الفتاة الغامضة

  • الكاتب : ندا إبراهيم
  • / 2024-07-05
الفتاة الغامضة

حصلت لي هذه القصة قبل عدة شهور ( في فصل الشتاء بالتحديد ), بدأت الدراسة في إحدى الجامعات في مدينة أخرى بعيدة عن بلدتي , وكنت قد اتخذت شقة للعيش فيها وكانت كبيرة وثمنها قليل للغاية وهذا ما جعلني أتمسك بها بشدة دون أن اسأل عن ماضيها أو عن من سكن فيها ..

 

في إحدى ليالي الشتاء والجو كان ممطرا وباردا , كنت استخدم هاتفي المحمول كعادتي , وفجأة انقطعت الكهرباء !! بقيت لدقائق قليلة جالساَ في مكاني , ثم بدأت استمع إلى أصوات غريبة , أقنعت نفسي بأنها أصوات المطر والهواء في الخارج .. على أي حال ذهبت لإحضار الشمع لكي أضيء الغرفة , أحضرت شمعة وعدت إلى غرفة , بدأت ابحث عن هاتفي فلم أجده , بحثت جيدا فلم أجده لدرجة أني يئست من أن أجده ولم يكن احد معي في الشقة بذلك اليوم !! ومن ثم ذهبت للمطبخ لكي احضر مزيدا من الشمع لكي ابحث عن الهاتف بطريقة أفضل ولكي احضر بعض الماء ولكن عندما كنت عند باب الغرفة فزعت لما رأيت .. فقد كان هناك فتاة واقفة بوسط الغرفة ولديها وجهه قبيح جدا ولم أرى من ملامحه شيئا واحد بسبب انه لا يوجد سوى الشمع يضيء الغرفة وفي جسدها العديد من الطعنات وبأحد يديها تمسك هاتفي وفي اليد الأخرى تمسك بسكين .. فوقعت من يدي كأس الماء وبالرغم من أن الماء كان باردا فلم اشعر ببرودته , فقد تجمدت بمكاني لهول ما رأيت للحظات قليلة ..

 

فإذا بي أقول لها : " منن ... أأأنتي ووكيف .. دخلتِ إلى هنا " ؟ .. فلم تجب وبقيت صامتةَ لدقائق قليلة .. ثم قالت لي هذا ما كنت تبحث عنه ، ورفعت يدها التي كان تمسك بها هاتفي المحمول ، فلم اجبها لشدة خوفي !! .

 

وفجأة رمت الهاتف من يدها أرضا ورفعت السكين وقالت " سوف تكون نهايتك علي يدي " .. لكن ما كادت تنهي جملتها تلك حتى عادت الكهرباء وبدأ صوت الشيخ يأذن لصلاة العشاء , وأنا لا زلت واقفا في مكاني لهول ما رأيت , ثم ذهبت لكي أتوضأ واصلي , ولا اخفي عليكم إنني كنت مرعوبا جدا وخائفا , ولكن اطمأننت بعض الشيء عندما انتهيت من الصلاة , ولم أشأ أن اخبر احد بقصتي تلك لأنهم سوف يصفوني بالجنون خصوصا لأنني كنت جديدا بالجامعة ولم يكن لدي الكثير من الصداقات .. ولا اعلم كيف مضت تلك الليلة ونمت ولكنها مضت وكنت طوال الليل احلم بكوابيس مزعجة !! .

 

وبدأت تقع أمور في غاية الغرابة في الشقة ، فما أن أضع شيء في مكان ثم أعود له بعد دقائق لا أجده ، أو أجده في مكان أخر , وازدادت الكوابيس المزعجة والوجوه القبيحة التي أراها , وكنت أحاول أن اقضي معظم وقتي خارج تلك الشقة لأنني لم أكن اشعر بالرعب إلا فيها .

 

وفي ذات يوم كنت في إحدى مقاهي الانترنت أتصفح بعض المواضيع , فإذا بي اقرأ بعض المواضيع لأشخاص حدث لهم ما حدث معي , وقرأت موضوع يتحدث عن الشقق المسكونة أو التي تعيش بها أرواح لأنها ظلمت داخلها .. وهذا ما دفعني لكي ابحث واسأل عن ماضي شقتي ! .

 

ويا ليتني لم ابحث فقد فوجئت بما عرفته عن تلك شقة , فقبل أكثر من 30 سنة كانت تقيم في تلك الشقة إحدى الفتيات ، وكانت تقيم العلاقات الجنسية مع الرجال في تلك الشقة , وبسبب انه لم تكن تتواجد الهواتف بكثرة في ذلك الوقت فقد حضرت عائلتها لكي تزورها فجأة ومن غير أن تخبرها بذلك ، وعندما دخل أبوها وأخويها الشقة صدموا لما رأوه من ابنتهم ولم يتمالكوا أعصابهم وقاموا بقتل الفتاة والشاب وقد اعترفوا بأنهم قتلوها .. ويقال بأن روح تلك الفتاة لا زالت تعيش في تلك الشقة .

 

العديد من الشبان والفتيات الذين سكنوا تلك الشقة لم يلبثوا إلا قليلا حتى كانوا يخرجون منها لشدة ما يروه ويسمعوه .. فبقيت تلك الشقة مقفلة للعديد من السنوات , حتى سكنت فيها أنا .

 

وبعد ذلك بعدة أيام أرجعت الشقة لصاحبها وأخذت واحدة أخرى .. وبدأت أجهز أوراقي لكي انتقل لجامعة أخرى عند بداية الفصل الدراسي الجديد لأني تعقدت من تلك الجامعة ولكن لا زالت تلك الكوابيس تلاحقني إلى الآن لما رأيته في تلك الشقة ! .#عبدالوهاب_العميري

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا