فتاة المقبرة لأحمد جاسم كرم

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-07-05

فتاة المقبرة: 

في إحدى ليالي فصل الشتاء البارد الممطر كان مصعب عائدا من منطقة الجهراء هذه المنطقة التي تشتهر بقدمها في الكويت وتقع في الجهة الشمالية وفيها مناطق خضراء جميلة.

كان مصعب مدعوا من قبل أحد أصدقائه في عطلة نهاية الأسبوع إلى الجهراء وعند وصوله استقبله صديقه الداعي ورحب به وأدخله إلى البيت حيث كانت الدعوة إلى عشاء وكانت المائدة مملوءة بالطعام الشهي والوفير وبعد أن انتهى مصعب من زيارته ودع صاحبه وشكره على دعوته وقرر أن يعود إلى منزله الكائن في منطقة الأندلس.

انطلق بسيارته متجها إلى منزله وكان أن واجه موقفا عجيبا ففي طريقه مر بجانب مقابر الكويت وبعد أن تجاوز 200 متر تقريبا رأي فتاة في حدود الثامنة من عمرها تقف إلى الجانب الطريق وتلوح بيدها حيث كانت السماء تمطر بغزارة فاستغرب مصعب من وجودها في هذا الوقت وهذا المكان وقد كانت الساعة قرابة الثانية عشرة مساء فسأل نفسه من أين أتت هذه الفتاة وأين أهلها؟!

قرر الوقوف بسيارته لمعرفة سبب وجودها هناك وفعلا توقف وفتح النافذة وسألها هل أستطيع أن أساعدك؟ قالت: نعم لأن أهلي نسوني، وأريدك أن تأخذني إليهم، فقال أتعرفين  مكان منزلك؟ قالت نعم في منطقة الأندلس وأنا أعرف المنزل جيدا وأستطيع أن أدلك عليه فأشفق مصعب على حالها وقرر أن يساعدها بإيصالها إلى المنزل.

أشار إليها بأن تركب معه ولكن عندما بدأت تتحرك ناحيته لاحظ أنها تسير بطريقة غريبة وكان الوهن باديا عليها وحين اقتربت أكثر لاحظ أن لونها شاحب وكأن وجهها لا يوجد فيه دم على الإطلاق وبدت ملابسها رثة ومبللة.

فتحت باب السيارة وجلست في المقعد الخلفي ثم انطلق مصعب بالسيارة وبينما هما في الطريق كان مصعب يتكلم معها ويسألها بعض الأسئلة ولكن لاحظ أنها لا تجيبه مطلقا كانت صامتة لا تتكلم تنظر إلى الخارج عبر النافذة فاستغرب من ذلك والتزم الصمت ولدى وصوله إلى منزل الفتاة كانت المصادفة إذ إن منزلها كان بالقرب من  منزله.

نزلت من السيارة وقالت له شكرا على معروفك وقفلت الباب ثم دخلت إلى المنزل عندها تحرك مصعب بسيارته متجها إلى منزله وعند نزوله من سيارته رأى لعبة في المقعد الخلفي فقال لعلها تخص الفتاة وعلي أن أعيدها إليها.

اتجه مصعب في اليوم التالي إلى ذلك  المنزل لإعطاء الفتاة لعبتها وعند وصوله طرق الباب فخرج إليه رجل في الثلاثينيات من العمر سلم مصعب عليه وقال له: إن هذه لعبة ابنتكم وأردت أن أعيدها إليها فاستغرب الرجل كثيرا مما سمع وسأله ما هذه اللعبة ولمن تكون؟ فقال مصعب هذه لابنتكم التي أوصلتها ليلة البارحة إليكم ثم كيف لكم أن تنسوها في ذلك المكان وذلك الوقت؟! جن جنون الرجل وقال له انتظر دقيقة ثم دخل المنزل وعاد ومعه صور لفتاة وقال لمصعب هل هذه هي الفتاة التي أوصلتها؟ فقال مصعب نعم هي بعينها فبكى الرجل بكاء شديدا وقال إن ابنتي هذه توفيت منذ أربع سنوات ثم أخذ الرجل اللعبة احتضنها وبكى.

في اليوم التالي ذهب والد الفتاة إلى رجل دين ليسأله عن الأحداث التي جرت وما معنى ظهور ابنته وقدومها إلى المنزل فقال له رجل الدين هل تذهبون إلى المقبرة لزيارة ابنتكم؟ فأجاب الرجل كنا نذهب في أول سنة ولكننا انقطعنا بعد ذلك عن زيارتها فقال له الشيخ أنتم لم تقوموا بزيارتها فقررت هي أن تزوركم وتراكم ونصحه الشيخ بزيارتها دائما.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا