الخرافات الكويتية
الخرافات الكويتية هي قصص لأحداث خيالية، أبطالها شخصيات من كائنات مختلفة، كانت سائدة في الماضي نسجها خيال الكبار بغرض تخويف الأطفال. ولكن لفرط جهل بعض الكبار من البسطاء، كذبوا الكذبة ثم صدقوها، فاعتقدوا وجزموا بوجود هذه الشخصيات الخرافية.
أما بالنسبة لمجتمع وعالم الأطفال فكان اعتقادهم بهذه المخلوقات والمسميات الخرافية بين الشك واليقين، فبمجرد أن يكتشف الصغار أن هذه المسميات والكائنات خدعة ولا صحة لوجودها، تم ابتداعها من قبل أهلهم لغرض التخويف حتى يعلنوا تمردهم وعنادهم فيزدادوا شقاوة على شقاوتهم.
وقد بدأ توثيقها في منتصف القرن العشرين من خلال الباحثين والمؤرخين المتخصصين في التراق الكويتي.
1. عبد السله والجليب:
لا يخلو أي بيت كويتي قديماً من بئر الماء، وهو ما يسمى باللهجة المحلية (جليب). وأصل الكلمة عربي فصيح من القليب، وتعنى أنه قد تم قلب تراب البئر وأخرج حتى يتم الوصول إلى نبع الماء. وعند بناء البيت، فإن أول ما يتم حفره هو الجليب.
وغالباً ما يكون موقعه في منتصف فناء البيت. وكان فيما مضى يعتبر الخزان الحيوي وشريان الحياة اليومي الذي يقوم عليه البيت. ويؤخذ من ماء البئر أو الجليب ما يستفاد منه في التنظيف والاستحمام وغسل الأواني.
ولوجود الجليب في مكان ظاهر أمام أعين الأطفال، كما أن قاعه قد تكون عميقة بالنسبة لهم مما يؤدى إلى غرقهم، وخوف أهلهم عليهم فقد كان الأهالي في السابق يحذرون أطفالهم من الجليب بعدم الاقتراب منه نهائياً لأن هناك كائن متوحش وشرير له أنياب حادة اسمه عبد السلة قابع في أعماق هذا البئر، أو من خلفه ينتظر منهم فقط الاقتراب ليقفز على أطراف هذا الجليب عندما يأتون للعب حوله أو لاستخراج الماء (زعب الماء) من دون استئذان الأهل. يأتي هذا الشرير ينقض عليهم بأسنانه البارزة المخيفة ويخطفهم إلى عالمه المرعب ذاهباً بهم إلى أعماق البئر المظلمة الموحشة حتى يأكلهم ويقضي عليهم.
نعم، كانت هذه وسيلة الأهل في إبعاد أبناءهم عن طريق الخطر، فهم يعلمون أن الفضول من سمات الطفولة، والبحث عن كل ما هو جديد ومختلف، أو قد يكون بعيداً عن متناول أيديهم، وعادة ما يقدم الأطفال على مغامرات دون التفكير في عواقبها.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا