العفريت العجوز

  • الكاتب : Gogo
  • / 2024-05-25

العفريتة العجوز 😱!

 

عام ١٩٩٠ في منطقة معينة من لويزيانا حصل مجموعة من المطورين العقاريين على إذن لشراء قطعة أرض مقفرة يقع في نهايتها منزل قديم ومتداع ، هذا المسكن القديم تم بناؤه في أواخر عام ١٨٧٠ بمبلغ كبير والذي لم يكشف عن قدره من قِبل المطورين. 

كان هناك اثنين من كبار السن يستأجران المنزل كل منهما في حالة صحية سيئة جداً، رفضا مغادرة البيت رغم طلب المالك منهم ذلك أكثر من مرة .. في النهاية اضطر إلى طلب المساعدة من السلطات لإخراجهما، وبالفعل تم اخراجهما من المنزل واُخِذا بالقوة إلى دار للعجائز , لكن قبل أيام من مغادرتهما سمع المالك السيدة العجوز وهي تتحدث إلى أحد المطوريين العقاريين وهو رجل يبلغ الثانية والأربعين من عمره ويُدعى ديفيد .. قالت له العجوز وقتها "إلى أين ستذهب أجاثا الآن" - "إنها مجنونة".

سأل ديفيد المرأة المسنة غريبة الأطوار "من تكون أجاثا ؟" قالت العجوز " إنها امرأة عجوز مثلي عاشت معنا لسنوات , سألتها أن تنتقل معنا لكنها رفضت، خشيت أن يكون منزلنا الجديد يقع قرب كنيسة". 

 

اعتقد ديفيد أن العجوز بدأت تنسى ويختلط عليها الأمور بسبب تقدمها في السن لأنه متأكد من عدم وجود امرأة تدعى أجاثا تعيش هنا لكنه قال: "آه، لا تقلقي السيدة أجاثا يمكن أن تبقى معي إذا أرادت" .. إستدار المالك بعيدا وهو يحاول خنق ضحكة مكتومة.

قالت المرأة العجوز "هل أنت متأكد؟" وابتسمت ثم استدارت لمواجهة البيت القديم وقالت " هذا الرجل هنا يقول انه يمكنك الانتقال للعيش معه". 

بعد صمت طويل عادت العجوز لتقول "انها تقبل دعوتك، طالما أنك لا تعيش بالقرب من الكنيسة، انها غريبة الأطوار قليلا لا تحب الكنائس كما ترى" .

ابتسم المالك ابتسامة عريضة ساخرة من كلام العجوز لكن بعد ذلك حدث شيء مسح عن وجهه الابتسامة، الثلاث أشخاص الواقفين خارج البيت وهم المرأة العجوز والمالك والمطور العقاري ديفيد سمعوا ضحكات عالية تأتي من البيت .. بدت الحيرة على ملامح ديفيد قبل أن يقول "هل سمعت ذلك؟" المالك وضع يده على جبهته في حركة سريعة مما يعني أنه تذكر شيئاً، ثم قال كان لابد أن أذهب لأخذ الأطفال من المدرسة وغادر مسرعاً .. غادر ايضا ديفيد متجها بسيارته إلى منزلها الفاخر وهناك لمح بطرف عينه شخصاً ينزل معه من السيارة لكنه لم يجد شيئاً عندما التفت ناحية وجود هذا الشخص وهكذا بدأ الكابوس. 

على العشاء قال ديفيد لزوجته إيما عن الضحك الغريب الصادر من المنزل لكنها قالت له "انها طريقة سخيفة لاجبارنا على ترك المنزل" . 

 

بعد العشاء غادرت "ايما" البيت وذهبت لمساعدة صديقتها التي تعيش على بعد ميل من منزلهم في تحضيراتها لحفل زفافها. لذلك بقى ديفيد وحده لمدة ثلاث ساعات مساء ذلك اليوم على الأقل هذا ما اعتقده "انه كان وحيدا". 

أستمع ديفيد لعدد من الأقراص المدمجة الكلاسيكية وفتح زجاجة من النبيذ واستنشق رائحة الشموع المعطرة التي تركتها زوجته إيما مضاءة، ثم بعد نصف ساعة سقط في نوم خفيف.. شيئاً ما كان يضغط باستمرار على صدره، في البداية كان يعتقد أن إيما عادت وهي التي تضع يدها على صدره. لكن ديفيد فتح عينيه ورأى شيئاً كاد يوقف قلبه من الرعب "امرأة عجوز بشعة مع أنف معقوف طويل جالسة على صدره" لكن هناك أيضا ما يشل حركة يديه وقدميه.. ديفيد لم يتمكن من التحرك كأنه قد شُلّ. حاول الكلام لكنه لم يتمكن حتى من تحريك لسانه .. ابتسمت له العجوز وكشفت ابتسامتها عن ثلاث أسنان مصفرة ومتحللة كان اللعاب يسيل من طرفي فمها، كان وجهها كتلة من التجاعيد وخديها متدليان إلى أسفل وجسدها نحيف جداً. 

 

كانت لها عيون صفراء دامعة تتخللها عروق حمراء طوقت قزحية عينها الرمادية. يديها تشبهان المخالب بدت المرأة كأنها تبلغ من العمر قرون، بصوت خشن رهيب قالت: "أنت بخير ". شعر ديفيد كما لو أن قلبه على وشك أن ينفجر وظل يحاول ايقاظ نفسه من الكابوس لكنه أدرك متأخراً أن هذا ليس حلماً سيئاً .

سكتت العجوز قليلاً ثم قالت " أنا سأبقى معك انت وزوجتك إذا كنت ترغب في ذلك" ديفيد أغمض عينيه بقوة لبضع ثوان ثم فتحتها. كانت العجوز لا تزال هناك.. أخيراً نجح ديفيد في استجماع قوته والتحرك.

صرخ بها وصرخت المرأة العجوز أيضاً احتجاجا على ذلك. رفع ديفيد زراعه وضرب العجوز بقوة لكنه شعر كما لو انه ضرب كيس مملوء بالعظام وفجأة ذهبت، عاد الرعب مجددا عندما ادرك ديفيد أن العجوز واقفة الآن بظهرها المنحني تنظر إليه عند نهاية الغرفة واخذت بأصابعها الرطبة تطفيء الشموع الواحدة تلو الأخرى مع إبتسامة اخرى مخيفة اهدتها لديفيد قبل أن تختفي .. أخذ ديفيد سيارته وانطلق بها إلى بيت صديقه الذي يبعد ثلاثة أميال لكن في الطريق كانت موجودة دائماً .. شعر ديفيد وكأنها معه بالمكان

بعد أن وصل لبيت صديقه أخبره بالقصة كاملة منذ أن كان في البيت القديم إلى أن كانت العجوز تضايقه في السيارة وهو في طريقه إلى هنا ... قال له صديقه "أليك" : أرى أنك دعوت شبح عن غير قصد للعيش في منزلك. وافترض أنه قبِل الدعوة" 

ديفيد: "هذا الشيء شيطاني كيف يمكنني التخلص منها؟" أليك: "أنا لا أعرف قل لها أن تغادر فحسب" قال ديفيد "هاه؟ كيف يعني؟" .. قال أليك "لا أعلم".

 

تنهد ديفيد وهو يهز رأسه وقال: "لا أعتقد أنه من السهل التخلص منها , لكن مهلاً قالت لي العجوز اليوم ان اجاثا لا تحب الكنائس" .. قال أليك "هل أنت جاد؟"

قال ديفيد: " يا أليك، هل تملك نسخة من الكتاب المقدس؟" "أوه لا تبدأ يا ديفيد" قال أليك و هو فزع قليلا من سلوك صديقه. أعاد ديفيد سؤاله "من فضلك هل معك الكتاب المقدس؟" "اجل لكن لم أقرأه من قبل" أحضر الكتاب من المكتبة فأنتزعه ديفيد بقوة وهو يقول "أدعو الله أن يجدي هذا نفعاً" قالها ثم غادر إلى بيته , في تلك الليلة جلس ديفيد في صالة بيته لمشاهدة التلفزيون ثم فجأة رأى شيئاً يخرج .. التفت ورأى العجوز في ركن من الغرفة لكنها هذه المرة مرتعبة وخائفة. كان من المقرر أن تعود "إيما" في أي لحظة من تلك الساعة لذلك وجب عليه أن يتصرف فوراً. سأل ديفيد العجوز "لما لا تأتين هنا !" .

 

قالت العجوز "ألقي بالكتاب بعيداً وأنا سوف آت". سألها ديفيد وهو يضع الكتاب "هل أنتِ أجاثا؟" .. "نعم وأرجو أن تتخلص من هذا الكتاب يا عزيزي. القي به في النار". اقترحت أجاثا و هي تحدق إلى الكتاب المقدس بنظرات من الفزع. "أنت لا تريدينه هنا اليس كذلك. حسناً اخرجي من هذا البيت" قالها ديفيد و استجمع ما يكفي من الشجاعة لاخذ الكتاب الى أجاثا. 

العجوز: "انت لا تعني هذا ! أنا أعلم أنك تمازحني" 

ديفيد : "بسم الله، أطلب منك أن تترك بيتي" أخذت العجوز تبهت حتى اختفت تماما وهي تقول لديفيد "انت تحبني"، في اليوم التالي أحضر ديفيد نسخ من الكتاب المقدس ووضعها في كل غرف المنزل .. لم تظهر العجوز بعد تلك الليلة لكنها ظلت تطارد أحلام ديفيد لسنة بعدها تقريباً ..

 

وفقا لعلماء النفس والباحثين في المجال النفسي حالة ديفيد ليست غريبة . فكثير من الناس "معظمهم من الذكور" قد أفادوا بتعرضهم للاعتداء من قِبل الكيانات الشريرة مثل الساحرة العجوز التي ظهرت لـ ديفيد .. وقد سُميت هذه الظاهرة الغريبة من قِبل العديد من علماء النفس بـ "متلازمة العفريتة العجوز" .

--------------

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا