عبدالله والعباءة لأحمد جاسم كرم

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-04-30

عبد الله والعباءة 

في أحد الأيام الباردة في فصل الشتاء سنة 1984م، كان هناك مجموعة من المراهقين - الذين كانوا أصدقاء منذ الصغر - مجتمعين لدى أحدهم في مساء العطلة الأسبوعية كالمعتاد، وكان الأصدقاء يفضلون منزل عبد الله للجلوس للاجتماع في منزله حيث إنه قريب من الصحراء وكبير، وكذلك كانوا يذاكرون الدروس الخاصة بهم مجتمعين فيه حتى يتم التعلم والاستفادة من بعضهم البعض بشكل جيد لكي يتحقق التقدم الدراسي لهم وهذه ميزة من ميزات الديوانية الكويتية فهي تخدم الصغار والكبار على حد سواء حيث يتم تبادل الثقافة والمعلومات، وذلك منذ نحو مائة سنة تقريباً وهذا ما يميز دولة الكويت وفي هذا السياق سوف أقص عليكم هذه القصة الغريبة. 

بداية القصة: 

بينما كان الأصدقاء جالسين خارج منزل عبد الله، على رصيف الشارع أمام المنزل في وقت متأخر من الليل وذلك في الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل إذ بامرأة مرتدية عباءة وضعتها على رأسها وكانت تدفع (عربانة) تسوق وبها ثلاثة أطفال غريبين المنظر مما أدهش الأصدقاء لغرابة المنظر لأن الوقت كان متأخراً فمن أين أتت هذه المرأة الغريبة، ولقد وقف الأصدقاء من هول المنظر حيث كانت المرأة تدفع العربانة بسرعة متجهة إلى الصحراء وفجأة اختفت وكأن شيء لم يكن، فتأكد الأصدقاء أن هذه المرأة وأطفالها ليسوا من بني البشر بل كانوا من الجان متجهين إلى الصحراء حيث بيتهم هناك، وعند هذه اللحظة تفرق الأصدقاء من شدة الخوف الذي رأوه من تلك المرأة فالأصدقاء كانت أعمارهم صغيرة ولا يستطيعون تحمل مثل هذه المواقف. 

أريد أن ألفت عنايتكم بأن هذه الجهة من الصحراء كان بها منزل مسكون من قبل الجان موصد الأبواب وتوجد حوله الكثير من الأشجار الكثيفة المرعبة الشكل وأن المرأة كانت متجهة بقرب هذا المنزل ولكن لم تدخل إلى المنزل بل ذهبت إلى جانبه. 

انتقل عبد الله وأسرته إلى بيت جديد يبعد خمس دقائق عن بيته القديم بالسيارة، المنزل الجديد هو من منازل شركة النفط الذي تعطيه للعاملين بها، وهو يتميز بالكبر في المساحة والسعة وبالرغم من ذلك لم يكن هذا البيت بالبيت المريح المناسب لأن الأحداث كانت متتالية على أفراد البيت حيث إن الجميع عان من الجان الذي كان يسكن بهذا البيت، فالأسرة لم تكن تعلم أن الجان كانوا بالبيت من قبل أن يأتوا إليه ويسكنوه بالإضافة إلى أن الجان أتوا معهم بعد الأحداث التي جرت في البيت السابق وهذا كان السؤال الذي أستغرب منه الجميع. 

كان عبد الله وأخوته يسمعون أصوات ويشعرون باهتزازات في الغرف تصدر دون أي سبب وكانت القطط تتكاثر وتتواجد في هذا البيت، ومع مرور الأيام والأوقات في البيت المشؤوم كانت خادمة البيت مسلمة مؤمنة بالله وكان لها خبرة بهذه الأمور حيث كانت تكلم الجان الموجود في داخل البيت وكانت تأمر الجان بأن يكفوا عن أفعالهم مع أصحاب البيت الطيبين المغلوب على أمرهم، وبينما كان عبد الله ذاهب إلى الخادمة في طلب بعض الأمور وعند وصولها إلى غرفتها وجدها تتحدث إلى أشخاص في الغرفة فشعر بأن هناك أحد داخل الغرفة وعند فتح الباب اكتشف الأمر فلم يجد أحد سوى الخادمة فارتعب وخاف خوفاً شديداً، وسألها مع من كانت تتحدث فقالت له: الجان الذين يسكنون البيت، وأردت أن أوقفهم عند حدهم، وأنه لا يوجد سوى الكلام لإيقاف أفعالهم، وقالت: أنا أراهم وأتحدث إليهم ولم أقل لأحد لكي لا يخاف الأبناء والأسرة في داخل البيت، وأنا جالسة أحاول أن أبعدهم عن هذا البيت، ولكن دون جدوى حيث إنهم كانوا يقولون لي: إن هذا البيت هو بيتنا الذي نسكن به ونعيش ونلعب فيه مع الأسرة والأولاد، ولا نريد أن نضر أحد، وأننا نود أن نعيش مع بعضنا البعض بهذا البيت، ومنذ ذلك الوقت عاشت الأسرة والجان في نفس البيت إلى أن هجر أهل عبد الله البيت وانتقلوا إلى بيت جديد بأحداث جديدة نرويها لكم في الإصدار الثاني للكتاب.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا