11. أبو زيد الهلالي:
أسطورة أبو زيد الهلالي بها الكثير من الحقائق. إنها قصة بطولات حقيقية. وأبو زيد الهلالي أحد أمراء بني هلال بن عامر من هوازن وفرسانهم، وقائد الجيوش العربية. ويعتبر أبو زيد الهلالي شخصية مشهورة في التراث الشعبي حيث نسجت حوله الكثير من القصص والأساطير
وأسطورة أبو زيد الهلالي أو "سيرة بني هلال" من أضخم وأبقى الأعمال التراثية التي تحكي حياة العرب البدو الرحل؛ وتوضح طرق الهجرة من الجزيرة العربية إلى مختلف بلدان العرب؛ فيما يعرف حاليا بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكان ذلك بحثا عن المرعى والمياه؛ وقد أضحت تلك الملاحم ما بين القبائل العربية من صفات متشابهة وثقافات وعادات متقاربة؛ مما أدى إلى إثراء وتوسع قبائل بني هلال وانتشارها
وتبدأ هذه السيرة ببيان المجتمع القبلي في الجزيرة العربية عن طريق قبيلة بني هلال. فمنهم من تحرك في شبه الجزيرة العربية ومنهم من أقام في صعيد مصر. وعندما جفت شبه الجزيرة العربية كان أبو زيد الهلالي موجوداً؛ فحث قومه أن يستعدوا لأن الهلاك قادم؛ ولكنهم كالعادة لم يسمعوا له. فخرج يبحث عن مكان ليقيم فيه هو وأصدقائه معه فذهب إلى بلاد عديدة حتى وصل تونس
ومن أشهر ملاحم هذه السيرة الطويلة ما يلي
ملحمة حسن بن سرحان (أبي علي) الملقب بالسرطان
ذياب بن غانم الهلال
القاضي بدير بن فاي
أبو زيد السلامة بن رزق الهلال
ولقد مهدت الملحمة لولادة هذا البطل بحادث فذ جعله يبدو كإنسان خارق. وتركز بطولة أبي زيد على دعامتين
الأولى - الشجاعة: وقد بالغ فيها الشعر العربي حتى أخرجها من الممكن وتجاوز بها الطاقة البشرية وكاد يعتبرها من الخوارق
الثانية - الحيلة: وقد أهله تجوله في البلاد لها؛ بأن علمه مختلف العلوم والفنون واللغات. فهو يستطيع أن يتنكر في أي زي وأن يحترف أي مهنة؛ وأن يتحدث بالعديد من اللغات. ومن هنا جاء المثل العربي الشهيرة "سكة أبي زيد كلها مسالك" كناية عن قدراته الخارقة على اجتياز الكثير الصعاب
وقد ابتدعت الملحمة الشعبية مبرراً للغزوة الهلالية من نجد إلى بلاد المغرب؛ والتي اصطحب فيها أبو زيد خيرة الفرسان ومن بينهم يحيى ومرعى ويونس. وكان المبرر هو وقوع أولئك الفتيان الثلاثة في يد الخليفة "الزناتي" بمدينة تونس الخضراء
وقد احتال أبو زيد حتى تخلص من الأسر وعاد إلى قومه في نجد. فما كان منهم إلا أن قاموا معه قومه رجل واحد يستهدفون مدينة تونس بناء على أوامر الخليفة الفاطمي لمحاربة الزيريين. وقد أحب الشعب العري هذه الشخصية وأعطاها مكان الصدارة ليس فقط بين أبطال سيرة بني هلال وإنما أيضاً بين أبطال السير الشعبية جميعا على كثرتها وتعدد أبطالها
والسيرة الهلالية تعتبر جزءاً من سيرة أكبر تسمى "تغريبة بني هلال". وهي تشمل قصص خروج بني هلال من ديارهم في الخرمة وتربة في عالية نجد إلى تونس. هي السيرة الأقرب إلى ذاكرة الناس؛ والأكثر رسوخا في الذاكرة الجمعية. وتبلغ نحو مليون بيت من الشعر. وقد أضفي عليها الخيال الشعبي ثوبا فضفاضا باعد بين الأحداث المروية وما حدث على أرض الواقع؛ وبالغ في رسم الشخصيات
ومن السيرة الهلالية تتفرغ قصص كثيرة مثل قطة الأمير أبو زيد الهلالي وقصص أخته "شيحة" المشهورة بالدهاء والاحتيال، وسيرة الأمير "ذياب بن غانم الهلالي"، وقصة "زهرة ومرعي". وغيرها من السير التي تشكل في مجموعها ما يعرف بسيرة بني هلال. والسير الشعبية هي من أهم مصادر الثقافة في أرياف البلاد العربية، وخصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار نسب الأمية المرتفعة
......:يدي.:...
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا