السدرة والمرأة السودائ الجزي 2 لأحمد جاسم كرم

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-05-14

السدرة والمرأة االسوداء الجزء 2:
نتذكر الأحداث الغريبة التي واجهتها عائلة عبدالله من جراء البيت القديم  والأمور غير الطبيعية التي حدثت والتي تناولناها في الجزء الأول وأدت إلى هجرة عائلة عبدالله من البيت إلى منطقة جديدة وبيت آخر أكبر في الحجم وأهدأ في العيش ويقع في منطقة الجابرية التي تعد من أفضل المناطق الحضارية في الكويت حيث كان لوالد الأسرة بيت هناك يملكه منذ فترة طويلة تقيم فيه أسرة بشكل ودي إلى أن قرر الوالد السكن فيه واستغلاله فقام أفراد الأسرة بتجهيز البيت الجديد وعمل تنظيفات وتعديلات تتلاءم مع الوضع الجديد وقام كل فرد بدوره المطلوب منه وبما أن العائلة كانت تتكون من عدد كبير وجب تعديل الغرف والبيت لكي يتناسب مع الوضع الجديد. بدأ العمل في البيت وقام كل من بدر وشقيقه محمد يتنظيف البيت من الخارج أولا وذلك  من ناحية الحوش ومن ناحية مواقف السيارات وكانت أوراق الأشجار والأعشاب الذابلة  تملأ أركان البيت الخارجية بشكل فوضوي لا يستطيع معه أحد المشي فيه حيث كانت الأغصان تعثر مسير السائر ناهيك عن التراب الذي كان يملأ المكان والأشواك  المنتشرة في كل ناحية.
في يوم الخميس ذهب بدر وأخوه محمد إلى البيت وقت الظهر ليكملا العمل في تنظيفه وتجهيزه وكان معهما الأدوات الخاصة بذلك حيث كان مع بدر منشار كهربائي ومع محمد فأس لقطع الأشجار بالإضافة إلى أدوات أخرى لزوم العمل ودخل محمد إلى داخل البيت لإيصال الكهرباء الخاصة بالمنشار وخرج ثم قام الإخوان بتقطيعه الأشجار وتنظيف المكان وكانت الأمور سهلة وكادا ينهيان العمل لولا أن حدث أمر غريب لم يجد بدر ومحمد له تفسيرا.
كان بدر يقطع الأشجار في منتهى اليسر وكان المنشار الكهربائي يسهل عليه عملية القطع واستمر في ذلك حتى باغته الوقت واقترب وقت العصر وبينما هو يقطع الأشجار وصل إلى شجرة كبيرة يريد أن يقطعها وبدأ بوضع المنشار الكهربائي عليها كي يحز ساقها من الأسفل لكنه لاحظ أن ساق الشجرة لم يحدث له أي قطع فارتاب في نفسه وراح يحاول مرارا وتكرارا لكن دون أي أثر على ساق الشجرة وفي إحدى المحاولات تعطل المنشار الكهربائي حيث انزلقت أسنانه عن مكانها ولاحظ محمد أن هناك مشكلة ما فقرر أن يقوم بمساعدة بدر بالفأس وقام بضرب الشجرة بقوة هائلة لكن من دون فائدة مع العلم أن محمدا كبير القامة طويل وصاحب عضلات مفتولة لا يكاد يصعب عليه شىء ولا يقف عائق في طريقه وكان بدر كذلك ضابطا في السلك العسكري إذا فهما على قدر كبير من اللياقة والقوة وعموما فبعد محاولات عدة كلها فاشلة نظر بدر بتمعن إلى الشجرة ودقق فيها فوجدها شجرة سدرة قديمة وكبيرة في العمر فقال لمحمد إن هذه شجرة سدرة ولابد من القيام بطقوس معينة كي نقوم بخلعها أو قطعها فرد عليه محمد بأنه سوف يقطع الشجرة مهما كلفه الأمر وفعلا قام بضرب الشجرة بقوة شديدة لكن  مجددا من دون جدوى قال بدر دعنا نغرس فيها مسمارا ونأتي غدا كي نقطعها إلا أن أخاه أصر على أنه سوف يقطعها الآن وعليه قام بأخذ المنشار الكهربائي من بدر محاولا قطعها ولكن أسنان المنشار انزلقت مجددا فقام بإعطائه لبدر كي يصلحه وأخذ الفأس  وعاد يضرب الشجرة حتى بدأت تتقطع عندها فرح الأخوان بهذه النتيجة وأكملا القطع حتى انتهيا منها بشكل كامل.
بعد أن قطع الشابان شجرة السدرة أرادا إلقاءها خارج البيت فقام كل منهما بحمل طرف من طرفي الشجرة إلى أعلى الحائط لرميها من فوق السور وعند كل محاولة لسقوط الشجرة إلى الأرض خارج البيت كانت ترجع وتعود مرة أخرى واستمرت العملية فترة من الوقت ذهب محمد بعدها إلى خارج البيت ليرى ما الذي يحدث ولماذا تعود في كل محاولة وحاول أن يتناول الشجرة من أخيه من خارج البيت لكن العملية كانت شبه مستحيلة وكأن السدرة لا تريد أن تخرج من البيت وبعد إصرار شديد ومحاولات مريرة تم خروج الشجرة من البيت.
حل التعب بالأخوين فقال بدر لمحمد سنتوقف اليوم ونستأنف العمل غدا فقد اقترب وقت المغرب اذهب إلى الداخل وانتزع السلك الكهربائي الخاص بالمنشار الكهربائي ودعنا نذهب فذهب محمد القوي الشجاع إلى الداخل وفي يه الفأس وكان بدر يرتب الأغراض وما هي إلا لحظات حتى خرج محمد يجري ونفسه يكاد ينقطع وهو يقول لأخيه بينما أنا داخل إلى البيت إذ وجدت امرأة لون وجهها أسود قصيرة القامة واقفة تنظر إلى وهي متلحفة بعباءة وتقف في وسط غرفة المعيشة، ولم أستطع فصل الكهرباء عن المنشار أراد بدر وهو الأخ الأكبر لمحمد أن يهدئ من روع أخيه ويطمئنه بأنه لا يوجد شىء في الداخل وهذا تخيل لا يرقى إلى درجة الحقيقة فقال أنا سوف أدخل ثم أخذ الفأس من يد محمد ودخل وفي الحقيقة كان الخوف يملؤه من المرأة ولكنه لم يجد امرأة ولا أي شىء آخر يدعو إلى الخوف فذهب مباشرة وقطع الكهرباء ثم عاد لأخيه وأكد له بأنه ليس هناك شىء يدعو إلى الخوف وأنه لم ير تلك المرأة غادر الأخوان البيت وبعد ذلك تم استكمال العمل على ترتيب ونظافة البيت دون أحداث تذكر إلى أن سكنت عائلة عبدالله البيت واستقرت به.
بعد مرور سنتين على الإقامة في البيت الجديد كان بدر محتارا من أن زوجته لا تحمل رغم أن جميع الفحوصات سليمة ولا يوجد فيها أي شىء وكانت الأمور طبيعية.
وفي إحدى المراد قامت صديقة قديمة لزوجة بدر بزيارة لها وكانت ذات علاقة على ما يبدو بالأمور الغيبية والتبصير والسحر حيث قالت لهم إن هناك امرأة في البيت تمنع الحمل والإنجاب وهي خطر وعليكم أن تتخلصوا منها بسرعة استغرب بدر من هذا الكلام، وتذكر تلك المرأة التي ظهرت لأخيه محمد أثناء تنظيف البيت وحلل الموقف ثم سرد قصة السدرة وقصة المرأة صاحبة العباءة فردت الصديقة بأن لديها الحل لخروج تلك المرأة من البيت وفعلا بعد محاولة واحدة من الصديقة تم طرد صاحبة العباءة من البيت وبعدها بشهر حملت زوجة بدر وتكرر حملها حتى ملأت البيت  بالأولاد والبنات وعاش الجميع في سلام وسعادة.
رعب في كلية الشرطة:
غالبية الشباب في العالم يحلمون بالانتساب إلى السلك العسكري وغالبا ما تكون كلية الشرطة الاختيار المفضل لهم حيث إن هذه الكليات وجدت لتحقق الأمن والطمأنينية للشعوب وتقوم بالدفاع عن الأوطان، لذا يفكر الشباب فيها خدمة لوطنهم وبحثا عن البطولة والقوة والسلطة.
ففي أواخر التسعينيات من القرن الماضي انتسب بطل قصتنا محمد إلى كلية الشرطة بعد حلم طويل رافقه في حياته فبعد تخرجه في الثانوية العامة قرر الانتساب إلى كلية الشرطة لتحقيق ذلك الحلم وبعد فترة من تقديم أوراقه جاء الرد بالموافقة عليه عنصرا من عناصر الشرطة وبأنه لائق للخدمة العسكرية وسوف يكون ضابط الغد.
استعد محمد إلى دخول الكلية مودعا أهله وأصدقاءه لأنه سوف يبقى أربعين يوما لا يستطيع خلالها الخروج من الكلية لأي سبب من الأسباب إلا في الظروف الطارئة وبعدها يحرج لفترات وجيزة ثم يعود ليقضي أربع سنوات كاملة لا يخرج خلالها سوى في عطلة نهاية الأسبوع وهذه الفترة متعارف عليها منذ زمن بعيد وهو عرف منتشر في الكثير من الدول حيث يخضع فيها الطلبة لتمارين شديدة وتدريبات خاصة كل يتخرجوا ضباطا أشداء من الكلية وهم في أكمل قدراتهم وطاقاتهم الذهنية والجسدية فيستطيعون التعامل مع الشارع والأمور اليومية التي تحدث في البلاد وبخاصة الأحداث السيئة التي تتم على يد المجرمين وغيرهم.
دخل محمد إلى الكلية ومعه المئات ممن تم قبولهم وبعد دخوله من الباب تجمع الكل أمام الضابط المسؤول حيث قام بشرح مبسط للطلبة الجدد وعند انتهاء الشرح توجه الجميع خلف الضابط المسؤول للذهاب إلى مكان نومهم المهجع أو الثكنة العسكرية بركس لتعريفهم بأماكن نومهم ومحل إقامتهم وبعد أن انتهى أقفل عليهم الباب وقال لهم سوف آتي في الساعة الرابعة صباحا وأرى الجميع متأهبا ومستعدا لبدء اليوم الأول.
في الموعد المحد استيقظ الجميع لبدء العمل حسب نظام الكلية وتلقي التمارين والتعليمات وكان الطلبة بداية الأمر في حيرة أمام هذا الوضع وهذا طبيعي حتى يتكيفوا مع الوضع القائم ويستقروا ومع مرور الأيام سوف يتأقلمون مع الوضع الجديد وأما محمد فكان مستعدا كعادته منتظرا التعليمات وهو في جهوزية عالية وحماس شديد.
بعد النهوض من النوم بنصف ساعة تجمع الطلبة الضباط في الميدان للبدء وبعد خمس دقائق أصدر الضابط المسؤول تعليماته للأفراد من أجل تعريف الطلبة بأماكنهم وكيفية الوقوف وعليه تتحدد الفصائل والسرايا ويعرف كل منهم مكانه الذي سوف يكون فيه كل يوم.
بدأ المدربون وهم من الأفراد العسكريين وغيرهم بتعليم  الطلبة  كيفية  المسير أي أن يتم تحديد مجموعة مكونة من أربعة عشر طالبا يطلق عليهم فصيل يسيرون بجانب بعض وتنقسم المجاميع حسب عدد الطلبة في كل عام وتسير كل مجموعة خلف الأخرى وهو ما يشكل سرية حيث أن عدد أفراد السرية يكون أكبر من الفصيل، وهذا متعارف عليه في النظام العسكري لدى معظم دول العالم.
والكويت لديها أحدث النظم المتطورة وفي كل عام تقريبا يتم تطوير وتحديث كل ما يخص الجهاز العسكري غير أن الكويت تشارك العدول الكبيرة في التدريبات والمناورات التي تجري بينهم وهذا مدعاة للفخر.
مرت ساعات طويلة والطلبة يتدربون في الميدان وبعد الانتهاء من التدريب رجع الطلبة إلى مهاجعهم حيث كان ذلك في وقت الغروب وعند وصولهم تعرف محمد على الكثير من الأصدقاء لكونه محبوبا وخفيف الظل.
وفي صباح اليوم التالي استيقظ الجميع في الرابعة فجرا حسب التعليمات ونزل الكل إلى الميدان لإجراء التدريبات واستمر الحال كذلك حتى تخرجهم حيث أصبحوا معتادين  على هذا الأمر.
ومن جانب آخر في كل دورة كان قليل من الطلبة يهربون من الكلية يتركونها دون رجعة لأنهم لم يستطيعوا تحمل المشاق الصعبة أو لظروف خاصة بهم تحول دون الاستمرار وهذا الأمر طبيعي ولا يوجد به غرابة.
مرت فترة من الزمن ومحمد داخل الكلية يصارع من أجل أن يصبح من أوائل الكلية وأن يكون من المميزين وكان مجتهدا حتى إنه أصبح قائد فصيل وكان صديقا للجميع. وفي إحدى المرات التي كان يتحاور فيها مع الأصدقاء ذكر أحد الأشخاص أن مكان الكلية كان مقبرة في السابق وتم بناء الكلية عليها فاستغرب محمد مما ذكره زميله.
وأثناء فصل الشتاء المتقلب مرض محمد في ساعة متأخرة من الليل وكان يعاني أعراض نزلة برد شديدة فقرر الذهاب إلى الضابط المسؤول لأخذ الإذن منه بالذهاب إلى عيادة الكلية وكان المهجع مظلما وجميع الطلبة نائمين فبدأ بالسير وهو لا يكاد يرى أمامه وشعر بدفعة تأتيه من خلفه وكأن يدا امتدت إلى كتفه ودفعته فخاف وعندها التفت خلفه ولم ير أحدا فأسرع في الخروج من المهجع ذاهبا إلى مكتب الضابط وهو في الطريق استوحش في الهدوء الشديد ولاحظ أنه لا يوجد سواه في الخارج وحين وصل إلى مكتب الضابط طرق الباب ودخل إليه وكان نقيبا آنذاك نظر النقيب إلى محمد وقال له ماذا بك وجهك متعب ولونك متغير؟ قال محمد إني مريض وأريد أن أذهب إلى العيادة فرد عليه النقيب بأنه لا مانع من ذلك ولكنه قال لبدر عليك أن تتبع الطريق الإسفلتي المضئ ولا تذهب من المكان المظلم فاستغرب مما قاله! حيث كان المكان المظلم يختصر نصف المسافة التي حددها له الضابط وقد حذره من المرور فيه وكان هذا الطريق يمر على ميدان التدريب ويمر أيضا على أشجار كثيفة ومخيفة فقال محمد للنقيب سوف أذهب الآن لسوء حالتي.
وخرج محمد من غرفة الضابط  متجها إلى العيادة وبعد دقائق من المشي توقف وأحس بأن مسافة الطريق التي وصفها له النقيب طويلة  وأنه لا يستطيع أن يذهب من نفس الطريق فقرر الذهاب من الطريق المظلم مجازفا رغم ما فيه من مخاوف وفكر محمد بأن كلام النقيب فيه شىء مريب لا يريد أن يبوح به وأنه يملك أسرارا أو معلومات تخص هذا الطريق تملكه الفضول وسار من الطريق المظلم ولم يشاهد أي شىء يذكر حتى وصل إلى العيادة.
بعد أن تلقى محمد علاجه عاد من نفس الطريق المظلم، وحينما كان ماشيا سمع أصواتا غريبة وكأن أحدا يمشي بين الأشجار الكثيفة نظر حوله ولم يجد أحدا سواه فاستمر في المشي حتى وصل إلى ساحة الميدان وحينما مر هناك رأى رجلا طويل القامة واقفا في وسط الميدان عند مكان المنصة الرئيسية وفي يده سيف مرفوع إلى الأعلى في وسط وجهه وهو ينظر إلى المنصة دون حراك! فاستغرب محمد مما رأي وقال في نفسه من يكون هذا؟ ولماذا يقف هناك وكأنه يستعد لبروفة التخرج؟ ثم ما الذي أوقفه هناك وماذا كان يفعل؟
لم يكترث محمد لما رأى وظن أن هذا أحد الطلبة المعاقبين فأكمل مسيره نحو مكتب الضابط ليقول له إنه قد عاد وعند سيره عدة خطوات التفت إليه الشاب الواقف في الميدان وأشار بيده لمحمد تعال تعال مكررا وكان محمد يسمع صوتا غريبا يقول له تعال أسرع محمد في المشي دون توقف أو التفات إلى الخلف وبعد أن وصل إلى النقيب قص عليه ما رأى في الميدان، فرد النقيب عليه قائلا هل تلقيت علاجك؟ فأجاب محمد: نعم وقال إن هناك شخصا واقف في الميدان يناديني وفي يده سيف فرد النقيب أنا موجود في هذه الكلية منذ أن تخرجت فيها وقد شاهدت وسمعت أمورا كثيرة لا تحصى ولا تعد وعندما قمت بتحذيرك من الذهاب في ذلك الطريق كنت أعرف أن المكان ملئ بالأشياء الغريبة والمخيفة التي لا يوجد لها تفسير.
فهم محمد مغزى النقيب من نصيحته له فاستأذن وذهب إلى المهجع للراحة والنوم ولم يحدث بعد ذلك شىء حتى السنة الثالثة لوجوده في الكلية حصل أمر أغرب.
أفاق الطلبة في المهجع على صرخة مسؤولهم يقول لهم: تهيؤوا وتأهبوا حالا لقدوم آمر الكلية لنا يريد أن يتفقد ويستطلع آخر المستجدات وعليكم البدء فورا دون تأخير. فوجئ الطلبة بالوقت حيث كانت الساعة الثانية عشرة ليلا وفعلا أكمل الطلبة تجهيزهم لاستقبال الأمر وعلى الفور تفقد المسؤول طلبته وتأكد من أن الجميع جاهز وبعدها ذهب لإخبار ضابط الخفر بأن الطلبة على أهبة الاستعداد لاستقبال آمر الكلية وهم بانتظار الأمر والتعليمات فانصدم ضابط الخفر من كلام الضابط  المسؤول بل وكاد يصعق.
قال له ضابط الخفر من الذي أمرك  بأن توقظ الطلبة في مثل هذه الساعة ومن قال لك بأن آمر الكلية ينوي أن يأتي إلينا ويزورنا؟ أنا لا علم لي بهذا الأمر على الإطلاق، فمن أين أتيت بهذه المعلومات؟! رد مسؤول المهجع بأن هناك أمرا غريبا في الموضوع وحكى لضابط الخفر كل الذي حدث له بالتفصيل.
قال كنت ذاهبا إلى الحمام قبل قليل فسمعت أحدا يناديني فاستغربت وعندما نظرت وأنا في الدور الثاني إلى مكان الصوت الصادر وجدت في الأسفل ضابطنا النقيب يأمرني بأن أوقظ الطلبة المتدربين وأجعلهم يجهزون لأنه سوف يأتي آمر الكلية بزيارة مفاجئة بعد قليل بالإضافة إلى أنني رأيته خارجا من سيارته فاتحا الباب مترجلا بين السيارة والأرض فقلت له سوف أنفذ الأمر على الفور ثم أيقظت الطلبة وأنا الآن هنا لأقول لك إننا جاهزون.
وبخ ضابط الخفر الضابط المسؤول وقال له إن الضابط الذي رأيته مسافر وكنت أكلمه منذ يومين وهو في إجازة إدارية لمدة أسبوعين فكيف رأيته؟!
قال الضابط إن الكلية مبنية على مقبرة قديمة جدا وإن  هناك أمورا لم تفسر إلى وقتنا هذا وإن أحداثا جرت لم تخطر على بال أحد وقال ضابط الخفر سمعت بهذه الأحداث والأمور المخيفة منذ أن كنت طالبا وإن أغلب الضباط الذين قاموا بتدريبي يحكون ويتناقلون أحداثا يصعب تفسيرها وتوضيحها وعموما أذهب حالا وفض الطابور ودع الطلبة يعودون إلى النوم وفي اليوم التالي ذاع ما حدث مع مسؤول الطلبة.
وبعدها تخرج محمد في كلية الشرطة محملا بالقصص والحكايات التي لا تنسى.

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا