحضارة، فكانوا لا يحترمون الآلهة، وانتُهكت على أيديهم المعابد، وتأذى منهم الكبير والصغير، وكانت مدة حكمهم، والتي تمركزت في منطقة "كركوك"، مظلمة جداً، فعم الاضطراب الشامل كل مكان، وكانت ستموت الحضارة في تلك البلاد العتيقة للأبد، ولكن من هبات الله أنه عوض عن ذلك بازدهار الحضارة في جنوبي العراق، وبخاصة حضارة السلالات السومرية الحاكمة في المناطق الأخرى من البلاد مثل سلالة "الوركاء" وسلالة "لكش" الثانية، التي من أهم أمرائها الأمير "كوديا"، والمشهور الآن بالتماثيل الحجرية الخاصة به، والمخاريط الطينية والأسطوانات التي حولت كتابات مطولة، تم تدوينها بأسلوب أدبي رفيع، والتي تنتصر لمروءة وبطولة "كوديا" أو "جودية"، وتصف أعماله العمرانية وجهوده في صيانة ما لا يقل عن خمسين معبداً، واستمرت البلاد تحت سيطرة البربريين حتى جاء عام 2120 ق. م.
 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا