إختفاء_ليلى

  • الكاتب : omaa
  • / 2024-04-24

#إختفاء_ليلى

 

بعد مغيب الشمس بلحظات جاءت الى البيت ودموعها تبلل خدها وقد احمر وجهها وبدت عليها علامات الخوف نور والذعر .

 

ليلى الفتاة الجميلة التي لم تكمل الرابعة عشرة من عمرها حديث شباب الحي لجمالها وفتنتها .

سألها ابيها ما الذي حصل معك يا ليلى ؟ هل تشاجرت مع صديقتك ام ماذا ؟ ام ان احد الشباب قد عاكسك بالطريق ؟

 

ولكن ليلى لم تستطع ان تجيب والدها بل جرت اليه واحتضنته واصبحت تبكي بشده ..

ابي قال انه سيأتي ويأخذني وانا لا اريد الذهاب معه ..

الاب : ومن هو يا ليلى من سيأخذك ولماذا يأخذك ؟

_انني خائفة يا ابي ولا اريد ان اذهب معه انه مرعب يا ابي .

_ليلى ابنتي الغالية اهدئي قليلاً حتي افهم ما حصل معك .

 

تنهدت ليلى قليلاً ومسحت الدموع عن وجهها ونظرت لعيني ابيها وقالت له : هل تصدقني اذا قلت لك ؟

قال لها : نعم اصدقك قولي لي ما الذي جرى معك ؟

ابي هل تذكر اول يوم طلعت فيه معك لبيت عمي وجئنا الى البيت متأخرين بعد منتصف اللليل . وعند زاوية البيت البيت المهجور المقابل لبيتنا سمعت صوت شخص يناديني : ليلى ليلى تعالي ...

وعندما اخبرتك انت قلت لي انك تتخيلين هذه الاصوات فقط ..

ولكن اصبحت اسمع هذه الاصوات كلما مررت بهذا المنزل يا ابي ... ابي انني خائفة منه ..

الاب : اكملي لي ما الذي حصل معك اليوم حتى جئتي مرعوبة هكذا ؟

ليلى : ابي هنالك جني في هذا المنزل وهو يناديني كل يوم ويقول لي اني اريد ان اتزوجك يا ليلى ..

والغريبة انني اسمع هذه الاصوات لوحدي لأني عندما حدثت سعاد صديقتي لم تصدقني بل وقدمت معي امام المنزل المهجور وكنت انا اسمع حديثه جيداً ولكن سعاد لم تسمع ما يقول ولم تصدق كلامي وقالت لي لقد اصبحتي تخافين من هذا البيت رغم انه موجود بجانب بيتكم منذ زمن بعيد ..

ولكن اليوم حصل ما حصل يا ابي ؛ لقد رأيته انه جني يرتدي معطفاً طويلاً ابيض ووجهه احمر وعيونه سوداء قال لي :اريد ان اتزوجك يا ليلي منذ ٣ سنوات ولكنك كنتي طفلة وستكملين عامك الخامس عشر بعد اسبوعين وبعدها مع اكتمال اول قمر سآتي وآخذك معي سآخذك الي عالمي ستصبحي زوجة اكبر جني في هذه المنطقة .. وقال لي استعدي للزواج وودعي كل اهلكِ واصدقائك .

وانا مرعوبة يا ابي واخشى ان يأتي فعلاً ويأخذني ..

 

ضحك الاب واقترب من ليلى قليلاً امسكها من يديها الباردتي المرتجفتين ولمس رأسها ووجد ان حرارتها مرتفعة بعض الشي فأخذها من يدها الى غرفتها وقال لها انتي متعبة بعض الشي واعطاها بعض الحبوب المسكنة وقال لها اهدئي قليلاً ونامي الآن وان شاء الله ستكونين بخير عند الصباح .

اخذت ليلى تبكي .. ابي انت لا تصدقني اليس كذلك ؟ ابي لماذا لا تصدقني انا لم اعد طفلة لماذا لا تصدقني ؟

قال لها ابيها اهدئي يا عزيزتي انها مجرد خيالات لا غير . انتي الآن في مرحلة المراهقة وهذه المرحلة تصاحبها بعض التغيرات لذلك لا تقلقي انها مجرد هلاويس وستزول عند شروق الشمس ان شاء الله هيا نامي وعند الصبح ستكوني بخير ...

اغلق الاب الباب على ابنته ليلى وهي تبكي حسرة على عدم تصديق والدها لها ..

واصبحت مستيقظة الي ساعات متأخرة من الليل ولم تغمض لها عين ..

وعند الواحدة منتصف الليل احست ليلى بحركة اقدام قرب النافذة وهذا الصوت يزداد شيئاً فشيئا حتى وصل النافذة وبعد قليل تسمع اصوات فتح النافذة بهدوووؤ .

رفعت ليلى رأسها فإذا بها تنظر الى نفس الجني الذي قابلها عند المساء .. لم تستطع ليلى ان تتحرك وتسمرت في مكانها وضحك ههههههاااااا : هل انتي خائفة يا ليلى ؟ لا تخافي فانا اريدك زوجة لي لذا لا تخافي ولا تخبري احداً لأنهم لن يصدقونك وسيقولون انك مصابة بالجنون ..

قالت له ليلي بصوت مبحوح : ماذا تريد مني انا لا اريدك اذهب عني واتركني لحالي !

ضحك الجني بصوت مرعب وقال لها : اخبرتك سابقاً موعدنا مع اكتمال اول قمر في عامك الخامس عشر ...

واختفى الجني في لحظات .. 

جعل ليلى محتارة في امرها ولم تغمض لها عين حتى الصباح .

جاءت الى ابيها لتحدثه بالموضوع ولكنه قال لها اخرجي هذه الافكار يا ليلى انها مجرد احلام وتخيلات ولا يوجد شي يسمى جني في المنزل المجاوز لنا فنحن نسكن هذا المنزل لأكثر من ثلاثين عاماً ولم نرى اي شي غريب على هذا المنزل لذلك اقول لك انها مجرد تخيلات ..

حزنت ليلى كثيراً لعدم تصديقا والدها وبكت كثيراً لفقدانها امها وتمنت لو كانت امها حية لكانت اول من يصدقها .

ولكن لم اتجد من يصدقها وحدثت اغلب اصدقائها عن الموضوع ولكن لم يعيرها اي احد اهتماماً.

اصبحت ليلى تعاني في حياتها وآلامها وزداد يوماً بعد يوم حتى اثرت علي صحتها وشكل وجهها الذي اصبح شاحباً لقلة النوم ..

مضت الايام سريعاً يوماً بعد يوم وليلى اصبحت تتخيل ان يوم موتها قد اقترب .. 

وعندما رآها والدها بهذه الحالة ارسل في طلب الطبيب وعندما كشف عليها الطبيب قال لها انها بخير ولكنها تحتاج الى تغذية والنوم حتى تكون بصحة جيدة .

وكتب له بعض المسكنات ومحاليل التغذية .

 

تبقى ثلاث ليالي لإكتمال القمر وليلى تحاول جاهدة اقناع ابيها ولكن الاب لم يستمع لكلامها ..وفي اليوم الثاني استيقظ الاب عند منتصف الليل وسمع صوتاً يصدر من غرفة ليلى وعندما اقترب من الباب سمع صوت ليلى تقول اذهب عني اذهب انا لا اريد الذهاب معك خذ اشياءك وارحل من هنا ...

وفي هذه اللحظة اقتحم ابيها الغرفة ليرى ما يحدث ولكن كانت المفاجأة ...

 

.

وجد ليلى تجلس على ركبتيها علي الارض وترتدي قميص النوم وتنظر للنافذة وتبكي ...

هرع اليها والدها وانهضها من الارض وجعلها تستلقي على السرير واخذ يربت على كتفها ويقول لها اهدئي يا صغيرتي ستزول منك الحمى قريباً .. ولكن ليلى تبكي وتقول له : ابي انه الجني اتى وقال لي سآتي غداً لآخذك معي .. وان كنت لا تصدقني انظر لدولاب الملابس لترى الملابس التي احضرها لي وكلها باللون الاسود ..

ولكن ابيها لم يصدق كلامها وقال لها انها هلاويس تصاحب الحمى لا تقلقي يا عزيزتي فوالدك معك ..

وبعد ان هدأت ليلى تركها وذهب الي غرفته وعند الصباح ذهب لعمله ..

ليلى حاولت جاهدة ان تغلق النافذة بإحكام حتى لاتفتح وجلست من بعد المغرب مترقبة حضور الجني ..

 

ولكن لتعبها لم تمضي لحظات الا وهي تغط في نوم عميق ..

جاء والدها الى غرفتها فوجدها نائمة وجبينها يتصبب عرقاً ولاحظ ان النافذة مغلقة بإحكام وموضوع عليها صندوق العابها الثقيل حتى لا تفتح ..

فأنزل والدها الصندوق بهدوء وفتح النافذة واسدل الستار من فوقها لتحجب ضوء القمر ..

وخرج الي غرفته بعد ان اطمأن عليها ..

ولكن...

بعد الواحد والنصف منتصف الليل ..

 

وصل الجني ووجد النافذة مفتوحة دخل غرفة ليلى ووجدها تغط في نوم عميق كطفل ارق السهر عينيه نظر اليها بملامح وجهها الجميل التي لا تقل عن جمال القمر شيئاً بجمالها وقوامها الجذاب .ببشرتها اللدنة الناعمة التي لم تخالطها الوان المساحيق..

اخذ الجني ينظر اليها بإعجاب ..

وبعد مضي بعض الدقائق اخرج الملابس التي احضرها لها من دولابها والبسها ايها . واخرج حبلاً من نبات الكتان لفه حول رجليها ويديها وحملها على كتفه وقفز بها من اعلى النافذة وحلق بها بعيداً واصبح يختفي شيئاً فشيئا حتى توارى عن الانظار واختفى ..

وعند الصباح جاء الاب ليتفقد ابنته الغاليه ولكنه لم يجد الا ملابسها وحذاءها بحث الاب في كل مكان ولم يلقى اثر لها ونظر عبر النافذة ولم يجد شيئاً ونظر الى ملابسها ورفع وسادتها فوجد ورقة بخط يدها مكتوب فيها :

 

(احبك ابي كثيراً ولكنك لم تصدقني عندما اخبرتك بالجني فإذا لم تجدني عند الصباح فلا تبحث عني )

     

ومنذ ذلك الحين لم تظهر ليلى ولم يجدوا لها اي اثر ..

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا