في يوم من الأيام اجتمع أهل قرية بصعيد مصر على أن مكان لا يمكن لأحد المرور ولو حتى بجواره ولاسيما بليالي الشتاء بعد منتصف الليل، والجريء منهم من يجرؤ على حمل نفسه للمرور بهذا المكان، وخرجت من بينهم الكثير من التحديات بين الشباب، وكل واحد منهم خرج بكارثة يحمل سرد قصتها ويعاهد الله ألا يعود لتهوره مرة أخرى.
المكان المذكور قد قتل فيه شخصين بإطلاق ناري وسالت الدماء فيه، ومن حينها ويخرج عفريتان من الجن تارة يتشكلان في هيئة القتيلان وتارة في أشكال ما أنزل الله بها من سلطان، وكل على حسب الشخصية التي أمامهما، ولكن ما لم يختلف عليه اثنان في هذه القرية أن المكان محظور بعد منتصف الليل وحتى طلوع الفجر، ويكثر الأذى منهما في ليالي الشتاء الطويلة لدرجة أن الغريب يتم تحذيره ما إن تطأ قدمه القرية.
أحيانا كثيرة يخرج العفريت وقد ارتدى جلباب أبيض اللون ويمسك بيد سواك، وتتقاطر من على وجهه ولحيته قطرات مياه الوضوء، ويقف في زاوية بالشارع ليصلي الفجر!، وتارة يخرج عفريت رث الثياب بعينين حمراء مخيفة مفزعة يخيف كل من يقابله في طريقه، حتى أن النساء قد اشتكين من زيادة الوضع ومن الأصوات الغريبة اللاتي يسمعنها بالليل، ومنهن من ذكرت أن الباب وكأن أحدا ما يطرق عليه طيلة الليل وكلما همت لترى من الطارق دون أن تفتح الباب نظرا لليل لا تجد أحدا يجيب!
تعددت القصص كثيرا، واجتمع بعض رجال القرية ليجدوا حلا، وبالفعل أحضروا شيخا وقام بقراءة بعض آيات القرآن الكريم وفعل بعض الأشياء، وكل ما كان يحدث غريبا انتهى، ولكنه عاد بعد شهر واحد وفشلت جميع المحاولات لإنهاء هذه المعضلة!
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا