الديب ويب .. مكانٌ رقميّ لا يتمنى أحدٌ أن يدخله، أُناسٌ فقدو أحبتهم بسببه، مُخدراتٌ وممنوعاتٌ تباعُ يوميًا بالملايينِ من خلاله، قتلة مأجورين وسفاحين، وأسلحةٌ تصل إلى المقذوفاتٍ الثقيلة، تُجارةٌ أعضاءٍ وتواصلٌ سريّ بين المُجرمينَ غيرُ قابلٍ للتجسس، تمويلٌ يتمُ جمعه للتنظيماتِ الإرهابية عليه، .. ننصحُكَ ألا تُحاول أن تعرفَ الكثيرَ عنه.
في هذا الملف، نتناولُ لكم أبرز الأسئلة التي ربما قد تجولُ في خاطركم، ليس من أجل أن تخوضوا التجربة!، ولكن فقط، من باب العِلمِ بالشئ، ولكي نروي تعَطُشكم للمعرفة.
ما هو الديب ويب :-
الديب ويب هو الجزء الخفي من الإنترنت، ولا يخضع للرقابة من أي جهة، و هو يتألف من كافة صفحات الويب التي لا تستطيع مُحركات البحث العادية أرشفتُها ،مثل جوجل وياهو وبينج وغيرهما، فهو محتوى موجود في أعماق الإنترنت إن صح التعبير، ويمثل أكثر من 5 أضعاف الإنترنت العادي، الذي يستطيع الجميع الوصول إليه !.
الفرق بين الديب ويب deep web و الدارك ويب Dark Web :-
بالمعنى العام لا يوجد فرق بينهم ولكن الدارك ويب هو ذلك الجزء المظلم من هذا العالم، فالـdeep web من الممكن أن يحتوي علي كورسات أو معلوماتٍ مُفيدة إلى حد ما، ولكن الدارك ويب لا يحتوي إلا على أسوأ وأخطر المواقع على الإطلاق، مثل مواقع القتل وبيع الأطفال ومواقع الجنس وغيرها.
والدارك ويب يعتبر جزء من الديب ويب، ولكنه أكثر أمانًا وأصعب لمن يريد الوصول إليه ،بحيث يمنع محركات البحث العالمية بالوصول إليه بكافة الأنواع ويختار أصحاب هذه المواقع في الغالب امتدادات غريبة ومعقدة جدًا غير .com- .net .org المتعارف عليها.
مستويات الديب ويب :-
للديب ويب مستويات كثيرة وكل مستوى يختلف في صعوبة الوصول إليه، وخطورة المعلومات والمواد التي يحتويها ويمكن تقسيمها علي النحو التالي:-
المستوى الأول:- وهو الذي يحتوي على معلومات أكاديمية ومصادر ومعلومات حكومية، وكورسات للبرمجة وغيرها ويعتبر هذا المستوى أقل مستوياته.
المستوى الثاني:- وهو الذي يحتوي علي كورسات للهاكر بأنواعها المختلفة.
المستوى الثالث :- وهو الدارك ويب والذي ويحتوي على أخطر المواقع على الاطلاق مثل تجارة الأعضاء البشرية، والجنس والقتل والتمثيل بالجثث وغيرها من المواقع.
أهم وأشهر مواقع الديب ويب :-
من الأشياء الخاطئة التي يظنها البعض أن الديب ويب موقع واحد، ولكنه يشبه بحد كبير محرك البحث العالمي جوجل فمن الممكن أن نقول إذا أردت أي شئ تجده في هذا العالم فيمكن تقسيم المواقع حسب شهرتها إلى:-
موقع جرائم القتلة المأجورين ويعتبر هذا الموقع من أخطر المواقع الموجودة على الديب ويب، وفي هذا الموقع يتم تصنيف القاتل على حسب الأسعار، فكلما زادت بشاعة جريمة القتل كلما زاد سعر القاتل، والعكس، ويجب إرسال صورة الشخص المراد قتله، وعنوانه، والمبلغ المتفق عليه، ومن أشهر القتلة على هذا الموقع شخص يأخذ ما يقرب من ثلاثة ملايين عن كل عملية قتل!. وإليك صورة بأشهر القتلة علي الديب ويب
الموقع الثاني، وهو خاص بتجارة الأعضاء البشرية.
الموقع الثالث، ويعد من أبشع المواقع وهو الخاص بجنس الأطفال، وتعد أكثر المواقع الموجودة على الديب ويب
مواقع الجنس وتعد من أشهر مواقع هذا العالم الخبيث.
مواقع بيع المخدرات، وفي هذا النوع من المواقع يتم فيه بيع المخدرات بكافة أنواعها.
مواقع بيع جميع أنواع الأسلحة.
موقع عبدة الشيطان، ويعد من أكثر المواقع بشاعة في هذا العالم حيث تم إنشاؤه في عام 2011 على يد شخص يدعى روس أولبريخت وسرعان ما اشتهر هذا الموقع ليحقق في عامين فقط أكثر من مليار ونصف دولار ويصنف الكثير هذا الموقع على أنه الأبشع والأخطر على الديب ويب ويتم فيه تجارة ( الأسلحة بأنواعها- الأعضاء البشرية – بيع الهروين والمخدرات – غسيل أموال – تزوير وثائق مهمة وضمان عدم فضح صاحب هذه الوثائق )، وتتم فيه تجارة الأعضاء البشرية عن طريق قتل المشردين في الدول المختلفة.
موقع الغرفة الحمراء، من الصعب أن تجد شخصين يختلفان على أن هذا الموقع هو الأبشع في هذا العالم، حيث يقوم المستخدم بالدخول إلى هذا الموقع و يتم فتح بث مباشر ويتم فيه تعذيب الأطفال والبنات والأشخاص والتحرش بهم قبل قتلهم.
مواقع لتعليم صناعة الأسلحة الثقيلة والأسلحة البيولوجية.
مواقع لتعليم البرمجة العادية والبرمجة الخبيثة، وأيضًا تعليم الهاكر بأنواعه.
مواقع لبيع الكتب والفيديوهات الممنوعة من النت المستخدم لدى عامة الناس.
جرائم الديب ويب ( أشخاص متهمون ) :-
روس ألبريخت (مؤسس موقع عبدة الشيطان) ذاك الشاب الذي أسس أكبر موقع عام 2011 لتجارة كل ما هو محرم شرعًا وغير قانوني على الديب ويب، في هذا الموقع بلغت حجم التجارة بأكثر من مليار دولار في أقل من سنتين فقط !.
كانت تُباع فيه المخدرات بكافة أنواعها، والسلاح وكيفية تصنيعه، ودورات لتعلم القرصنة، وكان يستخدم عملة البيتكوين الخاصة بهذا العالم، والتي من الصعب تتبعها، إلا أنه بالرغم كل التأمينات والاحتياطات التي يفعلها أصحاب هذه المواقع إلا أن وكالة الـ F.B.I تمكنت من القبض عليه بعد سنتين من تأسيسه للموقع، ووجهت له تهم عدة منها تكوين تشكيل عصابي، والإتجار في المخدرات وغيرها من التهم العديدة والتي تسببت في الحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
من أبشع الجرائم التي مرت في التاريخ !:-
بيتر جيرارد سكالي، وهو أبشع من سابقه بكثير، قام بتأسيس موقع من مواقع ما تسمى بالغرفة الحمراء، أو ادفع مقابل المشاهدة، وفيها يقوم بفتح بث مباشر لمن يدخل هذه الغرفة، ويسجل أمام المشاهد تعذيب للأطفال والتحرش بهم جنسيًا، والتحرش بالنساء والفتيات التي يتم خطفهم وذلك بعد تعذيبهم، وهو الأبشع والأسوأ في هذا العالم.
ولكن سرعان ما تم القبض على جيرارد سكالي، الأسترالي الجنسية وذلك بعد هروبه للفلبين حيث تم توجيه تهمة واحدة له كافية بأن يعدم في الحال، وهي امتلاك أكبر شبكة في الديب ويب لتعذيب الأطفال، وقٌبض عليه بعد العثور أسفل منزله علي بقايا جثة فتاة فلبينية أسُتخدمت في تصوير ليلة من ما يسمى، الليلة الحمراء !!، وصنفت جرائم سكالي أنها من أبشع الجرائم التي مرت بالتاريخ وذلك لقسوتها.
لماذا لا تستطيع السُلطات الإمساك بهم، أو إغلاقه :-
الإجابة ببساطة “أنه شئٌ مُستحيل“!، فالإنترنت العميق، أو المظلم على وجه التحديد، عملاقٌ جداً، و يحتوي على الملايين من الشبكات والمواقع، ولنكون أكثر دقة، فإن مُصطلح “الإنترنت العميق” يطلق على الصفح التي لا تستطيع مُحركات البحث الوصول إليها، كمعلوماتك البنكية مثلاً، فيلزم تسجيل الدخول لبنكك لتصل إليها، وهي نظرياً تُعتبر من الإنترنت العميق.
ولهذا فإن الشبكة المُظلمة يشير إلى المحتوى الموجود على مواقع النت المُظلم، والذي يلزم برامج مخصوصة أو تفويض للدخول إلى الموقع المُظلم، وكمثال فإن متصفح Tor وI2p من أشهر المُتصفحات لذلك.
السبب في أن الشرطة لا تستطيع الوصول إليهم:
يستخدم أصحاب مواقع النت المُظلم والمُستخدمين برامج مخصوصة تُبقيهم مخفيين، كبرامج الvpn ـ (virtual private network) ولكن على مستوي أعلى، فيمكن أن يستخدم الشخص منهم سيرفرين أو ثلاثة مُختلفين، لضمان إذا ما استطاعت السُلطات فك تشفير سرفر منهم يكونُ أمناً.
تحتاج السٌلطات الكثير من المال ،والمجهود ،والوقت ،والموارد، لكي يتم تتبع متجر واحد من متاجر الديب ويب، فما بالك بالآلاف من المتاجر.
ليست كل المواقع على النت المُظلم غيرُ قانونية، وبعض المُستخدمين يتصفحون باستخدام Tor كأداة لحماية خصوصيتهم ليس إلا.
يستخدم أصحاب المواقع استضافات مجهولة،يصعب علي مكاتب التحقيق الوصول إليها، و يشتري البعض سيرفرات كاملة خاصة بالموقع المُظلم، توضع في مكان آمن.
يستخدم أصحاب المواقع عملة البيتكوين الرقمية، والتي من المستحيل تتبعها.
غالباً ما يمتلك أصحاب المواقع تمثيل قانوني، وأدوات من شأنها جعل من الصعب تعقب الدفعات المالية، عوضاً عن وسائل أخرى تمكنهم من إخفاء هويتهم وحذف Footprint الخاصة بهم.
هذا فقط ينطبق علي أعالي الديب ويب، وما خفي كان أعظم، فهناك أعماق أعماق الديب ويب والذي ربما لم تصل إلي العامة أي معلوماتٍ عنه، وكإجمالاً فإن إغلاق الديب ويب ليس شيئاً معقولاً، أو حتي من الناحية النظرية، ويك أن السٌلطات الحكومة لم تُحاول!، فقد فشلت في ذلك.
وكان قد تأسست مؤخراً “القوات الخاصة لمكافحة الجرائم الرقمية”، بدعمٍ من مركز الجرائم الرقمية الأوروبي، ساعيةً بذلك إلى مُكافحة الجرائم والنشاطات التي تحدث علي الدارك ويب، بالتعاون مع العديد من البلدان كالولايات المتحدة و مكتب التحقيقات الفيدرالية والأمن الوطني.
وبالرغم من ذلك، فإن السيطرة على المواقع يعتبر أمرٌ مستحيل، وربما يكون أفضل ما بإمكان السُلطات فِعله هو جعل المُجرمين يعتقدون أنهم غير مجهولين بالكامل، وأن الشرطة قادرة على تعقبهم والإمساك بهم في أي وقتٍ أرادوا !.
أبشع أشياء موجودة على الديب ويب:-
1- طهي النساء:- ليست مزحة فحسب، ولكنه شئ حقيقي من الأشياء البشعة الموجودة عليه هو الدليل الشامل لطهي النساء وطهي أجزاء كثيرة من جسم الإنسان، كما تقدم معلومات كثيرة حول شراء أنواع كثيرة من جسم الإنسان.
2-بيع السموم بكافة أنواعها:- خاصةً السموم الفتاكة، وفي عام 2015 تم إلقاء القبض على مهندس بعد شراءه كمية 5 ملليجرام من مادة كيميائية سامة والتي تعرف “سم الريسين” والتي تكفي لتسميم 1400 شخص.
3- تجارب على البشر:– من المعتاد عندما يتم تجربة ما يتم تجريبها على حيوانات ومن الطبيعي أن يتم إجراء التجارب الأولية على غير البشر، ولكن على الديب ويب تجد بعض المختصين يجرون تجارب على البشر وهم أحياء!!!.
4-تسريب معلومات وأسرار مهمة للدول:- توجد الكثير من المواقع التي تعرض وثائق ومعلومات سرية للكثير من الدول، وتنتظر إشارة صاحبها لبيعها بمبالغ طائلة ولا تندهش عزيزي القارئ فهناك بعض الدول التي تشتري معلومات والوثائق الخاصة بدول أخرى.
الدارك ويب والإرهاب :-
بالطبع إذا أراد إرهابياً أن يتواصل مع زُملائه فإنه لن يستخدم الوسائل التقليدية كالفيسبوك والإيميلات، فمثل تلك الوسائل يسهل التجسس عليها واختراقها من قبل الحكومات، ولكنهم يلجأون إلى الشبكة التي تحميهم، “الدارك ويب“.
ويقوم تنظيم داعش باستعمال الدارك ويب لتأمين التواصل السري بين أفراده، فبحسب الكثير من التصريحات والأبحاث، هناك قسم خاص بالتنظيم مسؤول عن تنظيم الإتصال بإستخدام الدارك ويب، وبصورة إحترافية تحمي التنظيم من المُلاحقة الاختراق، وتأمين تبادل المعلومات والتمويل.
وتحاول الإستخبارات الأمريكية التصدي للأمر، فهناك الكثير من الملفات النصية التي تشرح كيفية التبرع للتنظيم، وأهمية التبرع للجهاد، وتعرض بالتفصيل كيفية تحويل النقود من خلال الدارك ويب، و باستعمال البيت كوين، العُملات التي لا يمكن تتبعها.
وكانت مجموعة الهاكرز “أنونيموس Anonymous” بقرصنة أحد منصات داعش، ولكن تبين أنها مُزيفة، وحصلت واقعة قرصنة أخرى بعد هجماتِ باريس هذا العام، ولكن تنظيم داعش وبعد إغلاق الموقع، غير النطاق الذي يستخدمه، ونشر تعليماً يفيد بأن الموقع قد تغير، وأن الموقع الجديد بعنوان “إصدارات الخلافة“.
بالإضافة إلى داعش، فإن هناك الكثير من المُستخدمين الذين يعيشون في بلدان تحكمها أنظمة قمعية، يستعملون الدارك ويب للتواصل وتبادل المعلومات، ككوريا الشمالية وسوريا والصين.
وسبق وأن استعمل الناشطون السوريون الدارك ويب، للاختفاء عن عيون الحكومة، حتي أن الناشط السوري دلشاد عثمان أكد أنه لولا الديب ويب لما نجحت الثورة في سوريا.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا