كنت في إحدى الليالي أدرس لوقت متأخر بالليل، كنت حينها طالبة بالثانوية العامة، وكانت الدراسة أهم شيء بالنسبة لي بالحياة، منزلنا مكون من طابقين، وكنت أشارك غرفة نومي مع شقيقتي الصغيرة.
دخلت أختي الصغيرة الحمام والتي كانت تبلغ من العمر حينها سبعة سنوات، وفور انتهائها وخروجها من الحمام تسمرت قدميها أمام بابه وأخذت تصرخ وتصيح، ولم تستطع التحرك ولا خطوة واحدة.
ومن شدة صيحاتها استيقظ والدينا وهرعا نحوها، أما عني فقد تسمرت قدماي على السلم بالأعلى ولم أستطع النزول ولا حتى الدخول.
وأختي جافاها النوم الليل بأكمله، كانت كلما أغلقت عينيها وجدت ما رأته أمام الحمام أمام عينيها؛ وأول ما أشرق النهار بنور وضياء الشمس، أخذها والدي وذهب بها للشيخ عرف عنه ورعه وتقواه لله سبحانه وتعالى، قرأ عليها آياتٍ من القرآن الكريم، وأوصى والدي بقراءة القرآن الكريم والمداومة على الرقية الشرعية
أما عن شقيقتي فجلست بجوارها وسألتها عما رأت فأخبرتني بما صعقني من شدة الخوف الذي كان به، قالت: “لقد رأيت رجلا قصير القامة عجوز للغاية مجعد الجلد، ينظر إلي ويبتسم وأسنانه على الرغم من قلة الإضاءة إلا أنني رأيتها فكانت مدببة وسوداء”!
ومن حينها أختي وحتى بوضوح النهار لا تجلس منفردة إلا وجميعنا حولها، وبالليل لا تسمح لي على الإطلاق بإطفاء النور، والشيء الآخر حول والدي لها شاشة التلفاز بالغرفة لنجعلها على قناة المجد التي يترتل بها القرآن أناء الليل وأطراف النهار.
أما عن قصة الجني الذي كان بمنزلنا، كان بمنزل جيراننا رجل يقوم بعمل المحرمات من الأعمال السحرية وما شابه ذلك، وذلك الرجل كان قد تزوج ابنه جديدا وقد شعرت زوجته بالتعب الشديد، قيل أنه قد تلبس بها الجن، وكنا بكل يوم نسمع صرخاتها وتحدثها بكلمات غير مفهومة للغاية، والشيخ الذي ذهب لديه والدنا أخبره أن هذا الجني قد هرب لمنزلنا من المنزل الذي خلفنا، ومع قراءة القرآن الكريم بصفة مستمرة لم يجد بمنزلنا مكان له، فذهب ولم تره شقيقتي إلا مرتين اثنين في يومين مختلفين وبنفس الهيئة والشكل ونفس الابتسامة المخيفة.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا