أشهر خرافات العرب في الجاهلية

  • الكاتب : horror666
  • / 2021-09-14

أشهر خرافات العرب في الجاهلية
1. الهامة
سلط الطير والمنون عليهم فلهم في صدى المقابر هام لم يعلم العرب في الجاهلية معناً للروح كما فسرتها الشرائع السماوية، لكنهم اعتقدوا في النفس البشرية وحاولوا تخيلها. فمنهم مَنْ زعم أنها الدم الموجود في جسك الإنسان، ومنهم مَنْ زعم أنها هواء موجود في تجويف الجسم والذي هو نَفَسه. وآخرين ذهبوا إلى أنها طائر انبسط في جسم الإنسان، يخرج حين يموت. وهذا الطائر هو الهامة وجمعها (هامات أو هوام)، فيزعمون أنه يسكن رأس الميت ويخرج من هامته، أي أعلى رأسه، حين يمون، ويظل يكبر حتى يصبح كالبوم تتوحش وتصيح، وتتواجد في الديار المعطلة والأماكن والمباني المهجورة وأيضاً مصارع القتلى وأجداث الموتى.
وإذا كان الميت قتيلاً، أتت الهامة إلى أهله، تنعق على رؤوسهم وتظل تصرخ وتقول (إسقوني .. إسقوني) حتى يتم الأخذ بثأره، بعدها تهدأ من هذا الصباح ويسكن المقتول في قبره. وبسبب ولوع العرب بالثأر فقد أرجعوا هذه الخرافة إليها.
وقد تأثر شعراء العرب في الجاهلية بهذه الخرافة أو الأسطورة وتناولوها في أشعارهم وقصائدهم فيقول ذو الأصبع العدواني وهو أحد الحكماء والشعراء: 
يا عمرو إلا تدع شتمي ومنقصتي     أضربك حيث تقول الهامة اسقوني
وقد جاء الإسلام والعرب على ذلك حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا هامَ ولا صَفَرَ".
2. الغول والسعلاة:
لقد نسجت المخيلة العربية في عصر الجاهلية الكثير من القصص والحكايات الخرافية حول الغول، فهو كائن حقيقي في نظرهم.
والغول: "كل ما أخذ الإنسان من حيث لا يدري فأهلكه. وجمعها أغوال أو غيلان. تزعم العرب أنه نوع من الشياطين تظهر للناس في الفلاه فتتلون لهم في صور شتى وتغولهم، أي تضلهم وتهلكهم". وهو قد يكون ذكراً أو أنثى، لكن عادة ما يذكرونه على أنه أنثى، ويُقال أنها جنس من الجن والشياطين. توصف أن لها خلقة إنسان ورجلاها رجلا حمار تقوم بالتغول في الخلوات في صور مختلفة، فتضللهم عن الطريق. وفي بعض الأحيان توصف بأن لها رجلي عنز، وقد يخاطبونها إذا اعترضتهم في الصحاري والفيافي فيقولون: 
يا رجل عنزٍ أنهقي نهيقاً     لن نترك السبسب والطريقا
ولأنها تتراءى لهم في الليالي الحالكة السواد وأوقات الخلوات فيتوهمون أنها إنسان مثلهم فتزيلهم عن طريقهم الذي هم سالكوه وتتيهم ولكن إذا صيح بها وزجروها فإنها تشرد عنهم في بطون الأودية ورؤوس الجبال وتختفي.
"والمشهور أن الغول يهلك بضربة واحدة من السيف، فإذا ضرب الثانية عاش".
ولقد شغلت هذه الأسطورة العجيبة خيال شعراء العرب لدرجة أن الشاعر الجاهلي الصعلوك الملقب بـ (تأبط شراً) له قصيدة يروي فيها قصته مع الغول وكيف قتلها بعد أن تمنعت عليه فيقول: 
أَلا مَن مُبلِغٌ فِتيانَ فَهمٍ        بِما لاقَيتُ عِندَ رَحى بِطانِ
بِأَنّي قَد لَقيتُ الغولَ تَهوي        بِسَهبٍ كَالصَحيفَةِ صَحصَحانِ
فَقُلتُ لَها كِلانا نِضوُ أَينٍ        أَخو سَفَرٍ فَخَلّي لي مَكاني
فَشَدَّت شَدَّةً نَحوي فَأَهوى        لَها كَفّي بِمَصقولٍ يَماني
فَأَضرِبُها بِلا دَهَشٍ فَخَرَّت        صَريعاً لِليَدَينِ وَلِلجِرانِ
فَقالَت عُد فَقُلتُ لَها رُوَيداً        مَكانَكِ إِنَّني ثَبتُ الجَنانِ
فَلَم أَنفَكُّ مُتَّكِئً لَدَيها            لِأَنظُرَ مُصبِحاً ماذا أَتاني
إِذا عَينانِ في رَأسٍ قَبيحٍ        كَرَأسِ الهِرِّ مَشقوقِ اللِسانِ
وَساقا مُخدَجٍ وَشَواةُ كَلبٍ        وَثَوبٌ مِن عَباءٍ أَو شَنانِ
أما الشاعر كعب بن زهير فيذكر الغول في إحدى قصائده فيقول: 
كَما تَلَوَّنُ في أثْوابِها الغُولُ    فما تَدومُ عَلَى حالٍ تكونُ بِها

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا