14. علاء الدين والمصباح السحري:
علاء الدين شخصية خيالية شرقية، وفيها برزت إحدى أشهر القصص التي وردت في كتاب ألف ليلة وليلة. وفي الصفحات الأولى من هذا الكتاب وردت قصة هندية مأخوذة عنها.
أما قصة علاء الدين فتقول:
كان علاء الدين شابا بغداديا فقير جداً ويتيم الأب. صادفه ساحر من المغرب العربي؛ وزعم بأنه شقيق والده الراحل مصطفى الذي كان يعمل خياطا. وقد أظهر ذلك الساحر حسن نيته لعلاء الدين ووالدته حيث تعهد بأن يساعد علاء الدين ويعلمه كي يصبح تاجراً ثريا.
لكن الدافع الحقيقي وراء طيبة الساحر كان إقناع الشاب علاء الدين ليستخرج المصباح السحري من كهف العجائب المليء بالخاطر، وبعد أن خدع الساحر علاء الدين وحاول الحصول على المصباح السحري وإبقاء علاء الدين في الكهف، رفض علاء الدين تسليم المصباح السحري قبل أن يخرج من فتحة الكهف. لكن الساحر أغلق فتحة الكهف؛ فوجد علاء الدين نفسه محاصراً داخله.
كان علاء في حيرة وجلس يفكر كيف يمكنه الخروج وأثناء ذلك نظر للمصباح في يده وانفض ما عليه من أتربة وحكه قليلا. فظهر له جني ساعده على الخروج وأخذه إلى منزل والدته ومعه المصباح السحري. وعندما حاولت والدته تنظيف المصباح ظهر الجني مرة أخرى؛ فطلب علاء الدين من الجني أن يبني له قصراً، ففعل الجني كل ذلك.
اختلط علاء الدين وأسرته بعلية القوم بعد أن أصبح غنيا وصاحب قصر ومال وفير، وعاش هو وأسرته في سعادة. ثم قابل ابنة الملك في إحدى الحفلات فأعجب بها، وتقدم لخطبتها، فأجابه الملك بالموافقة. ثم زوجها له بعد عدة أشهر.
كان الساحر يراقب علاء الدين من بعيد، وينتظر الفرصة المناسبة ليسلبه كل ما حصل عليه من مال، ويسرق المصباح السحري منه.
تخفي الساحر في زي بائع مصابيح، وانتظر حتى خرج علاء الدين من بيته ونادى بقوله إنه يستبدل المصابيح القديمة بأخرى جديدة.
نادت زوجة علاء الدين على بائع المصابيح واستبدلت المصباح القديم بآخر جديد وظنت أن علاء الدين سيسعد بذلك.
عاد الساحر إلى بيته وحك المصباح بيده وطلب من الجن إن يجرد علاء الدين من أمواله وينقله هو وزوجته إلى كوخ حقير في بلد بعيد جداً، ففعل.
بكت زوجة علاء الدين لفراق أهلها بشدة، لكن علاء الدين ظل يسأل عن الطريق إلى بلدته، ثم سافرا سيراً على الأقدم لعدة أشهر قبل أن يصلا إلى مدينتهما مرة أخرى. وهناك في بلاده استطاع علاء الدين أن يسترد المصباح من الساحر مرة أخرى، وطلب من الجن أن يعيد إليه كل ممتلكاته وقصره، ففعل.
أدرك علاء الدين أن الساحر قد يحاول استرداد المصباح مرة أخرى، ثم يستخدمه في أعمال شريرة، فحرر الجني من المصباح وألقى المصباح في البحر، وعاش في سعادة مع زوجته. وأدرك أن ما يأتي بدون تعب من مال أو جاه قد يضيع بسرعة؛ وأن الاستعانة بالجن ليست من أخلاق الطيبين الصالحين.
وفي كتاب ألف ليلة وليلة العديد من القصص الأسطورية والخيالية. لكن قصة "علاء الدين والمصباح السحري" أشهرها وكذلك قصة "على بابا والأربعين حرامي" وقصص "السندباد البحري" وقد قدمت جميعها كحكايات للأطفال بالغة العربية والعديد من اللغات الأخرى.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا