(قصة)
هاجر مدحت محمد
(1)
أنا (سحر).. حياتي زيي زي أي بنت تانية، أنا وحيدة بابا ماليش حد غيره هو و(رهام) صاحبتي وبعتبرها أختي، كمان هي اتجوزت وخلفت توأم بنت وولد، أما أنا خلصت تعليمي وبعدها اتخطبت سنة ونص واتجوزت، هي اه سنة ونص كتير شوية، لكن (علي) أما اتقدم لي استنى سنة أخلص تعليمي وأنا كمان استنيت، عملنا بيتنا حاجة حاجة، بنيناه مع بعض لحد ما خلصنا، بابا ما اعترضش عليه لأنه ابن حلال ويستاهلني (ده اللي هو قاله)..
علي ده بقه عيلته برا البلد كان معاهم بس رجع بقاله فترة كبيرة ما ارتحش هناك.. أنا في الأول كنت اعرفه شكلًا لأنه كان بيجي عندي في الكلية يزور صحابه بس بعدين عرفت إنها كانت حجة، اتجوزنا، أهله تقريباً مش موافقين بيا، ده السبب في إنهم مايحضروش فرحنا حتي، اتجوزنا وكانت أسعد أيام حياتي.. (علي) بيحبني جدًا، بيقولي علطول: "انتي سحر حياتي وأنا كمان أكيد بحبه، بعد سنة جواز خلفنا (حازم)..
أنا بحب الاسم ده أوي واتفقنا نسميه (حازم).. بعد 3 شهور من الولادة، طبيعي إن طول الفترة دي أي أم تحس بتعب وإجهاد، لكن أنا كانت حالتي بتسوء، كان بيغمى عليا كتير وصداع جامد، أنا خفت علشان (حازم) وخفت ده يأثر عليا بسبب الرضاعة الطبيعية، خليت (رهام) تقعد معاه ورحت اكشف مع إنها ألحت عليا انها تيجي معايا، بس أنا كنت بقلق على (حازم) فخليتها تقعد بيه، رحت للدكتور وطلب فحوصات وأشعة وتحاليل ورجعت البيت تاني.. بعد كام يوم لاقيت الدكتور بيتصل بيا عايزني اعيد الفحوصات دي تاني، استغربت بس قولت يمكن الأولانيين ضاعوا ولا حاجة، رجعت عملتهم وبعدها بكام يوم رحت له لوحدي بردو علشان أعرف النتيجه.. كانت الصدمة، الدكتور بيأكد لي إني عندي كانسر وأنه اتأكد من الأشعة أكتر من مرة واداني النتيجة وسابني تايهة مش عارفه أعمل إيه، نزلت وفضلت أمشي لحد ما وصلت البيت وأنا في ذهول تام.. (رهام) استقبلتني بس أنا مش سامعاها، مافوقتش إلا وأنا بسألها على (حازم) فين! قالتلي نايم، ماحستش بنفسي غير وأنا منهارة من العياط، ابني عنده 3 شهور بس، هسيبه ازاي.. و(رهام) متفاجئة بتسألني: "في إيه؟ النتيجة فيها إيه؟
قلت لها وانا بعيط وهي حاولت تمسك نفسها لكن ماقدرتش، قعدنا نعيط أنا وهي وماعرفش لأد إيه، (حازم) صحي ورحت له وسألتني:
- هتعملي إيه؟
قلت لها:
- مش عارفه بس لازم هتعالج على الأقل علشان خاطر (حازم).
وفي يوم كنا كلنا متجمعين يوم الجمعة، بابا و(علي) و(رهام) وعيالها، كنت أنا في الأوضه بدور على النتيجه بتاعتي مش لاقياها ومش فاكرة حطيتها فين، قلبت الدنيا ومش لاقياها ومش هعرف أدور في الصالة، كلهم برا ومحدش عارف إلا (رهام).. طلعت برا ببص عليهم لاقيت بابا ماسك الورقة وبيقرا فيها وأنا واقفه مش عارفه أعمل إيه، وبعدها سألني وهو متفاجئ:
- إيه ده يا (سحر)؟!
(علي) رد وقاله:
- في إيه يا عمي؟!
بابا ما بيردش مصدوم وبيتمالك نفسه، ساعتها ماحستش بنفسي سامعة صوتهم من بعيد، شكلهم ودوني المستشفى، مش قادرة افتح عينيا ولا اتحرك، كل جسمي رافض الاستجابة وحاسة بصداع رهيب هيكسر دماغي، بعدها ما أعرفش بأد إيه فوقت لاقتني على السرير في المستشفى وكلهم قاعدين حواليا بيراقبوني بصمت.. (علي) وبابا متماسكين لكن (رهام) كان واضح عليها العياط، شوية والدكتور جه قال إني لازم أبدأ العلاج وإن ده مشوار طويل ومش سهل ولازم أبقى أده.. "يا ربي إيه الاختبار الصعب ده".. بس إن شاء الله هتعالج وابقى كويسه علشان أهلي وحبايبي، كنت بروح اتعالج واروح، مكنتش بقدر ما اشوفش (حازم) ومش عايزاه يروح المستشفى، ده لسه صغير وفي نفس الوقت مش قادرة أعمل له حاجة، أنا باجي من العلاج مش بكون قادرة اشيله حتى، قررت إني هجيب له مربية تبقى معاه وترعاه واتفقت على واحدة شكلها كويسة صغيرة تقريباً في نفس سني، كنت مركزة معاها، كانت نظرتها غريبة بس يمكن أنا اللي مزوداها بسبب ظروفي، بس كانت بتهتم كويس بـ (حازم) وده الأهم بالنسبة لي، كنت بخلص الجلسة وارجع البيت أنام، ماكنتش بقدر اعمل حاجة حتى مابشوفش (علي) كتير، كان بيجي الشغل يلاقيني نايمه، وبابا و(رهام) بيبدلو مع بعض إنهم يبقو معايا، مش عارفه ليه (علي) مافكرش يجي معايا، بس يمكن لأنه ما يقدرش يشوفني كده أو علشان شغله بردو، مهو ما ينفعش ينساه، في يوم داخله البيت أنا و(رهام) وهي بتسندني، قالت لي:
- أومال فين اسمها ايه دي؟ غادة؟
قلت لها:
- اه تلاقيها جوا مع (حازم).
خرجت (غادة) من جوا وسألتها على (حازم).. كان كويس ونايم، واحنا قاعدين لاقيت (علي) طالع من جوا، قلت له:
- إيه ده؟ انت إيه جابك بدري النهاردة؟!!
قالي:
- لا بدري ولا حاجة، أنا لسه داخل.
وبعدها قعدنا شوية وقولت لـ (رهام) تدخلني جوا في الأوضه، دخلنا ونيمتني ولاقيتها بتقولي:
- بقولك إيه، خدي بالك من البنت دي، أنا مش مستريحه لها. ابتسمت وقلت لها:
- ليه بس؟ دي كويسه خالص مع (حازم) وشاطرة.
قالت لي:
- يا خوفي تكون كويسه خالص وشاطرة مع (علي).
سكتت شوية وقالت لي:
- بصي أنا مش عايزة اظلم حد، بس ما ينفعش إنها تبقى في البيت مع جوزك لوحدهم، ده اللي اقدر اقولهولك، المهم خلي بالك من نفسك، أنا مش هعرف أجيلك بكرة.
قلت لها:
- ماشي.
ومشيت، فكرت في كلامها، أكيد معاها حق، ونمت بعدها علطول.
تانييوم لاقيت (علي) ما راحش لسه الشغل، صحيت ولاقيت الفطار متوضب، قلت له:
- أنت اللي عملت الفطار؟
قال لي:
- لا دي (غادة) اللي عملته.
سكت شوية وقلت له:
- بقول لك إيه يا (علي).. ممكن لما تبقى تخلص شغل بدري تبقا تيجي لي المستشفى، مش لازم تبقى لوحدكو هنا في البيت.
لاقيته قعد يزعق ويتخانق ويقول:
- انا باجي من الشغل تعبان، عايزاني اجيلك وما اروحش بيتي ارتاح، علشان ارضي سيادتك.
فضلت ساكتة، مش قادرة اتخانق، أصل خدوهم بالصوت وأنا ماعنديش حيل اتخانق، خلص كلامه ولبس ونزل وانا فضلت قاعده أعيط، ما سكتش إلا اما لاقيت صوت بابا برا، مش عايزاه يحس بحاجة طلعت برا ولاقيته بيسألني:
- مالك؟
قلت له:
- مفيش، تعبانه بس شويه.
قال لي:
- طيب تعالي نخرج شويه.
قلت له:
- بصراحة يا بابا ماليش نفس، خلينا كده أحسن.
بس هو صمم إنه يخرجني، مش عارفه، بس مش حاجة حلوة إن وقت ما أكون مش عايزة اخرج حد يغصبني على الخروج، أكيد كده مش هفرح.
خرجنا وفضلنا طول اليوم برا لحد بليل وما قدرتش، تعبانة وعايزة امشي، بابا وصلني وقعد شوية ومشي، بس مش عارفه في حاجة مش مريحاني في البيت بس عرفت واتأكدت إن (علي) خاني معاها، مع (غادة) اللي جايباها لابني!!
كان مع (رهام) حق، يعني مش كفاية إني بصارع المرض علشان حياتي، لا وكمان أصارعها علشان ما تخطفش مني حياتي، طردتها وطلبت الطلاق لكن هو مارضاش ومصمم على رأيه، أنا فضلت أعيط من يومها ومش عارفه أنام حتى وما بقيتش بروح الجلسات، قعدت مع نفسي أفكر وبصيت لنفسي في المرايا، شكلي كان شاحب جدًا ومع إني بلبس بروكة وبحاول أهتم بنفسي برغم تعبي إلا إنه بص لواحدة تانية، ما قدرش ظروفي اللي بمر بيها، صعبت عليا نفسي، غمضت عينيا ودموعي نازلة مني "معقولة يا (علي) يكون سحر حياتك ما بقاش موجود، اختفى كأنه ماكانش!!"
الموضوع ما انتهاش على كده وبس، في مرة كنت في الصالة قاعدة مش بعمل حاجة، سمعت صوت موبايلي بيرن، في رسالة جات لي على الواتساب، لاقيت رقم غريب باعت لي صورة! دي صورتي! وأنا قاعدة في الصالة دلوقتي!
رحت للمكان اللي من ناحيته أتاخدت الصورة، في حتة مستخبية لاقيت كاميرا، بنت اللذين حاطه كاميرات في بيتي! والله أعلم حاطه فين تاني، رحت بسرعة على أوضة (حازم) أدور مش بلاقي أو يمكن في مكان مش عارفه أوصل له، اتصلت بسرعة بـ (رهام) وبحكي لها وأنا بترعش، أنا قاعدة في بيتي ومش حاسة بالأمان، حد بيراقبني، حاجة مرعبة مش عارفة افكر ازاي ودماغي هتموتني من الألم، ما حسيتش بنفسي غير وانا سامعه صوت الجرس وخبط على الباب وانا واقعة على الأرض، حاولت أقاوم وقمت افتح، كانت (رهام) وهي مخضوضة عليا يكون حصل لي حاجة، طمنتها وسألتها:
- أعمل إيه انا دلوقتي؟
قعدت تزعق فيا وتقول:
- المهم صحتك وأي حاجة بعدها تتحل، لازم تاخدي علاجك بانتظام وجلساتك.
وفضلت انا ساكته لحد ما خلصت، وقالت لي:
- وبالنسبة لموضوع الكاميرا ده، أكيد (غادة) اللي حاطاها.
قلت لها:
- أكيد طبعًا لأن مفيش حد غريب جه البيت غيرها.
فضلنا ندور على أي كاميرات تانية، لاقينا في كل مكان كاميرا حتى في المطبخ، ما كانش فاضل إلا الحمام "ده كرم منها والله"
اتصلت بالرقم اللي باعت لي الصورة أكتر من مرة، كان مغلق، أكيد عملت الحركة دي ورمت الخط، مهي حاجة سهلة، فضلت قاعدة والكاميرات على الترابيزة مستنية (علي).. ده ميعاد إنه يجي البيت ياخد حاجة من حاجاته ويبص على (حازم) ويمشي، من ساعة ما عرفت اللي حصل وهو بيبات عند صاحبه، أنا عارفه إنه بيبات عند صاحبه، ماشي عدل الأيام دي، وصل ولاقاني قاعدة سألته يعرف حاجة عن الكاميرات دي أو ممكن يكون هو اللي مركبها علشان يعرف بنعمل إيه أو يتطمن علينا، بس حتى لو كده، ده ما لوش حق أنه يعمل حاجة زي كده، بس إحساسي بيقول إنه مش هو، هو استغرب جدًا وما يعرفش حاجة عنها وفضل يدور على أي كاميرا تانية بس مالقاش حاجة، أنا و(رهام) فتشنا في كل حتة، اتوتر وزعق وفضل يحلف لي وانه هيعرف البنت دي مقامها وكلام من ده كتير...
وتاني يوم لاقيت الرقم اللي باعت لي الصورة بيتصل، رديت عليه بس كان صوت غريب، كان مستخدم برنامج تغيير الصوت، فضلت ازعق واقول انا عارفة انتي مين وعايزة مني إيه واهددها إني هتصل بالبوليس وهيمسكوها، الرد عليا كان:
- اهدي مش أنا اللي في دماغك، أنا عملت كده علشانك وعلشان خايف عليكي.
- انت مين؟!
طلب مني أقابله في كافيه تاني يوم على الساعة 3، فكرت اروح متأخرة كام دقيقة علشان أحاول أعرف مين وجاي منين.
بس لاقيت إنها هتبقى فكرة ملهاش لازمة، ما انا كده كده هقابلة رحت في ميعادي وقاعدة.
كانت المفاجأة...
لاقيت (أحمد) ابن عم (علي) وكان معايا في نفس الكلية و(علي) كان بيروح له هناك كتير بسببي.. (أحمد) كان بيتجنبني حتى المكان اللي ببقى فيه مش بيمشي منه، وحسيت أنه مش بيكون طايقني حتى ماجاش الفرح بتاعنا وكان مسافر.
لاقيته قام استقبلني وقال لي:
- تعالي انا اللي مستنيكي.
قعدت وكلي ذهول ومش فاهمة حاجة، ماكانش عارف يبدأ كلام منين، وقال لي:
- أنا جاي من قريب.. ازيك.
سبت الخضة اللي انا فيها وقولت له:
- انت ازاي تركب كاميرات في بيتي ودخلتها ازاي أصلًا؟ انت متفق مع (علي) ولا إيه؟؟
قال لي:
- لا أنا مش متفق مع (علي) وهو أصلًا ما يعرفش إني جيت من السفر ولو سمحتي اهدي.
رديت:
- أهدا ازاي؟! أنا لازم أفهم كل حاجة.
قال لي:
- طيب، أنا لما جيت من السفر، كنت جاي صدفة مش أكتر وقولت أسأل عنكم وعرفت إن عندكم مربية أطفال، قدرت أوصل لها واتفقت معاها تركب لي الكاميرات دي في مقابل فلوس، هي كانت رافضة في الأولى، بس انا أصريت، ودفعت فلوس أكتر وحذرتها إن لازم تكون في مكان مش شايفينه ومش بتطوله الإيد دايمًا، على فكرة أنا عملت كده علشانك، علشان اتطمن عليكي كل فترة، واقدر اشوفك يا (سحر).. أنا بحبك من واحنا في الكلية بس ماكنتش عارف اقولك ازاي، وكل ما احاول أقولك ماكنتش بعرف وامشي، لحد ما (علي) خدك مني وحبك، أنا ساعتها خدت بعضي وسافرت علشان ما قدرتش، ولما رجعت وفكرت اتطمن عليكي وأشوفك بطريقة غير مباشرة وعرفت إنه خانك، هو ما يستاهلكيش يا (سحر).. أنا اللي بحبك، هو ما قدركيش ولا قدر النعمة اللي معاه، انتي ممكن تسيبيه وانا بعد شهور العدة هتجوزك وهربي ابنك كأنه ابني بالظبط وعمري ما هخونك.
أنا ساكتة ومصدومة ومش مصدقة الموقف اللي انا فيه ده، عماله اسمع كلامه بينزل عليا صدمة ورا التانية، دماغي هيموتني من الألم وماحسيتش بنفسي إلا وانا في المستشفى وهو معايا مستني قدامي.
لاقيته بيقول لي:
- أنا مكنتش أعرف إنك تعبانة أوي كده، بس ده مش هيأثر على كلامي اللي قولته ليكي، أنا أد كلامي.
تداركت الموقف وإني أغمى عليا ووداني المستشفى وعرف إني عيانة...
- بص يا (أحمد).. أنا لما جيت أقابلك جيت أقابل الشخص اللي بيتجسس عليا، سواء بتحبني أو لا، دي حاجة تخصك أنت، إنما أنا بحسب (علي) جوزي اللي هو صاحبك وابن عمك، وده ما يصحش وما يدكش الحق إنك تتجسس على بيوت الناس، والكلام اللي انت قولته ليا هعتبره ولا حصل وبالنسبة للكاميرات أنا مش هبلغ البوليس علشان صلة القرابة دي، وياريت ما تدخلش تاني ولا تدخل لي كاميرات أو جواسيس لأن اللي دخلت بيتي دي عقربة وعايزة تخربه وانت بتساعدها كده، وده أكيد ما يرضكش وخصوصيات الناس مش فيلم تتفرج عليه، جوزي خاني أو لا، محدش له دعوة، فهمت يا (أحمد)؟ ولو سمحت امشي دلوقتي.
مشي (أحمد) وهو مش عارف يرد عليا، متردد لكنه قبل ما يمشي قال لي:
- أنا مش هسيبك تاني
ومشي.
قولت بما إني في المستشفى لازم اروح للدكتور واتصل بـ (رهام) أطمنها واخليها تفضل وقت أكتر مع (حازم) على ما اروح لها، رحت للدكتور اللي متابعة معاه وطبعاً فضل يتكلم بحدة إني مش واخدة بالي من نفسي وإني لازم أنتظم أكتر وإن ده مش علشاني بس، ده علشان عيلتي، هي فين عيلتي؟ جوزي وراح لواحدة تانية وابويا غضبان لأني سكت على إصرار (علي) وما اتطلقتش، أنا تعبت الدكتور مش فاهم إني بتهاجم من كل ناحية، مش من ناحية السرطان بس، روحت البيت وقعدت شوية مع (حازم) واحشني أوي، رضعته ونام ونمت جنبه.
في مرة صحيت من النوم عرقانة وبتنفس بصعوبة ووشي مليان دموع، رحت لـ (حازم) بسرعة اتطمن عليه، كان صاحي وبيعيط جعان، أخدته أرضعه وانا بعيط جامد "يا رب أنا تعبت، يا رب قويني، أنا مش قادرة، أنا كلي بيوجعني ومش ملاحقة على وجع جسم ولا وجع دماغ ولا وجع قلب، يا رب كن معايا، يا الله."
حلمت حلم وحش أوي، عايزة انساه، كل شوية افتكره أعيط، أنا هكتبه علشان ابطل تفكير في الحلم ده وأطلعه من دماغي.
حلمت إن (حازم) كان بيعيط وجيت اروح اشيله ما لحقتش، لاقيت (علي) راح له علشان يشيله ويسكته بس (علي) ما كانش شايفني وجت وراه (غادة) العقربة قالت له: "ما تيجي يا حبيبي، نودي (حازم) لجده، احنا مش هنقدر عليه وهو بقه يربيه واحنا نبص عليه كل فترة والتانية"
و(علي) وافق علطول كأنه متخدر وبيسمع كلامها بس حاولت آخد ابني منه مش عارفة، مش قادرة اتحرك من مكاني، جيت ازعق مش عارفة بردو ولاقيت (علي) بيقول لـ (غادة): ابقي وديه انتي لجده، أنا مش عايز أقابله.
وغادة قالت له: حاضر يا حبيبي."
وابتسمت ابتسامة تخوف، ابتسامة مليانة شر، وصحيت على صوت (حازم) بيعيط وانا مرعوبة من الحلم ده، أنا لازم اطلعه من دماغي، مش ممكن هسمح لابني يتمرمط أو يكون بين إيد البنت دي، أنا مش هسكت لها ومش هسمح لها تخطف أبني أو جوزي أو تخطف حياتي مني، واحدة استغلت ظروفي وعايزة تاخد حياتي حتى وانا عايشة وانتهزت الفرصة علشان تهد بيتي، لكن أنا مش هخليها تعمل اللي هي عايزاه....
(2)
أنا أسمي (غادة) برغم من قسوة الدنيا والفقر اللي انا فيه إلا إني اتخرجت من كلية وبشتغل، مش بشتغل شغالة، لا.. أنا مش شغالة أنا مربية أطفال، حد عايزني أقعد بعياله على ما يخلص مشوار أقعد بيهم في بيتهم براحتي واقبض وامشي، بمشي حالي واحاول أحوش فلوس ليا تنفعني في وقت زنقة، لكن كل شويه (حسن) ياخدهم مني بالعافية.. (حسن) ده الراجل اللي أمي اتجوزته علطول بعد ما ابويا طفش وسابنا كلنا، هي السبب، كتير كنت بلاقيهم بيتخانقو وكنت أحوش بينهم، وفي الآخر تقوم تتجوز واحد أصغر منها يجي بعشرين سنة، وهو سابنا وما اعرفش هو فين، كتير اشتكيت لها من (حسن) ده، بس هي مطنشه وكانت بتغير مني، وتاخد هي كمان فلوسي لحد ما قدرت اهرب منهم أخيرًا.
في مرة جات لي شغلانه بس شكلها هتطول، مش عايزني أسبوع ولا اتنين، لا.. شكله هيطول عن كده، والولد عنده كام شهر وأمه عيانة بالمرض البطال، يلا ربنا يشفيها، ابنها حلو وبدأت اتعود عليه وبيتها حلو بقعد فيه كتير وببات هناك لأنهم طبعاً مش هيقدرو يستغنو عني، ده غير بقه جوزها واحد طول بعرض وشكل فلوسه كتير وبيته حلو، أنا بحسدها على العيشة دي، طيب فيها إيه؟ فيها إيه لو انا اللي بدالها، حياتي هتبقى أحسن طبعًا، وهي كده كده شكلها مش هتطول، طيب حتى لو طولت، أنا لازم اتصرف..
وفي يوم نزلت اجيب حاجات لـ (حازم).. لبن وهكذا، لاقيت واحد بيقابلني وسألني:
- انتي بتشتغلي عند سحر وعلي؟
شكله ابن ناس، بس وإيه يعني، ما انا كمان بنت ناس وبشوية كلام بطريقة حلوة ولبس كويس يخلوني اكون بنت ناس، بصيت له وقولت له:
- لا.. أنا ما بشتغلش عند حد، أنا مربية أطفال، يعني بربي ابنهم. قال لي:
- طيب أنا عايز اتكلم معاكي شوية، ممكن نقعد في أي كافيه؟
وافقت الصراحة لأن عمري ما جربت أقعد في كافيه وأكيد مش هبين له كده، وقولت له:
- مش عارفه، أنا مستعجلة أصلًا.
لكنه أصر وقال إنه هيديني فلوس، رحت وقعدنا، وطلب حاجة مش فاكرة اسمها، بس طلبت زيه، واستنيت يبدأ كلامه، قال لي إنه هيديني فلوس في مقابل إني احط كاميرات في بيت (علي) وإنها تكون مستخبية كويس، بصراحة خفت وماكنتش عايزة اعمل كده، أصل كاميرات كده هيشوف كل حاجة بعملها أو ما بعملهاش، ده بس اللي قلقني، بس هو هيديني فلوس وهيعلي السعر، هوافق، أنا ممكن أستفيد من الحكاية دي، وكده كده أنا هبقى عارفه مكان الكاميرات، أحاول أبعد عنها وخلاص، وحاولت أفهم هيعمل كده ليه، شكله بيحب (سحر).. أنا أكيد هقدر أستفيد من الحكاية دي بأي طريقة، هستناهم لما يتقابلو واصورهم وابعت الصور لـ (علي)..
(هخليه يفكر إن سحر بتخونه)
رجعت البيت واستنيت لما البيت كله سكت ونام وفضلت أركب بهدوء من غير صوت واختار أماكن كويسة، واتفقنا تاني يوم هيديني باقي المبلغ اللي اتفقنا عليه والموضوع تم.
وبعدين بقيت باخد راحتي في البيت كأنه بيتي بالظبط بس طبعًا كنت ببعد عن الكاميرات، مش عايزة حد يعرف..
(على الأقل دلوقتي)
و(علي) كمان كان ساعات بيجي بدري عنها شوية، رحت له في مرة سألته لو عايز حاجة وكنت طابخة أكل ياكل صوابعه وراه، وزي مابيقولوا (أقرب طريق لقلب الراجل معدته).. عجبه الأكل وسألني:
- انتي اللي طابخه؟
قلت له:
-اه.
قالي:
- شكلك شاطرة في الطبخ
قلت له:
- شكرًا، ده من ذوقك.
ومن يومها كل يوم أطبخ أكل، ولو يوم ما طبختش و(رهام) صاحبتها اللي طابخه، بقه بيعرف ومابياكلش منه كتير، مش كده وبس، بقيت أهتم بنفسي أكتر حتى كمان كنت بستخدم من المكياج بتاعها من غير ما تاخد بالها، هي كده كده مش مركزة معايا أصلًا، وكنت بحاول أتكلم معاه كتير، بس في الأول كان بيصدني، بس كل ما يبقى الحال أسوأ كل ما بيبقى سهل عليا، ممكن ده كيد نسا أو مكر أو ذكاء، ليه ما اسميهوش ذكاء، قدرت بطريقة معينة إني أوصل لها إنه بيخونها، عرفت وطردتني وده اللي كنت متوقعاه بس مش عارفه ليه متمسك بيها ومش عايز يطلقها!!
وبقيت بصرف من الفلوس اللي جات لي ودبرت نفسي بيهم، وفي يوم كنت بعدي الطريق وعملت حادثة ونقلوني على المستشفى، مش عارفه فضلت أد إيه، بس صحيت على رنة موبايلي، كان (علي) بيتصل، فرحت أوي ورديت وأنا صوتي تعبان وكان بيزعق جامد (شكلهم عرفو بموضوع الكاميرات).. سألني:
- انتي فين؟
قلت له:
- في المستشفى.
وبعدها بنص ساعة لاقيته قدامي، كان متعصب بس المهم عندي إنه جه وسألني وهو بيحاول يتحكم في عصبيته:
- انتي اللي حطيتي الكاميرات في البيت؟
ورديت:
- كاميرات؟! كاميرات إيه؟! وبيت إيه؟! انت جاي علشان تسألني على كده، أنا عملت حادثة وفي المستشفى بين الحياة والموت وانت بتسألني على أي كلام مش فاهمة منه حاجة.
وقعدت أعيط، لاقيته سكت وبعدين قال لي:
- أنا آسف، أنا بس مش فاهم مين اللي...
وسكت، وانا مستمرة في العياط، سكتني واتطمن عليا من الدكتور وكمان دفع لي في الحسابات، بصراحة مبسوطة أوي.
لا وهي عايزاني أسيبه، لا خلاص أنا قررت هو ده اللي اخترته، وانا مش هسكت، هفضل وراه لحد ما يطلقها وأبقى أنا بدالها، آخد جوزها وابنها أو اسيب ابنها لجده أو لـ (رهام).. ساعتها ابقى افكر....
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا