3. زرقاء اليمامة:
تعتبر أسطورة "زرقاء اليمامة" من الأساطير العربية القديمة جداً؛ وتقول الأسطورة أن امرأة من قبيلة "اليمامة" في جنوب نجد كانت حادة البصر وكانت عيونها زرقاء. لذلك لقبت به زرقاء اليمامة" وهناك من قال إنها شخصية حقيقية.
وتقول الأسطورة أن عيونها كانت جميلة جداً تسحر الأنظار، وكانت قدرتها على الرؤية حادة لدرجة تمكنها من رؤية قافلة تجارية تصل إلى مكانها بعد مسيرة أكثر من يوم ونصف.
ويقال أيضاً أنها كانت تقف على قمة جبل لترى ما هو أبعد من مسيرة يوم ونصف بكثير. كما كانت قادرة على تمييز شعر بيضاء إن سقطت في وعاء كبير من الحليب وإخراجها منه بسهولة. وقد استخدم لقبها في المثل العربي الذي يضرب للتعبير عن حدة البصر: "أبصر من زرقاء".
ويحكي أنه في إحدى الحروب استترت قوات العدو بفروع الأشجار من أجل أن يغيروا على أهل اليمامة، فرت زرقاء اليمامة ذلك وأنذرت قومها، قالت إنها ترى أشجاراً تتحرك وإنها لابد أن تكون حيلة من جيش معاد. لكن قومها لم يصدقوها، وعندها وصل الأعداء إلى ديارهم، قتلوا كثيراً منهم وهدموا مبانيهم ونكلوا واستعبدوا من ظل حيا.
وربما تكون أسطورة "زرقاء اليمامة" بها الكثير من المبالغة. فهي تشير إلى أن المرأة قادرة على أن تكون ناصحة لقومها ومفيدة لهم. ولكن المجتمع الجاهلي كان لا يقدر المرأة ولا يأخذ برأيها. ولذلك جاءت أسطورة زرقاء اليمامة لتؤكد إمكانية بعد النظر عند المرأة ورجاحة العقل وقوة التفكير وحسن النصح والتدبير.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا