بسام وعدنان لأحمد جاسم كرم

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-02-26

بسام وعدنان 

في يوم الخميس (ليلة الجمعة) كان هناك عدد من الأصدقاء مجتمعين في الشاليه لدى شخص يدعى خليفة حيث اعتاد دعوة أصدقاءه في أيام العطل الرسمية والإجازات وعطلة نهاية الأسبوع لقضاء وقت ممتع ونسيان متاعب ومشاغل الأسبوع من عمل واجتماعات، وعليه دعا خليفة أصدقاؤه وهم حسب الأسماء بسام وعدنان وبدر وخالد وفواز بالإضافة إلى الكثيرين من أصدقائه الذين تواجدوا في الشاليه، وعليه أتى من أتى إلى الشاليه الخاص بخليفة الواقع بمنطقة الخيران جنوب الكويت وهي عبارة عن منطقة ساحلية تكثر فيها الشاليهات المطلة على ساحل الخليج وهناك الغير مطل على الخليج. 

كان بسام وعدنان متفقين على أن يذهبوا بسيارة واحدة إلى الشاليه وعند وصولهم إلى باب الشاليه رأوا سيارة ذات دفع رباعي باللون الأحمر واقفة، فعرف كل من بسام وعدنان صاحب هذه السيارة حيث كانت لشخص يعرفه الجميع بالمجازف وأنه أحمق متهور لحد الجنون وكانوا يخشون منه، فانقبض قلب بسام وعدنان على حد سواء لوجود هذا الشخص الغير مرغوب به فلما دخل بسام وعدنان إلى الشاليه حاملين معهم بعض الطعام كنوع من الزيارة أو الضيافة فبينما هم مترجلان على أقدامهما متجهين إلى باب الشاليه الداخلي وجدوا قط أسود اللون قبيح المنظر واقف أمام باب الشاليه وكأنه حارس للباب، وحين اقترب بسام وعدنان إلى باب الشاليه الداخلي قفز القط الأسود عليهم مما أصابهم بفزع شديد حيث سقط الطعام من أيديهم على الأرض وعلى الفور ذكروا الله ودخلوا إلى الشاليه قاصدين خليفة ومن معه، ذكر بسام وعدنان ما رأوه من ذلك القط اللعين الذي أفسد الطعام وأصابهم بالذعر حيث قال البعض بأن ما رأوه سوف يجلب لهم الشؤم وأنهم بانتظار مشكلة ما سوف تحل بهم. 

مر الوقت وهم بمرح ولعب ولهو مع الأصدقاء ومن بينهم صاحب سيارة الجيب الحمراء الذي كان يضحك ويقول لبسام وعدنان أن القط الأسود جاء من أجلي واستمر في الضحك، أحس بسام وعدنان أن هناك شيئاً يدعو إلى القلق وعند الساعة الثانية بعد منتصف الليل بدأ الحديث يدور حول المقابر والأشباح وعالم الجن، وبدأ الرعب يغزو كل الموجودين دون استثناء وأكثر من كان يروي هذه القصص هو صاحب الجيب الأحمر والكل يعلم أن ذلك الشخص له باع طويل بهذا الموضوع، وأنه يعرف ما لا يعرفه أحد سواه، بدأ يتحدث بأمور كثيرة وكان الأصدقاء يوافقونه الرأي تارة ويكذبونه تارة أخرى مما تحمله القصص من غرابة حتى احمر وجهه وبدأت علامات الغضب تخرج منه كونه العارف الذي فعل كل شيء ولا يوجد أحد سواه. 

وعند الساعة الثالثة والنصف فجراً قرر الشخص صاحب السيارة الحمراء أن يخرج للذهاب إلى مقبرة الزور القديمة المهجورة التي تم إيقاف الدفن فيها منذ 1950م وهذه الفكرة أثارت رعب الكثير من الأصدقاء فانشق المجتمعين في الشاليه لمؤيد للذهاب والرافض من شدة الخوف والمجازفة الغير محسوبة، وبعد إصرار شديد من صاحب السيارة الحمراء على الذهاب إلى المقبرة وقف واتجه إلى باب الخروج وعلى الفور بدأ بسام وعدنان بالتهامس فيما بينهم حيث قال بسام ما رأيك أن نذهب معه ونكشف أكاذيبه الصادرة منه؟ 

رحب عدنان باقتراح بسام والفكرة المطروحة ووافقه الرأي، فبادر بسام وعدنان إلى الذهاب مع ذلك الشخص الغريب الأطوار لكشف سره وما سوف يقوم به وحين بدء بسام وعدنان الذهاب قرر شخص آخر الذهاب معهم كنوع من الفضول ومعرفة ما الذي سوف يفعله ذلك الشخص بالمقبرة المهجورة، فذهب الجميع إلى سيارة الدفع الرباعي الحمراء وحين ركبوا إلى السيارة لاحظوا أن السيارة قديمة جداً وقذرة من الداخل ويوجد بها أقطاف سجائر في المنفضة وعلى الأرض ولاحظوا أيضاً جمجمة إنسان حقيقية يملأها التراب بالإضافة إلى عظام مختلفة الأحجام!!! ذهل الأصدقاء الثلاثة ودب بهم الرعب والقلق، وانطلق ذلك الشخص بسرعة كبيرة خارجاً من الشاليه وفي الطريق تأكدوا أن الشخص غريب الأطوار بقيادة السيارة حيث كان يقودها بغير اتزان، وبدأ يتحدث عن الجان والقصص التي مر بها وكل دقيقة تقريباً تمر تكون مزرية مع العلم أن الأصدقاء الثلاثة لا يعرفون مكان المقبرة المهجورة وبعد مرور 15 دقيقة وصلت السيارة الحمراء إلى طريق مظلم جداً في مكان مهجور، وفجأة وجدوا بوابة متهالكة مكسورة ولا يوجد سور خارجي للمقبرة إلا البوابة فقط، فدخل الشخص المذكور بسرعة كبيرة متجهاً داخل المقبرة وبعد دخولهم بسرعة اصطدمت السيارة بالبوابة متجهاً إلى أحد القبور المنتشرة في كل مكان وكان ذلك الشخص المذكور قاصداً فعلته بصدمة البوابة، وعند وصوله إلى القبر القديم حدد أحد القبور ووقف بسيارته فوقه وفجأة فتح باب السيارة وركض إلى أحد القبور المفتوحة وقفز داخل القبر وحينها بدأ الأصدقاء المرافقين بالهستيريا والخوف الشديد مما رأوه من ذلك الشخص، وبينما هم ينظرون إليه وقف الشخص من داخل القبر وأظهر عظام الميت المدفون بالقبر وبعد ذلك جاء بها إلى الأصدقاء الثلاثة من أجل تخويفهم وإظهار التهور - كما سبق وذكرنا -، وبعد ذلك نزل الكل من السيارة فقال الشخص المذكور: سوف أذهب بكم إلى مكان لا بد أن ترونه وعليه ذهب الجميع إلى المكان المقصود وعند وصولهم تفاجأ الأصدقاء الثلاثة بأن هذا المكان خاص بغسل الموتى ويدعى باللهجة المحلية (المغيسل) وعندها قام ذلك الشخص المذكور بالذهاب إلى مكان غسيل الميت ونام فوقه؟! وعند مشاهدة ذلك أصيب الأصدقاء الثلاثة بتحطم نفسي وأصبح تفكيرهم مشلولاً بتلك اللحظة فتغير لون الأصدقاء وبدأ الحديث عما يجري وعن تخلف ذلك الشخص الغريب الأطوار وبعدها خرجوا من المقبرة المهجورة عائدين إلى الشاليه وعند وصولهم نزل الأصدقاء الثلاثة إلى الشاليه حين قرر الشخص الغريب الذهاب، وعندها بدأ الأصدقاء الثلاثة بنقل ما جرى في تلك المقبرة والرحلة فكان الخوف سيد الموقف وقرروا بعدها مقاطعة ذلك الشخص الغريب الأطوار صاحب سيارة الجيب الحمراء.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا