بين الأمس واليوم 20 1 لأنفاس قطر

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-05-03

الفصل العشرون 

"مبروك.. يقولون ناسبتوا آل كسّاب(("مهاب ينظر لصاحب الصوت المتهكم وعيناه العسليتان تلمعان ببريق إبتسامةليرد عليه بهدوء: الله يبارك فيكغانم بنبرة ذات مغزى: وش إحساسك وأنت تزوج أختك لأخ اللي أنت نشبت في حلقها من كثر ماكنت تهينها..((مهاب انقلب هدوء صوته لصرير غاضب يصدر من بين أسنانه: غانم توك قبل كم يوم.. تقول ماعادنا طلاب في الكليةوإلا أنت مشتاق لطقم أسنان جديد((غانم يرفع حاجبا وينزل آخر: وإلا أنت يمكن تبي كتفك الثاني ينخلع((مهاب يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم: غانم اقصر الشر..غانم يهز كتفيه بهدوء: أنا قاصر الشر من زمان.. بس متعجب من تدابير ربي.. البنت اللي حرقت أعصابها بإهاناتك قبل سنينربي ينصرها عليك ويصير إخيها نسيبك..حينها مال مهاب على غانم ونظر له بنظرة مباشرة: وأنا متعجب من سنين لين الحين وأنت حارق دمك بالدفاع عنها.. ما تعبت..غانم بحزم: أنا ممكن أتقبل أي شيء إلا إهانة مرة.. لأن المرة ما يهنيها إلا الرخيص..حينها تصلبت يدا مهاب بغضب وهو يوشك على الإطباق على جيب غانم بدون تفكير...لأنه شعر أن غانما يوجه له إهانة مباشرة وبشكل مقصود..لولا فوج كبير من (سكاي تراكس) دخل للتو لاستراحة الطيراين.. جعل مهاب يبتلع غضبته قسرا..فزيارة السكاي تراكس التفقدية حدث كبير يتم انتظاره بحماس لأنه على ضوءه يتم تقييم درجة خطوط الطيران على سلم من خمس نجوم..ولن يكون هو من يفسد هذه الزيارة.. لذا استرخى في مقعده وذكرى العراك السابق قبل أربع سنوات تعود لذاكرته......قبل أربع سنوات..كلية قطر لعلوم الطيران..مزون تنسحب بحرج مر وهي تبتلع غصتها وعبراتها بعد موشح إهانات تفنن مهاب في إيلامها به كالعادةوهي تحاول ألا تنزل رأسها حتى.. كانت تسير برأس مرفوع وخطوات ثابتة..رغم أنها في داخلها تكاد تنكفئ على وجهها لرغبتها في الهرب من عيون الجميعكان يقف في الزاوية يحترق حتى كاد يترمد.. يستحيل أن يسكت على مسخرة كهذه..كانت هذه هي المرة الأولى التي يسمع مهابا يهين مزونا بهذا الشكل..كان قد سمع من زملائه أطراف حديث عن هذا الموضوع.. ولكن هو لم يسمع.. ولم يتخيل أن مهابا قد يفعلهاوهاهو سمع مالم يصدقه.. بل واحترق بسماعه..

أي رجل يكون هو أن رضيَ أن تهان هذه الفتاة على مسمع منه دون أن يدافع عنها(إإوخصوصا إن كانت تبدو بهذا الطهر والنقاء الموجع بشفافيتهمغلفة باحتشامها ومعتصمة بأدب رفيع منعها من أن تنحط إلى مستوى المشاحنة مع رجلمثلها تستحق أن تُصان.. وتُحمى.. وأن يقف مدافعا عنها..وهكذا كان... اندفع خلف مهاب الذي كان قد وصل إلى سيارته في مواقف الكلية في زاوية غير واضحةأمسك بباب مهاب قبل أن يركب وهو يصرخ فيه: أنت أشلون ترضى على نفسك تهين وحدة من بنات جماعتك بذا الطريقةوالله حتى المرة ما تسوي سواتك..حينها نزل مهاب من سيارته وهو يدفع غانم: لي أنا تقول ذا الكلام يا غنوم..أنا تقول لي مرة .. أنا((حينها اتخذ غانم وضعية قتالية: إيه مرة.. والله لا عاد تقول لبنت زايد آل كسّاب شي.. ياحسابك أنه معي..حينها لكزه مهاب بعنف: تكلم على قدك ياولدلم يطل العراك طويلا.. فكلاهما قوي البنية..لكمات قليلة.. خلعت كتف مهاب اليسار.. ووخلخلت بعض أسنان غانم وأطاحت البعض الآخر..ولكن بعد انتهاء العراك الذي لم يشهده أحد سوى بعض عمال النظافة الذين صمتوا متفرجين..كان هناك ما يشبه العرف المكتوب..أن لا يصعدا الموضوع أو يأزماه..فكلاهما من جماعة واحدة.. ولا يليق مطلقا ماحدث بينهمالذا توجه كلا منهما لبيته.. ليذهب يعد ذلك للمستشفى بشكل منفرد حتى لا يربط أحد بين إصابتيهماوهما يرفضان إخبار الشرطة بسبب العراك أو مسببه أو حتى من قام بالتعارك معهما6إإحادثة بقيت في ذاكرة كل منهما..توقف مهاب عن إهانة مزون.. ليس خوفا من غانم مطلقا.. وإنما لأن الفصل كان يوشك أساسا على الانتهاءوهو لا يريد مشكلة جديدة مع ابن جماعتهوغانم بقيت أسنانه الجديدة تذكره دائما بمن منحته إياها.. كان يمازح سميرة أنها فعلت به خيرا.. لأنه كان يحتاج لتقويم أسنانوبأسنانه الجديدة انتفت الحاجة للتقويم وهاهو يزداد وسامة بفضلهاومزون لم تعلم مطلقا بالعراك الذي حدث من أجلها..بل هي أساسا لم تكن تعرف غانما.. قد تكون لمحته في الكلية عدة مرات بشكل عابر..ولكنه كان في سنته الأخيرة في الكلية.. وهي كانت لا تنظر مطلقا لأي زميل خارج إطار محاضرتها.. لذا معرفتها كانت محدودة بطلاب دفعتها فقط...انتهت الذكرى.. حدث كان بالأمس ومازال تأثيره يمتد لليوم.. فهل سيتجاوز اليوم للغد؟؟..مهاب يخرج خارج المطار لأنه كان اليوم هنا فقط من أجل توقيع بعض الأوراقبينما غانم مغادر في رحلة ممتدة حتى الغد..خارج المطار.. عبدالرحمن ينتظر مهابا.. بعد أن كان من أوصله وهاهو ينتظره..دقائق من حوار اعتيادي هتف بعده عبدالرحمن ويداه على المقود..ونظره مثبت أمامه: أنت من يوم قلت لي تعال وصلني المطار وأنا داري إن عندك علوم...وصّلتك.. وهذا أنت طلعت... وعلومك ما بعد طلعت..مهاب بمودة عميقة: علومي موجعتني يأخيك...عبدالرحمن يبتسم: وعشان أختك ما تبيني.. تتضايق كذا((مهاب بدهشة: وش دراك؟؟ حد قال لك شيء((عبدالرحمن مازال مبتسما: يعني لذا الدرجة شايفني غبي... إن اللبيب بالإشارة يفهم..يا امهاب جعلني الأول.. الدعوى بسيطة.. كفاية إني أنا أصير خال عيالك.. الله ماكتب لي حد من خواتك..نصيبي مهوب عندهم..

ولا وهم نصيبهم عندي..وأنا الله أعلم وين بتحط رحالي..الحين القرار يبي له تفكير.. ماعادني بصغير.. والزواج صار ضرورة ليوعمري راح وأنا أرتجي نسبك... خلني الحين أرتاح من ذا الموال شوي.. استراحة محارب مثل ما يقولون..وعقب الله يكتب اللي فيه الخير..ولا تظن أبد إن ذا الشيء ممكن يأثر على أي شي بيننا..قد يكون فعلا لن يؤثر هذا الشيء مطلقا على العلاقة بين عبدالرحمن ومهابفالعلاقة بينهما تجاوزت أن يؤثر بها أي شيء مهما كانت قوتهالعلاقة بينهما وصلت حتى التماهي والتمازج التامحد توأمة الروح وتداخلهاإإولكن هذا لا يمنع أن إحساس ضيق عميق وخانق وصل لعبدالرحمن وطمر روحه:" أ لهذه الدرجة لم تجد إحدى ابنتي خالي فيَّ حتى ميزة واحدة تجعلها تقتنع بي(إأ لهذه الدرجة كنت سيئا وخاليا من الميزات(إوبعيدا عن كاسرة التي ما تمنيتها مطلقا لنفسها ولكن لكونها الشقيقة الكبرى فقطكيف تفعل بي وضحى الرقيقة الشفافة التي تمنيتها لشخصها هذا((تمنيت بالفعل أن أبني معها أسرة حقيقيةتمنيت أن تكون هي بالفعل شريكة لحياتي وسكنا لروحيكنت مستعدا أن أجعلها المرأة الأسعد في الكونولكن حتى حلم السعادة الذي أردت أن أمنحه لها استكثرته هي عليّ"

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا