السعلاة والجوريل والخناقين

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2024-01-29

السعلاة والجوريل والخناقين 

قصص الأشباح والجن والعفاريت التي تظهر فجأة على قارعة الطريق في الأماكن النائية والمهجورة ليست وليدة الأمس القريب ولم تقتصر على أمة من الأمم. فهذا النوع من القصص والأساطير موجود في فلكور الكثير من الشعوب.

في الميثولوجيا العربية هناك قصص من هذا النوع تتحدث عن السعلاة والغول، والسعلاة هي أنثى الغول برأي البعض، كلاهما من الجن، ولديها القدرة على التصور والتغول في أشكال وهيئات مختلفة، لكن السعلاة تفضل دائماً أن تتقمص دور امرأة حسناء جميلة تظهر لمسافرين الوحيدين في الطرق المقطوعة لتغويهم وتتلاعب بهم ثم تقتلهم وتلتهمهم.

وفي الهند هناك أسطورة جوريل التي تظهر للرجال في الأماكن النائية ومفترقات الطرق لتغويهم وتقتلهم وتمتص دمائهم حتى آخر قطرة. والجوريل هي شبح امرأة ماتت أثناء الولادة، امرأة لم تكن سعيدة في حياتها الزوجية ولم تكن ترغب في الحمل أصلاً، ولذلك هي تكن كرها كبيراً لجميع معشر الرجال ولا تتوانى عن الانتقام منهم متى ما سنحت لها الفرصة.

وبعيداً عن عالم الأساطير والخرافات، فقد كانت ولا تزال المرأة الجميلة واللعوب من أمضى الأسلحة للإيقاع بالرجل، فالخناقون الهنود، وهم عصابات من قطاع الطرق عاثوا فساداً في الهند خلال القرون الوسطى، كانوا لا يتورعون عن استخدام نساءهم للإيقاع بضحاياهم، خاصة مع المسافرين المنفردين، كانوا يستخدمون النساء والفتيات والحسناوات كطعم، فتتظاهر الفتاة بتعرضها لحادث، أو تزعم بأنها ضائعة، وحين يقترب المسافر المسكين منها ويحاول مساعدتها تبدأ بمشاغلته بالكلام، وربما أغرته بمفاتنها، حتى إذا لمحت منه غفلة، باغتته بخرقتها القاتلة فلفتها حول رقبته بلمح البصر، ثم يهرع إليها زملائها المتوارين حول المكان بسرعة ليساعدونها في الإجهاز على الضحية وقتله وسلبه.

أخيراً ننصحك عزيزي القارئ بالحذر من النساء الحسناوات.. خصوصاً في الليل وبالطرقات الخالية.. لأن العالم على ما يبدو مليء بأرواح وعفاريت وجن يعشقون الظهور في هيئة نساء جميلات يرتدين ثوباً أبيض.. وهناك قصص كثيرة عن هذه الكائنات البيضاء الشريرة قد نعود لها في مقال قادم.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا